أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حبيب تومي - من يحمي المسيحيين من الذئاب البشرية ؟














المزيد.....


من يحمي المسيحيين من الذئاب البشرية ؟


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 1942 - 2007 / 6 / 10 - 12:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأنسان .. هذا الكائن الفريد بقي لغزاً يطلق في وصفه شتى المسميات . انه كائن اجتماعي ، وحيوان ناطق ، وحيوان سياسي ، وحيوان صانع الآلة ، وحيوان متديّن ... وفي الحقيقة إنه فيزيولوجياً كائن حيواني . لكنه استطاع بتفوق مداركه وعقله ان يتخطى المرحلة الحيوانية ويعبر جسر المرحلة الأنسانية ، بإبداعاتها وثقافاتها ، وحينما وضع حدوداً فاصلة بين الجسد والذهن ، وبتعبير آخر بين الحياة المادية والحياة الروحية ، فكان لكلا الحقلين المساهمة الفعالة في التطور الثقافي والحضاري في المسيرة الأنسانية .
إن الماديون وضعوا اسس وركائز التطور العلمي والتقني ، وها هو المجتمع البشري قد قطع شأواً عظيماً في كل حقول العلم والمعرفة ، وبدا كل شئ متيسراً للأنسان بفضل التقدم العلمي الذي أحرزه في مطاوي القرون الثلاثة الماضية .
اما الجانب الروحي فقد صاغ الفلاسفة واللاهوتيون المفاهيم الدينية التي تمجد الفضيلة والمحبة والتعاون بين البشر ، وهكذا ساهموا الى حد كبير في المحافظة على المجتمع البشري انسانياً ، وكبح جماح الأنحطاط والعودة الى جذور الطبيعة الحيوانية للأنسان .
المجتمع البشري له قواعد محددة يتمسك بها لكي يتحرر من ظلم وظلام الغابة ويعيش في نور سيادة القانون والمساواة والأديان والعقوبات وقواعد الأخلاق والشرف والكرامة والتسامح والمحبة ... الخ . رغم ان بعض الحيوانات كالقردة كما يظهر في ألأفلام لها بعض القواعد في الطعام وفي التزاوج ، إلا انها لا ترقي الى مرحلة الحالة الأنسانية من التطور .
لكن المعضلة تكمن في : ان الأنسان إذا أهمل القواعد التي تضبطه إن كانت قوانين سماوية او وضعية فإنه ينحدر الى درك بمستوى أسفل من مجتمع القردة والحيوانات الأخرى .
في العراق اليوم يسود نظام الغابة ، إذ لا حكومة تحكم ولا قانون يطبق ، والقوي يأكل الضعيف ، وتسرح الذئاب البشرية معلنة هيمنتها على المجتمع العراقي . والشاطر( يدبر أمره بيده ) كما يقال .
المسيحيون من كلدان وسريان وآشوريين وأرمن ، يعملون تحت العلم العراقي ويخدمون العراق ، وهم السكان الأصليين في العراق وساعدوا المسلمين حينما فتحوا العراق من أجل مياهه وثرواته ، وأعتقدوا ان المسلمين سيكونون أرحم من الساسانيين المحتلين ، لكن مع الأسف خاب ظنهم .
وفي ضوء هذا الواقع العسير الذي نعيشه اليوم ، نتساءل :
ما العمل ؟
الأحتمال الأول :
ــ هل نشكل ميليشيات مسلحة من أبناء شعبنا ؟ وتكون هذه الميليشيات مستقلة لا ترتبط بأية جهة .
والأجابة قد يكون هذا القرار متأخر بسبب نزوح أعداد كبيرة من أبناء شعبنا لا سيما الشباب وسيكون من العسير تكوين ميليشيات في هذه الظروف .
الأحتمال الثاني :
ــ هل نشكل ميليشيات مسلحة ترتبط وتتعاون مع الميليشيات الأسلامية القائمة ، إن كانت ميليشيات مقتدى الصدر او ميليشيات عزيز الحكيم ، أو ميليشيات التابعة للمجاهدين السنة . إن هذه الفكرة قد تكون اكثر واقعية من الفكرة السابقة .
الأحتمال الثالث :
ــ ان تبنى منطقة آمنة للمسيحيين في سهل نينوى وتقوم الحكومة العراقية بالتعاون مع حكومة أقليم كردستان ، وكذلك تصرف المبالغ التي يخصصها السيد سركيس آغاجان لبناء الكنائس والقاعات والخدمات ، وتخصيصها حصراً ببناء مجمعات سكنية بغية أيواء النازحين من المناطق العراقية الساخنة ، مع تقديم مساعدات مهمة للنازحين دون تفرقة .
ومن اجل هذه النقطة ينبغي تجهيز شبابنا البواسل بأسلحة من أجل الدفاع عن هذه المناطق ، وبالتعاون مع بيشمركة حكومة أقليم كردستان .
الأحتمال الرابع :
ــ السعي مع جهات دولية ، من أجل توفير أرض للمسيحيين العراقيين ، إذا ان هروبهم من العراق كان بسبب تدخل القوات الدولية في العراق ، وأن تتوفر هذه الأرض في أحدى المقاطعات الأمريكية ، او في اوستراليا او في إحدى الدول الأوروبية . فإذا قامت دولة أسلامية في العراق فمن المستحيل ان يستطيع المسيحيون أن يعيشوا في ظل مثل هذه الدولة .
إن الحكومة العراقية مشلولة لا تستطيع ان تمد يدها لمساعدة مواطنيها ، وقواتها الأمنية مخترقة من قبل الأرهاب بكل اشكاله . وإن الشئ الرئيسي الذي يشغل حكومتنا هو بقائها في الحكم ، والأسفادة من كعكة النفط قدر الأمكان ، ولا يدخل في برنامجها أمن المواطن إن كان مسيحياً او مندائياً او سنياً او شيعياً او كردياً او يزيدياً او أرمنياً ، إنها محصورة في دائرة المنطقة الخضراء لا أكثر .
علينا نحن المسيحيين أن نتحمل المسؤلية ونفكر بطريقة : أن الحكومة غير موجودة وعلينا ان نطرق أبواباً أخرى ، وجدراناً نستند عليها ويأتي في مقدمة هذه الأسانيد شبابنا من أبناء شعبنا ، إنهم الطود الشامخ الذي يمكن الأعتماد عليه لكن بعد ان نلبي طلباتهم وما يحتاجون اليه في مهمة الحماية .
حبيب تومي / اوسلو



