أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - د.محمد على مقلد في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الدولة والعلمانية واليسار / محمد على مقلد - أرشيف التعليقات - المشكلة ليست في الدين بل في رجال الدين - محمد على مقلد










المشكلة ليست في الدين بل في رجال الدين - محمد على مقلد

- المشكلة ليست في الدين بل في رجال الدين
العدد: 167694
محمد على مقلد 2010 / 9 / 28 - 18:32
التحكم: الكاتب-ة

ليست المشكلة في الدين بل في رجال الدين
للإمام علي بن إبي طالب كلمة مشهورة قيلت حين رفعت المصاحف في معركته مع معاوية قال : إن القرآن لا ينطق بنفسه إنما يحتاج إلى رجال ، فالقرآن حمال أوجه. وهوكان يقصد أن توظيف النص الديني أمر يتعلق بالبشر الذين يحملونه ، وبأن كل نص ديني هو شأن بشري بالدرجة الأولى، وأن البشر ، حتى لو كان النص الديني ربانيا، هم الذين يشحنون النص الديني بمدلوله تبعا لحاجاتهم ومصالحهم وقناعاتهم.
والحقيقة إن للدين مستويات ثلاثة: الإيمان والطقوس و الشريعة. الإيمان شأن شخصي فردي لا يخضع لسلطة المنطق العقلي والعلمي . ولا يغير من هذه الحقيقة لجوء المعممين والمتدينين إلى تفسير سهل ، فيربطون الأمر بمشيئة ربانية. والطقوس هي الأخرى شأن بشري يتبدل مع الأزمان والظروف ، وهذا يفسر تشابه الطقوس بين الديانات ، بما فيها تلك المتباعدة في الزمان والمكان. أما الشريعة ، أي النص الديني المقدس ، فهي وإن كانت تنطوي على جانب قدسي ، إلا أنها متعلقة بالعقل البشري وقدرته على فهم النص وتأويله ، بحسب قول الإمام علي .
لأن ذلك كذلك يصبح من المنطقي أن يكون الدين ( النص الديني ) مرنا لا سيما وأن في القرآن ما يسمى في الفقه بالناسخ والمنسوخ من الآيات. وبالتالي فإن تحميل الفكر الديني مسؤولية التخلف والاستبداد والارهاب هو افتئات على الدين وهو ، في الوقت نفسه ومن حيث لا يدري أصحابه، يتستر على المسؤول الحقيقي عن كل ذلك ،أعني بذلك السلطة التي يتمتع بها المعممون في المجتمع ، والسلطة التي يسعون إليها إذا كانوا خارجها.إن هذا التصويب الخاطئ يختزل المعركة ويشوه معناها ويحولها إلى معركة مع المؤمنين ومع إيمانهم ومع طقوسهم ، وليس هذا ما يريده العلمانيون طبعا. لهذا السبب وليس لسبب تكتيكي (على ما أراد أن يقول رعد الحافظ في تعليقه ، وأرجو أن يعتبر مداخلتي هذه جزءا من جوابي على تساؤلاته) رأيت أن معركة العلمانيين تدور في غير الساحة الفعلية التي ينبغي أن تدور عليها ، فهي لا يجوز لها أن تدور على ساحة الإيمان ولا على ساحة الطقوس ولا على ساحة الشريعة ، بل على الساحة السياسية ، لأن العلمانية شأن سياسي ولأن خصوم العلمانية من المعممين هم رجال سياسة يسعون وراء السلطة .بهذا المعنى قلت عن الثورة الإيرانية وعن الثورة الناصرية إن كلا منهما مجرد انقلاب ، لأنهما مجرد تبديل سلطوي لم يبلغ تأثيره ما بلغته الثورات العلمية والاقتصادية في التاريخ( سمير أمين يقول إن في التاريخ الحديث ثورتين : الثورة البرجوازية عام 1789 والثورة الاشتراكية عام 1917)، لأن الانقلاب في كل منهما لم يقتصر على تغيير السلطة السياسية بل شمل كل أوجه الحياة الاقتصادية والاجتماعية والاخلاقية والعلمية، الخ.( أرجو أن يعتبر محمود الحافظ هذا الكلام جزءا من جوابي على سؤاله)
خطأ العلمانيين يكمن في كونهم يخوضون معركة سياسية على ساحة الفقه ، وهي ليست ساحتهم ، وقد استدرجهم المعممون إليها وجردوهم من سلاحهم ، حين صوروا العلمانية حركة ملحدة .كان على العلمانيين أن يستدرجوا المعممين إلى ساحة السياسة ، حيث تنفضح الأهداف الحقيقية لمعركة المعممين ، الأهداف الدنيوية المتعلقة بالمصالح المادية والسياسة والبحث عن ممارسة السلطة أو الحفاظ على سلطة مهددة ، وليس قليلا ، بالمناسبة حجم السلطة التي يمارسها رجال الدين على جمهور المؤمنين فيحولونهم من مواطنين في الدولة إلى رعايا في الطائفة أو الملة أو المذهب ، ومن هذا الباب ينفذون إلى مشروع القضاء على الدولة الديمقراطية لصالح انقلاب يأتي بهم إلى السلطة ويتيح لهم بناء دولة باسم الدين ، هي ليست دولة دينية ، بل دولة يحكمها معممون ، كالدولة المدنية التي يحكمها عسكريون( هذه معضلة الدولة الأتاتوركية أو دول الانقلابات العسكرية في العالم العربي ، أو الانقلاب الكهنوتي في إيران)



للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
د.محمد على مقلد في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الدولة والعلمانية واليسار / محمد على مقلد




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية / ابراهيم خليل العلاف
- حسين البصري صوت (داربين) العشق / عبدالكريم إبراهيم
- زمكانية النص الشعري.. قراءة في (منذُ زمنِ الانتظار) لـ عبد ا ... / داود السلمان
- قراءة لحديث محمد - خير القرون هو قرني ثم الذي يليه - / يوسف يوسف
- انا ... وعزلتي / ندى الهاشمي
- النقد اللاذع لبابا الفاتيكان / عصام محمد جميل مروة


المزيد..... - رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - د.محمد على مقلد في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الدولة والعلمانية واليسار / محمد على مقلد - أرشيف التعليقات - المشكلة ليست في الدين بل في رجال الدين - محمد على مقلد