أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - د.محمد على مقلد في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الدولة والعلمانية واليسار / محمد على مقلد - أرشيف التعليقات - نحن نستدرج المتآمرين وهم جاهزون - محمد على مقلد










نحن نستدرج المتآمرين وهم جاهزون - محمد على مقلد

- نحن نستدرج المتآمرين وهم جاهزون
العدد: 167729
محمد على مقلد 2010 / 9 / 28 - 20:42
التحكم: الكاتب-ة

تحية رفاقية إلى سلام عادل
أنا سعيد بأن أقرأ لرفيق لي في الحزب الشيوعي اللبناني كلاما هادئا مليئا باللياقة والحرص على آداب التخاطب بعيدا عن لغة الشتائم والتخوين . وليس ذلك افتئاتا على أحد يا رفيقي ، بل لأن أول نص نقدي لتجربتنا الحزبية في الحرب الأهلي كنت قد كتبته وألقيته محاضرة في المجلس الوطني للحزب ، بدعوة من رئيس المجلس الوطني الرفيق نديم عبد الصمد ( النص موجود في كتابي الذي يحمل عنوان : اغتيال الدولة ، وعنوان النص ، أزمة الديمقراطية في مشروع الحريري وفي مشروع الحزب الشيوعي) هذا النص كلفني تهمة رسمية صادرة عن أعلى هيئة في الحزب ، تهمة الولاء للحريري ومشروعه. تعايشت مع التهمة داخل الحزب ، عشر سنوات، إلى أن كتبت نصا آخر بالاتفاق مع الأمين العام للحزب ، وأصدرته على شكل كتيب صغير بعنوان اليسار بين الإنقاذ والأنقاض ( بإمكانك الاطلاع عليه على صفحتي في الحوار المتمدن) وكانت الغاية منه تحصين الرفاق في الحزب من خطر الانشقاق الذي بدأت تظهر بوادره حينذاك بانعقاد المؤتمر الأول لحركة اليسار الديمقراطي ، وقد كلفني النص تهمة رسمية من أعلى هيئة بقيادة الأمين العام بأنني أقود حركة انشقاقية في الحزب. هكذا تتعامل قياداتنا مع الرأي الآخر. أما بعد
حول الدور الفلسطيني لحزب الله.ناضل الفلسطينيون ردحا من الزمن وتمسكوا بشعارهم المركزي: منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني. وفي اعتقادي أن ما أنجزه الشعب الفلسطيني ما كان يمكن أن يتحقق خارج سعيه الدؤوب وراء شخصيته المستقلة. لم يكن ذلك صونا للقضية من المتسلقين عليها بل لأن كل كلام عن الدولة التي كان يطالب بإقامتها على أي جزء يتحرر من الأرض المحتلة يقترن حكما بمسلمات قيام هذه الدولة : شعب وأرض وسيادة. الأرض والسيادة تنازعه عليها إسرائيل ، أما التنازع على الشعب فهو يتخذ أشكالا شتى من بينها خلخلة بنية السلطة الوطنية الفلسطينية والحلول محلها . وفي منطق الدول الحديثة تشكل السلطة السياسية تجسيدا للسيادة والوحدة الوطنية. الإنجاز الكبير الذي حققه الفلسطينيون خلال نضالهم الطويل والمرير هو إنهم حصنوا ساحتهم ضد خطر الحروب الداخلية ، وهم نجحوا في محاصرة الاشتباكات الكثيرة وعدم تحويلها إلى حرب أهلية فيما بينهم.
أهم مساعدة يمكن تقديمها للفلسطينيين هي دعمهم في نضالهم للحفاظ على وحدتهم الوطنية ، وتركهم يحلون مشاكلهم الداخلية وحدهم بالأليات التي اتفقوا عليها ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية. وبهذا المعنى فإن وجها من وجوه المساعدة التي يقدمها حزب الله للفلسطينيين يؤذي القضية أكثر مما يفيدها لأنها مساعدة على شق الصف الفلسطيني لصالح استراتيجيات إيران في المنطقة وصراعها مع الاستكبار العالمي. هذه المساعدة مطابقة لتلك التي ألح النظام السوري على تقديمها ، إذ لا يحتاج المراقب إلى مستوى خارق من الذكاء ليعرف أن الشعار الفلسطيني المشار إليه أعلاه إنما رفعته منظمة التحرير الفلسطينية لتحصن نفسها من التدخلات العربية ولا سيما السورية .
من ناحية أخرى ، اختلافي مع الحزب الشيوعي ليس ناجما عن علاقته بحزب الله ( إن قيل ذلك على لسان أحد فهو بمثابة التبليغ الأمني أو الشتيمة) . حزب الله يعرف جيدا رأيي وموقفي الذي يقدر تقديرا عاليا بطولات مناضليه واستبسالهم من أجل تحرير التراب الوطني اللبناني ويعارض معارضة شديدة مشروعه السياسي الذي يفضي بالنتيجة ، مهما كانت النوايا، إلى تفكيك الوحدة الوطنية وتهديم الدولة ، وبالتالي إلى تأمين الظروف التي ليس فقط لا تساعد على مواجهة المؤامرات الإمبريالية والصهيونية بل هي تسوغ وتبرر وجود أسرائيل دولة دينية عنصرية كواحدة من بين دويلات طائفية متناحرة في المنطقة. وفي ظني أن لقاء الحزب الشيوعي مع حزب الله نابع من هذا الموقف المشترك ، أي من أن كلا منهما يرى أن مهمته الرئيسية هي مقارعة الإمبريالة أوالشيطان الأكبر، ولو على حساب الوحدة الوطنية اللبنانية ، في حين أنني رأيت من خلال قراءتي النقدية لتجربتنا في الحرب الأهلية ولتاريخ الصراعات في لبنان ، أننا، نحن الشيوعيين ، كما حزب الله ، استدرجنا القوى الخارجية والقضايا الخارجية لنحقق مشاريعنا الخاصة في لبنان وهي كلها مشاريع تفضي ، عن قصد من أصحابها أم عن غير قصد إلى تفكيك الدولة والوطن. أنا قلت ذلك عام 1994وهو موثق ، وذلك قبل أن يلتقي الحزبان مؤخرا( كأنهما جبلان) بعد اغتيال الحريري. أقصد بتحديد التاريخ أن اختلافي مع الحزب الشيوعي ليس ناجما عن علاقته بحزب الله، بل إنني مختلف مع الحزبين للسبب ذاته ، إي بسبب موقفهما من عملية بناء الوطن والدولة.
لقد ناضلت لكي تدخل موضوعة الدولة في وثيقة المؤتمر السابع وفي وثيقة المؤتمر الثامن ثم كانت تصر الوثائق والمؤتمرات على صياغة قضية للحزب برؤوس متعددة كالتي ذكرتها في تعليقك ، القضية الوطنية والقضية الديمقراطية والقضية الاجتماعية ، الخ.أما أنا فقد قلت لهم كلاما آخر تماما وخلاصته ما يلي:
كنا نناضل معتقدين أننا في عصر الانتقال إلى الاشتراكية. وكانت الاشتراكية هي قضية القضايا في برامجنا السياسية . بعد انهيارها بتنا مطالبين بصوغ شعار آخر يكون بمثابة قضية القضايا، بانتظار أن يتمكن اليسار في العالم من إعادة الاعتبار للفكر الاشتراكي ولشعاره، واقترحت أن تكون قضية القضايا هي : إعادة بناء الوطن والدولة . موقفي هذا نابع من اعتقادي الراسخ بأن القوى السياسية اللبنانية كلها ارتكبت فعل الخيانة بحق لبنان الوطن ، حين عملت على استدراج القوى الخارجية واستسهلت الاستقواء بها ضد خصومها في الداخل ، ولم تجن من ذلك سوى الهزيمة والخسارة الوطنية ، خسارة الوطن.
أما التساؤل الأخير فهو ابلغ تعبير عن الخطأ الشنيع ، هو بمثابة الخطيئة، الذي ثابرت قيادة الحزب الشيوعي على ارتكابه، حين حشرت نفسها في هذا الخيار الصعب ، إما جعجع إما حزب الله. إما 8 إما 18 آذار ، إما سوريا إما إسرائيل ، إما أميركا إما إيران ، إما مع بوش إو مع بن لادن والملا عمر، إما مع بوش أو مع صدام حسين، الخ. ألخ. بصرف النظر عن موقف هذا وذاك من أطراف الصراع ، ليس مطلوبا من الحزب الشيوعي أن يلتحق بهذا الفريق أو بذاك بل إن مجد الحزب لا يبنى إلا على المواقف المستقلة التي تصنع شخصيته وتمنحه هويته. لقد آن لنا ،نحن اليساريين أن نقتنع بأن الاتحاد السوفياتي انهار، ورب ضارة نافعة ، فلنبادر إلى بناء أحزاب تغادر سياسية الالتحاق التي تربينا عليها في حضن الاتحاد السوفياتي ، وبلغت بنا النزعة الالتحاقية حد إلغاء شخصيتنا في العلاقة مع كمال جنبلاط ومع رشيد كرامي ومع معروف سعد في لبنان ، بل حد إلغاء الحزب الشيوعي من الأساس في مصر من أجل عبد الناصر. آن لنا أن نبني يسارا يتحلق حوله الآخرون ، بل يلتحق به الآخرون.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
د.محمد على مقلد في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الدولة والعلمانية واليسار / محمد على مقلد




