أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سلامة كيلة في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الماركسية والاشتراكية والواقع العربي / سلامة كيلة - أرشيف التعليقات - رد الى: أنور نجم الدين - سلامة كيلة










رد الى: أنور نجم الدين - سلامة كيلة

- رد الى: أنور نجم الدين
العدد: 173175
سلامة كيلة 2010 / 10 / 16 - 01:19
التحكم: الحوار المتمدن


الأستاذ أنور تحياتي وشكراً لملاحظتك، وأود القول بأنني ألمس فهماً ميكانيكياً للموضوع المطروح، وآسف لهذا الحكم المسبق (الذي ربما كان اضطلاعي على كتاباتك في الحوار المتمدن قد أوصلني إليه والذي يبدو واضحاً هنا. فأولاً حين تناول -دارات رأس المال- أو الدورات الاقتصادية ، أشرت إلى أنها انتقلت من خمس إلى عشر سنوات منذ بداية القرن التاسع عشر إلى نهايته، وأن ذلك قد دفع -الثورة القارية إلى الوراء- فألغت -الفرصة المؤاتية لانطلاق ثورة أممية إلى أجل غير معروف-. وتشير إلى أن هذه الدارات عادت من جديد. المسألة كما يبدو لي لا تتعلق بزمن الدارة بل بطبيعتها، وهنا سنلمس الفارق بين الأزمات القديمة والأزمة الراهنة، حيث أن الأزمة الراهنة لم تعد تحدث كل عشر سنوات بل باتت أزمة مستمرة، خصوصاً منذ أزمة سنة 2008. والسبب هنا يتمثل في التغير الذي حدث في تكوين الرأسمال، وبالتالي في تكوين الرأسمالية. وليس غير المنطق الصوري هو الذي يعتبر بأن الأزمة الراهنة هي تكرار للأزمات التي كانت تحدث في القرن التاسع عشر (سواء تلك التي كانت تحدث في أوله أو في آخره). فقد كانت الأزمات آنئذ هي أزمات تتعلق بفيض الإنتاج فقط، وهذه الأزمات هي التي كانت تحدث بشكل دوري، أما اليوم فالأزمة مركبة، فقد كانت ولازالت أزمة فيض إنتاج من جهة، لكنها من جهة أخرى أزمة من نوع جديد يتعلق بوجود فيض المال الذي لم يجد طريقاً للنشاط سوى المضاربة والبحث عن أشكال جديدة تنحصر في القطاع المالي. وهو هنا لم يعد رأسمال بل بات مالاً مضارباً. وهو يغرق العالم في أزمة مستعصية لأن لا حل له، كما كانت توجد حلول لأزمات الكساد. هنا الأزمة مختلفة، وعميقة، وأكثر خطراً من كل الأزمات السابقة.
بالتالي ليس من الممكن القول بأننا عدنا إلى مادية القرن التاسع عشر، حتى وأنت تشير إلى ماركس، حيث الوضع بات مختلفاً بشكل كبير. رغم أنها تتفجر في كل العالم، وتطال كل الشعوب التي سوف تتعرض للنهب. وهي لحظة ثورية لا بد من مسكها من أجل تحقيق تغيير عالمي شامل أو جزئي.
ثانياً، أشرت إلى أن تحوّل الدارات دفع الثورة القارية إلى الوراء، لماذا؟ أليس لأن سيطرة الرأسمالية على العالم عبر الاستعمار قد أدت إلى تحول قانون الإفقار المطلق إلى إفقار نسبي من خلال نهب العالم؟ وهو الأمر الذي فرض تحولاً عميقاً ليس في موقف الطبقة العاملة فقط بل وفي مجمل التكوين الطبقي في هذه البلدان، جعل إمكانية الاشتراكية توضع بين مزدوجين، وأصلاً وضع الثورة بين مزدوجات. هل عاد الوضع الطبقي إلى ما كان وقتئذ؟ على العكس فإن التحوّل المالي فرض تراجع أكبر في حجم الطبقة العاملة، واسهم في ذلك التطور التكنولوجي الذي حدث خلال العقود الثلاث الماضية.
طبعاً يمكن تلمس بداية صراع طبقي جديد في هذه البلدان، لكن ما هي آفاقه؟ وهل يمكن أن يتجاوز الطابع المطلبي الذي انحكم له منذ نهاية القرن التاسع عشر؟
ثالثاً، تطرح العودة إلى وضع القرن التاسع عشر كنقيض للخيار الذي طرحه لينين، لكن ماذا فعل الاستعمار في الأمم التي لم تصبح رأسمالية؟ أليست السيطرة الإمبريالية هي التي منعت التطور نحو بناء قوى الإنتاج في هذه الأمم؟ لاشك في أن تطور القوى المنتجة الرأسمالية يجري على صعيد عالمي، لكن بشكل غير متكافئ، حيث تتمركز الصناعة في المراكز وتظل الأطراف زراعية أو تتحوّل إلى مجتمعات مهمشة. لأنها يجب أن تبقى مصدراً للمواد الأولية الرخيصة من جهة، وسوقاً للسلع التي يفرض فيض الإنتاج البحث عن أسواق لتصريفها. وتصريفها يعني منع بناء صناعة في تلك الأمم لكي تضمن السوق. ولقد ألغت المنافسة أولاً من خلال القوة وهي دول مستعمرة، ثم من خلال الفارق الهائل في التطور والتمركز بعدئذ وبعد أن فرضت سيادة اقتصاد السوق الحرة.
وهذا الوضع كان يفرض الصراع في الأطراف التي تفقر طبقاتها وتهمش، والتي أصبح اللاتكافؤ عنصراً جوهرياً في إمكانية تحوّل الرأسمال المحلي إلى التوظيف في الصناعة، هذه الصناعة التي هي عماد كل التطور الحديث. وبالتالي يمكن القول بأن التناقض الأساسي بات يتمحور هنا بعد أن كان في القرن التاسع عشر يتمحور حول الصراع بين البروليتاريا والبرجوازية. والخيارات لحل هذا التناقض باتت ضيقة نتيجة أن البرجوازية المحلية تكيفت مع الرأسمال الإمبريالي، وقبلت بالتكوين الاقتصادي والاجتماعي الذي فرضه، ومن ثم لم يبقَ سوى الخيار -غير البرجوازي- لأن الصراع هو مع الرأسمالية في المراكز وفي الأطراف معاً. هل من خيار للتطور غير ذلك، أو هل نبقي هذه الأمم دون تطور إلى حين انتصار الاشتراكية في المراكز؟ لكن أشرت إلى أن الثورة الاشتراكية قد تراجعت في تلك المراكز، إذن ما الحل؟
