|
رد الى: حسام القطلبي - ياسين الحاج صالح
- رد الى: حسام القطلبي
|
العدد: 161635
|
ياسين الحاج صالح
|
2010 / 9 / 11 - 01:21 التحكم: الكاتب-ة
|
شكرا حسام. لم أقل في الحوار الذي تلمح إليه أن ثقافتنا تتحكم بنا، قلت إنها ثقافة أناس لا يتحكمون بشروط حياتهم، منفعلون بها، ما يجعل ثقافتهم أيضا منفعلة. مثلا كانت الحروب المخفقة محرقة للتيارات الثقافية والإيديولوجية التي عرفها المشرق العربي وللنخب التي تحملها. خسارة فلسطين عام1948 قضت على التيار الوطني الليبرالي، وحرب 1967 قضت على التيار القومي العربي. وحرب 1982 أنهت اليسار العلماني المقاوم، وربما تكون حرب احتلال العراق أنهت التيار الديمقراطي الليبرالي. هذا كله يدل على وضع تاريخي منفعل، معوق للاستقرار السياسي والنفسي الضروريين لازدهار الثقافة. والشرط نفسه يرفع الطلب على العقائد والحلول الخلاصية، التي ما إن تتعثر أو تخفق حتى تعتبر أوهاما باطلة لا قيمة لها. أثق بالثقافة العربية لأنها خير ما عندنا، ومن شأن جهود تبذل في المجال الثقافي أن تكون مثمرة أكثر مما في أي مجالات أخرى في تقديري. لدينا ثقافة تاريخية كبرى متكونة حول دين عالمي. هذه ميزة عظيمة، لكنها تحد تاريخي جسيم. أعتقد أن نهضة متجددة لثقافتنا مشروطة بمواجهة المشكلة الدينية، أو -الغول الديني-، وبأنسنة هذا الغول. وعبر الاضطلاع بهذا التحدي الذي أرى أنه ممر إجباري نحو التجدد الثقافي يمكن لثقافتنا أن تحوز مطمح الإسلام العالمي، لكن على أسس دنيوية، ومع تحرير كل أبعاد وطاقات الإنسان، الجمالية والأخلاقية والمعرفية. أعتقد أن هذا هو صراع هذا القرن الحادي والعشرين. يلزم فقط ألا نجهضه باعتناق حلول أو مخارج جاهزة مثل الحداثة أو التوفيقية. في بالي عند الكلام على الثقافة العربية الثقافة العليا وليس الثقافة الشعبية. الثقافة الشعبية تميز بين البلدان العربية بحكم اختلاف البيئة والتجارب التاريخية، حتى لو كانوا السكان متجانسون إثنيا في الأصل. أما الثقافة العليا فهي عربية عامة وإن ساهم فيها غير عرب من الناحية الإثنية. وهذه هي التي أتكلم عليها. وعلى هذا المستوى أجد نفسي قريبا جدا من عبدالله العروي وهشام جعيط مثلا، بقدر ما القرب من صادق جلال العظم وبرهان غليون، أو من أحمد بيضون وجورج قرم مثلا. وليس لأن المغرب بعيد لا استطيع الكلام على اليسار المغربي. لا استطيع الكلام على اليسار المصري أيضا، أو حتى اللبناني. هذا يقتضي متابعة تاريخية وظرفية لا أملكها عن غير سورية. كان حازم قال الكلام نفسه في نقاش جرى بيننا في ملحق نوافذ لجريدة المستقبل في شباط الماضي. وللأسف لم يستكمل النقاش بسبب تدخلات من أشخاص مهمين في سورية ولبنان. ولو أتيح استئنافه لاعترضت على ما قال صديقي حازم. أعتقد أن لدينا دولا قائمة، مهما تكن عيوبها كبيرة فإن إصلاحها يبقى أهون من إقامة دول جديدة في عملية تاريخية سوف تكون شاقة ومؤلمة حتما، وستكون هذه الدول متصارعة ومتنافسة فيما بينها، وباحثة عن حلفاء أقوياء في محيطها وفي العالم، فوق أن الدول الصغيرة الجديدة ستعاني مشكلات الاندماج ذاتها التي نشكو منها اليوم، إلا إذا كانت نقية دينيا أو إثنيا، الأمر الذي لا يتيسر بسبب الاختلاط الواسع في جميع المدن الكبيرة والمتوسطة، وبعض الأرياف، أو الذي يقتضي تحققه عمليات تطهير عرقي وطائفي فظيعة. أليس إصلاح الكيانات القائمة أيسر إذن؟
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
ياسين الحاج صالح في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول : اليسار والإسلام و... اليمين / ياسين الحاج صالح
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
توازن الثبات والإرادة المستديرة/ شعوب الجبوري - ت: من الألما
...
/ أكد الجبوري
-
كما لو أنها
/ بلقيس خالد
-
ترحب دولي بقرار الجنائية الدولية -باعتقال نتنياهو وغالانت-
/ سري القدوة
-
بِطاقةٌ حمَّالةٌ للقَهَر
/ علي الجنابي
-
كتابة التاريخ ليست مسألة إثبات أو طعن، بل هي أمانة علمية وأخ
...
/ ديار الهرمزي
-
أفكار في رسم خريطة طريق لحل استراتيجي لإشكالية الطائفية في ل
...
/ حسن خليل غريب
المزيد.....
-
وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
-
بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
-
مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
-
أعراض غريبة تعني إصابتك بفقر الدم.. اعرفها
-
برشلونة يتعثر على ملعب -بالايدوس- في الوقت القاتل
المزيد.....
|