أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الدكتورة نوال السعداوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: المرأة العربية,آفاق التغيير و معوقاته / نوال السعداوي - أرشيف التعليقات - من هو المحتل ؟ - المنسي القانع










من هو المحتل ؟ - المنسي القانع

- من هو المحتل ؟
العدد: 162319
المنسي القانع 2010 / 9 / 12 - 20:01
التحكم: الكاتب-ة

الأستاذة الكبيرة والمعلمة الدكتورة نوال السعداوي الموقرة
أنا من قرائك في كل ما تكتبين عن السياسة والدين والطب والختان وجولاتك حول العالم وخصوصاً التجربة الرائعة في الهند .
أستاذتي المحترمة -- بلداننا الناطقة بالعربية على الخصوص والأسلامية على العموم مغيبة ونائمة في وحول التخلف والغيبيات وقد تعلمت بأن تعتدي على البلدان المجاورة لها والبعيدة بعد الدفع بإسم الإسلام وتستجلب ثقافات هذه البلدان وتنسبها لنفسها وذلك بعد أن تكون قد نهبت وسلبت خيراتها وعاشت وتعيش عالة عليها وكل من يفتح فمه مطالباً بأبسط درجات الإنسانية والحرية يصار إلى تكفيره وقمعه أو قتله والتنكيل بمؤيديه بإسم الدين الذي يتم تفصيله كل يوم وحسب متطلبات المرحلة وينسب كل تفصيل جديد إلى أحاديث لمحمد تجاوزت المليون حديث ليعودوا بعد ذلك بمحاولة لتثبيت سلطانهم وتأكيد أحقيتهم في إحتلال البلدان بتلك الأحاديث ( او الحواديث) .
وإستمر تكفير الناس كل لسبب معين خوفاً على المؤسسة الدينية المبنية على الباطل من الإنهيار أمام قوى التنوير والتقدم والنور الذي بدأ يأتي من الغرب العَلماني الذي يريد تحجيم الدين . وبدأت محاربة المتنورين ( وحضرتك منهم ) ووصل الأمر حد هدر الدم وهدر . وكالعادة أن يكون المستفيد الأول من هذا التخلف هو السلطات القائمة في بلدان الإسلام وتحالفت حلفاً مبطن غير معلن وغير شريف في ذات الوقت، وعشعش التخلف وصار أخاً شقيقاً للقمع السلطوي فقد إلتقت المصالح لدرجة التحالف .
ومن ناحية أخرى كان العالم الأول المتحضر يخطو خطوات قافزة في طريق التقدم وتطورت الصناعة والتكنولوجيا لدرجة صار من المستحيل على ثلثي سكان العالم الثاني والثالث مواكبة هذا التطور والإستفادة منه ، وبالمقابل لا يمكن مواصلة التطور دون تسويقه والإستفادة تجارياً منه لإسناد مصاريف البحث وإستمرار التطوير . هنا كان لزاماً أن يجد الصناعيين سوقاً لإستيعاب المنتجات المتطورة ، إذن لا بد من إيقاظ البلدان النائمة المسماة خطأً البلدان النامية . وبدأ البحث عن أفضل الدول للبدء بها والسير بها لمواكبة التطور وكان العراق من بين أول الدول التي رشحت لهذه البداية ولموقع العراق المتوسط بين الدول التي يؤمل منها تقبل التقدم والدول الأكثر تخلفاً كالأردن وسوريا ومصر من جهة وإيران والسعودية ودول الخليج من جهة أخرى . ولتكالب حكام العراق المعينين على السلطة والتمسك بالحكم كان لا بد من إزالتهم بالقوة ولكي تحس البلدان المؤملة والمتخلفة على حد سواء بوجوب التحرك نحو المزيد من الإنفتاح وفتح الأبواب لريح التطور التي جاءت عاصفة إلى العراق . وهنا أستفزت السلطات القمعية المتخلفة لدول الجوار العراقي وخوفاً على عروشها وكراسيها تحالفت لإفشال التجربة وأدخلت العراق في نفق مظلم لا ينيره إلّا ضوء الإنفجارات والقنابل ولا يسمع غير صوتها . وتم إلقاء تبعة ذلك على الإحتلال الذي لم يكن إحتلالاً بقدر ما هو تحرير للإرادة العراقية . وهكذا تحركت قوى الظلام الإسلامي بكل الأموال من البلدان المتخلفة لتحول صبح العراق إلى دخان ونهاره ليل بهيم .
