|
الى الاخ الرفيق كاظم حبيب - فارس خليل ابراهيم
- الى الاخ الرفيق كاظم حبيب
|
العدد: 154260
|
فارس خليل ابراهيم
|
2010 / 8 / 20 - 21:44 التحكم: الكاتب-ة
|
بداية من البديهي القول عدم إمكانية فهم الأزمة التاريخية لليسار العربي دون النظر للعلاقة الجدلية التي تربط هذا اليسار بالواقع الاقتصادي و السياسي للمجتمعات التي ينمو فيها هذا التيار, وصيرورة تكون الطبقات وعلاقات الإنتاج بين فئات المجتمع الواحد هناك. الأمر الذي جعل لهذا اليسار تجليات عديدة نظرا لارتباطها بمراحل تاريخية متباينة من حيث النشأة و التكوين الذي مر به في أقطارنا العربية التي تعاني بدورها من تباينات داخلية وخارجية حادة لا مجال لذكرها الان. وان فشل هذا اليسار أمام الحركات الأصولية التي اجتاحت المنطقة بتنظيماتها وبرامجها العدمية التي هيمنت على الشارع الذي كان فيما مضى حكرا لحركات وأحزاب اقل ما يقال عنها إنها ليبرالية التوجهات و الأهداف يطرح تسألات كثيرة ولفهم هذا التغيير الحاصل و الفشل الذي رافق اليسار العربي رغم ما يمتلكه من عراقة في التنظيم و قدرة على التنظير والتي لم تدرأ عنه هذا القدر المحتوم الذي نراه اليوم , علينا أولا قراءة الواقع الذي أنتج هذا اليسار الذي تخلف عنه كثيرا,عندما حاول أن يسبقه بالاعتماد على المقولات الفلسفية الجاهزة و الأحكام الأيدلوجية المسبقة لذى لم تكن ولادة هذا اليسار بأي حال من الأحوال بشقيه الماركسي و القومي التقدمي, ولادة طبيعية أفرزتها الحاجات الداخلية الملحة للمجتمع العربي في تلك الحقبة, بقدر كونها محاكاة للآخر لمعرفة الذات المفقودة وتحديد ملامح هويتها المعاصرة, ,في مرحلة كانت فيه عمليات التحرر وتكوين الأنظمة المركزية المهيمنة السمة المميزة لتلك الحقبة,وما أفرزته تلك المحاكاة من وعي زائف وتخبط في التشخيص وفشل في رصد حركة الواقع العربي واشكالياته والاعتماد المفرط على الاستعارات الايدلوجة الجاهزة التي أنتجتها التجارب العالمية دون مراعاة لخصوصيات المرحلة التي مرت بها تلك الشعوب و,أطرها المرجعية التي تمتاز بها عن الاخرين
ولكي يستطيع اليسار العربي من استعاد ة دوره التاريخي في قيادة الجماهير الكادحة التي أصبحت نهبا للحركات الأصولية , يجب على هذا اليسار الإقدام على إعادة الاعتبار لتلك الجماهير المغيبة و احترام دور أدوات التحليل الجدلي التي أهينة كثيرا في المراحل السابقة ( خدمتة للمقولات الأيدلوجية الجاهزة ), من خلال التحديد العلمي للجمهور ذو المصلحة المباشرة في التغيير الثوري وطبيعته الطبقية وفهم خصوصيات أطره المرجعية التي قد تقف حائل أمام أي تغيير مرتقب , وتحديد طبيعة المرحلة الراهنة واستحقاقاتها و ما قطعه الصراع الطبقي من أشواط . وفهم الأسباب التي تحول دون التفاف الفئات الوسطى حول التيارات الليبرالية عموما و اليسارية بشكل خاص لما لهذه الفئات من دور خطير في الساحة السياسية العربية. و البدء بنقد ذاتي جاد لمجمل المسيرة السابقة و التبني الحي للقضايا الخلافية الشائكة بعيدا عن الدوغمائية التي أدخلت هذا التيار بمختلف اجنحتة مرحلة الموت البطيىْ و العزلة الجماهيرية و الشروع بقراءة حية للتراثي الإنساني كمصدر دعم و الهام في حل القضايا الراهنة دون أن نترك أي مجال لان يحكم أموات القرن التاسع عشر أحياء هذا القرن الملتهب فينتهي بنا المطاف إلى ما انتهت إليه السلفية بحلتها الجديدة.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
د.كاظم حبيب في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول اليسار: آفاقه ومشاكله / كاظم حبيب
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
الظلّ الأخير
/ محمد بسام العمري
-
الماضي بوابة للتأمل… والمستقبل أفق للخلق
/ أكرم شلغين
-
المثقف الكردي والسياسي ثنائية الكلمة والسلطة
/ إبراهيم اليوسف
-
على أمل اتفاق سلام وشيك في غزة/ اتفاق 21 نقطة لإنهاء الحرب
/ أحمد سليمان
-
الشاعر آرثر رامبو “نجمة شاردة في التاريخ الأدبي” (2/1)
/ أحمد رباص
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (267)
/ نورالدين علاك الاسفي
المزيد.....
-
لماذا وافقت -يوتيوب- على دفع 24.5 مليون دولار لترامب؟
-
روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
-
ما بنود خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة؟.. تعرف على النص الكام
...
-
لو لسان مولودك مربوط .. علامات لا يجب تجاهلها و3 طرق للعلاج
...
-
ما الذي تتضمنه خطة دونالد ترامب للسلام في غزة؟
-
غزيون يشككون في جدية خطة ترامب وتفاؤل حذر في إسرائيل
المزيد.....
|