|
إلى السيد محمد كاظم مهدي - كاظم حبيب
- إلى السيد محمد كاظم مهدي
|
العدد: 152516
|
كاظم حبيب
|
2010 / 8 / 16 - 09:11 التحكم: الكاتب-ة
|
الأخ الفاضل محمد كاظم مهدي تحية طيبة 1) أي حزب من الأحزاب السياسية حين يجد تراجعاً في عضويته أو تسرباً من صفوفه دون الإعلان عن ذلك أو ضعفاً مستمراً في جماهيريته والتفاف الناس حوله أو تراجعاً في عدد المصوتين له في أي انتخابات محلية أو عامة, أو قلة حضور اجتماعاته العامة, عندها يفترض فيه أن يراجع نفسه وسياساته ومواقفه وعلاقاته ليكتشف بعناية كبيرة وتدقيق جيد ومشاركة واسعة من كوادره وقاعدته الحزبية والمؤيدين له عن العوامل أو الأسباب الكامنة وراء مثل هذا التراجع. ولا بد له أن يستخدم المنهج المادي الجدلي وليس المنهج التبريري الشكلي للبحث في مثل هذا الموضوع الحساس. وحين يكتشف الأسباب الحقيقية عليه أن يعيد النظر بتلك الأخطاء التي ارتكبها والتي قادت إلى مثل هذه النتيجة السلبية. وفي قناعتي إذا ما حاول أي حزب من الأحزاب ممارسة مثل هذا التقييم والتقويم, عندها يستطيع تجاوز العثرات والعقبات ليعيد ترتيب أموره ويستعيد عافيته, سواء في علاقاته مع القوى الأخرى أم مع المجتمع ومع أعضاء الحزب ومؤيديه. هذه قاعدة عامة لا يجوز التخلي عنها, إذ أنها الضوء الذي ينير له الطريق. وإذا ما تخلى عنها أي حزب من الأحزاب, سيعاقبه المجتمع بصيغ مختلفة, بما فيه تحوله غلى حزب هامشي لا ينفع أحداً ممن نشأ الحزب من اجلهم. 2) لنا في العراق تجربة غنية وثقيلة وتقليد سيء في آن واحد, وهي نتاج واقع المجتمع العراقي وغياب الديمقراطية عنه. فحين يتحالف أكثر من حزب واحد, يشعر الطرف الأقوى أن ليس من حق الطرف الأضعف أو الأطراف الأضعف أن تنتقد الحكومة أو الحزب الحاكم’ لأن الطرف الآخر أو الأطراف الأخرى حلفاء له. هذا فهم خاطئ للحليف لكل معنى الكلمة. هذه الظاهرة العراقية ليست عراقية بحتة, بل هي موجودة في غالبية الدول النامية وكانت موجودة في الدول الاشتراكية, وكانت جزء من أسباب الكارثة في تلك الدول. وحين يمارس أي حزب سياسي دور الحليف في حكومة معينة وتتركب تلك الحكومة أو الحزب الحاكم الرئيسي سياسات خاطئة ومضرة بالشعب ولا ينتقدها الطرف الحليف, يعتبر مشاركاً في رسم تلك السياسة ويخسر تأييد الناس له. 3) من هذا المنطلق سمحت لنفسي أن أقترح على قوى اليسار العراقية أن لا تشارك في الحكومة القادمة التي لم تولد إلى الآن ولو بالطريقة القيصرية, وان تنتقل إلى صفوف المعارضة السياسية خارج البرلمان لأنها غير ممثلة فيه, وبالتالي تستطيع أن تحاسب الحكومة بحرية مسؤولة عن سياساتها وما تتخذه من إجراءات والتي يمكن أن تلحق أضراراً بالمجتمع أو بفئات منه. إن موقف المعارضة السياسية لا يعني العداء لأحد, بل يعني القدرة على النقد وتعبئة الناس ضد السياسات التي تعتقد قوى اليسار, ومنها الحزب الشيوعي العراقي بأنها خاطئة أو مضرة. وفي هذا يمكن أن تتحول قوى اليسار إلى قطب جاذب للجماهير, سواء المحتجة على تلك السياسات أو الواثقة من ضرورة انتهاج برنامج أخر أو متفقة مع النقد الذي تطرحه قوى اليسار والديمقراطية, وفي هذا تبرز القدرة على استعادة المواقع التي افتقدتها هذه القوى. 