أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب الهندي - احبك وبالعناد اقتلك














المزيد.....

احبك وبالعناد اقتلك


رحاب الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 1943 - 2007 / 6 / 11 - 05:22
المحور: الادب والفن
    



كيف أحب شهرزاد شهريار وهي القادمة إلى موت محقق بين يديه.. وهل أحبته فعلاً وهي تدخل بيته يسكنها الخوف المغلق بالتحدي وبأنها ستكون شمعة تضيء ظلام حياة فتيات زمانها، وتضيء بنفسها الوقت حياة شهريار المعتمة.
هل هو حب الحياة أصلاً، أحب حياتها وحاولت المحافظة عليها وعلى حياة الأخريات فإخترعت حكايا القصص المشوقة التي تبعث على التفكير وإصرار الآخر على سماع التكملة.. لذا كانت شهرزاد حية تصل إلى نقطة الذورة في الحكاية تصمت ليصبر شهرزاد عليها ليلة أخرى متشوقاً لسماع بقية الحكاية.
وكانت الحكايا صاحبة الألفة ليلة في الغالب قصص عشق الحياة والمرأة، وهل هناك أجمل من العشق رغم أوجاعه ومتاهاته..
وهل إنتهت شهرزاد وحكاياتها بإنتهاء الألف ليلة.

