خلدون جاويد
الحوار المتمدن-العدد: 1943 - 2007 / 6 / 11 - 05:01
المحور:
الادب والفن
" الى الشيخ الجليل محمد الخشالي صاحب مقهى الشاه بندر ، الذي فقد أربعة أبناء وحفيدا ، وتعرضت مقهاه الى ماتعرض له شارع المتنبي من خراب ، اهدي هذه القصيدة ... "
أضحى بدجلة َ لايسيلُ الماء ُ
بل أدمع ٌ دفاقة ٌ ودماء ُ
والموت قبطان ٌ يقود بمركب ٍ
شعبا ً ينوحُ فجُلُّهُ شهداء ُ
لم تبق لا الزوراء سالمة ً ولا
الفيحاء آمنة ً ولا الحدباء ُ
عذرا ً"أبا الشهداء" قافيتي قضَتْ
نحبا ًومات الشعرُ والشعراء ُ
لما نظرتُ الى إهابك َمفعما ً
بالحزن مازجَه دم ٌ وضّاء ُ
أنت العراقيُّ الأبّيُ ببُرْدِهِ
نسرٌ تضيقُ بجانِحَيْهِ سماء ُ
غضِرٌ وحَوْلكَ للحرائق قلعة ٌ
تهوي، وأنت الجنة ُالخضراء ُ
يبقى العراقيّون أصلدَ صخرة ٍ
كُسِرَت ْعليها الريحُ والأنواء ُ
يبقى العراقُ كضوء ِ وجهِكَ رائقا ً
مثل الصباح وتسقط ُ الظلماء ُ
وطنُ الجراح ِعلى ذراعِكَ باقة ٌ
مقتولة ٌ مذبوحة ٌ حمراء ُ
فهنا من الشهداء أربعة ٌ قضوا
وهنا الحفيد ُ وروحُه العذراء ُ
كم أنت ياشيخ الشيوخ مدجج ٌ
وجميلُ صبرك َ قمة ٌ شمّاء ُ
صلبُ الشكيمةِ في الفواجع موطني
وابنُ العراق أصالة ٌ ووفاء ُ
روحُ الشهيد بها النجومُ تلامعتْ
وكذا فوانيسُ الظلامِ تضاء ُ
فهو البلادُ شموسُها وبدورُها
ومياهُها والنخلة ُالفرعاءُ
قم ياعراقُ فانّ حزنَك باسلٌ
ونسيغُ نسلِكَ أخضرٌ معطاء ُ
قم ياعراق وإنْ تكللّ بالأسى
وادي الدموع فأرضُك الزهراء ُ
أبناءُ وادي الرافدين مجرة ٌ
ومن المجرة تُبعث ُ الشهداءُ
ماظلّ بيت ٌ فيه دون فجيعة ٍ
ها نحن ُ بالدم والدموع سواء ُ
قم ياعراق الى السلام وضعْ يداً
بيد السُهى ولتسْلم الأرجاء ُ
فعراقنا العنقاءُ مهما حشّدوا
إرْهابَهم ْ، لن تُحرقَ العنقاء ُ
آت ٍ بعرس الكرنفال هلالُه
ودمُ الشهيد لكفّهِ حنّاء ُ
تهوي قصائدُهم ويسقطُ سجْعُهُم ْ
إن العراقَ قصيدة ٌعصماء ُ
هيهات تقوى أنْ تنالَ من السما
وضيا الأهلة ِ مومس ٌعمياء ُ
فغدا برغم المارقين نُشيدُهُ
وطنا ً به تتبسَمُ الحسناء ُ
أُمُ الشهيد غدا ستزرع قلبَها
روضاً أزاهِرُهُ سنى ً وسناء ُ
قزح الحياة وقوسُه راياتُها
لاليس تخلد راية ٌسوداءُ
آمالنا هيهات ماذبلتْ ولا
الكون انتهى أو حلتْ البأساء ُ
تبقى نضالاتُ الشعوب مشاعلا ً
ودروبُهنّ الى الحياة ِ فضاء ُ
*******
#خلدون_جاويد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