أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد سليم - عينك معانا لو سمحت ?














المزيد.....

عينك معانا لو سمحت ?


محمد سليم

الحوار المتمدن-العدد: 1945 - 2007 / 6 / 13 - 09:43
المحور: كتابات ساخرة
    


سكن الليل .. وفى ثوب السكون تجتبى الأحلام،على صوت فيروز .. وبكل رباطة جأش .. جلس على الكمبيوتر.. فرك كفة يده اليمنى في اليسرى..
ويهز رأسه ويبتسم مع حاله ..أشعل سيجارة .. زأر كالأسد قائلا ؛ يا أولاد أريد الشاي الآن.. حضرت زوجته إليه .. بإيماءة من؛ السبابة والإبهام بعد ان فرداهما على أبعد مسافة.. فهمت الزوجة وهرولت لتجهّز الشاي .. يشد من أزر نفسه ويشد ياقة (الروب) لأعلى.. ووضح رجلا على رجل ..
ويتمايل مع شدو فيروز ؛ هجعت سكري .. سكري وكانت تختفي من عيون الحور.. أطفأ السيجارة بالمنفضة .. وامتدت يده تفتح برنامج (الوورد) ليدون إبداعاته وإلهاماته .. تعبث أصابعه بالكي بورد محاولا الكتابة .. كتب سطرا .. سطرين ..
تأفف مما كتب..
سأل نفسه بصوت عال؛ شو في ؟...ما في إلهام اليوم !..أبتسم ابتسامة مزيفة ليرضى ذاته ... يشرد لبه بعيدا..هز كتفيه ومسح رأسه بكفة يده ..علىّ صوته ؛ أُريد إدراجا جديدا ( مقالة جديدة )..وضع رأسه بين يديه .. طرقات خفيفة على باب الحجرة ..أدخل .. وضعت الزوجة كوبا من الشاي على الطاولة المجاورة وأخذت نفسها مع الباب بعد أن مصمصت شفتيها وأشاحت بوجهها وندبت حظها بيديها ..هكذا.. و لا أستطع كتابتها بالعربية ..استجمع قواه مرة أخرى وعاد للذي كان فيه .. محي ما كتبه سابقا .. فتح صفحة انترنت جديدة ودلف بموقع ما .. فجأة ؛ شحب وجهه وملأه الغم والهم ..أظن مجهولا ( فزلوكا ) كتب له شيئا ما ..أشعل النار في سيجارة جديدة ورفع رأسه للسماء وقال ؛ الحمد لله كل اللي يجيبه ربنا ( كويس) .. ظل برهة معلقا وينفث دخان سيجارته ...هبط على برنامج الورد مرة أخرى .. سأل نفسه بعصبية؛ لماذا أنا لست بقاص؟!.. أو بروائي ؟!..أجاب ؛ سأكتب قصة قصيرة بمقدمة بسيطة ..لا .. بدون مقدمات اختصارا للوقت .. وأسلسل أية حدث .. وسأصف المكان والشخوص .. استفاق وعاد بسؤال ؛ أية حدث ؟.. وأين المكان ومن هم الأشخاص ...!؟.. فز واقفا ..
خرج من الغرفة.. ..عاد..........
..عاد بفنجان من القهوة ..أعتلى عرش الكمبيوتر ..أشعل سيجاره ..بدء في كتابة القصة ..أربعة.. خمسة اسطر .. يسأل ؛ أين العقدة ؟..وأين الأزمة ؟..وأين التوقعات والتخمينات لأختار منها ..أين القصة أصلا !!.. هرش رأسه ..هزها يمنة ويسرة ..أين الإلهام والفكرة ؟!.. تجول بنظره في الحجرة.. مد كفة يده اليمنى على أرنبة أذنه .. يداعبها .. يعصرها عصرا ..الوقت يمضى والفكرة لا تأتى .. والأرنبة اعتلاها الاحمرار.. يكاد الدم يطفر منها .. يسمع قادما من السماء ينذره بقدوم الوحي والإلهام .. يستعد ويضع يديه على الكي بورد .. انفرجت أساريره ويقترب من( المونيتر)..عاد كما كان مهموما حزينا.. ذهب إلى المطبخ ..
عاد.........
عاد إلى الكمبيوتر بكوب من الشاي وباليد الأخرى ( سندوتش فرنساوى كبير ).. يأكل بصمت ويلوك الطعام جيدا ويمسح شفتيه ..أتى عليهما .. ظل مسافرا ما بين الكمبيوتر والمطبخ .. أستقر فى مقعده أخيرا ..غرق في الكتابة حتى أذنيه ..أشعل سيجارة وتأمل ما كتب .. تأفف .. يتثاءب .. يتثاءب بشدة .. أسند ذراعاه على طاولة الكمبيوتر وذهب في نوم عميق .. نام مطمئنا ربما يأتيه الوحي في الوضع نائما .. وأصابعه تضرب الكىبورد .. علا شخيره في الحال .........
استفاق فجأة ..
تفرّس الكمبيوتر .. دار في خياله متسائلا؛ يخيل إلىّ ان معمول لي عملا يثبط إلهاماتي وإبداعاتي .. ؟..لا ..مؤكد تم السطو على أفكاري .. كشر عن أنيابه ..هبطت التكشيرة رويدا رويدا.. تثاءب بشدة ..عاد في النوم ....،
.....أصحي ..أصحي هو ما قالت له زوجته وبحركات من يدها كخصلة فيها ..تنبه ؛ كاد يسقط سهوا على الأرض ..تحسس رأسه ..لا يقدر على الحركة ..، ..تناول فطوره على عجل ..خرج إلى عمله بعينين حمراوين .. وحذاؤه فردتان أحداهما له والأخرى لولده البكر أو لزوجته فلم أر جيدا.. وصل متأخرا فأختلق الأعذار الكاذبة وأضاف عليها ألم شديد بقدمه اليسرى ....،....عاد لمنزله يجرجر أقدامه خلفه .. تناول غذاؤه.. وذهب إلى القيلولة ...مرت القيلولة بسلام وهو نائم في رعاية الله وأمنه .. نهض .. نعم .. نهض كأن به مسا من جن ..وهو يصرخ غاضبا في أولاده ..أين القهوة ؟!..يتمطى في مشيه .....،
..دخل على.......
على( الوندوز)..فتح (الورد) بتؤدة وحذر .. راح يتشمم في الهواء ويحدق في سقف الغرفة .. سأكتب شعرا هو ما همس به لنفسه .. لا .. نص إبداعي تخيلي مرسوم بريشة فنان .. ثم أردف مؤكدا؛ عقلي موزون .. وقادر على إحصاء عدد البحور .. وأجيد العوم .. وأمتلك دقة الحش وعمق الشعور .. وظل يهذى فترة بكلام غير مفهوم ....يحدث نفسه بصوت ؛ لا .. الشعر أسهل.. كيف لي لم ألتفت إلى ذلك ؟.. فقط ؛ كلمات متجاورة أو تحت بعضها بعض .. بدأ يفرك عينيه ..،..القهوة .. القهوة يا سي الأستاذ هو ما قالت زوجته ..ألتفت إليها ..وأومئ بان تضعها على الطاولة ..هنا .. ليس هناك قلت هنا .. وأخذت الباب خلفها .. ظل يكرر ؛ لا تكن يائسا وتنظر للجانب الأسود من الأمور ....
الأمور ....،...
....وعادت لتوقظه في الصباح الباكر ... أصحى .. تأملها.. سألها بصوت اقرب إلى النواح ؛
؛ أين الأولاد ؟!!.. جحظت المرأة في عيونها .. هذى أول مرة أراهما هكذا وجها لوجه وأظن سيتركب حماقة ما .. تبرشم وجهه وآدام النظر فيها .. يجف حلقه .. يغرق في عرقه تماما .. المرأة لم تغادر الغرفة وتحدق فيه..برقت عيناها ..برقت عيناه على اتساعهما..
.. و ..
صدرت الضحكات ها ها ها ها... بكا بكا بكا بكا بكا .... ها ها ها ها
شكرا ..........ها ها ها ..
بدون قفلة .. غير؛ ليس لديه الوقت للحب ولا للخلفه ...
-----------
‏ ‏حزيران‏ 07






