أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رحاب الهندي - حين يصرخ الناس متسائلين من يقتلنا ؟















المزيد.....

حين يصرخ الناس متسائلين من يقتلنا ؟


رحاب الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 1946 - 2007 / 6 / 14 - 12:59
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يعترينا جميعا وبلا استثناء سؤال يغلفه الذهول والحزن والتشنج والاحتقان ونحن نسمع ونشاهد مئات الجثث الملقاة عبر شاشات الفضائيات، وفي مناطقنا السكنية، ونشعر ان الموت المجاني اصبح يعيش معنا ويمارس فينا كالحياة بعينها”من اكل وشرب وتزاوج “ وتسجل التهمة دوما ضد مسلح مجهول..
الله اكبر نسمع تقارير يومية عن ان ما لا يقل عن اربعين حياة انسان انتهت بفعل مجهول وأصبح كل منا ينتظر دوره ويخاف على جيرانه وأصدقائه ومعارفه ويتحسر على اي انسان يموت غدراً.
موت منظم:
القتلة المجهولون لم يستثنوا احدا بدأوا باساتذة الجامعة والاطباء ورجال الحرس الوطني وبعض المسؤولين ورجال الاعلام والصحافة وبعض الهيئات التعليمية الى البسطاء من عمال وطلبة ورواد مساجد وحسينيات ورجال دبلوماسيين، الكل مستهدف، القاتل مجهول والسبب شبه معلوم.
مناطق موبوءة بالارهاب:
انحصرت مناطق الارهاب في البداية بعدة مناطق اشهرها الدورة، السيدية، حي الجهاد، شارع حيفا، وانتقلت بالتدريج الى المنصور، زيونة وبغداد الجديدة والاعظمية ثم شملت معظم المناطق. يقول المواطن رعد: الارهاب المعلن لم يترك منطقة خالية من شره لا في بغداد ولا في ارجاء العراق كافة، والمصيبة ان الفاعلين مجهولون. ان هذا الموت المجاني الذي يصيب ابناء العراق يدمر اعصاب باقي الافراد ويثير الحزن والكآبة في نفوسهم متسائلين ما ذنب الناس؟ لماذا يقتلون بهذه الصورة البشعة، ومن هم القاتلون؟ لنتحدث بصراحة ان الخوف يسكننا رغم كل ما تحاول الحكومة من اجراءات امنية بتنا لا نخرج من بيوتنا الا للضرورة القصوى ونحن نشعر ان الموت يتربص بنا في اية لحظة باشكاله المتعددة سيارة مفخخة مثلا او عبوة ناسفة او رصاصة طائشة او رصاصة متعمدة او هاون يقع على المنزل كما حدث لجيراننا ولا نملك الا الاحساس بالقهر والدعاء على القتلة المأجورين الذين لا نعرف من هم، حيث ان اسوأ ما في الاخبار التي نسمعها حين يقول المذيع خبر الموت لأكثر من عشرين شخصا مذيل بجماعة مسلحة مجهولة. فمتى يتحول المجهول الى معلوم حتى نرتاح، نحن الآن لا نملك الا اللجوء لله في مساعدتنا وابناء شعبنا للخروج من هذه الدوامة القاتلة ولعن الله كل من يضغط على الزناد من اجل ازهاق اية روح عراقية.
العامرية والشرطة مثالاً:
من منطقة العامرية تحدثنا السيدة ام نادية فقالت لنا: المصيبة اننا نفاجأ بمعارك تمتد لساعة او اكثر ولا نعرف من يقتل من؟ نختبئ في بيوتنا مبتهلين الى الله بنهاية المعركة، يتقول الناس عن منشورات تهديد ويزداد الرعب بيننا نقاوم الخوف بمزاولة نشاطنا اليومي لكن في ظل من التوتر والخوف، انا مثلا لدى زوجي وثلاثة شباب اعيش حالة من القلق ادت الى اصابتي بالضغط العالي، لا أهدأ طوال اليوم الا حين عودتهم الى البيت من العمل لتبدأ بيني وبينهم مشاحنات ما بعد العصر، هم شباب يريدون مزاولة حياتهم بزيارة الاصدقاء والذهاب الى السوق وأنا لا احبذ خروجهم خوفا عليهم، بالله عليكم هل هذه حياة؟.
كاتم الصوت:
يقول احد سكان الشرطة الرابعة: ظهرت في الفترة الاخيرة حالة متطورة وجديدة ومرعبة في اسلوب القتل العشوائي باستخدام كاتم الصوت ، وقال لي احد شهود العيان ان احدهم استخدم مسدسا كاتما للصوت لقتل ثلاثة من الاشقاء وهم في محلهم وتوجه ليقتل آخرين رغم ان الشارع مزدحم ولم يكتشفه احد فمن اين نسمع الرصاص وهو يستخدم هكذا مسدس؟.
منشورات بين الاشاعة والحقيقة:
تكاثر الحديث عن توزيع منشورات في منطقة المنصور تهدد النساء والرجال معا بحكم الاعدام فيما لو سارت المرأة سافرة او محجبة بلا عباءة او قادت السيارة، وتناقل الناس احاديث ان احداهن قتلت اثناء قيادة سيارتها في المنطقة، ثم شمل القتل امرأة اخرى في زيونة، اضافة الى خطف فتاة اثناء سيرها مع والدها في منطقة المنصور وفي وسط السوق الذي غالبا ما يكون مزدحما.
