|
رد الى: المنصور جعفر - نايف حواتمة
- رد الى: المنصور جعفر
|
العدد: 160057
|
نايف حواتمة
|
2010 / 9 / 6 - 12:11 التحكم: الكاتب-ة
|
أبدأ بمقدمتكم حول: -مثبطات اليسار في عالم اليوم هي الحديث عن التعددية والليبرالية دون إيضاح الفروق بين سمات المشروع الرأسمالي الاستغلالي والاستعماري للتعدد والحرية ... وفي هذا السياق يقع الحديث والمتحدث من حيث لا يشعر في إطار الخطاب الإعلامي السائد ... الخ-. وأبدأ أولاً بالمعالجة التاريخية لأقول: إن البنية المؤسسة لـ -الثقافة- ومن ثم السياسة هي أحادية، وتواصل بامتياز لعبة إنتاج الهيمنة الأحادية، فهي مؤسسة بعيداً عن التأثير في التعدد الديمقراطي، وتكوين وتوفير فرص حقيقية تاريخية لجدل اجتماعي ينتج رأي عام ديمقراطي، وهذا منذ قرون مديدة وعميقة في التاريخ، تاريخ تشكل الدولة العربية متماهية بالإسلامية، وهو ما تعمل عليه السلطات والمهيمنات، من إنتاج شعبويات عشائرية وطائفية و-إثنية-. إن استجواب التاريخ استجواباً موضوعياً، هو استقراء لسيرورات صادقة للانطولوجيا الاجتماعية، حين يكون الاستقراء موضوعياً لطبائع التغاير، فلماذا لم يقع تغير حداثي عميق ؟ ولماذا تأخر كثيراً عن العالم العربي والإسلامي ؟ وكيف ندفع به ليمسّ كامل التمظهرات الاجتماعية والثقافية والسياسية ... ؟ الوعي ... الثقافة العربية، آليات إنتاج الوعي والثقافة تلعب منذ قرون مديدة وبامتياز الدور الأكبر في إنتاج خطاب المركز الأوحد، المهيمن، وهو ينتج آليات وأنساق السلطة، الشخصانية، -العقائد-، التي تنتهي بالفكرة الأبوية ـ السلطة، و-الأب المقدس-، عبر تمظهرات نصيّة وطائفية وسلوكية ونكوصية، هذه النصية عديدة اليوميات في التفاصيل، وهي تثبت ذاتها على مدار الساعة، ويمكن معاينتها في ما يتلقاه -المواطن- من إعلام يفرض شروطه في إنتاج البنية الثقافية السياسية، عبر التوليدات لـ -المقدس- مواكباً لما هو معاصر، وهي معاني تتجمهر و -تتجوهر- في الوعي و -اللاوعي-، كشيفرة وراثية مولدة للمركز الأوحد والمهيمن، بما تعني من شمولية -أبوية-. بعد هذا التوضيح يمكن تناول المسألة براهنيتها: نعم الخطاب الرأسمالي وبالذات الراهن -الليبرالية الجديدة المتوحشة-، هو أيضاً خطاب أحادي -أحادي القضية ... عودة لاستعمار القرن التاسع عشر، أي المباشر، الجانب العسكري والحربي لتحقيق برامجه ...- هذه بالجوهر ليست معنية ورغم شعاراتها البراقة المكشوفة بالعمل على إنتاج تعددية، وهي لم تعد تنطلي على أحد، فهي مقابل أطماعها الضارية تفعل ما تريد، والشعارات هنا خادعة ولم تعد تنطلي على الشعوب ...، ونصحح هنا ما ورد لديكم: -أنها كلها تكريس لآلية السيطرة الفكرية الأوروبية في مواجهة الخطاب الأصولي المعبر عن جذور وتفكير وعقيدة ما يسمى هذه الأمة-، حيث نقع في الخلط ... هذه المفاهيم التعددية ـ الاجتماعية هي نتاج حقبة التنوير الأوروبي، وثورات أوروبا وسردياتها الكبرى، بدءاً من الثورة الفرنسية وصولاً إلى مفاهيم -كومونة باريس- وثورة أكتوبر الاشتراكية، وبينها مفاهيم -العقد الاجتماعي- في سياق السيرورة الأوروبية، أما الليبرالية المتوحشة: فدقق كم تعتاش على الخطاب الأصولي، وبالعكس كلاهما يعتاش على خطاب