|
رد الى: سعد سامي نادر - نايف حواتمة
- رد الى: سعد سامي نادر
|
العدد: 160451
|
نايف حواتمة
|
2010 / 9 / 7 - 12:42 التحكم: الكاتب-ة
|
أشكرك على ما أوردت ؛ بما يتسم من تكثيف وموضوعية منفذاً للخلاص تعبر عن رؤية الإشراقات المحاطة بالليل والبلوى. نعم فالقضية الفلسطينية: -المركزية- العربية، شكلت البلاغ العسكري رقم 1 في حقبة الانقلابات والدكتاتورية العربية التي وصفتها، حين كانت شماعة يعلق عليها الاستحقاق الديمقراطي العربي. ونحن على يقين أن المعركة مع الامبريالية والصهيونية، والعدو الخارجي تتطلب الاستقلال عن الاستبداد الداخلي، دمقرطة الحياة السياسية، والشفافية في شؤون الشعب، والعودة له بالقرارات المصيرية، والنابع من إدراكنا بان المعركة الموصوفة تحتاج إلى جهود الشعوب في الدفاع عن أوطانها، وان إهانة كرامة المواطن لا علاقة لها بالدفاع عن الأوطان، فما بالك تجاه -القضية المركزية- التي تتطلب تطوراً في مجمل حياة الشعوب العربية، وطالما أن المعركة ليست بالسلاح الحربي وحده..الخ، أتذكر هنا أنني قرأت بيتاً لشاعر عربي في مكان ما يقول فيه:
أنا لا أذود الطير عن شجرٍ قد بلوت المرّ من ثمره
أما بشأن الحزب الشيوعي العراقي الشقيق، نعم وهو حزب الشهداء، فالأمر لا يتعلق بتغيير الاسم: -الحزب الاشتراكي الديمقراطي ـ الحزب الديمقراطي الاشتراكي-، ولكن في المفاصل والانعطافات التاريخية الكبرى فإن الأخطاء لها ثمن فادح، لقد عارض الحزب غزو العراق، لكنه دفع الثمن الباهظ مرتين، الأول مشاركته في مجلس الحكم للحاكم المدني بريمر (راجع كتاب بريمر -عام قضيته في العراق-، دار الكتاب العربي ـ بيروت 2006، وحواره مع قيادة الحزب)، (للأسف هذا الأخير نشر مقالاً في إحدى الصحف البريطانية هذا الصيف، يرثي بها حال العراق ومجلس الحكم لما أضفى من فساد..الخ)، والثانية هي أن ديمقراطية بريمر كمرجعية، وانطلاقاً من بنود -دستورية- على أجندة متشابكة مع البنية السياسية المُنتجة ونهوجها الإقصائية، بدءاً من الأجهزة التنفيذية ومنتسبيها، ومختلف الأجهزة ومؤسسات السلطة -السيادية-، هو وحده شكل مساراً للتناحرات الدامية، مساهماً في تعميق الإرهاب أو استغلاله، كما في تشابك المشروع الأميركي الإقليمي وامتداداته. هنا يدخل الحزب الشيوعي -العلماني- الانتخابات 2005، آذار/ مارس 2010 والعراق لم يلتئم بعد بمرجعية وطنية عراقية رسخت مساراتها في لحمة وطنية، والنسيج الاجتماعي ممزق بولاّدات حروب أهلية قذرة، دموية طائفية، تحت سقف -إرهاب تسييس الدين وتديين السياسة-، مصحوبة على أقاليم هياكل السلطة ومؤثراتها، ثم يحصد ما حصد، وبالتأكيد أيضاً إن هكذا انتخابات لا تعبّر عن مكانة الحزب وتاريخه ودوره وشهداءه على جبهات الكفاح الديمقراطي العراقي، ولأن العملية الديمقراطية لم تجرِ وفق بناء مرجعية عراقية، هي نتاج العملية الديمقراطية لدولة المواطنة والقانون، وفي بناء النظام السياسي بروح وطنية تنطلق من نبذ كل ما يعيق العملية الديمقراطية السلمية، أتناول هذا بخطه العام، مع