|
بمرور اربعين سنة على الاحتلال: لا سلام ولا أمن ولا استقرار بدون انجاز الحقوق الوطنية الفلسطينية
احمد سعد
الحوار المتمدن-العدد: 1941 - 2007 / 6 / 9 - 11:08
المحور:
القضية الفلسطينية
في الخامس من شهر حزيران الجاري صادفت الذكرى السنوية الـ 40 المشؤومة للحرب العدوانية الاسرائيلية الاستعمارية التي كانت نتيجتها الاولية احتلال الضفة والقطاع (ما تبقّى من فلسطين التاريخية) وهضبة الجولان السورية وشبه جزيرة سيناء المصرية. لقد كانت هذه الحرب مؤشرا له دلالته الاستراتيجية يجسّد التدخل الامبريالي الامريكي الفاعل لوراثة الاستعمارين البريطاني والفرنسي في الهيمنة على منطقتنا الهامة بموقعها الاستراتيجي والغنية بالثروة البترولية. فتساوق المصالح الاستعمارية الامبريالية الامريكية – التوسعية الصهيونية الاسرائيلية قد حدد عمليا الاهداف السياسية المتوخاة من وراء حرب حزيران العدوانية. ولعل ابرز الاهداف السياسية للعدوان تمحورت حول هدفين مركزيين متداخلين عضويا وهما: اولا: قصم ظهر حركة التحرر الوطني العربية والعالمية المعادية للامبريالية وتوجيه ضربة قاتلة لعلاقات الصداقة والتضامن والتعاون القائمة بين النظام المصري، وانظمة حركة التحرر الوطني العالمية وبين الاتحاد السوفييتي وباقي بلدان المنظومة الاشتراكية، وذلك من خلال الاطاحة بنظام الرئيس جمال عبد الناصر احد القادة البارزين لحركة التحرر العربية والعالمية المعادية للامبريالية وخدامها من الانظمة الرجعية والصهيونية. ثانيا: ان تؤدي حرب حزيران العدوانية الى صياغة "الحل النهائي" للقضية الفلسطينية بدفن ثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية، حق تقرير المصير الفلسطيني بالاستقلال السياسي واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، والعمل على تغيير الطابع الجغرافي والديموغرافي للمناطق الفلسطينية المحتلة بواسطة الاستيطان الكولونيالي الاسرائيلي الذي يقود الى سيادة نظام الابرتهايد العرقي العنصري. لقد كانت النتيجة المباشرة للحرب هزيمة جيوش الانظمة العربية عسكريا او ما يطلق عليه الاعلام العربي "نكسة حزيران" ولكن الشعوب ترفض الخنوع والاستسلام للهزيمة، فملايين المصريين نزلت الى الشوارع لحماية نظامهم، ومنع خالد الذكر الرئيس جمال عبد الناصر من الاستقالة، ورفضا للهزيمة. وعمليا افشلت هبّة الشعب المصري تحقيق الهدف السياسي للمجرمين المعتدين ورفضت استقالة عبد الناصر وبمساعدة الاتحاد السوفييتي عسكريا، تمت اعادة بناء الجيش المصري الذي حمى بالصواريخ السوفييتية العمق المصري في حرب الاستنزاف.. ولم يتم انجاز الهدف السياسي الامبريالي الاول الا بعد وفاة جمال عبد الناصر وركوب نائبه انور السادات قطار الردة والخيانة الوطنية والارتماء في احضان الاستراتيجية الامريكية – الاسرائيلية المعادية لمصالح شعوب وبلدان المنطقة. وقد بدأ السادات طريق الخيانة الوطنية بافتعال العداء للسوفييت وطرد الخبراء السوفييت من مصر، وواصلها بزيارة الخنوع الى القدس وعقد اتفاقيات كامب ديفيد الخيانية وعقد الصلح المنفرد مع اسرائيل والسمسرة على الحقوق الوطنية الفلسطينية بالموافقة على حكم ذاتي اداري