أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - يحيى الشيخ زامل - الاستعمار الثقافي العربي بين القصدية والاعتباطية















المزيد.....

الاستعمار الثقافي العربي بين القصدية والاعتباطية


يحيى الشيخ زامل

الحوار المتمدن-العدد: 1943 - 2007 / 6 / 11 - 07:27
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الاستعمار الثقافي هو وجه من وجوه الاستعمار الجديد الذي لا يعتمد على التدخل العسكري المباشر بل على السيطرة الاقتصادية والثقافية دون اللجوء إلى القوة إلا في الورقة الأخيرة .
وفي العراق أفلس المستعمرين السابقين حين سقط صنمهم الاستبدادي الذي صنعه الاستعمار الغربي والعربي مناصفة فأخذ دهاء العرب من جهة واستبداد الغرب من جهة أخرى .
والاستعمار الثقافي في القرنين الثامن والتاسع عشر هو الذي مهد للاستعمار الكلاسيكي في البلاد العربية وخاصة في المشرق العربي عن طريق الأمتيازات التي حصل عليها من الدولة العثمانية ، وعن طريق إرسالياته التبشيرية والتعليمية وبالتالي تغذيته لكل المتناقضات الكامنة في المجتمع وتحويلها إلى تناقضات رئيسية لتصبح الأرضية الصالحة لتقبله واستبقائه في أطول مدة ممكنة . ( موسوعة السياسة / 175 ) .
ولا أدري لماذا يصر بعض المتثاقفون العرب على التصريح تارة أو التلميح أخرى نيابة عن الشعب العراقي ومثقفوه وسيّاسيوه ، وكأن لهم الوصاية عليه،أو كأن العراقيون لا يمتلكون من الثقافة والوعي والكفاءة ما يديرون به بلادهم ، شأنهم شأن المستعمرون الذين يحتلون بلاداً ما ثم يرفضون الخروج منها بأعذار شتى ، أحدها عدم كفاءة أهل البلد بإدارة بلادهم .
فأن كان الاستعمار المباشر للدول المحتلة يسمى استعمارا واحتلال سياسي، فماذا نسمى هذه الوصاية من هؤلاء المتثاقفون العرب الذين أغرقهم (النظام السابق ) بكوبونات النفط وهداياه المتواصلة ،غير استعماراً ثقافياً ، يتكلم به هؤلاء بلسان الشعب العراقي بكافة طوائفه، وبلدانهم أحوج إلى نصائحهم ووصاياهم ، وأن كانوا أشد بؤساً منا في أسعد أيام حياتهم ، فأكثر هؤلاء لم تعش بلدانهم ذلك الاستقرار الذي يحسدهم عليه الآخرون .
وتصاب بالدهشة والاستغراب من تكالب بعضهم على طرح قضايا العراق في بعض الصحف ومواقع شبكات الانترنت التي لا تخلوا من مثل هذه المواضيع التي لا طعم لها ولا لون ، و يمارسون التشويه وكيل التهم دون بحث أو تحقيق وهم يجلسون وراء مكاتبهم ويشاهدون أخبار العراق من خلال الفضائيات المأجورة ،التي لا يخفى ممن تتسلم التمويل والدعم ، ومن يدفع أكثر يكون وطنياً أكثر ..... يا للمفارقة .
ومن خلال تصفحي لبعض شبكات الإنترنت وجدت الكثير من هذه المقالات والأسماء التي تنفث السموم والاحتقان الطائفي في الشارع العراقي وقد تكررت تلك الأسماء في عدة مقالات وبنفس الأسلوب في هدم ما بناه العراقيون بدمائهم وتضحياتهم عبر كل تلك السنين من حكم البعث السابق ، فكانت ثمرة تلك التضحيات هذه الحكومة الوطنية المنتخبة ،والتي تخلوا منها الكثير من دول هؤلاء الكتاب والمتثاقفون ، ونحن نتحداهم إذا استطاعوا أن ينتقدوا حكوماتهم كما يفعل الأعلام في العراق اليوم في ضل حكومة التعددية والديمقراطية .
.
وفي مقال للكاتب (مهنا الحبيل ) في شبكة (الإسلام اليوم ) يقول ذلك الكاتب : ( المفاجأة في قرار حكومة الاحتلال الأمريكي الإيراني لم تكن بسبب الانزعاج من مستوى التعامل الذي تنتهجه حكومة الاحتلال في المنطقة الخضراء، ولا في تجاوبها المباشر مع مشروع الاحتلال الإيراني أو المشروع الوقائي لتجنب خسائر أكبر للطرف الأمريكي؛ فالانهيار الذي وصل إليه الأمريكيون والقلق الشديد الذي ينتاب الإيرانيين وممثليهم الائتلاف العراقي ليس مفاجئاً على الإطلاق ) أنتهى .