لا أعتقد فشهرزاد مازالت بيننا ألف ألف شهرزاد وألف ألف شهريار.
يقولون في داخل كل رجل شهريار وليست كل النساء شهرزاد! وإن كنا سنوافق هذه المقولة على مضض إلا أننا قد نجد أن شهرزاد العصرية تبدو مختلفة بالتأكيد لأن شهريار العصر لم يعد بغربة قول الحكايا بقدر ما يعجبه أن يعيش الحكاية، وهناك فرق كبير!
قاسم رجل عاش ضياعاً مختلفاً في بداية مشوار حياته حين إنتقل من مرحلة الطفولة إلى الشباب فكان أن إنتقل بين أحضان كثير من النساء من دون وعي أو إدراك سوى أنه يبحث عن الحب.. الحب وحده وكان يعتقد أن أي إمرأة تضمه إلى صدرها قد تمنحه الحب! كان قاسم شاباً وسيماً مترفا#ً فلم يجد صعوبة في أن تعجب به فتيات الجامعة أو بنات الجيران، وكان متحدثاً لبقاً فكان الإعجاب كان يشعر للحظات أنه يحب، بل يغرق في الحب إذا ما إلتقى الحبيبة غادرها إلى أخرى.
هل هو ضياع الشاب ووهم العيش في تخيلات الحب الذي يبحث عنه الجميع، كانت محبوباته مختلفات الأعمال والثقافة والإنتماء، وحين أحست أمه بتوهانه قررت تزويجه فالزواج عند لاأهل غالباًُ ما يكون نوعاً من التأديب والتعقل والإكتفاء بإمرأة واحدة!!
لكن هل إكتفى قاسم بتلك المرأة التي كتبت بإسمه في عقد الزواج؟ بالتأكيد لا فهو في أعماقه يبحث عن إمرأة تسكن قلبه وتقنعه وهو رغم كل تلك العلاقات لم يجدها!
يبحث عن وهم أو خيال.. هكذا كان يظن، لكنه إلتقاها في غفلة من زمانه المعذب، أخيراً وجد ضالته التي يبحث عنها.
فكر كثيراً كيف يصل إليها عكس عن إحساسه الذي بدأ إعجاباً، كانت كاتبة قصة! ووجد في كتاباتها روحاً لأنثى شدت روحه فأصر على مخاطبتها والتحدث لها.
وإستطاع بإسلوبه اللبق وبأحاسيسه المتدفقة أن صل إلى الكاتبة، تواصلت معه، أحست به، يحمل وجعاً خاصاً وعذاباً داخلياً في حياته رغم أن من يعرفه يظن أنه أكثر الرجال سعادة!! وشعر بتعبها وعذاباتها رغم أنها تبدو غير ذلك!!
جمعهما حب كما قصص ألف ليلة وليلة حباً غرائبياً لم يراها، ولم تره، كان لقاؤهما مجرد صورة فوتوغرافية، وأحاديث هاتفية، يشعر بها هي تبكي وحين تضحك ويقول الكلمة التي تود قولها، وتشعر به تتألم لأجله، تشاركه همومه.
إندمجا في قصة حب عصرية مختلفة تماماً عن كل قصص الحب وجد قاسم أخيراً ضالته التي بحث عنها، شعر إنها المرأة الوحيدة في حياته رغم تعدد النساء في حياته! وشعرت أنه الرجل الذي طالما إنتظرته طوال حياتها! هل كانا مجرد شخصين مجونان في الحب؟ هكذا يبدو، تعرف على تفاصيل حياتها وتعرفت على تفاصيل حياته.إجتمعا من بعيد رغم إنهما لم يلتقيا وجها لوجه! كان بعدهما يعذبهما لكن حياتهما إستمرت.
كانت وهي الكاتبة التي تعيش واقعاً وترفض مزج قصصها بالخيال تعيش حيرة وذهول حكاية حبها، فهل يعقل أن تحب شخصاً تشعر بلمساته وأنفاسه وغضبه وفرحه رغم بعده عنها!!
شعرت أنها توقفت عن عالم الكتابة لتستغرق في عالم الحب الذي هو أشبه بالخيال! تعرت أمامه روحيأً لدرجة أنها إستغربت حالها وهي التي تعودت أن تكون صارمة نوعاً ما مع كل الرجال، فما الذي فعله بها هذا القاسم البعيد!!
كانت تتساءل وهي تحكي معه أدق التفاصيل فيما يخصها ما الذي أوصلها لهذا الإنفتاح والهروب إليه من نفسها ما الذي يجعلها عارية الروح أمامه وهو البعيد تتحدث معه عن ضعفها وغباءها قوتها وذكائها، حزنها وفرحها، علاقاتها الإ<جتماعية، حاجتها المادية، إرهاقها وراحتها، توهانها ومزاجها غضبها وتصرفاتها، كان يعرف مجتمعها المحيط بأشخاصه وتكويناته إنها أمامه صفحة بيضاء تماماً لأنها وجدته الحبيب الوحيد في حياتها المتعبة، رسما أحلامها مجنونة للقاء، خطبها عن بعد وأحست بيديه تضم يديها وهو يلبسها دبلة الخطوبة أحست به يأخذها زوجة، وكانت له زوجة في الخيال!
هذه الحكاية الحقيقة الأشبه بحكايا شهرزاد، تعيش بيننا وبطليها رجل وإمرأة بحثا عن الحب طويلاً ووجداه ولو عن بعد!!
هل إنتهت الحكاية، وهل إنتهى الحب وهما يستعدان للقاء العمر تغمرها اللهفة ويؤرجحما الشوق، غضبت منه لسرد ذكرى إحدى نساءه، وإتهمته بأنها كانت واحة إسترخاء فجن جنونه عاقبها وعاقب نفسه بالإبتعاد!
يعيش في حيرة وعذاب، وتعيش في ألم وعذاب، جمعهما الحب في البعاد، وجمعهما فراق بلا إتفاق.
قال لها: مواقف عنيدة لن أتراجع ولن أركع للحب.
ولم يركع.. رجته أن يكبح جماح عناده، لكنه تصلب في رأيه وإبتعد وتركها تتهاوى في عذاب ووجع وإنتظار.
ألبست هذه الحكاية أشبه بحكايا ألف ليلة وليلة.




#رحاب_الهندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب لهم وحدهم
- حكايا حب معاصره
- عمليه انتحاريه لرجل مفخخ بالحب
- الفراق الحتمي
- لاتتزوجوا
- اغفاءة جسد
- رجل من ذهب
- الحب حتما
- الخروج من بوتقه الكبت
- فوضى العبث بالجسد
- خطيئه رجل
- المراة القويه
- رعب المجتمع والخوف من الحب
- الخيال المجنون
- جواري زمن الحريه
- وراء كل رجل مجنون امرأة
- استراحه منتصف العمر
- مريض النساء
- الحب الألكتروني الموجع
- اغتيال الرجال حبا


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب الهندي - احبك وبالعناد اقتلك