|
رد الى: رزكار نوري شاويس - اقليم كوردستان العراق - نايف حواتمة
- رد الى: رزكار نوري شاويس - اقليم كوردستان العراق
|
العدد: 160049
|
نايف حواتمة
|
2010 / 9 / 6 - 12:02 التحكم: الكاتب-ة
|
الأزمة التي أثرتم، قديمة الجذور في الثقافة العربية، العربية ـ الإسلامية، الإسلامية، عندما نستجوب التاريخ بموضوعية، راهناً ـ كما أوردتم ـ حين نقيم مسار اليسار كحراك سياسي وثقافي ـ اجتماعي فاعل، ربطاً ـ كما أوردتم أيضاً ـ إيماناً بقدرة هذا المسار اليساري الليبرالي الحداثي بمختلف قواه ومرجعياته وألوان طيفه السياسي، فإنه سيعجل اشتغالاته على هذا الواقع، وبالتالي أحداث تأثيرات جدية جذرية في تفكير وسلوك الإنسان المضطهد والمحروم في مجتمعاتنا، وبالتأكيد هذا يحتاج إلى برنامج حراك اجتماعي كبير، لكل مكونات الكتلة التاريخية للتغيير والتطوير (طبقة وسطى، عمال وفقراء المدينة والريف، وكله ريف وبداوة كما يقول عالم الاجتماع العراقي الشهير د. علي الوردي)، مطلبي حقوقي إنساني، يعزز نقل الصراع من سياقاته العامودية إلى الأفقية الطبقية ... الخ. إن النزعات الطائفية والأصولية الدينية السياسية (إرهاب تسييس الدين وتديين السياسة)، هي ذاتها وتحت مجمرتها ورمادها موقد العنف والإقصاء، جميعها بحاجة إلى الطموح والمزيد من الرؤى والأفكار المضيئة والمكملة لما طرحتم، استناداً إلى تلك الخصوصيات ومنابتها على الصعيد الوطني، مع التأكيد أن هذه الموقدة العنفية هي سمة عامة لهذه النزعات والتشكيلات. في السمات العامة نرى أن المجتمع حينما يتعرض إلى خلخلة وهزات عنيفة؛ يبرز الإسلام السياسي اليميني، العنفي الإقصائي ـ باعتباره -الإسلام هو الحل-، وهذا موجود في كل بقعة عربية وإسلامية، حينما يعصف بكيانها الوطني، وتنقلب مرتكزاته، يبرز الخطاب السياسي الطائفي، المنغلق والأحادي، الذي لا يعترف بالعقل، حين يأخذ دوره بالتلقين والتمثيل والتمثل، علماً أنها تدفع الجميع إلى الكهوف، وأن يقتات الأموات على الأحياء، في سياسات الشطب والإلغاء والإقصاء، الكهوف المجازية لأنها تعين المنغلق والجاهل بأن لا يجادل، سلاحه الجدلي الإرهاب الفكري والدموي من أفغانستان إلى المغرب الأقصى وما بينهما، وأن لا يدعم عقله، وأن لا يسمع صوت العقل فهناك طبقة صخور سميكة لا يمكن للصوت العاقل أن يصل إليها. هنا ينبغي التعامل مع الحياة التي نعيشها وتعقيداتها المستمرة، هنا تستخدم ظواهرها في إبعاد الناس عن العالم وانفتاحه ... العالم وتطوره، حين يُستهان بالإنسان ذاته ... فضلاً عن جعل -المقدس- بعيداً عن الشبهات والبحث، خاص في ميدانه المجتمعي السياسي ـ الاقتصادي، طالما يعتبر أن الدنيا زائلة و-الإنسان ضعيف فيها- مشرعناً -ثقافة الموت- وصولاً إلى العالم الآخر، أما الأدوات فهم البسطاء ... ومن الطبقات المهمشة المسحوقة، من السهل توجيهه ضد أي عقل طالما أنه قد استسلم ذهنياً إلى ما جمعه من مشافهة وسطور وتفاسير وأقوال ومباركات ... في التضادين: ثقافة تمجد الحياة ... وتمجد الإنسان، ترتبط بالعلم وتطوره ... وثقافة تمجد العنف والموت والإقصاء، في دنيا -الإنسان ضعيف فيها-، عطفاً على صراعات ومحاور إقليمية وخدمات سياسية، فالعالم يتطور من حولنا بسرعة ضوئية ... وشعوب الشرق الأوسط والعالم المسلم تعود القهقري عشرات القرون إلى الخلف. إشكالية أبرز المعطلات التي تستدعي قيودها، والمطلوب تفكيك هذا التراث، على النحو الذي فعله نصر حامد أبو زيد رحمه الله، وقد رحل مؤخراً في الغربة، وناله ما نال بسبب من دراسته التراث الإسلامي وفق صوت العقل