حين رحلت آخر جداتي لم يبلغني احد ، كانوا يخافون علي من عودتي فسمعت عرضا ، كانت تصيح بي كلما اطلت لعب كرة القدم في الزقاق : لن تنجح هذه السنة ! و لكنني انجح و اهرع اليها حاملا لها ورقة النجاح رغم انها لم تكن تقرأ ، و في كل سنة كانت الحكاية تتكرر . كلما مر الوقت شعرت بمدى الخسارة الفادحة التي اصابتني برحيل جدتي... فحكاياتها لا تتكرر في زمن الكهرباء ، و وجودها كان آخر وجود للبراءة و النقاء ، أشعر بشعورك في فداحة الخسران في هذا الزمان الذي لا تعويض فيه .
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
عن رحيل آخر جداتي ...الحداد اهون من النسيان / ابراهيم البهرزي
|