أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - مناورات على مقربة من -ديمونا-!














المزيد.....

مناورات على مقربة من -ديمونا-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1944 - 2007 / 6 / 12 - 12:21
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يبدو أنَّ الأشهر الستة المقبلة هي زمن ازدهار المناورات، التي بعضها عسكري، وبعضها دبلوماسي؛ أمَّا الهدف السياسي ـ الاستراتيجي المشترَك فهو إحداث تغيير إقليمي استراتيجي عميق، قبل احتدام معركة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، التي تريد لها إدارة الرئيس بوش أن تجرى في مناخ "نصر"، يَتَّخِذُ النجاح في تذليل العقبات من طريق قيام الشرق الأوسط الجديد معنىً له.

في صحراء النقب، وعلى مقربة من "ديمونا"، وبعد "المحادثات الاستراتيجية" التي أجراها، في واشنطن، وزير النقل الإسرائيلي شاؤول موفاز، بدأ سلاحا الجو الإسرائيلي والأمريكي مناورات ضخمة، تحسُّبا لاحتمال شن عملية عسكرية مشترَكة ضد المنشآت النووية الإيرانية، فالأشهر الستة المقبلة هي ما بقي من زمن لـ "إقناع" إيران، عبر العقوبات الدولية، المراد تشديدها، بضرورة تغيير مسارها النووي بما يُقْنِع الولايات المتحدة وإسرائيل، في المقام الأول، بأنَّ برنامجها النووي قد استوفى شروط جعله في وضع يتلاشى فيه قلق الحليفين الاستراتيجيين من احتمال امتلاك الإيرانيين القنبلة النووية، أو احتمال امتلاكهم القدرة على صنعها مستقبلا.

وإنِّي أميل إلى الاعتقاد بأنَّ الأشهر الستة المقبلة لن تأتي إلا بما يجعل طهران أكثر اقتناعا بأهمية وضرورة أن تمضي قُدُما في برنامجها النووي بما يرفع أكثر منسوب هذا القلق لدى الولايات المتحدة وإسرائيل، فالإيرانيون يرون في تحدِّيهم النووي من الإيجابيات أكثر كثيرا ممَّا يرونه من السلبيات؛ وقد عبَّروا عن ذلك إذ قالوا إنَّ برنامجهم هذا قد تطوَّر وتقدَّم بما جعلهم يتجاوزون "نقطة اللا عودة".

ولكن، ثمَّة سؤال أثارته تلك المناورات مع ما قيل إسرائيليا في شأن هدفها؛ وهذا السؤال هو الآتي: كيف سيصل سلاح الجو الإسرائيلي إلى الأجواء الإيرانية لكي يضرب المنشآت النووية الإيرانية بالتشارُك مع سلاح الجو الأمريكي؟ في إجابة جزئية يمكن أن نقول، على وجه الاحتمال، إنَّ أراضٍ في تركيا، أو في شمال العراق، ستُسْتَخْدَم. وأعود لأؤكِّد أنَّ هذه الإجابة "جزئية" و"محتمَلة".

"مناورات النقب" تفيد، ويجب أن تفيد، في توضيح جوانب من الخطاب الإسرائيلي الجديد الموجَّه إلى دمشق، فإسرائيل، التي تراقب عن كثب ما تسميه تعاظُما في القدرات العسكرية لدى سورية و"حزب الله"، أظْهَرت حرصا متزايدا على أن تؤكِّد لسورية أنَّها لا تنوي مهاجمتها عسكريا في هذا الصيف؛ كما سعت في جعل سورية تشعر بوجود فرصة حقيقية لبدء مفاوضات سياسية جديدة مع إسرائيل تفضي إلى استعادتها هضبة الجولان.

أمَّا فرنسا ساركوزي فشرعت "تتوسَّط" بين الطرفين المتنازعين في لبنان (بعد إقرار مجلس الأمن الدولي للمحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الحريري) محاوِلةً إشعار "حزب الله" بأنَّ شيئا من مطالبه وشروطه يمكن أن تُلبَّى في "الحل" الذي تحاوله باريس. ولا شكَّ في أنَّ معارك نهر البارد قد غيَّرت المناخ السياسي اللبناني بما يجعل "حزب الله" أشد مَيْلا إلى أن يبقى "هادئاً عسكريا" في حال توجيه ضربة عسكرية إلى إيران.

في هذا وذاك، أرى جزءا من مناورات دبلوماسية وسياسية تستهدف منع سورية و"حزب الله" من أن يقوما بأي عمل عسكري ضد إسرائيل في حال وُجِّهت الضربة العسكرية إلى إيران.

