أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - نازك الملائكة والقاعدة














المزيد.....

نازك الملائكة والقاعدة


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 1946 - 2007 / 6 / 14 - 09:46
المحور: الادب والفن
    



من يطلع على ديوان نازك الملائكة الشعري والفلسفي يجد عبارة تتصدر المقدمة مفادها " اللآقاعدة هي القاعدة الذهبية " تلك الكلمة التي استعارتها من كاتب عظيم لم يحسب على الشعر بل على المسرح والحياة ، انه الكاتب الايرلندي الشهير برناردشو، وأهمية الاستعارة التي تبنتها الشاعرة الكبيرة هي أن لاثبات على وجهة نظر في هذا العالم لأن اللوحة العامة له في حالة من التغاير والتناقض عبر قانون صراع الاضداد والى مالانهاية . وقد استفادت الشاعرة من تلك الجملة المهولة التي نجد مرادفاتها لدى الكثير من العظماء والأولياء والمفكرين في التاريخ الذين يدعون الى تبني تربية الأجيال لا على الصورة المكرورة بل بما يتفق مع العصر والاّ لكانت الحياة سما ً ذعافا ً قاتلا ً وصورة مقرفة مستنسخة أبد الدهر. روعة التعبير البرناردشوي وروحه الفلسفية قد جرى تطبيقه حقا وفعلا على يد الشاعرة التي حسبت على ريادة الشعر اكثر منه على الفلسفة ، أروع قصائدها وخاصة اغنية الانسان انما هي مدرسة في التفكر والتأمل الفلسفي وتثنية النظر في الحياة والموت والانسان والقدر والحزن والسعادة والخير والشر وفي كثير من المفاهيم الفلسفية التي يمكن استقاء دروسها حسيا عبر أجمل مشهد وأروع لوحة شعرية على يد الشاعرة المتألقة بالهمّين الشعري والوجودي .
أتت الشاعرة الكبيرة نازك مع زميلها الشاعر الخالد السياب بالجديد او المغاير للاسلوب التقليدي في الكتابة وأبدع كلاهما وأثرا بالجيل اللآحق بما لايقبل الشك . ولدى الشعوب العربية الاخرى تجاربها التجديدية في هذا الميدان ، وعلى الرغم من الاتهام من قبل الكثير من المحافظين الذين هم إرضة الزمان الآكلة ودوده الناخر الكريه بأن هذا الوارد النغيل هو اوروبي اندساسي تخريبي ضد الهوية الى آخره من الرثاثة ، فان الجديد انتصر، علما ان هناك دراسات تؤكد وجود اسلوب البند وسواه في الشعر العربي القديم . وانتصرت نازك وانتصر السياب والجيل الذي تلاه من ممثلي الحداثة وما بعدها .
نازك الاستاذة العارفة المطلعة على العالم المحيط ، قد قطعت شوطا بالاطلاع فهي الحاملة لشهادة الليسانس باللغة العربية ، وتجيد الانجليزية والفرنسية والألمانية واللآتينية وهي الحاصلة على شهادة الماجستير في الأدب المقارن من احدى الجامعات الأمريكية ، هذه المرأة العالمة هي بوصلة طليعية في الزمان العراقي ، وانها لاترى الى العالم على اساس الأحقاد بين بني البشر في الدين والجغرافيا ، انها تطلعت الى الجميل في كنوز الشعر العالمي وقامت بترجمة ما أثار اهتماماتها . انها كائن عالمي فاتن ، انها فضاء علم ومعرفة وتطلع الى الجديد سواء كان لدينا او عند الانسانية جمعاء .
ان نازك والسياب وسواهما من الجيل الشعري اللآحق الذي يكتب بسبق اصرار عما هو جديد اسلوبيا انما هم شموع مضيئة في جبهة مضادة للفكر الظلامي الداعي الى سحبنا الى الخلف والتفكر فقط بالأمس ، والعشق الأعمى للماضي . نعم للماضي في جمالياته ودعواته للسلم والسماحة والرحمة لكن في صورة اليوم والغد وهكذا عبر الفيلسوف فريدريك انجلز في ان النفي الجدلي الصحيح هو تلك ال ( لا ) التي تحمل في احشائها كلمة ( نعم ) .