إدراكي العميق بأنه لا يمكن أن تنتهي مشكلات العراق دفعة واحدة، لكن الواجب يملي وضع تطوره في سياق آلية سليمة تراكمية قابلة للنقد وإثراء والتطوير.. لا آلية للانقسام والمحاصصة والاحتراب ومزيداً من الانقسام، بل آلية لا يعيقها شيء عن التقدم نحو العراق الديمقراطي المتقدم، -وطن حر وشعب سعيد-.. لا العكس. مؤشرات على المناخات الموجودة تحتاج إلى علاج مباشر: • صنفت -الشفافية الدولية- العراق مطلع العام الحالي عن الأعوام الثلاثة الماضية، بأنه من أكثر دول العالم فساداً، ويورد أنه منذ عام 2003 جرى إنفاق عشرات مليارات لإعادة إعمار البنية التحتية والمدارس والهيئات الصحية، ورغم ذلك ما تزال مستويات الخدمات العامة أدنى من مستويات ما قبل 2003، وتبخرت مليارات أخرى دون تحميل أية جهة مسؤولية تبخرها ... • البيئة في العراق منكوبة؛ فاليورانيوم المنضب الذي استخدمته القوات الأميركية، يلوث معظم أرجاء البلاد بإشعاعات ذات عواقب وخيمة على الصحة العامة ... • حول البطالة: جاء في تقرير الأمم المتحدة أن -العراق عاجز عن توفير عمل كاف لـ 28 بالمئة من القوة العاملة (...) والبطالة محصورة ومتصاعدة في صفوف الشبان (...) وليس في هذه القوة العاملة سوى 17 بالمئة من النساء العراقيات. ثمة حقائق ديمغرافية ماثلة منذ احتلال العراق وهي كالتالي:- • تراوح التقديرات بشأن عدد المدنيين الذين قضوا 2003 ـ 2010 وحسب تقرير -لانست- الميداني (قرابة مليون ونصف مليون). • تقدر المفوضية العليا للاجئين أن ما يزيد على 4.7 ملايين تركوا بيوتهم، وان الكثير منهم بحاجة إلى الرعاية الإنسانية، ومن هؤلاء أكثر من مليونين وسبعمائة ألف عراقي مهجرين داخلياً، بينما هرب ما ينوف عن مليونين إلى دول مجاورة، وخصوصاً إلى سورية والأردن، وكان ستة مليون قد هُجر قبل عام 2003، إلا أن العدد الأكبر قد هرب منذ هذا التاريخ، وأصبح العراقيون في عام 2006 التابعية الرئيسية الساعية إلى لجوء سياسي في أوروبا. • تكاد أقليات العراق كالمندائيين والأشوريين والكلدانيين والأزيديين ان تنقرض مع تنوعها الثقافي الثري، ومساهمتها في خير العراق، إذاً ما تزال عملية تصفية الأقليات جارية على قدم وساق. • حول وضع المرأة العراقية في القانون والتطبيقات العامة، هو دون ما أحرزته قبل الاحتلال بخمسين عاماً، بما يشكل هبوطاً حاداً في وضعها، فـ -18 بالمئة- يشاركن في القوة العاملة، مقابل -81 بالمئة من الرجال- وهذا رقم متدني قياساً ببلدان أخرى في المنطقة، والمرجح أكثر ألا تكون ذوات مستويات التعليم المتدنية مشمولات بالقوة العاملة ... • في العراق أكثر من مليون أرملة، وتشير مصادر إلى أن هناك 3 ـ 5 مليون يتيم ... كما أن عملية المصالحة على أسس وطنية جديدة غير طائفية متعطلة، فضلاً عن النزاع على نفط كركوك، أما الدستور وعلى الرغم مما يشوبه من خلل فهو مهمل ولا يعمل به، وهو لم يخضع للتعديل منذ إقراره في عام 2005، رغم الوعود المقطوعة بهدف تعديله وإصلاحه ... يطول التشخيص في الواقع العراقي الراهن، وكما قلت