ايمان كمال
الحوار المتمدن-العدد: 1943 - 2007 / 6 / 11 - 12:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا تمر فترة إلا وتتوالى الأخبار عن عزم الولايات المتحدة مد درع الدفاع الصاروخية في أوروبا حماية لأراضيها من إيران وأخواتها من الدول الذين تصفهم أمريكا بـ"محور الشر"، وهي الأخبار التي سرعان ما تجعل روسيا تقوم بالرد هي الأخرى بالقول بأنها ستسعى لتوجيه صواريخ تجاه أهداف في أوروبا مضاده للصورايخ الأمريكية ودفاعا عن الأراضي الروسية فيما اعتبره الرئيس "بوتين" عودة من جديد للحرب الباردة.
فهل مازالت روسيا بالقوة التي كانت عليها قبل انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991حتى تواجه الولايات المتحدة من جديد؟ وهل يمكن أن يعيد ذلك ترتيب موازين القوى في العالم مرة أخرى؟
موقف انتهازي!
د."رفعت سيد أحمد" الخبير الإستراتيجي وصف روسيا بـ"الاتنهازية" قائلا بأنها أضاعت الكثير من حلفائها في العالم العربي وأمريكا اللاتينية وأخدت معونات من الولايات المتحدة، فضلا عن الفساد المالي والإداري والاجتماعي والاقتصادي الذي تعيشه، معتقدا أن روسيا غير صادقة في نواياها في وضع صورايخ مضادة، فالنفوذ الروسي تراجع بشكل كبير وآخر دور كان لها مع سوريا والذي لم يكلل بالنجاح، وكذلك دورها اللبناني الذي كان هامشيا، قائلا:إن روسيا فقدت أصدقاءها وحلفاءها إلى حد كبير، وأن دول أوروبا صغيرة الحجم مثل "التشيك" هي التي ربما تقدم دعما لروسيا في حالة إذا ما قررت أن تدخل في مواجهة مع أمريكا.
قادرة على المواجهة!
في الوقت الذي اختلف معه د."أحمد ثابت" أستاذ الأقتصاد والعلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم والذي يقول:إن الأمر محسوب بالقدرة الاقتصادية والعسكرية، وفي هذا فإن روسيا قد تحسنت اقتصاديا في الفترة الأخيرة كثيرا، إذ تم ضبط عدد من قضايا الفساد، وإعادة تنظيم شركات البترول والغاز الطبيعي مما حقق عائداً كبيراً، الأمر الذي أدى لهذا التطور الاقتصادي وهو ما أدى بدوره لتطور قدراتها العسكريه والتسليحية، مشيرا إلى أنه من الناحية التقنية لا يوجد فرق كبير بين روسيا والولايات المتحدة لكن هذا لا يعني جر روسيا لسباق نووي مثلما حدث أيام الحرب البارده.
ويرى د."ثابت" أن روسيا لديها القدرة على التصدي للدرع الأمريكي عبر وسائل متعددة مثل تحديث الصواريخ العابرة للقارات وتحديث الأسلحة والصورايخ الحاملة لرءوس نووية معتقدا بأن روسيا يمكن أن تستفيد من علاقتها بدول آسيا الوسطى، خاصة مع الفشل الأمريكي لحل مشاكل هذه الدول التي وجدت مصالحها مع روسيا، وكذلك فإن التقارب الصيني الروسي والعلاقات الاقتصادية القوية مع إيران والهند من شأنه أن يصنع لها حلفاء جدد يكونون سندا لها في أي مواجهة محتملة ضد أمريكا وبعيد عن الدول العربية التي لا تريد الخروج من عباءة الولايات المتحدة.
#ايمان_كمال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