|
المشاركة لها ظروف أولا وقبل كلّ شيء - سموأل راجي
- المشاركة لها ظروف أولا وقبل كلّ شيء
|
العدد: 166272
|
سموأل راجي
|
2010 / 9 / 24 - 00:12 التحكم: الكاتب-ة
|
إن المغزى السياسي للامبالاة الشعب المصري الواضحة للعيان بترهات -انتخابات- نوفمبر القادم يكمن تحديدا في انسلاخه السياسي عن النظام القائم. نظاما لم يعد له رصيد إيديولوجي أو تأثير أو مصداقية جديرة بالاعتبار لدى أوسع الجماهير. هذا الانسلاخ له أبعاد إستراتيجية فيما يتعلق برموز السلطة ومؤسساتها، ويشمل شخص الرئيس والحزب الحاكم ومؤسسات الديكتاتورية الصورية. إلا أن المفارقة الحالية تكمن أيضا في أن لامبالاة الشعب بطبقاته المفقّرة تشمل في الظرف الراهن القوى السياسية المعارضة، وخاصة القوى المتورطة في لعبة الانتخابات الباطلة، لعبة تتجاوز إمكانياتها ولا تأثير لها في مجرياتها. ماذا سيكون في المستقبل القريب موقف وحكم الشعب المصري وقواه الشغيلة من الأطراف السياسية التي ستقبل بكرسي أو بكرسيين في برلمان لقيط، وليد غير شرعي لانتخابات مزيفة. ماذا سيكون رأي -مواطنينا- من ديمقراطية الذين يُعلنون التقدمية والوطنية والحداثة وهم يقبلون مسبقا بالجلوس في مؤسسة تزوير، هي أشبه بالدمية في يد الديكتاتورية التي تعدّ العدّة لمشروع التّوريث؟ في خصوص المشاركة في حدّ ذاتها تُشير التطورات الأخيرة إلى أن الجدل القائم بين أنصار المشاركة النضالية والمقاطعة النشيطة يكاد يستوفى حظه. زيادة على أن أطراف المعارضة القانونية وغير القانونية تتوجه للحد من تبعات هذا الصراع تحت ضربات الإقصاء والاعتداءات. ويبدو أن أهل المشاركة ليس في مقدورهم غير المشاركة وأن أهل المقاطعة ليس في متناولهم غير المقاطعة. هذه المعادلة تحكمها في الواقع، عدى غياب الديمقراطية بالنسبة للجميع، طبيعة العلاقة القائمة بين كل طرف من أطراف المعارضة من جهة ومؤسسات الدكتاتورية وقاعدتها الاجتماعية من جهة ثانية. طبيعة هذه العلاقة تنعكس في موقف الأحزاب القائمة من انتخابات يرسمها مبارك وجماعته كما تنعكس في خطابها وبرنامجها السياسي تكرر أحزاب المعارضة البرجوازية الرأي القائل بأن الإصلاح السياسي هو المدخل الرئيسي لكل إصلاح. ويحتل برنامج الإصلاح السياسي بما يعنيه من الدفاع عن الحريات العامة والفردية والدفاع عن أسس النظام الديمقراطي والجمهوري، يحتل تقريبا كامل مساحات دعايتها. بينما لا تتمتع المطالب الاجتماعية والإصلاحات التي تُعنى بتحسين واقع الشغيلة باهتمام جدي من قبل المعارضة ولا تُبرز تدخلاتها اليومية أهمية وإلحاحية هذه المطالب. ونادرا ما يتحدث قادة المعارضة عن برنامجهم الاجتماعي. كما لا ندري أي إصلاحات محددة يُطالبون بها لصالح الشغالين والمفقرين والمهمشين الذين يزداد عددهم مع احتداد الأزمة الرأسمالية وتطور وتيرة الاستغلال الرأسمالي المحلي والأجنبي. أما نتائج الأزمة الاقتصادية الرأسمالية الحالية وسبل مواجهتها فيبدو أن أحزاب المعارضة قد تركتها معلقة إلى ما بعد تحقيق الإصلاح السياسي. وهي بذلك تضع المطالب الاجتماعية المتعلقة بتحسين ظروف عيش الشغالين في درجة المطالب الثانوية ويبقى النضال من أجلها ضمن النضال المؤجل وضمن فرضيات ما بعد الإصلاح السياسي
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
معركة المقاطعة الانتخابية ودكاكين المعارضة / إلهامي الميرغني
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
العلم هو الحل
/ خالد قنوت
-
فِكر وِفق مَنطق...
/ مكارم المختار
-
حكايات عالمية - عروس الجن
/ ماجد الحيدر
-
عبق الماضي
/ رحيم حمادي غضبان
-
قصيدة (وديان 2)
/ حيدر حسين سويري
-
إيضاحات بصدد مقال الرفيق أ. د. علي طبله المحترم / 2-3
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
-
-ألف دولار مقابل الترحيل الذاتي-.. عرض من إدارة ترامب للمهاج
...
-
6 فوائد لتدليك طفلك بزيت الزيتون
-
ترامب وأردوغان يبحثان ملفات أوكرانيا وسوريا وقطاع غزة
-
السودان: انفجار ثان في خزانات بورتسودان بعد ضربة نسبت إلى ال
...
-
إدارة ترامب تجمد مليارات الدولارات من منح جامعة هارفارد
-
معنى اسم ذي يزن
المزيد.....
|