نازك التي كسرت القاعدة وفرت امكانية على الحرية في التعبير ، وكل الامكانيات التي توفر ذلك هي حالة صحية للشعوب ، لتغيير الاساليب ، لترقية الذات النفسية وللتخلص من ازماتها ، من اطلاق المكبوت الممرض للنفوس ، من التعبير عن حقوق المظلومين وحقوق المرأة بالذات وحقوق الانسان بصورة عامة . ان تهديم جدار الممنوعات قد أفضى ، في الشعر حصرا وعلى يد شعراء الحداثة ، الى ضفاف حالمة من القدرات الجمالية . اكسر قيدك تجد كم انت سعيد تحرريا وفسيحا في مقتنياتك الذهنية. ولذا كانت مناحي الشعر المعاصر مؤتلقة بجماليات ارقى ، والأمر لا يقتضي في الحالات هذه سوى النضال ضد كوابح الحرية .
تلك الكلمة ما أروعها " اللآقاعدة هي القاعدة الذهبية " تلك التي هزت صورة الشعر وستهز صورة كل ذي قياس وكل ذي قالب محدد في التربية والمرجعية الساسية والحزب الواحد وفي المحرم الفلسفي والممنوع السياسي . والمودة والديكور والاكسسوار وحتى الفلك والفيزياء والهندسة وكل العلوم . ان هذا الرأي لايمكن ان يُرضي الذين يعيدوننا الى الجُبّة والعمامة والدابة . ستظل عجلة التغيير أكبر وشاعرية الحياة اوسع من الدهاليز النتة والضيقة ، وان شموع الحرية في الرأي المتحرر وكسر مقابض الأبواب الفكرية واطلاق الأسئلة الحارقة ازاء كل محصن وسري وغائم هو ديدن الشبيبة الطليعية المفتونة بنهار غد وماسوف يأتي به شعاع التحرر القادم من وميض جديد . وعلينا نحن واصالة ًعن انفسنا وايمانا بدور الجديد ان نسهم في دفع عجلة الحياة الى الامام وايضا تشبثا بالدور التاريخي الرائع لنازك الملائكة شاعرة الجيل وغيرها من القمم الشعرية العراقية والعربية والعالمية .
طوبى لنازك الرائعة في فضاء ات عملها التغييري الخالد . طوبى لنازك شاعرية ً مرموقة متألقة . طوبى لنازك ذهنية ً فلسفية متأملة ومتألمة ، وأخيرا لأنها نجمة هادية على طريق الشبيبة الطالعة للبحث عن النور في الجديد التحرري لا القديم المحافظ والقاعدي الممسطر الماضوي الدموي القتالي الذي لايعرف الحوار ولايؤمن به طريقا ً الى الجمال . ولتعش نازك زهرة فواحة في رياض الشعر والحكمة والافتتان .



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلاما ايها الوطن المفدّى
- وطن مرفوع الجبين
- أضحى بدجلة َ لايسيل الماء ُ
- انقذ عراقك وانصر اهله النُجبا
- الجرح اقوى من السكين
- الفراشة والقمر
- قصائد عراقية في مصر المحبة والأمان
- عودة بغداد الحلم !
- رسالة الى الأديب اللبناني أمين معلوف
- ِ قفا نبك من ذكرى - عراق ٍ محطّم -ٍ
- حزب الشيوعيين حزب السلام
- قصيدة هجران
- شعبيَ الغالي العراقيّ النبيل
- الشاعر النسر رحيم الغالبي
- تسعٌ وعشرون عاما من فراقهم ُ
- رياض البكري شاعر حقيقي وعاشقٌ شهيد
- أعظم الشعراء ضد شرور الحرب
- برقية الى الفنان عدنان الشاطي
- مقاربة شعرية من رؤية فلسفية
- الشعر انتماء الى السلام والخير والمحبة


المزيد.....




- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - نازك الملائكة والقاعدة