|
السؤال اليوم هو : هل يمكن تفعيل دور اليسار ال - صباح زيارة الموسوي
- السؤال اليوم هو : هل يمكن تفعيل دور اليسار ال
|
العدد: 172865
|
صباح زيارة الموسوي
|
2010 / 10 / 15 - 05:42 التحكم: الكاتب-ة
|
كنت قد كتبت مادة متواضعة بتأريخ 2005 / 6 / 1 : الماركسية بين التطور الموضوعي والجمود العقائدي والتحريف: أفكار وتساؤلات عامة (أزمة اليسار العراقي مثالاً) جاء فيها
لقد ترجم يوسف سلمان يوسف (فهد) مؤسس الحزب الشيوعي العراقي، ترجم الماركسية في برنامج وطني، استهدف تحويل المجتمع العراقي من مجتمع شبه إقطاعي مستعمر إلى مجتمع حر حديث، ورغم قلة المصادر الماركسية آنذاك، فقد تمكن فهد من تأسيس حركة ثورية، تحولت إلى قوة جماهيرية كبرى، أصبحت نواة للحركة الوطنية العراقية، خصوصاً حين ترجم فهد مفهوم قيادة الطبقة العاملة للتغيير الثوري عبر شعار ملموس وواضح (قووا تنظيمكم، قووا تنظيم الحركة الوطنية) باعتبار القيادة الثورية عمل خلاق لا مجرد شعار يفرض فرضاً.
حين رفع فهد شعار (الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق)، يكون بذلك قد وجه ضربة قاصمة للفكر الديني الذي يقرن الاستشهاد بالجنة، هذا الفكر الذي يدعوا الناس للشهادة من أجل الحصول على الحياة الأخرى في جنات النعيم. فقد اختصر الشهيد فهد الفكر المادي التاريخي بفعل ثوري استشهادي دون ان يضطر للتعرض للدين وعلاقته بالماركسية المادية.
إن يوسف سلمان يوسف (فهد) يعتبر قائد وطني ثوري من الطراز التاريخي، مثله مثل هوشي منه القائد الفيتنامي الذي حول الفكر الماركسي إلى فعل كفاحي شعبي تحرري عبأ فيه جموع العمال والفلاحين و المثقفين الثوريين في أكبر حركة كفاح مسلح شهدها التاريخ الحديث، محققا النصر التاريخي على أعتى القوى الرأسمالية فرنسا أولاً وأمريكا لاحقاً.
إن دور الفرد في التاريخ يمثل أهمية خاصة، حينما يتعلق الأمر بالوعي الفكري الصحيح للمدرسة التي يمثلها هذا القائد، إن لينين مثلاً قد تبنى وطور الماركسية في ساحة الصراع الطبقي، مترجماً الماركسية ومطوراً لها وفق الظروف الموضوعية لروسيا القيصرية، حيث طور فكرة ماركس القائلة (بحتمية قيام الثورة الاشتراكية في بلد رأسمالي متطور) إلى (إمكانية قيام الثورة الاشتراكية في الحلقة الأضعف في الدول الرأسمالية). فلم تكن الماركسية بمثابة دين مقدس غير قابل للتطوير، بل إن الماركسية لدى لينين كانت وفق هيغل نفسه (النظرية رمادية اللون أما شجرة الحياة فخضراء)، وهي واحدة من المقولات الرمزية الدالة على قدرتها على التطور المتواصل في خضم الحياة الإنسانية، ذلك هو سر ديمومة الفكر الماركسي رغم ما تعرض له من حملات التحريف والتشويه، والقسر الذاتي لقانون الجدلية التاريخية. لقد أعلن ماركس منذ البدء بأن الماركسية تستهدف التغيير لا التفسير فقط.
إن طموح لينين بتحويل روسيا بعد انتصار ثورة أكتوبر العظمى إلى مركز للثور العالمية، هذا الطموح قد اغتيل مبكراً جداً باغتيال قائد الثورة بعد سنوات خمس فقط من انتصارها، لقد اغتيل لينين في عمر لم يبدأ بعد على صعيد تطوير الثورة المنتصرة، ما مهد الطريق إلى ظهور قائد من طراز مناقض تماماً أي ستالين الطامح لإقامة إمبراطورية روسية تهيمن على العالم باسم الثورة الاشتراكية. إن ستالين وعلى ضوء التجربة التاريخية اللاحقة شكل الحاضنة الفكرية لنشوء (ظاهرة الزعامات الدكتاتورية في العالم الثالث) خصوصاً تلك التي أصبحت تعرف بزعامات الأنظمة التقدمية.