هنا نستحضر لينين الذي تقدّم بخيار جديد متلمساً الوضع الذي بات يتشكل العالم فيه، وهو ما صاغه فيما بعد في كتابه -الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية-. ولقد أشرت إلى كل ذلك في ردي على سؤال أساسي في المقابلة ولا أود التوسع من جديد في هذا الموضوع، لكن أشير إلى أن الرأسمالية قد صاغت العالم بما يسهم في ضبط تناقضاته، لهذا أسست تكويناً طبقياً لا يدفع نحو الثورة في المركز، وفرضت استمرار التخلف والنظم الكومبرادورية في الأطراف. وبالتالي أصبحت الأطراف هي -الحلقة الضعيفة-، لأن نهبها هو الذي يسمح بحفظ التوازن في المراكز. وهو ما يجعل تفجر الثورات هو في الأطراف، فهل ننتظر إلى أن تحل أزمة المراكز؟ لكن حل أزمتها مرتبط بحل أزمة الأطراف، أي إلغاء النهب الإمبريالي، وتحقيق التطور الضروري الذي يوجد التكافؤ من خلال بناء مجتمعات صناعية.
هذه المسألة قامت بها الرأسمالية في أوروبا وأميركا واليابان، ولم تعد من اهتمام الرأسمالية في الأطراف. وإذا كنت تنطلق من أن الاشتراكية -لا تتحقق من خلال الأفراد الموهوبين والأحزاب الحديدية مثل حزب لينين، بل تتحقق بفعل تطور القوى الإنتاجية، والتضامن الأممي-، فسيكون السؤال كيف يمكن أن تتطور القوى الإنتاجية؟ حيث يجب أن تتحقق من قبل طبقات، وهي لا تتحقق بشكل عفوي، أو قدري. على الأقل لينين قدّم خياراً، ولقد نجح هذا الخيار كما نلحظ في وضع روسيا وكل البلدان التي كانت اشتراكية. هل من الممكن المراهنة مرة أخرى على دور للرأسمالية، سواء رأسمالية المراكز أو الرأسمالية المحلية في هذا المجال؟ تاريخ القرن العشرين لم يوضح ذلكن والمم التي تنافس في المجال الصناعي اليوم هي البلدان التي كانت اشتراكية.
ثم هل يمكن أن نحقق -الثورة الشيوعية الأممية- دون تطور هذه الأمم وتحوّلها إلى مجتمعات صناعية حديثة؟ طبعاً سوف اوافق على ان الشيوعية هي غير ممكنة -تجريبياً- -إلا على اعتبارها فعلاً أممياً- لأنها تفترض -بصورة مسبقة التطور العمومي للقوى الإنتاجية والتعامل العالمي الوثيق الصلة بالشيوعية-. لكن لا لينين ولا ماركس من قبله قال أننا اليوم في مرحلة تحقيق الشيوعية، وماركس قبل لينين قال بأننا نعمل على تحقيق الاشتراكية التي هي المقدمة للشيوعية. وإذا لم نلتقط هذا التمييز فلسوق نقع في الخلط، حيث أنه ليس من الممكن الانتقال إلى الشيوعية في ظل وجود النمط الرأسمالي، وقبل أن تتطور القوى المنتجة في كل العالم. إذن قبل -الثورة الشيوعية ذات طبيعة أممية- يجب أن نبحث في كيف يمكن للقوى المنتجة في الأطراف أن تتطور؟ بالتالي نحن حتماً ما قبل -ثورة شيوعية أممية-، ما العمل في هذا الوضع؟ انتظار التطور؟ وهذه هي العفوية بكل جلالتها، أو طرح السؤال حول كيفية تطور المم المخلّفة ماركسياً، ووضع إستراتيجية لتحقيق ذلك؟
ما يجب أن يكون واضحاً هو أنه دون هذا التطور في الأطراف فلن ينفتح أفق الثورة الاشتراكية (وليس الشيوعية بعد) في المراكز. وهو الوضع كذلك الذي ينفي المنطق الذي يقول بأنه إما الثورة الشيوعية الأممية أو ليس هناك ثورة اشتراكية. فاختلال العالم يفرض صيغاً مختلفة للصراعات الطبقية، ولأهداف العمال، واختلافاً في الأولويات. مما يفرض لمس الصيرورة -الحلزونية- للتطور، وليس الصيغة التي ترى التطور مستقيماً على طول الخط. أو يرى إما الأقصى أو لا شيء. هنا نلمس العقل الميكانيكي بينما الوضع يحتاج إلى منظور جدلي.
أخيراً، لاشك في أن مطابقة الاشتراكية والشيوعية هي التي أفضت إلى القول بان -الاشتراكية إما غير موجودة وإما ظاهرة أممية-ز و القول بأنه لا يمكن لأسلوب إنتاج اشتراكي أن ينهار -لأن ظهور هذا الأسلوب في الإنتاج أمر غير ممكن ما لم يقضي المجتمع سلفاً على أسس الاختلال الاقتصادي، فالاشتراكية تعني القضاء على القوانين الاقتصادية التي تسبب الاختلال-، بينما كان ماركس يرى استمرار الاختلال في المرحلة الاشتراكية.
بالتالي ليس من ثورة شيوعية عالمية أو لا ثورة في عالم غير متجانس أصلاً، وعدم التجانس هو الذي يفرض سياقات تطور مختلفة فيما بين المراكز والأطراف وفي الأطراف ذاتها. وهو الذي يفرض أن تكون الأولوية هي لتطوير القوى المنتجة وتحديث المجتمعات المخلّفة في سياق الانتقال إلى الاشتراكية. ومن لا يفكر في ذلك سوف يفشل كما فشلت الأحزاب الشيوعية التي ظلت تنتظر انتصار الرأسمالية في بلدانها طيلة ثلاثة أرباع القرن العشرين إلى اليوم.
هنا أهمية لينين، وأهمية الإضافة التي قدّمها. أقول التطور صيرورة وليس انتقال من/ إلى وفق المنطق الصوري. ولهذا ما يبدو نهاية مسار يجب أن يربط بصيرورة الوصول إليه دون أن يحوّل لبداية لا تحتمله. ولهذا فإن انتظار ثورة أممية سوف لا يعني سوى عدم انتظار شيء.
عودة إلى الأزمة الراهنة أقول بأنها سوف تفجر صراعات طبقية في كل البلدان، لكن يمكن أن تنتصر الاشتراكية في البلدان التي نضجت فيها قوى ماركسية ثورية، وتفشل في أمم أخرى. لنعود إلى دورة جديدة تحقق التطور الصناعي في عديد من الأمم المخلّفة في إطار اشتراكي


