أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - سعيد الحمد - لا ديمقراطية من دون ديمقراطيين














المزيد.....

لا ديمقراطية من دون ديمقراطيين


سعيد الحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1945 - 2007 / 6 / 13 - 13:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


كما أنه لا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يكون هناك علم من دون علماء أو هندسة من دون مهندسين أو طب من دون أطباء‮.. ‬فكذلك لا‮ ‬يمكن أن تكون هناك ديمقراطية من دون ديمقراطيين‮.‬

هذه حقيقة الحقائق في‮ ‬علم السياسة الاجتماعي‮ ‬فلا داعي‮ ‬لأن نخدع أنفسنا ونضلل الآخرين من البسطاء معنا في‮ ‬الحديث السجالي‮ ‬عن الديمقراطية مع شرائح وفئات وقوى لا تعترف بالديمقراطية أصلاً‮ ‬وتعتبرها أصل الداء والبلاء،‮ ‬فظلت تعاديها وتكافحها كما تكافح الأمراض الوبائية الخطيرة‮.. ‬ولا‮ ‬يمكن أن نخدع أنفسنا مرة أخرى فنصدق أن مثل هذه القوى والحركات تحولت بين‮ ‬يوم وليلة الى حركات وقوى ديمقراطية‮.‬

لا‮ ‬يمكن التعويل والاعتماد وتوقع نهضة ديمقراطية حقيقية تؤسس وتنجز مجتمعاً‮ ‬ديمقراطياً‮ ‬أو دولة القانون والمؤسسات في‮ ‬عالمنا العربي،‮ ‬وفي‮ ‬منطقتنا،‮ ‬من مجموعة قوى اعتلت الموجة الديمقراطية العربية والعالمية في‮ ‬انتهازية نفعية ضيقة لتمكين جماعاتها واحتلال المواقع المتقدمة في‮ ‬صنع القرار،‮ ‬بما‮ ‬يصب في‮ ‬مصالحها الخاصة والذاتية ولخدمة مشاريعها التي‮ ‬هي‮ ‬أبعد ما تكون عن الديمقراطية أو عن تهيئة مناخ ديمقراطي‮ ‬مدني‮ ‬عصري‮ ‬يستوعب كل التلاوين ويعترف بكل الأطياف السياسية والمجتمعية بما‮ ‬يفتح فضاءً‮ ‬لقيام مجتمع مؤسساتي‮ ‬تعددي‮ ‬عريض وواسع‮.‬
ثم كيف نقنع أنفسنا نحن العرب بالوصول الى مجتمع ديمقراطي‮ ‬ونحن نمارس أقصى أشكال إلغاء الآخر‮.. ‬بينما الأنظمة العربية التي‮ ‬ترفع شعار الديمقراطية تحاصر الديمقراطيين الحقيقيين وتستبعدهم من دائرة اهتمامها وتعاونها وتفاهمها،‮ ‬لتفتح جسوراً‮ ‬وتقيم قنوات مع‮ »‬الديمقراطيين الطارئين‮« ‬النفعيين والوصوليين منهم والذين‮ ‬يعرفون من أين تؤكل الكتف العربية،‮ ‬فظلوا‮ ‬يأكلون على كل الموائد العربية وفي‮ ‬مختلف ظروفها‮.‬

فيصفقون ويهللون اذا ما صادرت الأنظمة الديمقراطية وألغتها ويترشحون ويفوزون اذا ما أعادت تلك الأنظمة الديمقراطية‮.. ‬فالمهم لديهم أن تظل الموائد عامرة وأن‮ ‬يظلوا‮ ‬يتصدرونها ويأكلون دون الغير فوقها‮.‬
كيف نقنع أنفسنا نحن العرب بالوصول الى مجتمع ديمقراطي‮ ‬تعددي‮ ‬بينما المناخات والأوضاع العربية بعمومها تترصد وتلاحق وتصادر التفكير الحر المستقل،‮ ‬وتجرجره قسراً‮ ‬وقهراً‮ ‬للعودة الى‮ »‬بيت الطاعة‮«‬،‮ ‬فتمنع السؤال لصالح الجواب الجاهز المعلب ليغدو النقل بديلاً‮ ‬أصيلاً‮ ‬للعقل‮.. ‬وتصبح‮ »‬لماذا‮« ‬ممنوعة من العبور ومصادرة من الثغور ومطلوبة في‮ ‬كل المخافر العربية بعد أن تم تجييش وتحريك التظاهرات الشعبية الواسعة ضدها‮.‬

»‬فلماذا‮« ‬التي‮ ‬أطلقتها المرأة العربية وهي‮ ‬تطلب استعادة مواطنتها وحقها وحرية قرارها وخيارها‮.. ‬قمعها وصادرها‮ »‬الديمقراطيون الطارئون‮« ‬فجّيشوا الجيوش ضدها وسارت تظاهرات التنديد بها مستخدمة أعتى وأمضى الأسلحة تلك التي‮ ‬حملت اتهامات‮ »‬التفسيق والانحلال والتفريط‮«.‬

فكيف نقنع أنفسنا نحن العرب بإنجاز مجتمع ديمقراطي‮ ‬تعددي‮ ‬بينما‮ »‬الديمقراطيون الطارئون‮« ‬ينجحون في‮ ‬تدشين عريضة‮ »‬شعبوية‮« ‬تطالب بإعادة محاكمة طه حسين واحراق مجلدات ألف ليلة وليلة وكتب ابن عربي‮ ‬وابن رشد،‮ ‬فيما‮ ‬يحتفلون سراً‮ ‬وعلانية بمدى سيطرتهم على وسائل الاعلام وأجهزة التعليم في‮ ‬عالمنا العربي،‮ ‬وتنفذهم وتمكنهم من أجهزة أخرى‮.‬

ومن هنا نقول لا‮ ‬يمكن اختزال المسألة الديمقراطية في‮ ‬صناديق الاقتراع‮.. ‬فثمة ديمقراطية اجتماعية مفتقدة محاصرة وملاحقة ومصادرة في‮ ‬فضائنا الاجتماعي‮ ‬العربي‮ ‬لصالح وصايات مجتمعية فرضت نفسها على الوعي‮ ‬العربي‮ ‬العام وقادته الى حيث‮ ‬يناصر الديمقراطية لكنه‮ ‬ينتخب أعداءها‮.. ‬وهو وعي‮ ‬عربي‮ ‬معكوس ورهان خاسر فلا ديمقراطية من دون ديمقراطيين‮...‬
[email protected]



#سعيد_الحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مروة التركية إلى نورية الكويتية
- الإخوان وجهازهم السري‮..
- نهاية عام‮.. ‬إعدام صدام
- خسارة على التسامح
- ضد المرأة‮.. ‬أم ضد الاصلاح؟
- ديمقراطية بلا حداثة .. أضغاث احلام
- حوار أديان أم حوار أفكار؟
- كرامتي في دوري و مساواتي
- في إيران , اعتداء صارخ على الديمقراطية المزعومة


المزيد.....




- بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
- هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
- طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا ...
- -حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال ...
- لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص ...
- بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها ...
- مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في ...
- -نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين ...
- بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
- الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - سعيد الحمد - لا ديمقراطية من دون ديمقراطيين