#محمد_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأمأة و مأمأة
- جفف دمعك
- مشاهد ل عجول الأرض العربية ؛
- منك لله يا صابر
- جيتو جيتو بأسوجة الفصل العنصري
- شبعان موت: مبروك يا أخ
- بيضا زى الفل..الراس
- نفسك فى أيه يا مواطن يا حمار !؟
- سأضع عينى فى صوابعك
- حاورني ببساطة وخذ الموزة
- بالسبابة اليمنى نزل فيها ضرب !
- موتنى وعرفنى الحبل على مين
- خذ صوابعك وأناملى؛
- التشليح والخيار
- خللي البساط أحمدي
- الفوضى..على أنغام شجية للغلابة
- يا عم روووح ما بعدك روووح
- أمجاد يا عرب أمجاد ..هات رقبتك هات
- نيلة زرقا
- السياسات الغربية والعلم..1..


المزيد.....




- افتتاح مهرجان -أوراسيا- السينمائي الدولي في كازاخستان
- “مالهون تنقذ بالا ونهاية كونجا“.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا ...
- الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم ...
- “عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا ...
- وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
- ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
- -بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز ...
- كي لا يكون مصيرها سلة المهملات.. فنان يحوّل حبال الصيد إلى ل ...
- هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية صناعة النشر؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد سليم - عينك معانا لو سمحت ?