ويلاحظ مما تقدم الخلط الواضح بين صراع ( أمريكا ـ إيران
) الخارجي ، وإحلاله داخلياً وكأن الائتلاف العراقي يحارب نيابة عن إيران ،وفي نفس الوقت يصف الحكومة التي يقودها الائتلاف أنها عميلة للأمريكان ، فهل يقتنع بذلك عاقل ؟ وهل تسمح بذلك أمريكا ؟ وهي أم الاستعمار وأبوه .
وهنا سؤلاً أخر يطرح نفسه هل لدى الكاتب حكومة منتخبة وديمقراطية تمثل كل الأطياف مثل التي في العراق ؟ وهل يستطيع أن ينتقد حكومته ولو بإشارة بسيطة دون أن تطاله تلك الحكومة ؟
وفي مكان أخر من المقال يعوّل الكاتب على وصول الديمقراطيين وانسحاب الأمريكيين ومن ثم رجوع العراقيين الشرفاء ( طبعاً البعثيين ) فيقول : (تداعي المشروع الأمريكي في العراق وحالة الهلع التي تنتاب رجالات المشروع الاحتلالي، وإعلان الديموقراطيين بأنهم عازمون على تقديم مشروع الانسحاب للجيش الأمريكي من العراق خلال ستة أشهر من صدوره على أبعد تقدير، وحين يعلن الأمريكيون انسحابهم فهو إعلان ضمني بهزيمتهم وبانتصار المقاومة، وهنا يُسدل تاريخ ويبدأ تاريخ جديد للعراق المشهد فيه مفزع لعملاء الاحتلال.
وهذا المصير المتوقع خلال الفترة القادمة سيتوجه تلقائياً إلى من يبلور هذا النصر التاريخي إلى حراك سياسي وحدوي ووطني يستطيع أن يجمع فصائل المقاومة على برنامج إنقاذ سياسي موحد متطهر من الطائفية والعمالة ) .
فأين هي أحلامه وأمانيه من هذا المشروع الذي أوهموا فيه الكثيرين من العراقيين والعرب .
وفي مقال أخر لكاتب مكثر من مثل هذه المقالات وعلى نفس الموقع السابق وهو (ياسر الزعاترة ) وتحت عنوان ( حرب أهلية بين طرفين غير متكافئين ) إذ يقول : (إنها حرب أهلية، ولكنها بين طرفين غير متكافئين، لأن أحدهما مشغول بحرب المحتلين، فيما لا شغل للطرف الآخر غير الاختطاف والتعذيب والقتل . وهي بين طرفين أحدهما تمثله قوىً تعرف ما تريد وتمارس السياسة بأعلى درجات الذكاء، فيما تمثل الطرف الآخر قوى مراهقة لا تجد لها ملاذا غير الركون إلى سفير أمريكي لا هم له غير إخراج دولته من نزيف مالي وبشري تسببه المقاومة، حتى لو تم ذلك عبر إبادة العرب السنة جميعاً. العرب السنة في عراق اليوم أيتام حقيقيون، إذ تمثلهم قوىً سياسية مراهقة يلعب المحتل برموزها، فيما يغيب السند العربي المشغول بمطاردة العدو الإيراني؛ وبالطبع من خلال التحالف مع "الصديق" الأمريكي الصهيوني!! )
ويخلط هذا الكاتب الأوراق أيضاً فهو يصف الحكومة بممارسة القتل والتعذيب والاختطاف للسنة ، لأنهم مشغولين بمحاربة المحتل ،ووصفهم ( أي السنة ) بالقوى المراهقة ، وهو لا يخفى وهم في داخل الكاتب وحده ، فإن القوى والكتل السنية فيها الكثير من الكفاءات والكوادر المثقفة والتي تعرف ما تريد ، وكما أن هناك الكثير من القادة السابقين في النظام السابق ويتمتعون بالخبرة الطويلة لتسنمهم المناصب المهمة في حكومة البعث ، وبعضها قد وضع يده مع تنظيمات القاعدة وهو لا يخفى ضلوعها بالكثير من العمليات الخطيرة والمحترفة في مختلف بلدان العالم .
أما غياب السند العربي المشغول بمطاردة العدو الإيراني ......فأين ذلك وعلى أي ملعب ؟ أنبئنا يا سيد ياسر الزعاترة.
