أمل فؤاد عبيد
الحوار المتمدن-العدد: 1951 - 2007 / 6 / 19 - 05:37
المحور:
الادب والفن
كان يتعسكر مدفعه خلف النافذة .. ينتظر إشارات البدء .. يطلب أحيانا شايا .. واحيانا أخرى يتلفح صمته الليلي .. كانت غاراته .. تعلن دوما فكرة ما .. كنت اتحين النظر غروبا .. وهو بداية طلعات نارية .. وما كان له من سلوى .. سوى ان يستشعر القوة في غلبة صموده .. واستراق النغم .. كالأثير .. مازالت صورته تخايل ذاكرتي .. ذهب .. خلف نبض التاريخ لا علم ولا ذاكرة .. ما كنت أذكره بالكلام .. ولكن لم تبرحني صورة صمته .. ولغة تنطق بالرصاص .. كحارس لظلام ليلانا ..يشعل سيجارته .. يطفئها .. يعاود مطرحه كاسير اللحظة .. يحيره الانتظار .. وتارة يحطم أبعاد النظر .. خليط من ذكرى .. ومساكن تعج بالصمت .. وأنفار تتحرك كخيالات ظل .. تهجو تاريخ الهزيمة ..وتعاتب اقدارها .. كدرة كشف الريح عن مقبرتها .. وعند صباح .. كان الحطام المتناثر .. كاشلاء متنافرة .. تعلن صمتا آخر .. و كانت جنازته .. تعبر افق الطريق .. بلا عودة ..
#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