إن متزمتي الفكر الماركسي اليوم، لم يتخلصوا بعد من عقلية الجمود العقائدي ذي الصبغة الدينية المتزمتة، بل إنهم يسقطون إخفاقاتهم في الصراع الطبقي المحلي على موضوعة أزمة الماركسية عالميا، إنهم يمثلون الوجه الأول للمدرسة التحريفية، القائل بصواب وصحة الماركسية دون تدقيق في معطيات التطور الهائل الذي حدث في القرن العشرين.
لقد تساءل لينين في الذكرى الثلاثين لوفاة ماركس: إن الرئيسي في مذهب ماركس، هو أنه أوضح دور البروليتاريا التاريخي العالمي، بوصفها بانية المجتمع الاشتراكي. فهل أكد مجرى الأحداث في العالم بأسره صحة هذا المذهب منذ أن عرضه ماركس؟
أجاب لينين على التساؤل هذا بالقول: لقد صاغ ماركس هذا المذهب للمرة الأولى في عام 1844، و«البيان الشيوعي»، الذي كتبه ماركس وأنجلس، والذي صدر عام 1848، يعطي عن هذا المذهب عرضا كاملاً منهاجياً، هو خير عرض لهذا المذهب حتى اليوم. ومذ ذاك ينقسم التاريخ العالمي بوضوح إلى ثلاث مراحل رئيسية: 1) من ثورة 1848 إلى كومونة باريس (1871)؛ 2) من كومونة باريس إلى الثورة الروسية (1905)؛ 3) ابتداء من الثورة الروسية.
وبعد أن يقيم لينين المراحل المشار إليها أعلاه، يتوصل إلى رأي يقول بصحة رؤى ماركس، مما دفع أعداء الماركسية إلى التبرقع بها، إذ سجل: إن ديالكتيك التاريخ يرتدي شكلاً يجبر معه انتصار الماركسية في حقل النظرية أعداء الماركسية على التقنع بقناع الماركسية.
إن إحدى المحاولات الجادة الجارية وسط اليسار العربي، في دراسة الماركسية ومصيرها عربياً وعالمياً، هي تلك التي يجريها نخبة من الرفاق في سوريا (حوارات ماركسية) والتي حددت موضوعات الحوار بالتالي: أولاً: المسألة القوميةثانياً: قضايا الإمبريالية الرأسمالية الاقتصادية -السياسية والثقافية وما يسمى -عولمة الإمبريالية. ثالثاً: قضايا الماركسية (المنهج الديالكتيكي، والنظرية، نقدهما وضرورتهما، مع إعادة الإنتاج الموسع للنظرية الماركسية كنظرية اجتماعية هنا).رابعاً: نقد تجارب الانتقال نحو الاشتراكية خاصة الديمقراطية السوفييتية في الاتحاد السوفييتي المتفكك. خامساً: المسألة الوطنية سادساً: الموقف النقدي من التراث القومي ومن الدين. سابعاً: المسألة الأممية.ثامناً: الديمقراطية والمهام الديمقراطية. تاسعاً: الاشتراكية الماركسية كخيار اجتماعي تاريخي.
إن اليسار العراقي التقليدي، نعني به مدرسة ما بعد انقلاب 8 شباط 1963 الأسود، قد فسر الماركسية على مدى الأربعة عقود الماضية تفسيراً سوفيتياً، في كل ما تضمنه من انحراف وإرادوية، بدءاَ بالخرشوفية القائلة بحل أحزاب الطبقة العاملة وانصهارها بأحزاب البرجوازية الصغيرة، مرورا بالبريجنيفية وموضوعة التطور اللارأسمالي، التي ترجمت بالتحالف الذيلي للبعث ، وانتهاء بالغورباتشوفية وبيريسترويكتها التي لم
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
سلامة كيلة في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الماركسية والاشتراكية والواقع العربي / سلامة كيلة
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
حماية الشهود في القضايا الجنائية: بين النص القانوني والتطبيق
...
/ علي سالم عزيز
-
رئيس -زعَلَطي-… في حضرةِ الدمِ والخذلانِ
/ محمود كلّم
-
انتهازية النخبة في تونس
/ عزالدين مبارك
-
فواصل فلسفية
/ علي محمد اليوسف
-
أنتهاكات حقوق الأنسان ضد المرأة والطفل في مناطق النزاع السود
...
/ رحيم حمادي غضبان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
-
موطننا الوحيد.. كيف تساهم بإنقاذ كوكب الأرض وتحسين صحتك في آ
...
-
منهم ولي عهد أبوظبي.. صور أمراء وشيوخ ورؤساء وملوك بجنازة ال
...
-
انفجار ضخم وأضرار جسيمة بميناء في بندر عباس جنوبي إيران
-
غزة.. قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي لمنزل في الصبرة
-
يوتيوب: العالم الخفي تحت ظلال خوارزمية
-
البابا فرنسيس والعلاقة مع الإسلام والمسلمين... إيمانٌ بالحوا
...
المزيد.....
|