أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - د.محمد على مقلد في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الدولة والعلمانية واليسار / محمد على مقلد - أرشيف التعليقات - رد الى: محمود حافظ - محمد على مقلد










رد الى: محمود حافظ - محمد على مقلد

- رد الى: محمود حافظ
العدد: 168298
محمد على مقلد 2010 / 9 / 30 - 18:12
التحكم: الكاتب-ة

رفيقي العزيز
لا أقصد من ملاحظتي حول آداب الحوار أن أسيئ إلى أحد ، بل لأن للحوار المنتج المثمر شروطا لكي يكون مثمرا. في كلامك أفكار أحترمها ، بصرف النظر عما إذا كنت موافقا عليها أو غير موافق ، وليس أفضل من الحوار تقريبا لوجهات النظر المتباعدة. من بين تلك الأفكار ، موقفنا من الأمبريالة والقوى السياسية في العالم وتفسير ظاهرات التخلف ، الخ الخ. ولك أن تكون حيث تشاء ، وليس من حق أحد عليك أن يملي عليك طريقة في التفكير. بل إنني أنا من جانبي ، كنت في أول محاضرة ألقيها على طلابي في الجامعة ، أطلب منهم أن يقرأوا قراءة نقدية كل ما يقعون عليه من أفكار ، بما في ذلك ما اقوله لهم في محاضراتي ، وذلك اعتقادا مني بأن أحدا من العاملين في حقل العلوم الانسانية ، وخصوصا من العاملين في الحقل السياسي ، لا يملك الحقيقة الحصرية ، وبأن علينا أن نجمع ما نراه عن الحقيقة ذاتها ، كل من زاويته ، لتكتمل النظرة إلى الحياة والكون والصراعات السياسية والاجتماعية والطبقية الخ الخ.
ما أخذته على تعليقك ليس ما ورد فيه من أفكار ، بل الطريقة التي عرضت فيها بعض تلك الأفكار، لا سيما منها تلك التي تزعم امتلاك الحقيقة، وأنت تسوق الأفكار من موقع الواثق المالك الحقيقة من ناصيتها ، وهذا ما أراه مسيئا للنقاش المثمر ، فإن كنت تجزم بأن ما تقوله هو الحق وما يقوله سواك هو البطل ، فلماذا النقاش؟
خروج آخر على آداب الحوار( بالمناسبة الآداب تعني قواعد لا أكثر ولا أقل ...ولا تبتعد في تفسير مدلولها إلى ما يتجاوز ذلك ) وهو الخروج الأخطر ، الأخطر على إنتاجية الحوار، هو الانطلاق في تصنيف القوى من مسلمة تعلمناها في فترة الصراع بين العملاقين أو بين المعسكرين ، يوم كنا ننتمي إلى أحد هذين المعسكرين ، أعني المنظومة الاشتراكية وعلى رأسها الاتحاد السوفياتي ، وفي مثل هذا التصنيف لا دور للقوى المحلية في أي مكان في العالم إلا دور التابع ، فإن هي تبعت معسكر الخصم فهي عميلة للإمبرايالية . بهذا التصنيف كنا نلغي عمليا الصراع الطبقي ، وكنا لا نقيم وزنا للرجعية المحلية بل نعتبرها عميلا للاستعمار ليس أكثر ، ما جعل الرجعية بدورها تنظر إلينا باعتبارنا اليسار الدولي ، أي من موقع عدم الاعتراف المتبادل ...كان ذلك ذروة الاستبداد الذي مارسته الحركة القومية العربية والحركة اليسارية العربية والرجعية العربية بحق بعضنا بعضا. إذن حين يبدأ الحوار بالنظر إلى الرأي الآخر على أنه تهمة ، فكيف يستقيم الحوار. الحوار المثمر هو الذي ينطلق من أن رأيي صواب يقبل الخطأ ورأي سواي خطأ يحتمل الصواب ، ولا يمكن أن يتحاور من يعتبر صاحب الرأي الآخر مدانا ومتهما ، على الطريقة التي ينتاقش فيها اليساريون .
سأطبق ما قلته نظريا : كنا طرفا في المعسكر العالمي بقيادة الاتحاد السوفياتي ، وكنا نحن الصغار في العالم الثالث أو في أحزاب الدول الرأسمالية الكبرى ، نقيس الصراع المحلي على مقاس مصالح الاتحاد السوفياتي. قد نكون محقين أو غير محقين في ذلك في تلك المرحلة ، وليس الآن وقت نقاشها . أما الآن ، وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية ، لم يعد من الجائز ، لا نظريا ولا عمليا ، أن نبقي معادلة الصراع العالمي على حالها ، وأن نكتفي باستبدال القطب الاشتراكي السوفياتي بأي طرف آخر يعلن العداء لأميركا ، ولسنا مضطرين ، كيساريين أن يرغمنا أحد على الدخول في تلك الخيارات المغلوطة : إما أميركا إما بن لادن ، إما أميركا إما صدام حسين ، أما أميركا إما الملا عمر وقراصنة الصومال والأصوليات على اختلافها. علينا أن نتواضع قليلا ونرسم صورة لأعدائنا ، أو لنقل خصومنا ، استنادا إلى (المقولة الماركسية) عن الصراع الطبقي ، على طريقة ( كل واحد همه على قده) . علينا أن نتواضع ونبحث عن التناقض الرئيسي ( المقولة اللينينية) في بلادنا . بعد الانهيارات الكبرى ، وبعد زوال الاتحاد السوفياتي هل أنت تعتقد أن طبيعة الصراع في العالم ما زالت هي هي ، وهل يكفي أن يكون -معسكرنا- بقيادة الرفيق خامنئي حتى يستقيم الصراع ؟
من جهتي لا أعتقد ذلك ، بل أرى أن على يساريي العالم العربي أن يعيدوا النظر بتحالفاتهم ، إذ لم يعد يجوز باسم التحالف الأممي ، أو كرمى لهذا التحالف الأممي أن تتخلى الأحزاب الشيوعية عن استقلاليتها ، بل أن تحل نفسها ( حالة مصر ) لأن للاتحاد السوفياتي حلفاء محليين لا يجوز إغضابهم. نحن في لبنان خضنا تجربة غنية ، دفاعا عن قضايانا وعن حلفاء الاتحاد السوفياتي ، غير أن مجزرة طرابلس بحق الشيوعيين ارتكبها أعداء أميركا وأصدقاء الاتحاد السوفياتي، وشيوعيو العراق نكل بهم حليف الاتحاد السوفياتي ، والاغتيالات الكبرى بحق الشيوعيين نفذها - رفاق وإخوة - من الحركات المناهضة للامبريالية. ونحن في لبنان ، بدأنا الحرب الأهلية وانخرطنا فيها حتى آذاننا وكان عدونا الأول الكتائب والقوات اللبنانية ، وانتهينا من الحرب الأهلية بلقاء شهير بين جورج حاوي وسمير جعجع ، ليس الآن محل نقاشه ، لكن هذا اللقاء حصل بعد الانهيارات الكبرى: الاتحاد السوفياتي ،حركة التحرر العربية عند دخول القوات الأميركية إلى الخليج ، والحركة الوطنية اللبنانية عند تلزيم الوضع اللبناني إلى النظام السوري....ثم رحنا نكتشف أن الجميع يبحث عن مصالحه إلا نحن ، كنا وما زلنا نبحث كيف نرضي حلفاءنا، كيف نضحي من أجلهم ، بينما هم يردون علينا بدل الوردة رصاصة .
لقد تربينا على التضحية من أجل الغير ، حتى تحولت تضحياتنا إلى نهج عنوانه التخلي عن استقلاليتنا واعتماد النهج الالتحاقي .صرنا التحاقيين ، وصار من يدعو إلى أستقلالية الموقف متهما بالعمالة .
أنا أدعوك أيها الرفيق العزيز إلى الخروج من الاصطفافات القديمة إلى رحاب البحث عن شخصية مستقلة لليسار الماركسي ، فنحن أولى من سوانا في أن نشكل نقطة استقطاب للحركة التقدمية بدل أن نكون موضوعا للاستقطاب
وأخيرا ، لا تعجب ، إن تكلمت باسمي وباسم الحوار المتمدن عن آداب الحوار : إن موقع الحوار المتمدن يعطي الحق للمحاضر في أن يساهم في إدارة الحوار ، ومن قبيل التعامل بالمثل أرى من واجبي أن أحرص على أن يكون الحوار مثمرا ، وهذا في جزء منه نجاح للحوار المتمدن مثلما هو نجاح للحوار