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
سلامة كيلة في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الماركسية والاشتراكية والواقع العربي / سلامة كيلة




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - الاحتلال يمارس أقسى الانتهاكات بحق الصحفيين / المحامي علي ابوحبله
- الفقر كما قيل عنه / اشرف عتريس
- السؤال الثامن _ تكملة .... / حسين عجيب
- الهروب / فوز حمزة
- قفص مرمي في ضواحي بغداد / طارق حربي
- بمناسبة الاول من مايو/ ايار / الحزب الشيوعي الأمريكي


المزيد..... - قد يكون مغريا إعادة استخدام زجاجة المياه خلال فصل الصيف.. إل ...
- الأرض أم المريخ؟ شاهد سماء هذه المدينة الأمريكية وهي تتحول ل ...
- وصف طلوع محمد بن سلمان -بشيء إلهي-.. تداول نبأ وفاة الأمير ا ...
- إسرائيل تبلغ منظمات الإغاثة بخطط إجلاء رفح وواشنطن تؤكد: لم ...
- “قدم الآن” رابط التسجيل في منحة الزواج 1445 والشروط المطلوبة ...
- شوف اسمك منهم حالاً.. إيداع مصرف الرافدين 25,000,000 دينار م ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سلامة كيلة في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الماركسية والاشتراكية والواقع العربي / سلامة كيلة - أرشيف التعليقات - رد الى: أنور نجم الدين - سلامة كيلة