الصفحة الرئيسية - القرآن ونساء النبي / كامل النجار - أرشيف التعليقات - سطوة الوهم - عبد القادر أنيس

سطوة الوهم - عبد القادر أنيس

- سطوة الوهم

العدد: 117360

عبد القادر أنيس

2010 / 5 / 3 - 09:57
التحكم: الحوار المتمدن

أمي مسنة تقترب من التسعين سنة، وأنا أشعر نحوها بقدر كبير من الشفقة. هي تستيقظ باكرا مع الفجر وتثير جلبة في البيت لأن سمعها ضعيف وتفتح أحيانا نافذة الفناء علها تسمع صوت المؤذن لكنها قلما تسمعه رغم قرب المكبر من منزلنا. فمنذ عام مدد أحد الجيران الملتحين سلكا على طول ثلاثمائة متر من مسجد الحي ونصب مكبرا للصوت حتى يسمع الجيران الآذان حسب زعمه. عندما يرعد تصطك النوافذ. هو نوع من الاستبداد رضي به الناس على مضض لأنه آذان رغم أن بعضهم عبر لي عن امتعاضه خاصة المقابلين لبيته. أمي تبدأ في انتظار آذان كل صلاة قبل نصف ساعة. وأحيانا يستبد بها القلق: -ما به هذا المؤذن تأخر اليوم على غير عادته؟ !!!-. هذه الحالة تنتابها عندما تنعس قبل صلاة العشاء وتريد أن تتخلص من هذه السخرة لتخلد للنوم. نحن كلنا في البيت مجندون من أجل صلاتها وإخبارها بموعد الآذان. أمي تصوم، حسب قولها، منذ ثمانين عاما ومازالت حريصة عليه رغم نصيحة الأطباء لها. كل هذا من أجل وهم تمسك به الناس عن جهل وشقوا به وأشقوا غيرهم.
تحياتي

للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
القرآن ونساء النبي / كامل النجار