أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الإله بوحمالة - باتش وورك














المزيد.....


باتش وورك


عبد الإله بوحمالة

الحوار المتمدن-العدد: 1945 - 2007 / 6 / 13 - 12:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصبح مزاجنا العام مزاجا انطوائيا يهتم بالفروق ويقف عند التمايزات والاختلافات حتى ولو كانت هامشية وبسيطة، وصار الفرق الواحد كافيا وزيادة لأن نبحلق في بعضنا البعض بغباء فنكتشف بأننا مختلفين لا ننتسب لنفس السلالة ولا اللون ولا اللهجة ولا الدين ولا المذهب.. وأننا، بمنطق هذا التناكر، ما كان ينبغي لنا أن نكون معا تحت سماء وطن واحد بهوية واحدة وانتماء واحد كل هذا التاريخ الطويل.
في العراق وفلسطين، وهما النموذجان الصارخان حاليا، أخذت نعرة الترافض راحتها على اللآخر وتجلت بكل أبعادها الدينية والمذهبية والطائفية والعرقية رغم أن البلدان يمتحنان في قضية مقدسة ويخوضان معركة وجود ومصير..
وفي لبنان تتجه نفس النعرة تدريجيا نحو إعادة إنتاج ذلك الواقع التناحري الذي انتهى في السابق إلى كارثة الحرب الأهلية. أما في باقي الدول الأخرى، فيمكن أن نقول نفس الشيء بلا تهيب بدءا من اليمن مرورا بالصومال والسودان، وصولا إلى مصر والجزائر والمغرب..
إنها نعرة تطن في كل مكان من الوطن العربي، وتضع بيوضها في كل فجوة تجافي وخصام بين الأشقاء.. وقد لا يخلو، في المستقبل، بلد عربي واحد منها تحت أي ذريعة من الذرائع الجاهزة.
واقع محبط بدون شك، لأولئك الذين آمنوا بشيء اسمه الأمة.. ومحبط أكثر لأولئك الذين كانوا يعتبرون أنفسهم واقعيين من دعاة القطرية، لأن هذه النزعة في مجملها نكوص، ( مدفوع ومندفع )، نحو أنظمة قبيلة وعشائرية وأنوية بدائية سابقة حتى على مفهوم الدولة.
إذن، فرق واحد، عنصري أو قومي أو ديني أو لغوي، صار فارقا في مصائر الشعوب والدول والأوطان وفي مستقبل وحدتها ووجودها، ليس لأنه فرق جوهري يسد كل الأبواب الممكنة للتعايش والتساكن والسلام بين حساسيات المجتمع..
وليس لأن وحدة الدول أو الدويلات القطرية، كما عرفناها إلى اليوم، كانت مجرد تجميعات قسرية فرضتها في مرحلة ما قوة السيف والنار وحان الوقت بالتالي لفسيفسائها المتنافرة أن تتخلص من عوامل لحمتها المصطنعة وتتفكك..
وإنما لأن الواقع السياسي العام في الوطن العربي، تحت ضغط التحولات العالمية، أفرز بيئة فكرية وثقافية مشوهة تسيد فيها منظرو الحروب وفلاسفة الفتن وأصبح مصير الدول والأوطان رهين بيد ثلة من رسامي "خرائط الشر" ممن يهندسون للاستعمار الجديد حدود دويلات "الباتش وورك" التي يسهل التحكم فيها والانقضاض على مقدراتها..
إنها النخب السياسية والثقافية الجديدة التي شكلتها حالة العبودية والتبعية المطلقة والهزائم النفسية والمادية المتتالية من سلالة الانفصاليين النافخين في النار الحاطبين للحرائق، أولئك الذين يطربون لطنين النعرات والذين حيثما حلوا حلت الفرقة والتشتت وحيثما وجدوا اشتغلت الأسافين في الخدوش مؤسسة لمشاريع التشظي والتفتت والانقسام.



#عبد_الإله_بوحمالة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعي العزوف السياسي
- زبانية الجنة
- الحكومة التي ننتظر
- الحملة الانتخابية: فعل ديمقراطي بأدوات تواصلية
- محاربة الفساد تبدأ من أعلى
- كَمَرَادْ عبد -العالي- الليبرالي ورفاقه
- في مواطنة الخم.. للدجاج أيضا حقوق(!).
- على تغييرها قدراء
- خيمياء التراكم: البطالة.. حل(!)
- الوسط المعتل والفعل الأجوف: عن التعددية الحزبية في المغرب
- مورفولوجية الرمز وخطاب التميمة
- كفايات التناظر التلفزيوني
- تلك الطريق.. ذلك النمو
- نواب الأمة: حفريات في ترسبات قديمة
- أكاديمية الآلهة
- الأنظمة العربية.. طبعة مزيدة ومنقحة
- الفساد.. ينزل من أعلى
- عم.. يتنافسون؟
- خطاب التشغيل في المغرب: الهروب بلغات متعددة
- من المعارضة إلى المشاركة_تحولات السلوك السياسي الحزبي في الم ...


المزيد.....




- -أسوأ معاملة إنسانية-.. قائد شرطة يتحدث عن رجل زُعم أنه كان ...
- مباشر: كييف تبدأ بتشكيل فريق لمراقبة هدنة محتملة وويتكوف ينق ...
- حماس توافق على الإفراج عن جندي إسرائيلي-أميركي وجثامين 4 من ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير 29 بلدة في كورسك و4 بلدات في دونيت ...
- مهرجان الألوان الهندوسي يجذب الملايين
- مصر.. الأمن يلقي القبض على مسن بتهمة التحرش بطفلة
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في كورسك
- -حماس- تعلن موافقتها على مقترح تسلمته من الوسطاء لاستئناف ال ...
- حاسوب أمريكي يحل مشكلة معقدة أسرع بمليون سنة من الحواسيب الع ...
- سوريا.. أهالي السويداء يرفعون علم الموحدين الدروز في ساحة تش ...


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الإله بوحمالة - باتش وورك