|
رد الى: حميد كشكولي - نادر قريط
- رد الى: حميد كشكولي
|
العدد: 164699
|
نادر قريط
|
2010 / 9 / 19 - 14:44 التحكم: الكاتب-ة
|
شكر للأستاذ حميد كشكولي على تساؤلاته المهمة، وتعقيبا عليها بما يُغني الموضوع:
المداخلة الأولى
الحقيقة أن الكشوف الكبرى للغات الشرق القديم قد كشفت منذ القرن 19 منابع ديانات التوحيد وساهمت المناهج المقارنة وآركيولوجيا أرض الكتاب المقدس في فضح لا تاريخية الأحداث المبكرة وأزمنتها وجغرافيتها، خصوصا أننا أمام تراث منقول شفهيا، إذ إن الفجوة الزمنية بين أحداث عصر الآباء (إبراهيم، وموسى) وعصر كتابة أسفار التوراة (في الزمن الهليني أو الفارسي) تبلغ حوالي عشرة قرون. أما في المسيحية والإسلام فتبلغ الفجوة حوالي 150 سنة (للمتفائلين . فالتشكيك بدولة يثرب يتضمن أحداث الحقبة كاملة بما فيها الفترة التي تسمى نبوية. لأن نفس الموروث الذي نقل لنا سيرة الخلفاء الأربعة هو نفسه الذي ترك لنا السير النبوية .. وهو موروث شفهي تم تدوينه بعض مضي أكثر من قرن من الأحداث المبكرة وهذا فراغ مهم وملفت، سيما وأنه يفتقد لشواهد أكيدة (مسكوكات، عمارة،مخطوطات..فأول أثر إسلامي حقيقي هو نقش باليونانية يؤرخ لمعاوية) وهذا الفراغ التدويني يكفي بنظر هؤلاء الباحثين لنمذجة تلك الشخصيات المؤسسة وتلقيمها أقوالا وأفعالا وإختلاق أحداث تناسب أدوارها (لابل إختلاقها أحيانا) إن مصدر الثقة العمياء بتلك الحقبة حسبما يزعم (علماء) الجرح والتعديل، يعود إلى روايات منقولة عن رجال ثقاة عدول مشهود بصدقهم. وهذه المسألة حسب مفاهيم العلوم الحديثة غير مقنعة: ومنذ أمد أعلن بعض الدارسين رفضهم لكامل السير والمغازي ومنظومة الحديث (أمثال الألماني شاخت) وفي هذا السياق يُشهد للمرحوم بشير أنه أول من أشار إلى المتوازيات التاريخية وإمكانية تكرار الحقب، عندما عقد مقارنة بين أحداث أحاطت -بمحمد- وأخرى مشابهة دارت حول -محمد إبن الحنفية- وبهذا فهو يسبق فومنكو عالم الإحصاء الروسي الذي إشتهر بحساباته التاريخية وكشفه لتهافت الكرنولوجيا وحقبها..والآن هناك عديد من البحوث الجادة التي بدأت تنظر لدولة يثرب كنتاج لآليات السرد الأسطوري والقصصي من أهمها بحوث مجموعة جامعة سارلاند في ألمانيا، التي يقودها غرت بوين (الرئيس السابق لفريق البحث في مخطوطات جامع صنعاء الكبير) وتعقيبا على ما سمعته عن إمدادات غيبية في تحرير خرمشهر .. فهذا أمر طبيعي إنما يعكس إيضا إيمان الناس بهذه العقائد وتغلغلها في التدين الشعبي وإستغلالها وترويجها عبر السلطة المداخلة الثانية أتفق مع هذه الملاحظة النبيهة (لعل ذكر الرأسمالية في صدر السؤال ورد سهوا، لأنها كانت أيام نابليون ماتزال رضيعة أو حديثة الولادة) بالتأكيد كانت البرجوازية حاملة مشعل التقدم ولعبت دورا رائعا وعكست روح عصرها الذي دشنته حقبة التنوير وأعقبته مباشرة ثورة في العلوم النظرية والتطبيقية والفلسفة الوضعية، هذا على صعيد أوروبا؟ لكن هذه الفترة كانت أيضا زمن التوسع الإستعماري والنهب العظيم للقارات (من أفريقيا إلى الهند إلى معسكرات العبودية في مزارع قصب السكر في أمريكا اللاتينية) وبنفس الوقت كانت فرصة للقاء الشعوب، الأهم أن هذه الملاحظة تقود للنظر في سياق ذلك العصر (المشتعل والمفعم بالحركة والديناميكية والطموح) والذي يجعل من المقارنة بين حملة نابليون على مصر وغزوة بوش للعراق مفيدا .. الطريف في هذه المقارنة، أن نابليون كان مثقفا وماكرا ..فمخطوطات فتوته تشير إلى أنه درس كتبا مهمة عن تاريخ العرب والإسلام وتعمق في فهم الشرق، وكان يحلم أن يصبح إسكندرا جديدا، ولما بلغ الإسكندرية بدأ بتملق رجال الدين وجعلهم وسيطا مع الأهلين وأخذ يزاود عليهم في تقديره للإسلام .. أما بوش فلم يك مثقفا ولا ماكرا ولم يُطالع في حياته (كما أشيع عنه) إلا الكتاب المقدس .. وهذه دلالة تعكس على المستوى الرمزي البون بين الحملتين ) المداخلة الثالثة معك حق لقد استغلت هذه المقولة بعدما قطعت من سياقها المعرفي والتاريخي وإستخدمت للطعن بماركس علما أنه كان أقرب للدين من أمثال دولباخ أو برتراندرسل .. وقد أتت هذه الحملة أكلها خصوصا في الأرياف ومناطق هيمنة التراث، وأصبحت مقتلا وتهمة لنعت الماركسين بالإنحلال الخلقي .. أجل هذه حقيقة مؤلمة
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
نادر قريط في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الديني والدنيوي والنهضة العربية المبتورة / نادر قريط
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
لماذا يكره الاخوان المسلمين السعودية ويحبون تركيا ؟!!
/ أحمد فاروق عباس
-
الوعي بين النفس والوجود (1)
/ علي محمد اليوسف
-
السنغال – ظروف وآفاق فَوْز حزب -باستيف- المُعارض
/ الطاهر المعز
-
رسالتان لحكومات العالم :
/ عزيز الخزرجي
-
سيناريو اليوم المشؤوم
/ كاظم فنجان الحمامي
-
تحويل غزة إلى أرض غير صالحة للسكن للأجيال المقبلة ( الأرض ال
...
/ علي ابوحبله
المزيد.....
-
الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا
...
-
شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
-
ما هي المشروبات التي تساعد في تخفيف آلام الدورة الشهرية؟
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
عبارات جميلة عن بداية عام 2025
المزيد.....
|