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استشهاد القس رغيد كني والأسلام الأصولي ومحنة الأنسان العراقي
- المسيحيون والأقليات العراقية .. الحركة خير من البكاء والنحيب
- الأستاذ هوشيار زيباري تفاؤل مشوب بالحذر
- أحوال الأقليات الدينية في العراق من سيئ الى أسوأ
- هل نتوقف عن الكتابة في الشأن القومي الكلداني
- العراقيون في سورية وخيارات أحلاها أمَرْ من العلقم
- العراقيون في سوريا .. اين المفر ؟
- هل يحمل البيشمركة مفاتيح المشكلة الأمنية في بغداد ؟
- نهاية أسطورة صدام ومأزق الحكومة العراقية
- رابي يونادم كنا .. فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
- المؤتمر الآشوري في السويد وأوهام في الرؤية السياسية
- الشئ الذي لم أشبع منه طول عمري !
- يا عقلاء الأسلام صافحوا هذا الرجل إنه إنسان عظيم
- حكومتنا .. لأنها تؤمن بالديمقراطية فعليها ان تستقيل
- لماذا يسكت عقلاء الأسلام على ذبح الأقليات الدينية العراقية ؟
- الأستاذ مسعود البارزاني واستراتيجية إقامة الدولة الكردية 4
- يشوع مجيد هداية شهيد الوطن العراقي
- حتى أنت يا قس عمانوئيل يوخنا!
- نعم نعم لوحدة شعبنا ولمشروع الحكم الذاتي
- منصور أودا استاذ في الرياضيات والتراث الألقوشي


المزيد.....




- حماس: اعتداءات المستوطنين يستوجب موقفا اسلاميا حازما
- حماس: منع الاحتلال اعتكاف المصلين للمرة الثانية في المسجد ال ...
- على أنغام -طلع البدر علينا-.. وفد من رجال الدين السوريين من ...
- شاهد.. الزعيم الروحي للدروز يتهم الإدارة السورية بالتطرف
- قوات الاحتلال تقتحم مناطق بالضفة وتمنع الاعتكاف بالمسجد الأق ...
- بالصلاة والدعاء.. الفلبينيون الكاثوليك يحيون أربعاء الرماد ...
- 100 ألف مصلٍ يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- مأدبة إفطار بالمسجد الجامع في موسكو
- إدانات لترامب بعد وصفه سيناتورا يهوديا بأنه فلسطيني
- الهدمي: الاحتلال الإسرائيلي يصعّد التهويد بالمسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حبيب تومي - من يحمي المسيحيين من الذئاب البشرية ؟