للفلسطينيين كبديل للحل العادل وللدولة المستقلة ولحق العودة للاجئين الفلسطينيين. لقد اخرج السادات مصر، اكبر واقوى دولة عربية، من دائرة الصراع الاسرائيلي – العربي قبل التوصل الى حل جذري لقضية الصراع الاساسية والمفصلية – القضية الفلسطينية وانهاء الاحتلال الاسرائيلي وايقاف الدماء النازفة من جرح النكبة. فخيانة السادات كانت بمثابة منعطف لردة خطيرة في كفاح شعوب المنطقة من اجل امنها واستقرارها، ردة زادت من شهوانية العدوان الاسرائيلي المدعوم امبرياليا، فبعد توقيع اتفاقات كامب ديفيد اقرت اسرائيل ضم هضبة الجولان السورية المحتلة عام 1981 وشنت الحرب العدوانية على لبنان عام 1982. اما بالنسبة للهدف السياسي الثاني لحرب حزيران العدوانية بالقضاء على الحقوق الوطنية الفلسطينية الشرعية المسنودة بقرارات الشرعية الدولية فان معطيات الواقع خلال الاربعين سنة منذ السبعة وستين سنة منذ نكبة الثمانية والاربعين، تؤكد امرين اساسيين: الاول، فشل المعتدي المحتل الغاصب الاسرائيلي في تركيع الشعب الفلسطيني في زاوية الاستسلام والتفريط بثوابت حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف، بحقه في الحرية والدولة والقدس والعودة، فالشعب الفلسطيني رفض هزيمة حزيران كما رفض الاحتلال. ولجأ الشعب الفلسطيني الى امتشاق حقه الشرعي بمقاومة الاحتلال والمحتلين دفاعا عن حقه الوطني في التحرر والاستقلال الوطني وقدم مهرا لحريته، بالتضحيات الغالية. في "معركة الكرامة" استرد شيئا من الكرامة المهدورة واستبسل في بيروت 1982، وحقق العديد من المكاسب السياسية. ففي مؤتمر القمة العربية في الخرطوم عام 1974 اقرّ الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد وشرعي للشعب العربي الفلسطيني، واستقبل رئيسها خالد الذكر ياسر عرفات كقائد شعب ودولة على الطريق في الامم المتحدة، لها ممثل بصفة مراقب في الهيئة الشرعية. وفي مطلع التسعينيات وبفضل الانتفاضة الفلسطينية الاولى عام 1987 اقر المجلس الوطني الفلسطيني في دورة الجزائر في تشرين الثاني سنة 1988 البرنامج السياسي للتحرر الوطني على اساس دولتين، دولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران السبعة والستين وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق العودة للفلسطينيين. وفي 1993 – 1995 اجرى الاعتراف المتبادل بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، وفق اتفاقات اوسلو المرحلية واقيمت السلطة الوطنية برئاسة ياسر عرفات على جزء من المناطق المحتلة. والثاني: ان المعتدي الاسرائيلي لا يريد ان يستخلص العبر الصحيحة من الصراع الطويل المخضّب بالدماء النازفة، فالقضية الفلسطينية قضية سياسية في جوهرها ومدلولها وتتعلق بحق شعب اغتصبت ارضه وحقوقه الوطنية، ولهذا فلا بديل عن الحل السياسي ولا يمكن ان يكون الخيار العسكري والبلطجة العربيدة بمنطق القوة حلا،كما انه لا يمكن ان يكون الخيار سلاما منقوصا غير عادل، ورغم هذه البديهيات المنطقية تبرز على سطح الاحداث حقيقتان ساطعتان، الاولى، ان المحتل الاسرائيلي فشل في تحقيق الامن والاستقرار والسلام على جثة الحقوق الوطنية الفلسطينية المصادرة. لم تبق اية