استكمالا لوضع النقاط على الحروف، لا بدَّ من قراءة ما بين السطور في "رسائل الحرب الباردة" التي تتبادلها واشنطن وموسكو. هذا التبادل بدأ إذ أكَّدت واشنطن عزمها على أن تنشر في تشيكيا وبولندا أجزاء من درعها المضاد للصواريخ الباليستية، قائلةً، في حُجَّة أرادت لها أن تكون ضعيفة غير مُقْنِعة، إنَّ الهدف ليس تعريض الأمن القومي الروسي للخطر وإنَّما اعتراض وتدمير صواريخ إيرانية تستهدف أوروبا والولايات المتحدة.

موسكو فهمت الرسالة الأمريكية إذ قرأت ما بين سطورها، فالولايات المتحدة أرادت أن تقول لروسيا إنَّ العدول عن نشر تلك أجزاء من الدرع الأمريكي المضاد للصواريخ مشروط بأن تقف موسكو من البرنامج النووي الإيراني موقفا يوافق الموقف الأمريكي منه.

أخيرا، جاء الرد الروسي الذي يمكن فهمه على أنَّه ردٌّ متناقِض المعنى، فموسكو ردَّت قائلةً إنَّ إصرار واشنطن على المضي قُدْما في عملية نشر "الدرع" سيُعَقِّد الجهود المبذولة لحل أزمة البرنامج النووي الإيراني.

طهران قد تفهم هذا الرد الروسي على أنَّه تأييد لها لمضيها قُدُما في تحدِّيها النووي؛ أمَّا واشنطن فقد تفهمه على أنَّه اقتراح مقايضة، بموجبه تتوقَّف الولايات المتحدة عن نشر "الدرع"، فتنضم إليها روسيا في سعيها لتجفيف مَصادِر القلق الأمريكي من البرنامج النووي الإيراني.

ولكنَّ لطهران مقايضتها الخاصة بها، والتي لم تتخلَ عنها حتى الآن، فهي يمكن أن تساعِد في تغيير الوضع الداخلي العراقي بما يجعل للوجود العسكري الأمريكي الدائم في العراق مناخا مشابها للمناخ الكوري الجنوبي في مقابل أن تسلِّم واشنطن بـ "حقيقة" أنَّ البرنامج النووي الإيراني قد تجاوز "نقطة اللا عودة".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حل مشكلة -حق العودة- يبدأ من هنا!
- -النكسة-.. معنىً ومبنىً!
- -لُغْز- العبسي!
- أي -عفريت- سيَخْرج من قمقم -البارد-؟!
- هل هذا ما يقترحه بوش على طهران؟!
- هل هذا هو -الهدف الكامن-؟!
- -عين الرمانة- إذ انتقلت شمالا!
- -مبادَرة إسرائيلية- أم فخٌّ ل -المبادَرة العربية-؟!
- -ثقافة التميُّز-.. عندنا!
- أهو عام القضاء على القضية الفلسطينية؟!
- غزة.. ملثَّمون في حصان طروادة!
- -العودة-.. حقَّاً وحقائق!
- -صبيانية- ليفني في القاهرة!
- رأيٌ في رأي
- انتخابات أم تذكرة سفر إلى الماضي؟!
- -الحل- و-الاستقالة- خيارٌ ليس بالخيار!
- أوهام التفاؤل وحقائق التشاؤم!
- القانون الثالث لنيوتن.. من الميكانيكا إلى الدياليكتيك
- هذا القيد على حرِّيَّة الصحافة!
- -التناقض التركي- بين الديمقراطية والعلمانية!


المزيد.....




- قضية قطع رأس رجل الأعمال فهيم صالح بأمريكا.. القضاء يكشف تفا ...
- شاهد دبًا أسودًا يداهم رجلًا في فناء منزله الخلفي.. ماذا فعل ...
- التصق جلده بعظمه.. والدة طفل يعاني من الجوع في غزة: أفقد ابن ...
- لحظات مؤثرة لوصول ولقاء جوليان أسانج بعائلته في مطار كانبرا ...
- فيدان: حرب أوكرانيا قد تتوسع عالميا
- شاهد: المنتخب البرازيلي يصل إلى لاس فيغاس استعدادا لمواجهة ا ...
- الرئيس الكيني يصف الاحتجاجات وما أحاط بها من أحداث دامية -با ...
- مشاركة عزاء للرفيق خليل عليان بوفاة أخيه
- -الشبح الطائر-.. مميزات مقاتلة Su-57 الروسية
- -أطباء بلا حدود- نعته.. إسرائيل تغتال مسؤول تطوير منظومة صوا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - مناورات على مقربة من -ديمونا-!