أحادي نحو الهيمنة الأحادية، بعيداً عن كل إنجازات العلوم الإنسانية، وكل من موقعه ونظرته ووظيفته. ما سميته بـ -التمدد في الخطاب اليساري- مطلوب عربياً لتحطيم قيم الإقطاع المعاشة، وهذا ما سرّع بالضبط غروب العصور الوسطى الإقطاعية الأوروبية، وبزوغ فجر العصور الرأسمالية الحديثة، وهذه الثقافة سبق وأن عممت في أوروبا قبل ماركس والقرن التاسع عشر، الأمر الذي دفع ماركس ذاته لتبجيل دانتي آخر شعراء العصور الوسطى بحكم ما له من الشعر والنثر الكثير، وخاصة قصيدته -الكوميديا الإلهية- بأجزائها الثلاثة: -الجحيم، والمطهر، والجنة-: وهي تعبر عن نظرة عميقة للمحيط الإقطاعي الذي باد، لدرجة أن ماركس ذاته سجل في مقدمة البيان الشيوعي: - ... هل ستمنحنا إيطاليا دانتي جديد، يمكن أن يسجل ساعة ميلاد هذا العصر البروليتاري الجديد-. ونسجل هذا الآن لنؤكد على أهمية الوعي والثقافة، وأقول: -الوعي- كخطاب ما زال عربياً رهيناً للمركزية الشمولية، وهي التي -تصطنع- معاركة باعتباره مفهوماً تابعاً. نحن قمنا بإعادة فحص مفهوم الأزمة والانغلاق في الوعي وسيرورات الثقافة، ونتعاطى معها كخطاب ومؤسسات وهويات؛ كهويات ضاغطة في تبديد الوعي وتعويمه، صُوَرها التاريخية تتكرر في المراحل والحقب التاريخية بأشكال مختلفة، ولكن باستغراق في إعادة إنتاج الهيمنة الأحادية، وهذه بيئة لتاريخ عميق، حاشد بالأزمات ومركبات الصراع بما فيها الإقصاء والذبح والمنافي. هدفنا التحرر من الأوهام، وكي يكون الإنسان قادراً على صناعة حريته وبطولته المعرفية والأخلاقية، بعيداً عن القدرات -التمويلية- للمركز الأحادي وبطولاته الثانوية إما السحيقة أو المعاصرة، وهي مؤسسات حكومية عربية إيديولوجية بامتياز، تشن على الناس أنماطاً معينة من -الوعي والثقافة-. بكلمة أخرى: نحن نربط بين المرحلة التي تمر بها المجتمعات العربية -التحرر الوطني الديمقراطي والتقدم الاجتماعي-، وبين -الكتلة التاريخية المدعوة لإنجاز مهمات المرحلة-. لا نطلق أطروحات نظرية تجريدية معلقة في الهواء.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
د.نايف حواتمة في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول افاق اليسار الفلسطيني والعربي / نايف حواتمة
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
اشداء على الكفار
/ صفاء علي حميد
-
هل الاشتراكية نظرية علمية؟
/ عبدالرحمن مصطفى
-
الدولة العميقة: السلطة الخفية التي تحدد مسار الحكومات
/ حمدي سيد محمد محمود
-
القومية بين البناء الحضاري والتشويه الإقصائي
/ محمود عباس
-
بعد صمت المدافع اي نصر واي هزيمة
/ ابراهيم نور الدين
-
عن سورية والتطورات الأخيرة
/ راتب شعبو
المزيد.....
-
تحليل.. مذكرة اعتقال نتنياهو على المحك باختبار دول ومدى التز
...
-
شاهد..برازيلية تخوض تجربة قفز مثيرة من جسر شاهق بأمريكا
-
فيديو يوثق مواجهة مضيفة طيران لراكبة متسللة بعد رحلة من نيوي
...
-
متحف هيروشيما للفن يوثّق 35 عاماً من التعبير البصري الياباني
...
-
-الذي لا يحب جمال عبد الناصر- وأبرز الإصدارات للقاهرة للكتاب
...
-
7 كتب عن تاريخ الصراع الفلسطيني ضد الاحتلال والإرهاب الصهيون
...
المزيد.....
|