في البداية، بأنه مع إدراكي العميق بأن لا يمكن أن تنتهي هذه المشكلات دفعة واحدة، ولكن كان على الحزب والقوى والشخصيات الديمقراطية أن تبتعد عن المشاركة في هكذا انتخابات، وتنطلق في معركة وبرنامج مراكمة قوى الكتلة التاريخية نحو العراق الجديد عراق الديمقراطية، العدالة الاجتماعية، وهزيمة حروب الإرهاب والطائفية والمذهبية. لقد دفع الشهيد كامل شّياع حياته ثمناً لبناء دولة ومؤسسات، فهو رجل دولة لا رجل سلطة في مفارقة المَعنَيين، نحو حلم العراقيين في مستقبل تسوده الحرية والتسامح والعدالة الاجتماعية والمواطنة الفاعلة، نحو وعي وطني هادف إلى إعلان شأن المواطنة وصيانة مصالح البلاد الوطنية، بعيداً عن امتدادات المشاريع الدولية والامتدادات الإقليمية، لم يحمل معه سوى الفكرة عبر حاضن اللغة والكلمة.. الكلمة التي لم تتحملها المتحاصصات الطائفية.. أليست هذه جزءاً من استحقاقات تحديات الخيار الديمقراطي! ... ثانياً: يا أخي سعد من قال لك أنني أُحدد لشعب العراق شكل المقاومة (المسلحة) بالتحديد لا غير؛ للخلاص من الاحتلال الأمريكي، نحن مع الحركة الوطنية العراقية وهي التي تحدد أشكال مقاومتها في النضال ومن أجل الديمقراطية الحقّة والعدالة الاجتماعية والتغيير.. أؤكد معك ما قلته بالضبط -مشكلة الشيوعيين واليسار، أنهم لا يجيدون العمل في الدهاليز المظلمة.. لهذه الخاصة نحبهم ونحبكم- وأقول: -نحب العراق.. وطناً سيداً حراً وشعب سعيد فلماذا ندخل أنفسنا في الدهاليز المظلمة حيث تصعب الرؤية.. -. نحن في الجبهة الديمقراطية أعلنا دائماً -لا للغزو الأمريكي-، لنتذكر جيداً أن أوباما عارض الحرب في الكونغرس الأمريكي، أدانها في حملته الانتخابية، وعد بالانسحاب الكامل وهذا ما يقوم به الآن. نحن نرفض وندين حروب الإرهاب الطائفي، المذهبي، الإثني الدامي القذر تحت شعارات -قومية أو دينية- نتاج إرهاب -تسييس الدين وتديين السياسة- ...
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
د.نايف حواتمة في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول افاق اليسار الفلسطيني والعربي / نايف حواتمة
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
تنويه واعتذار من إبراهيم اليوسف
/ إبراهيم اليوسف
-
الخاسرون
/ لويس ياقو
-
مصير سوريا
/ إلياس شتواني
-
جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء
...
/ أحمد رباص
-
( الأمثال ومديات تداولها ) القسم الأول
/ حامد كعيد الجبوري
-
المحاسبة دون عقاب: آلية لتحقيق العدالة التصالحية والمصالحة ا
...
/ غالب احمد العمر
المزيد.....
-
محكمة الاستئناف في الجزائر ترفض الإفراج عن الكاتب الفرنسي ال
...
-
تونس - ليبيا: وزير الدفاع التونسي يلتقي مدير الاستخبارات الع
...
-
إنقاذ فتاة تبلغ 11 عاما قبالة لامبيدوزا بعد قضائها 3 أيام في
...
-
المغرب: هل تتجه الرباط نحو إلغاء عقوبة الإعدام؟
-
سوريا: ما هي نوايا إسرائيل؟
-
بعد سقوط الأسد: تحذيرات من عودة -تونسيين متطرفين- من سوريا
المزيد.....
|