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - لمسات مبعثرة بين اروقة المطار / كاظم فنجان الحمامي
- أوكرانيا على حافة الهاوية / شابا أيوب شابا
- كتاب - الأزرق يليق بك- مجموعة منتقاة من مقالات تبث مشاعر الأ ... / ديمة جمعة السمان
- سياسة السطو على تراثنا / احمد شحيمط
- الفيلم الكوري - عندما يأتي يوم 1987 - يوثق الشرارة الأولى لا ... / علي المسعود
- حوار مع الكاتب والروائي أميتاف غوش ، ترجمة محمد عبد الكريم ي ... / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد..... - من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- الجزيرة ترد على قرار إغلاق مكاتبها بإسرائيل: فعل إجرامي يعتد ...
- المتحدث باسم نتنياهو يكشف عن الإجراءات ضد قناة الجزيرة بعد ق ...
- داخلية السعودية تعلن إعدام اللحياني قصاصا.. وتوضح كيف قتل ال ...
- نتنياهو: الاستسلام لمطالب -حماس- سيمثل هزيمة مروعة لإسرائيل ...
- «الفرحة دخلت كل البيوت».. الشئون الاجتماعية الجزائرية تعلن ع ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - د.محمد على مقلد في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الدولة والعلمانية واليسار / محمد على مقلد - أرشيف التعليقات - نحن نستدرج المتآمرين وهم جاهزون - محمد على مقلد