ومنطق العلوم الإنسانية. إننا نريد من نقاش الأفكار أن لا تبقى على الشجرة وفق المصطلح الفلسطيني، ويسعى المتنورون إلى إظهارها للناس، بتنظيفها من الأدران أمام العالم، لا أن يلصق بإسلام الاجتهاد الإصلاحي وبجوهره؛ الحال التي كان عليها قبل 1200 عام، منذ هزيمة إسلام العقل وطغيان فتاوى النقل، أن نحمل من إسلام الاجتهاد الإصلاحي (يسار الإسلام) (راجع كتاب احمد عباس صالح:- اليمين واليسار في الاسلام- المؤسسة العربية للدراسات والنشر/ بيروت 1973، كتاب، هادي العلوي: من قاموس التراث- الاهالي/دمشق 1988، كتاب الشيخ خليل عبد الكريم: -النص المؤسس ومجتمعه- السفر الأول والثاني- /دار مصر المحروسة/ القاهرة/ 2002، كتاب محمد أركون:-أين هو الفكر الاسلامي المعاصر؟ ترجمة هاشم صالح/ دار الساقي/بيروت/1993، إنه ما هو قائم على العقل، الأخلاق، التعددية، سماع وجهة نظر الآخر، واحترام الإنسان كقيمة لا تضاهيها قيمة عليا، وتمجيد العقل، وهذا الخطاب يحتاج إلى كشافات تضيء الكهوف، كشافات ساطعة بديلاً عن تحويل التاريخ إلى متحف. نستند في هذا إلى كل ما هو عقلاني وحداثي، نحو فتح العقول -غير المستعملة-، فالتاريخ الإسلامي كما وصلنا هو سلطة ومعارضة، بينهما الانفعالات والأحقاد الدفينة التي يمكن الاستناد عليها والعالم يعبر الألفية الثالثة. كلاهما اليوم معني بـ -الدين السياسي- بقدر ما يكسب عبره من نفوذ سلطوي دنيوي وسلطة سياسية، تعينه على تحقيق مآربه بعد مصائب المجتمعات والهزات والزلازل الكبيرة، فهي السلعة التي يتاجر بها بحسب انتفاعه، نحو قمة الهرم السياسي، حينها يضع الدين في موقف حرج وفق نموذج الأزمة في السودان، الصومال، العراق، السعودية، اليمن ... والقوى الذي يلف العالم الإسلامي من الأقصى إلى الأقصى. إن تخليص الحاضر ـ المستقبل من قيود الماضي في همّ الإنسان وحياته وتطوره هي الأساس، لا النصوص، في معيار إرساء الأخوة بين البشر، هو متطلبات حركة فكرية، علمية، ديمقراطية ويسارية، ننتظرها أن تتفاعل بوعيها وتسود، في مواجهة ما لا يقبله العقل من مدونات النصوص، التي أدخلت العالمين العربي والمسلم هنا وهناك في إطار ديكتاتوريات إما شمولية، أو ديكتاتوريات صغيرة موزعة على طوائف وبامتيازات أشخاص تنتظر -الديمقراطية- للوصول إلى السلطة ...، هذا فضلاً عن ما دونته للأستاذ كريم زامل ...
وشكراً ... معاً وسوياً على درب التنوير ...
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
د.نايف حواتمة في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول افاق اليسار الفلسطيني والعربي / نايف حواتمة
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
اشداء على الكفار
/ صفاء علي حميد
-
هل الاشتراكية نظرية علمية؟
/ عبدالرحمن مصطفى
-
الدولة العميقة: السلطة الخفية التي تحدد مسار الحكومات
/ حمدي سيد محمد محمود
-
القومية بين البناء الحضاري والتشويه الإقصائي
/ محمود عباس
-
بعد صمت المدافع اي نصر واي هزيمة
/ ابراهيم نور الدين
-
عن سورية والتطورات الأخيرة
/ راتب شعبو
المزيد.....
-
تحليل.. مذكرة اعتقال نتنياهو على المحك باختبار دول ومدى التز
...
-
شاهد..برازيلية تخوض تجربة قفز مثيرة من جسر شاهق بأمريكا
-
فيديو يوثق مواجهة مضيفة طيران لراكبة متسللة بعد رحلة من نيوي
...
-
متحف هيروشيما للفن يوثّق 35 عاماً من التعبير البصري الياباني
...
-
-الذي لا يحب جمال عبد الناصر- وأبرز الإصدارات للقاهرة للكتاب
...
-
7 كتب عن تاريخ الصراع الفلسطيني ضد الاحتلال والإرهاب الصهيون
...
المزيد.....
|