4) في السؤال حول الحزب الشيوعي الكردستاني أشير إلى أن الكثير من الذين التقيت بهم في كردستان العراق يشيرون إلى ما تشير إليه في رسالتك, كما يشيرون إلى الماسب التي حققها المسؤولون في الحزب على حساب تلك السياسة. وأود هنا أن أسجل الملاحظات التالية: أ . إن التحالف مع الأحزاب الكردستانية بدأ بالنسبة للشيوعيين في العراق منذ سنوات طويلة وتبلور بشكل خاص في الجبهة الكردستانية وكان التعاون في البداية إيجابياً, ثم انتهى ذلك التحالف بارفضاض الجبهة الكردستانية وحلها عملياً من طرف واحد دون الإعلان عن وفاتها. ولكن استمر عمل الحزب الشيوعي الكردستاني في الحكومة في أربيل بشكل خاص. وكان موقف الصراع مع السلطة الدكتاتورية في بغداد يجعل من التحالف ضرورة, ولكن لا يمنع من ممارسة النقد. ولم يمارس النقد علناً حينذاك, بل كان يمارس داخلياً كما يشير قادة الحزب الشيوعي الكردستاني. ب . يبدو أن الحزب الشيوعي الكردستاني, والتزاماً منه بالتحالف, يمارس النقد الهادئ في الاجتماعات مع الأحزاب الحليفة دون ممارسة النشر. وفي هذا لا يرى الناس النقد, بل يرون التحالف والتضامن لا غير. وهو أمر يثير جمهرة من الناس ويشكك بمواقف الحزب الشيوعي الكردستاني. ج . كما أن الحزب الشيوعي الكردستاني يعتقد بأن الصراع مع سياسات الحكومة في بغداد إزاء كردستان لا تستوجب حالياً نقد الحكومة الكردستانية علناً بل عبر اللقاءات الخاصة, لكي يقفوا جبهة متراصة ولا يضعف موقف الحكومة الكردستانية. فهل هذا الموقف سليم؟ د . وتبرز في ضوء ذلك تلك التفسيرات التي تشير إلى أن الحزب الشيوعي الكردستاني موجود في جيب الأحزاب الكردية الكبيرة الحاكمة لأنها تمول منها, ولا يلاحظ بوجود قانون يسمح بتمويل الأحزاب السياسية في كردستان خلال السنوات الأخيرة. أجد لزاماً عليّ أن اقول بأن النقد الذي يمارسه اي حزب يحظى باحترام الناس حين يكون النقد في حمله ولا يستطيع أي حزب حاكم الاعتراض عليه لأنه صائب وجاء في محله. والعكس فأن الحزب الذي لا يمارس النقد الضروري والصائب لا يحترم حتى من الحليف القوي. أختلف مع سياسة الحزب الشيوعي الكردستاني في هذا الصدد. فأنا أرى بأن السكوت عن الأخطاء وعدم الدفاع عن سياسة الحزب الشيوعي الكردستاني تقود إلى إضعاف مواقع الحزب الشيوعي الكردستاني في صفوف المجتمع وتؤثر على جماهيريته, خاصة وانه يتحالف مع الأحزاب القوية ولكن لا يستطيع تحريك الناس حول سياساته. الحصيلة واضحة. الحليف هو من لا يسكت عن أخطاء حليفه, بل يضعها أمامه وفي حالة عدم الاستماع إليها لا بد من طرحها على الناس والدفاع عنها. المعارضة لا تعني العداوة حتى لو أراد البعض غلغلة مثل هذه الفكرة, فهي غير صحيحة. المعارضة ضوء فعلي ينير درب السائرين ويبعد الظلمة عنهم أو الغرور الذي يمكن أن يصيب من هو في السلطة وينسى شعاراته التي ناضل من اجلها وأسقط النظم السابقة بها. هل سيسلك الحزب الشيوعي العراق نفس درب السكوت عن الأخطاء؟
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
د.كاظم حبيب في حوار مفتوح مع القراء والقارئات حول اليسار: آفاقه ومشاكله / كاظم حبيب
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
كنت في زيارة لبغداد مؤخرا - الجزء الثاني
/ محمد رضا عباس
-
القطة و الفأرة في منزل واحد
/ رامي الابراهيم
-
مبادرة الدولة الديمقراطية الواحدة ..ليس كل ما يلمع ذهباً
/ غسان ابو نجم
-
بلا شيء.....
/ عبد الغني سهاد
-
المقامرة *
/ إشبيليا الجبوري
-
علوم العاطلين عن العمل
/ كاظم فنجان الحمامي
المزيد.....
-
144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
-
المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال
...
-
نقابة الصحفيين الفلسطينيين تطلق حملة صحفيات بزمن الحرب
-
لو مريض ضغط.. نصائح فعالة عشان مايعلاش
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
المزيد.....
|