|
محاولة للإجابة عن أسئلة الأستاذ سيمون خوري - كاظم حبيب
- محاولة للإجابة عن أسئلة الأستاذ سيمون خوري
|
العدد: 153022
|
كاظم حبيب
|
2010 / 8 / 17 - 19:51 التحكم: الكاتب-ة
|
أخي الكريم الأستاذ سيمون خوري المحترم تحية طيبة سأحاول الإجابة عن تساؤلاتك القيمة, وهي وجهة نظر تحتمل الصواب والخطأ. إنها اجتهاد شخصي قابل للنقاش في كل الأحوال. بصدد القضية الأولى: حين أشرت إلى ضرورة البدء بإعادة النظر فهذا يعني بالنسبة لي ما يلي: 1 . إعادة النظر بالمسائل الفكرية والسياسية التي سرنا عليها طيلة عقود ومحاولة اكتشاف مواقع الخلل في ما كنا نسعى إليه والأساليب والأدوات التي مورست طيلة تلك العقود. 2 . إعادة النظر بالبرامج الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتحديد جديد للإستراتيجية والتكتيكات المطلوبة. 3 . إعادة النظر بالعلاقات الداخلية في كل من هذه الأحزاب ومنها المركزية الديمقراطية والطاعة الحزبية والانضباط الحديدي ونفذ ثم ناقش والحق في التعبير عن الرأي والمناقشة والعلاقات الديمقراطية الداخلية ... الخ. 4 . إعادة النظر كاملة بالعلاقات مع القوى السياسية الأخرى والتحالفات التي جرت وما هي المعايير للتحالفات... الخ. حين نبحث في هذه النقاط وغيرها وحين نستخدم المنهج المادي الجدلي والمادي التاريخي وحين ننطلق من الواقع القائم فعلاً بكل تعقيداته وتشابكاته الداخلية والإقليمية والدولية, وحين نفهم ونعي الواقع المتغير والتغيرات الكبيرة التي طرأت على عالمنا وعلى القوى الداخلية والبنية الاقتصادية والاجتماعية, عندها نستطيع أن نحدد بوضوح كبير ومسؤولية عالية المهمات الجديدة في الحقول السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. وهذا يعني أننا سنبتعد عن الهروب إلى أمام في مهماتنا وشعاراتنا ونحدد وفق طبيعة المرحلة وما يفترض أن نسير عليه لاحقاً. وحين نصل إلى نتائج إيجابية سنستطيع تحديد جوهر الصراع الدائر في بلداننا في المرحلة الراهنة وتحديد القوى الاجتماعية والسياسية التي يهمها تحقيق تلك التحولات. وسيفترض هذا الأمر تحديد مهمات كل فئة اجتماعية من خلال العلاقة الجدلية والعضوية بها ومعها وليس بمعزل عنها. وهي عملية معقدة جداً ولكن لا مناص منها حين نريد الاقتراب من الشعب وقواه الاجتماعية والسياسية وحين نريد تحقيق التغيير في موقف الشعب من كل قوى اليسار. لقد كانت أفكارنا وسياساتنا بعيدة إلى حدود بعيدة عن أرض الواقع, وكانت لدينا الكثير من الأوهام حول واقعنا والعالم ولم نستطع إلى الآن فهم التغيرات التي طرأت على العالم بالعمق الضروري الذي يحركنا صوب التغيير. ألخص الكلام بما يلي: ** دراسة الواقع بموضوعية وليس وفق الرغبات والإرادة الذاتية. ** تحديد المهمات والقوى التي يمكن أن تحققها. ** الاقتراب من الناس والتعاون مع الفئات الاجتماعية والسياسية ذات المصلحة بالتغييرات المنشودة وبالمهمات المطروحة لفهم دور كل منها وسبل تحقيق تلك المهمات معها وليس بمعزل عنها. ** ربط ذلك بالتغيرات الحاصلة على الصعيدين الإقليمي والعالمي. تغيير الخطاب السياسي والأساليب والأدوات وفق المرحلة الراهنة وبعيداً عن الأوهام التي عشنا فيها لفترة غير قصيرة. استخدام المنهج المادي الجدلي في كل ذلك وبعناية فائقة.