جريمة ضد الانسانية الا وارتكبها المحتل الاسرائيلي ولكنه فشل في اطفاء جذوة المقاومة الفلسطينية له. حاول المحتل تغيير الموازنة الجغرافية والديموغرافية بزرع المناطق الفلسطينية بدرن الاستيطان السرطاني وبقوى الفاشية العنصرية من سوائب المستوطنين الداشرة. نجح في نهب ومصادرة اراض فلسطينية واسعة وتمزيق الوحدة الاقليمية للمناطق الفلسطينية، ولكنه فشل وبفضل المقاومة الفلسطينية ان يحقق برنامجه الديموغرافي، فالانتفاضة والمقاومة قد حجّما عدد المستوطنين الجدد. لم يبق أي نوع من اسلحة القتل والتدمير الامريكية لم يستعملها الجيش الاسرائيلي في ارتكابه للمجازر والجرائم لكسر شوكة شعب يناضل دفاعا عن حقه في الحياة والحرية والاستقلال، ولم يستطع حسم الصراع عسكريا، وفشله في حسم الصراع عسكريا جعله (المحتل) يلجأ الى الثعلبة السياسية ومحاولة فرض حلول انفرادية من جانب واحد، الاسرائيلي، متجاهلا القيادة الشرعية الفلسطينية وكأنها ليست عنوانا وليست بذات شأن، والرئيس عرفات ليس ندا للتفاوض معه، وفرضت عليه الحصار والاعتقال في مقر الرئاسة (المقاطعة) في رام الله، فخطة اعادة الانتشار في غزة وشمال الضفة الغربية احادية الجانب في زمن شارون لم تكن ابدا لتخليص قطاع غزة من الاحتلال بل لتخليص الاحتلال من الحل السلمي العادل للحقوق الفلسطينية ومواصلة احتلال غزة من الخارج. لقد دمر الاحتلال الاسرائيلي البنية التحتية الفلسطينية والاقتصاد الفلسطيني وادى الى انتشار الفقر والبطالة، فاكثر من ستين بالمئة من اهل المناطق المحتلة يعيشون تحت خط الفقر وفي قطاع غزة اكثر من سبعين في المئة فقراء. ولكن الاحتلال كان له الآثار السلبية على اسرائيل، فاسرائيل في غربة عن الاستقرار السياسي والامني والاجتماعي، فحقيقة هي انه بسبب الفشل السياسي والاقتصادي الاجتماعي لم تنه اية حكومة اسرائيلية منذ 1992 وحتى يومنا هذا مدتها الشرعية في الحكم. واصبح الفساد الظاهرة البارزة التي تجسد العلاقة بين السلطة ورأس المال، وتتسع الفجوات بين الاغنياء والفقراء، وبلغ عدد الفقراء في نهاية العام الفين وستة مليونا وستمئة الف فقير. والحقيقة الثانية انه رغم المؤشرات الايجابية التي تدعم الحق الفلسطيني في التحرر والدولة، رغم ان شعار "دولتان لشعبين" اصبح مطلبا يحظى باجماع دولي، رغم ان مواقف البعض (كلمة حق يراد بها باطل)، كموقف جورج دبليو بوش، رغم اتساع دائرة المؤيدين للحل السلمي على اساس الدولتين في الرأي العام الاسرائيلي، رغم هذه المؤشرات وغيرها فانه رغم مرور اربعين سنة على الاحتلال وستين سنة على النكبة فان الشعب العربي الفلسطيني لم ينجز بعد حقه بالتحرر والاستقلال الوطني، وبرأينا هنالك عدة عوامل مؤثرة جعلت اسرائيل الرسمية تواصل عربدتها الاحتلالية مستهترة بالحقوق الفلسطينية، وبقرارات الشرعية الدولية. واهم هذه العوامل وباختصار، هي: • اولا: انهيار الاتحاد السوفييتي وحلفائه افقد الشعب الفلسطيني وقيادته سندا قويا • ثانيا: الاستراتيجية العدوانية الامريكية المنحازة الى جانب اسرائيل العدوان ومخططها لتدجين انظمة المنطقة وقيادة الشعب الفلسطيني في حظيرة خطة الهيمنة الاستراتيجية الامريكية في المنطقة. • ثالثا: غياب العمق الاستراتيجي العربي الداعم للحق الفلسطيني و"مقاقات" انظمة الخمة العربية في القن الامريكي – الاسرائيلي ومواقفها وضغطها على القيادة الفلسطينية للموافقة على حلول امريكية انتقاصية تنتقص من ثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية. • رابعا: ضعف قوى السلام الحقيقي والعادل في اسرائيل، فرغم اتساع دائرة قوى السلام بانضمام قوى جديدة مؤيدة لحل سياسي الا ان عددا من هؤلاء غير مستعد حتى الآن لدفع الثمن المطلوب لانجاز التسوية العادلة نسبيا. • خامسا: مراهنة اعداء الحقوق الوطنية الفلسطينية على تمزيق وحدة الصف الوطني الفلسطيني، ودفع الفلسطينيين الى أتون الاقتتال الفلسطيني – الفلسطيني لصرف الانظار عن العدو المركزي وهو المحتل. • سادسا: خلط الاوراق بين المقاومة والارهاب وكأن جوهر الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني لا يتمحور حول محتل اسرائيلي ومقاوم فلسطيني لكنسه، بل صراع بين عصابات ارهاب فلسطينية تمارس ارهابا ضد السلطة الفلسطينية و"امن" اسرائيل. إن رسالتنا بمناسبة مرور اربعين سنة على الاحتلال مضمونها ومدلولها تصعيد الكفاح السياسي الجماهيري بجذب اوسع القوى والجماهير اليهودية والعربية، الى المعركة لانهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل المناطق المحتلة منذ السبعة والستين وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان حق العودة للاجئين حسب قرارات الشرعية الدولية. فبدون انجاز الحق الوطني الفلسطيني لا يمكن انجاز الامن والاستقرار والسلام في المنطقة.
#احمد_سعد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بمناسبة المؤتمر ال 25 للحزب الشيوعي الاسرائيلي: لشحن هوية ال
...
-
هذا الشبل من ذاك الأسد!-
-
كل يوم ارض وشعبنا بخير... خواطر بين الألم والأمل
-
نحو دراسة جدية لواقع ودور أقليّتنا القومية الكفاحي
-
في إطار الحراك السياسي المكثف لبنان يطرح مثلا يحتذى للوحدة ا
...
-
شتان ما بين الكوسموبوليتية والاممية الثورية في مدلول الموقف
...
-
في الذكرى السنوية ال 50 لمجزرة كفرقاسم: باقون كالصبار نتحدى
...
-
لن يكون الشرق الأوسط مزرعة دواجن أمريكية – إسرائيلية
-
شوفوا الاعتدال والدمقراطية في العراق مثلا.. ألأهداف الحقيقية
...
-
في الذكرى السنوية السادسة لمجزرة القدس والاقصى وهبّة جماهيرن
...
-
مع افتتاح الدورة ال 61 للجمعية العمومية: هل من جديد يَختمر د
...
-
كي نجعل الشمس تشرق مجددا... قمّة هافانا لحركة دول عدم الانحي
...
-
في الذكرى السنوية الخامسة ل 11 سبتمبر: ممارسة عولمة ارهاب ال
...
-
على هامش المهرجان الاحتفالي بتأسيس الحزب الشيوعي البرتغالي و
...
-
من معالم تعمّق أزمة حكومة اولمرت- بيرتس: إقامة لجان فحص حكوم
...
-
ألبرنامج النووي الايراني في أرجوحة التطوّر والصراع
-
ألمدلولات السياسية لقرار مجلس الامن الدولي بوقف النار
-
هل ينجح تحالف العدوان الإسرائيلي – الأمريكي بتحقيق أهدافه ال
...
-
ويبقى السَّلبود نكرة مرذولة!
-
صيانة وتعزيز الوحدة الوطنية اللبنانية المحكّ الاساسي لإفشال
...
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|