أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - د.محمد على مقلد في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الدولة والعلمانية واليسار / محمد على مقلد - أرشيف التعليقات - مع ذلك ...فنحن ملوك العالم - محمد على مقلد










مع ذلك ...فنحن ملوك العالم - محمد على مقلد

- مع ذلك ...فنحن ملوك العالم
العدد: 168444
محمد على مقلد 2010 / 10 / 1 - 10:02
التحكم: الكاتب-ة

في قصيدة رائعة للشاعر محمد الماغوط مقارنة جميلة بيننا - نحن الذين نملك النمش والتواليل ، وبينهم ، هم الذين يملكون اللآلئ ...نحن الذين صدورنا غبراء كساحات الإعدام ، وهم الذين صدورهم ناعمة كالحرير...- يستدرك الشاعر ليقول : مع ذلك فنحن ملوك العالم ، لماذا ؟ - هم يملكون السفن ونحن نملك الأمواج ...- المتابعة مع الشعر أمر ممتع ، لكن ، ليسمح لي الشاعر أن أكتفي باستخدام عبارته الجميلة هذه في كل مرة أحاول فيها أن أرفع من معنوياتي ومن معنويات من يشبهوني ، في لحظات خيبتنا ومرارتنا . فأنا أقدر مع الذين يصيبهم الإحباط ، كما يصيبني ، أن أوضاع أمتنا العربية صعب ويكاد يكون استثنائيا بين دول العالم وأممها ، لكن لحظات الإحباط هذه ينبغي أن تبقى مجرد لحظات عابرة ، وفي كل مرة أصاب بها حين أتذكر تضحيات المناضلين ممن سبقونا ، بالإصلاحيين في القرنين الماضيين وانتهاء بآخر من استشهد في سبيل الحرية والتقدم في بلادنا، اقول ما تقولون وأتذكر عبارة شعرية أخرى للشاعر الماغوط إياه ، يقول فيها : -أحلم بسلم من الغبار والظهور المحدودبة ، لأصعد إلى أعالي السماء وأعرف أين تذهب آهاتنا وصلواتنا- ...بل لنعرف هل ضاعت نضالات من سبقونا سدى؟
حين نقارن بين ما يحصل في بلادنا وما حصل في الغرب الأوروبي نصل إلى خلاصة غير محبطة . بدأ الغرب يدخل في الحضارة الجديدة في نهاية القرن الخامس عشر ، وبالتحديد في ذلك التاريخ الذي شكل نقطة تحول في تاريخ البشرية :1492 تاريخ سقوط القسطنطينية ، وتاريخ سقوط الأندلس. مذذاك بدأت أوروبا تدخل في الحضارة الرأسمالية ،وكان فيها ما يمانع عملية الدخول هذه ، وعلى رأس الممانعين كانت الكنيسة في روما ، ما أدى إلى حروب دينية استمرت طويلا ، ولم يتمكن أحد من وضع حد نهائي لها إلا حين أقدم نابليون على اعتقال البابا وفرض عليه اتفاقه الشهير الذي بموجبه انحصرت سلطة الكنيسة في روما وفي التوجيه الروحي ، وصارت إدارة شؤون الناس من مسؤوليات السلطة السياسية وحدها.
لم يقتصر الأمر على هذه الحروب الدينية ، بل طالت حروبا أخرى ، في أيام نابليون أيضا ،توسعت حدودها لتشمل كل أوروبا ولم تتوقف إلا في واترلو ونفي نابليون إلى الجزيرة حيث مات..ولم تكتفي الرأسمالية بتلك الحروب الدينية والسياسية ولم تهدأ إلا حين أقحمت الكرة الأرضية في حربين عالميتين ...وها هي الحرب العالمية الثالثة المتنقلة بين بلد وآخر بقيادة البلطجي الأميركي ، وآخرها في العراق وأفغانستان، ومن يدري؟
هذه هي الحضارة الرأسمالية : إنجازات وتقدم علمي وبحبوحة ورفاهية من جهة ، وحروب ودمار وفقر واستخدام وحشي للعلم من جهة أخرى. أما نحن فليس الدين مسؤولا عما نحن فيه . الإسلام ككل الديانات الأخرى قابل للتكيف مع نمط الانتاج الرأسمالي ،لكن السياسيين في بلادنا هم المسؤولون ،إذ لم يتوفر في بلادنا شبيه بنابليون ، أو أتاتورك أو إسلامي مثل اردوغان ، يرضى بأن يحكم باسم القانون لا باسم السلطان وما قبل القانون( السلطان العثماني قاوم إصدار القانون والدستور من سنة 1836 إلى سنة 1876؟ وحين حصلت انتخابات لمجلس المبعوثان ، اجتمع المجلس مرة واحدة ثم علق الدستور حتى عام 1908 ، وسرعان ما انفجرت الحرب العالمية. في الأردن انتخب الشعب مجلس النواب سنة1970؟ ولم يجتمع المجلس إلا مرة واحدة ، ثم استدعاه الملك عام 1975؟( أعتذر لأن المواعيد قد تكون غير دقيقة لأن الوثائق غير متوفرة إلى جانبي وأنا أكتب ، لكن الأحداث كلها صحيحة)
لا نتمنى لبلادنا ما حصل في الغرب ، ولا نتمنى أن تطول فترة النهضة كما طالت في الغرب ، لكن بلداننا محكومة ، اليوم قبل الغد بالدخول في هذه الحضارة ، والنضال من داخلها من أجل تطويرها . وما على الممانعين من الأصوليات الماركسية والدينية إلا أن تعيد النظر بالممانعة ، بعد أن فشل خيار شد التاريخ إلى الوراء على يد الإسلاميين ( تجربة طالبان أحسن دليل على أن الممانعة لا تعني غير إقفال المدارس وإعادة النساء من وظائفهن إلى المنازل وإقفال محطات التلفزة وتعطيل الكهرباء... هذا هو معنى قول المفكر محمد عابد الجابري بأن الدعوة إلى العودة بالإسلام إلى منابعه الأولى ليست سوى دعوة لإعادته إلى مرحلة ما قبل العقل الإسلامي .
نحن في حاجة لا إلى تحييد الدين في المعركة السياسية ، بل إلى عدم التصويب عليه طالما أن المعركة سياسة، وليتابع العاملون في حقل الفقه صراعهم مع جهلة الدين ، ويستكملوا معركة إبن رشد في اللاهوت وفقه الدين والفلسفة ، على أن يتابع السياسيون النهضويون الليبراليون واليساريون معركته ضد المعممين لا ضد الدين






للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
د.محمد على مقلد في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الدولة والعلمانية واليسار / محمد على مقلد




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - ختي المواطنة ..أخي المواطن / شكري شيخاني
- أما آن لهذه الأمة أن . . . ؟ / كاظم فنجان الحمامي
- للمرة السادسة  ... العراق يضمن التأهل إلى الأولمبياد وعلي جا ... / محمد حسين مخيلف
- أسئلة.. / إلياس شتواني
- حول تأثير ووزل في علم الحديث / سامح عسكر
- مترجم / جان كافاييس في إرث ليون برنشفيك: فلسفة الرياضيات ومش ... / أحمد رباص


المزيد..... - محمد صلاح -يتوهج- في أول ظهور بعد خلافه مع يورغن كلوب.. ماذا ...
- معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات ...
- للمرة الثانية منذ 7 أكتوبر.. إسرائيل تمنع لازاريني من دخول ق ...
- ضابط فرنسي: قواتنا في أوكرانيا ستكون بمثابة قطرة في بحر مقار ...
- السلطات التركية تنفي تقارير عن تعرض سائح سعودي لاعتداء في إس ...
- صحيفة Yle : فنلندا تخطط لبناء مصنع ينتج مادة -تي إن تي-


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - د.محمد على مقلد في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الدولة والعلمانية واليسار / محمد على مقلد - أرشيف التعليقات - مع ذلك ...فنحن ملوك العالم - محمد على مقلد