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
د.محمد على مقلد في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الدولة والعلمانية واليسار / محمد على مقلد




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - سيمفونية الوجع الإنساني المشترك- غناء الذات الشاعرة على أنغا ... / كريم عبدالله
- رواية -راكب الريح- والتّألّق في إبداع يحيى يخلف / نبيه القاسم
- سيّدةُ الأنغام الملوّنة / كريم عبدالله
- مأساة يغود - الجزء الثاني - الحلقة التاسع / امال الحسين
- تأخرتم كثيراً في الإعلان عن الاعتذار للشعب السوري / بير رستم
- لنتألم على السودان كما نتألم على غزة / حيدر صبي


المزيد..... - هاجروا نحو -الجنة- في أوروبا... أسر تونسية تبحث عن أبنائها ب ...
- الملاكم كانيلو ألفاريز يهزم مونغويا ويحتفظ بألقابه العالمية ...
- -الحرب وصلت لطريق مسدود-.. قادة الأجهزة الأمنية في إسرائيل ي ...
- احصل على 400 ريال فورا.. منفعة الأسرة تعلن صرف 400 ريال عمان ...
- عشرات آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب لإتمام صفقة الره ...
- القبض على العشرات في معهد شيكاغو مع تصاعد احتجاجات الجامعات ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - د.محمد على مقلد في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الدولة والعلمانية واليسار / محمد على مقلد - أرشيف التعليقات - رد الى: محمود حافظ - محمد على مقلد