تجولنا في المنصور وكانت الحالة العامة تنذر بالحذر والترقب والخوف فالحركة غير طبيعية والاسواق شبه خالية من الناس سألت ام نصير بائعة في احد الاسواق وهي تلملم بضاعتها من امام المحل وكانت الساعة قد قاربت السادسة والنصف : أليس الوقت مبكراً لغلق المحل؟ فأجابت: لا لست أنا من يغلق محلي، السوق كله يغلق تقريباً عند الساعة السابعة وبعد السابعة بقليل لن تجدي احداً، تابعت سؤالي ما السبب يا ام نصير فأجابت: عيني الناس كلها خايفة لا احد يعيش بأمان، فتجدي الجميع يذهبون للبيوت احسن، ثم ان حركة الشراء بطيئة، الناس لا تتسوق الا الضروريات، تابعت اسئلتي رغم انها لم تتوقف للحديث معي فأجدها تسرع في ادخال بضاعتها، هل حقيقة ان منشورات تهديد وزعت في منطقة المنصور أجابت: انا سمعت عن تهديد النساء والرجال لكني لم أقرأها، تركتها تغلق محلها لاتحدث مع سيدة تود الخروج من السوق فأجابت : سمعت عن هذه المنشورات لكني لم اشاهدها، سألتها هل اصابك الرعب أجابت: الحقيقة انا لم أخف لأني اقود سيارتي لكن زوجي منعني من القيادة. هل تعرفين احداً شاهد هذه المنشورات؟ أجابت” لا، لكن الجميع يتحدث عنها.
وان كانت المنشورات تهدد النساء لبعض ممارسة حريتهن الشخصية فللرجال نصيب آخر في التهديد حيث ان كل من يترك شعره طويلا او يلبس التيشريت او الجينز سوف يقتل.
يقول ابو احمد”بائع في المنصور اعتقد ان هذه المنشورات اشاعة ارهابية جديدة“: لأني اسكن في المنصور ومحلي في نفس المنطقة انا شخصيا لم اشاهد اية ورقة من هذه المنشورات لكن الغريب ان الناس يتداولون ما جاء بها بشكل سريع وغريب.
الاطفال ومشاهد القتل اليومي:
ام رامي ختمت جولتنا في منطقة المنصور قائلة: الحياة هنا لا تطاق خاصة في شارع 14 رمضان يوميا يقتل احد افراد الشرطة نسمع اطلاق رصاص كثيف يتراكض الاطفال خوفا ثم يتعلقون على الشباك لرؤية ما حدث، هالني منظر دماء احد افراد الشرطة المساكين وبكيت عليه وعلى اطفالي الذين اخذوا يتحدثون على منظر الدماء بشكل اعتيادي. من يرحمنا من هذا الجو القاتل والقاتم؟ . المصيبة ان المهاجمين سرعان ما يختفون انهم اشبه بالاشباح اسألك وانت الصحفية هل هم اشباح؟.
لم استطع اجابتها بشكل فوري لكني تأملتها وأنا اشاهد مأساة وطن في عينها، تركتها وأنا اقول لها لا سيدتي بالتأكيد هم ليسوا اشباحاً ، هم بشر مثلنا لكن بلا اخلاق ولا ضمير، هم مجرد عصابات مأجورة.
لن يفرقنا الارهاب:
اجمل ما في جولتي تلك الاقاويل التي سمعتها من المواطنين الناس البسطاء الرائعين وهم يؤكدون لي في مجمل حديثهم انهم يفهمون تماما مجريات الامور ويدركون ان الايدي الخبيثة تحاول ان تفرقهم الى طوائف ومذاهب واختم جولتي هذه بمقولة احدهم: شوفي ياابنتي اسمعي جيدا وانقلي كلامي هذا عبر جريدتكم الرائعة نحن عراقيون اخوان تأكدوا جميعا لن يفرقنا الارهاب، زوروا اي عزاء”ابعد الله عنكم الاحزان وفقد الاحباب “ ستجدون الطيبة والحب وابناء العراق جميعهم السنة والشيعة والاكراد والتركمان مسلمون ومسيحيون وصابئة يواسون بعضهم ويقدمون واجب العزاء ويساعدون اهل الميت بكل ما يستطيعون، اذهبوا الى اية حفلة عرس ستجدون جميع ابناء العراق متواجدين يرقصون مهنئين اهل العرس ومشاركين في الزفة، لن يستطيع الارهاب ان يفرقنا ابداً.
صدقوني لقد انهمرت دموعي امام هذا الرجل الجميل الاصيل الذي تحدث عن حقيقة العراق بكل حب وصفاء وكلنا نؤيده لأننا جميعا في الفرح او العزاء في صف واحد بالتأكيد



#رحاب_الهندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايا حب معاصرة 2
- احبك وبالعناد اقتلك
- الحب لهم وحدهم
- حكايا حب معاصره
- عمليه انتحاريه لرجل مفخخ بالحب
- الفراق الحتمي
- لاتتزوجوا
- اغفاءة جسد
- رجل من ذهب
- الحب حتما
- الخروج من بوتقه الكبت
- فوضى العبث بالجسد
- خطيئه رجل
- المراة القويه
- رعب المجتمع والخوف من الحب
- الخيال المجنون
- جواري زمن الحريه
- وراء كل رجل مجنون امرأة
- استراحه منتصف العمر
- مريض النساء


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رحاب الهندي - حين يصرخ الناس متسائلين من يقتلنا ؟