مصطفى حقي
الحوار المتمدن-العدد: 1943 - 2007 / 6 / 11 - 12:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
شدني مقال الكاتب أشرف عبد القادر وهو يدعو طيب رجب أردوغان وحسن الترابي لاستلام السلطة في مصر بعد أن بلغ اليأس من الإصلاح مبلغه ’ لاشك من أن الكاتب قد تملكه اليأس وأراد أن يطفيء النار ولكن بالنار .. فهل يمكننا أن نصدق أردوغان أنه قد ألغى عقوبة الإعدام وكذلك عقوبة الزنى وحرية اختيار الدين من أجل عيون الشعب التركي وخاصة العلمانيين منهم وثورة إسلامية إصلاحية وتجديد مذهل لانقلاب عقيدي في الوقت الذي لم يستطع إقناع زوجته بخلع الحجاب ..؟
في كل الأحوال فإن ما قام به أردوغان هو من المطالب الأساسية للأوربيين بل من الشروط الهامة لقبول تركيا كعضو في الاتحاد الأوربي التي تسعى إليها تركيا بكل جهودها لإنقاذ تدهور وضعها الإقتصادي بعد أن تفشت في أوساطها الشعبية الأصولية السلفية التي أوصلت الإسلاميين إلى السلطة عن طريق الديمقراطية الإسلامية المؤلفة من بندين فقط 1- الانتخابات الديمقراطية 2- ولا سيادة للشعب الذي عليه إطاعة اولي الأمربالاعتماد على إقتصاد التوكل على الله وقد تخرج من المدارس الإسلامية نصف مليون شاب كدعاة وأئمة .. حدّث ولا حرج ’ إلى جانب آلاف مؤلفة من ذوي اللحى والعمائم يفقّهون ويهددون ويبشرون بآخرة تسر ’ وهؤلاء سيشقون طريق دولة نامية في معمعمة علمية حضارية وتسير بسرعة الضوء وجماعتنا المؤمنة في سباق مع السلحفاة وبعكس الاتجاه وعلى رأس مخترعاتها بول البعير والحجامة وحجب وتعاويذ وحبة البركة ...
والآن هل تصدق يا أخي أشرف عبد القادر أن خريج مثل هذه الثقافة سيتخطى الماضي المعشعش في كيانه حتى أصغر خلية ولن يعود إلى حكم خلافي استبدادي وإلى أكثر من ألف عام تراجعاً وتخلفاً .. ان الإسلام السياسي قد تبنى المسوح الديمقراطية شكلاً فقط وكان سلفه أربكان لم يصل إلى اتقان اللعبة السياسية بعد ’ لكن حقيقتهم بلورها مهدي عاكف في طززه الشهيرة ؟
وإحلال الدكتور عمارة دم الأقباط وأموالهم بكتاب أصدره بموافقة الأزهر الشريف
ولتكن على ثقة أخي أشرف ان أمثال أربكان وأردوغان في حال إمساكهم بزمام الأمور سنتحسر على أيام طالبان وسيحجبون حتى الرجال وسيعود السيّاف مسرور جلاداً ويعدم الحلاقون وتعم حلقات الرجم والجلد في أرجاء ممالك الخلافة الإسلامية
وزيوان بلدي ولا قمح الأجنبي ، ومقارنة فإن مبارك لم يزل مباركاً وفيه الكثير من الخير بالقياس ما هو أعظم ’ فالرؤساء العرب والحكومات العربية تكاد تكون طبعة واحدة ، ولو لم يكن الجيش التركي يقف في مواجهة اللا علمانيين لكان حال الحكومة التركية مثل أي حكومة عربية ...
ولكن قياس الدكتور حسن الترابي بأردوغان فيه تجنٍ صارخ بحق الترابي العقل الإسلامي النيّر المتفهم الذي لا يضاهى في زمن انعدم فيه مثل الترابي وثقافته القافزة فوق أسوار محكمة من المفاهيم المحنطة في سراديب عقول النقل وحجب العقل الدكتور الترابي في اجتهاداته الحضارية أعطى للإسلام وجهاً حضارياً تقدمياً ، كم نحن بحاجة إلى أمثال عمر بن الخطاب لإيقاف العمل بكثير من الآيات المعاملاتية –عملاً بالقاعدة الفقهية الكلية .. تبدل الأحكام بتبدل الأزمان
#مصطفى_حقي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