وبصدد المسألة الثانية فالخص رأيي بما يلي: إن الصراع في العالم العربي يجري في المرحلة الراهنة بين تيارين فكريين وسياسيين هما الفكر الإسلامي الأصولي والفكر المدني الديمقراطي, وبالتالي فأن خلط الأوراق والتشابك بين هذه القوى لن ينفع أحداً بل يلحق أضراراً فادحة بالتيار الديمقراطي وقوى اليسار, فلا بد من التمييز بين هذين التيارين. لا يمكن التعاون ولوثوق بهذا التيار, كما لا يمكن الوثوق بالتيار القومي اليميني الشوفيني أو البعثي العراقي. ولكن في قوى التيار الإسلامي هنا شخصيات وعناصر علمانية وكذلك في التيار القومي, وهم اليسار الذين يمكن في ضوء اتجاهات التطور التعاون. التوازن بين التيارين مفقود على صعيد كل بلد من بلدان الشرق الأوسط لصالح قوى الإسلام السياسية الأصولية, ولهذا فالتعاون معها يضعفنا ويعزز مواقعها, وعلينا الانتباه على هذه الحقيقة. ومن هنا جاءت إشارتي للوضع في العراق بضرورة تجنب التحالف مع القوى الدينية في الحكومة التي يراد تشكيلها بل البقاء في المعارضة الفكرية والسياسية. وبصدد المسألة الثالثة فأرى ما يلي: لقد نجح اليسار الديمقراطي في الخمسينيات في تعبئة الناس بنسبة مناسبة حوله واستطاع أن يمارس تأثيراً إيجابياً على الحركة الوطنية والديمقراطية وعلى جمهرة واسعة حقاً من المثقفات والمثقفين, ولكن ولأسباب كثيرة ذاتية وموضوعية داخلية وإقليمية ودولية لعبت دورها في توجيه ضربات قاسية للحركة الديمقراطية و لليسار بعد أن تضافرت الجهود ضدها, ولم نع كيف يفترض أن نواجه تلك الهجمة, فنشأ إحباط حقيقي في صفوف الجماهير فتخلت عن هذه القوى, ولكن هذا ليس أمر نهائي. ويعتمد عليها في إمكانية استعادة مواقعها في صفوف الشعب. لقد لعبت ثلاث مجموعة من القوى والعوامل دورها في هذه الحصيلة السلبية, رغم النضال والتضحيات, وأعني بها: ** القوى القومية التي تسنى لها السيطرة على مقاليد الحكم في عدد من البلدان والتي وجهت هي قبل غيرها الضربات لمواقع القوى الديمقراطية وقوى اليسار. حصل هذا في مصر وسوريا والعراق وليبيا على سبيل المثال لا الحصر. ** قوى الإسلام السياسية التي انتصرت في إيران وعمدت إلى إرسال المساعدات المالية والمتطوعين والجواسيس والحرس الثوري والدعاة إلى الدول العربية والتي ساهمت في إيذاء الحركات الديمقراطية واليسارية عموماً. ** الحكومات الرجعية التي هي بالأساس ضد القوى الديمقراطية واليسارية, ومنها السعودية والسودان واليمن وبعض دول الخليج وفي السودان ...الخ. ** شركات النفط الاحتكارية التي لعبت دورها في هذا المجال. ** الأخطاء التي ارتكبتها القوى الديمقراطية واليسارية في سياساتها ومواقفها ..الخ. القوى الديمقراطية عموماً والقوى اليسارية خصوصاً تعيش في أزمة فكرية وسياسية, تعيش في محنة ثقيلة لا يمكن الخروج منها ما لم تعيد النظر على وفق ما أشرت إليه في الفقرة الأولى من هذه
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
د.كاظم حبيب في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول اليسار: آفاقه ومشاكله / كاظم حبيب
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
كنت في زيارة لبغداد مؤخرا - الجزء الثاني
/ محمد رضا عباس
-
القطة و الفأرة في منزل واحد
/ رامي الابراهيم
-
مبادرة الدولة الديمقراطية الواحدة ..ليس كل ما يلمع ذهباً
/ غسان ابو نجم
-
بلا شيء.....
/ عبد الغني سهاد
-
المقامرة *
/ إشبيليا الجبوري
-
علوم العاطلين عن العمل
/ كاظم فنجان الحمامي
المزيد.....
-
144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
-
المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال
...
-
نقابة الصحفيين الفلسطينيين تطلق حملة صحفيات بزمن الحرب
-
لو مريض ضغط.. نصائح فعالة عشان مايعلاش
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
المزيد.....
|