ولم يتدخل الأمريكان في الشأن العراقي وتركوا الحبل على الغارب للقوى الظلامية لتفعل بالبلد الأفاعيل . بسبب أنهم سمعوا من المعارضة التي أقنعتهم بأن العراق سيكون أكثر بلدان التخلف إستعداداً للتطور ولم تكن لهم خطط لمواجهة هذه الحالة وهذه الهجمة الهمجية التي شارك بها أصدقائهم قبل أعدائهم . وهناك من قال في الإدارة الأمريكية دعوا العراق يحترق بيد جيرانه وأبناءه العملاء بائعي الذمم بالرخيص ، ليكون العراق عبرة بالتدمير لمن يعتبر من البلدان المجاورة لأن عدوى العراق ونجاح المتخلفين في إعادة الزمن إلى الوراء أسكرتهم ولعبت في رؤوسهم خمرة الإنتصار فبدأوا يعيدون حساباتهم للقضاء على بقية الأنظمة وإستلام السلطة في البلدان المتخلفة هذه ولتكن فوضى خلاقة وبركان أعمى يدمر ويحرق وينهك ولتأتي أمريكا بعد ذلك لتشكل هذا العالم الذي عاد إلى فطرته الطفولية بالشكل الذي يتلائم وحاجة التطور والتقدم خوفاً من إنتشار مرض التخلف بهدوء كما يجري الآن في محاولة المسلمين التغلغل في المجتمعات الغربية وتهديد أنظمتها وقوانينها العَلمانية ليستفزوا الفكر الديني المتخلف الذي نام من قرون في دول الغرب .
ويسيئني أستاذتي الدكتورة المحترمة أن أراك ترددين نفس المقولات الإسلاماركسية بالعداء للغرب الرأسمالي في حين أن كل الدول الماركسية النظم أو الشيوعية ( الماركسية اللينينية) أو الماوية قد وضعت يدها بيد الغرب لمواجهة تحديات العيش الكريم الذي يجب أن توفره لشعوبها بعيداً عن جنة المسلمين أو الحياة الأبدية التي تعدهم بها الأديان كذباً وإفتراءاً .
لذا كنت أتألم وأنا أسمع حضرتك ترددين أقاويل الإسلامويين والقومجيين بأن أمريكا دخلت العراق لإحتلاله وها هي تنسحب بعد أن أدارت الإدارة الأمريكية الجديدة رأسها عن العراق قرفاً لما حصل من أبناءه ومن بلدان الجوار . وسوف تتجه لرفع مستوى وإسناد ( حبيبتك ) الهند وتدفع بالصين ودول شرق آسيا إلى مزيد من التقدم الذي تستحقه ولا نستحقه نحن المغيبون على الإطلاق وسوف تتقدم تلك البلدان ونبقى على تخلفنا في قاع مزبلة الدنيا بعد أن كنا في مزبلة التاريخ .
عذراً سيدتي الكريمة على الإطالة ولكنه كلام كنت أريد أن أقوله لحضرتك منذ سنين وقد تراكم عندي لدرجة الإختناق فكان لا بد من فضفضة مع عزيز وأنت والحق أقول عزيزة على نفسي منذ زمن بعيد بأفكارك المتنورة الرائعة التي رفضها بلدك ورفضك وقبلتك أمريكا الطيبة الشعب الذي لا يفرق ويرفض التمييز لدرة تجريمه لا بد أن حضرتك لاحظت ذلك وعشتيه وأنت بينهم .
كل إحترامي وتقديري ومودتي لك وللعائلة الكريمة زوجاً مثقفاً وبنتاً رائعة ودمتِ


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
الدكتورة نوال السعداوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: المرأة العربية,آفاق التغيير و معوقاته / نوال السعداوي




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - في المجازر، وسرديات الكراهية في خطابات السوريين. / حمزة رستناوي
- مقامة العتيبة / صباح حزمي الزهيري
- خرجات محمد الفايد لا تقيم وزنا لا للعلم ولا للدستور / أحمد رباص
- الذكاء الاصطناعي والثورة الرقمية / زهير الخويلدي
- اليوم العالمي للكتاب / منى فتحي حامد
- الطواحين* / إشبيليا الجبوري


المزيد..... - زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الدكتورة نوال السعداوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: المرأة العربية,آفاق التغيير و معوقاته / نوال السعداوي - أرشيف التعليقات - من هو المحتل ؟ - المنسي القانع