وفي مقال أخر أيضاً للكاتب (عاصم السيد / مصري ) تحت عنوان (هل تفكر أمريكا في عودة البعث إلى العراق؟ ) يقول :( فمثلاً ضغطت ( يقصد أمريكا ) من أجل أن تتدخل الجامعة العربية وترعى مؤتمر المصالحة العراقية الذي عُقد مؤخراً في القاهرة، والذي سوف يُعقد لاحقاً في بغداد، ووافقت على أن يشمل بين جنباته البعث والمقاومة. أمريكا الآن في حاجة إلى من يضبط لها إيقاع الدولة في العراق، والبعث لديه من الخبرات الكثير ليقدمه في هذا الجانب. وفوز عناصر البعث في الانتخابات بكل هذه الأصوات دليل على الحضور المعتبر في الشارع العراقي، وأن هناك الكثير من العراقيين الذين يؤمنون بتجربة هذا الحزب وقائده صدام حسين في العمل القومي ، وفي الحفاظ على وحدة العراق وموارده وتحقيق تنمية معقولة في هذا البلد ).
ونرى هنا اعتراف من الكاتب أن أمريكا تضغط على الجامعة العربية لكي ترعى مؤتمر المصالحة فيما تقف الدول العربية كمتفرجين وربما فرحين بسيل الدماء العراقية ، فأي عرب هؤلاء وأي نفع فيهم سوى الجري وراء مصالحهم الذاتية .
وأما فوز البعثيين في البرلمان فكيف ذلك وقد حضر عمل هذا الحزب ، وأي حضور للبعث في الشارع العراقي ، فهل يعتبر مشاهد القتل والذبح والأنفجارات العشوائية في الأسواق والأماكن العامة ذلك حضوراً ... فذلك من الأعاجيب ، وأي تجربة لحزب البعث وقائده وقد أدخل بلده في ثلاث حروب في مدة سني حكمه غير الانتفاضات والمقابر الجماعية ، فهل رأيت رئيسا مثله؟ ، وهل سمع الكاتب (عاصم السيد ) في تاريخ العالم القديم والحديث : أن أحد الرؤساء أو الحكام ضرب شعبه بالأسلحة الكمياوية فأهلك ما يقارب الخمسة آلاف إنسان ما بين (رجل وامرأة وطفل ) في ساعة واحدة ، وقد سميت فيما بعد بفاجعة (حلبجة) والتي تجري محاكمتها الآن في القضاء العراقي ، فأين هي وحدة العراق ؟ وأين هي هذه التنمية المعقولة ؟ ..... قليلا من الأنصاف يا أستاذ !!
وفي مقال أخر أيضاً للكاتبة اللبنانية (سنا محمد طوط ) تحت عنوان ( نحن والشيعة ومشروع تعايش ) تقول : (ولا أزال لا أعرف، وأتمنى الحصول على جواب: على أي أساس سيتعايش السني مع الشيعي؟ الشيعي يخدعنا وهذا يسبب غضب الناس. هو يمنّ علينا أنه ينتصر لقضايا الأمة فهو يستحق إكرامية وامتيازاً ) .
وفي مقطع أخر : ( ولعل المسيحي قنع واليهودي قنع وكلهم تفيّأ عدالة الدولة المسلمة، واستشعرها إلا الشيعي. لقد ظل مهزوم النفس يعيش حاضره ومستقبله في فقاعة التاريخ، يريد أن يثأر من يزيد، ويندب ويلطم يطلب ثارات الحسين، و ما زال يستميت لاسترداد الخلافة من أبي بكر وعمر وجعلها في علي وأبنائه. والأدهى أنه ما عاد ينتظر طفل السرداب بل إنه، منذ الثورة الخمينية، وكّل نائباً عن الإمام ومنحه حق، بل واجب الحكم، ريثما يعود الإمام. والحكم عند الشيعة حق إلهي، وركن من أركان الدين، لا يستقيم المذهب إلا به. لذلك رأيته ينتهز كل فرصة خلال مراحل الحكم الإسلامي كله ليثور ويظهر على عدوه الذي اغتصب حقه.لا يزال الشيعة (يحلمون) بدولة واسعة، وهم يسعون لتحقيق حلم يقف السني، متديّناً كان أم غير متديّن له بالمرصاد) .
وهنا نرى كاتبة من نمط أخر تلعب على أوتار الطائفية وتوصف المسلمين الشيعة بالكاذبين واللا وطنية واستحالة العيش معهم وكأنها لم ترى انسجام المسلمين سواء أن كانوا سنّة أم شيعة في بلادها ، وتنزلهم إلى الدرجة الثانية ولا يحق لهم أنشاء دولة بسبب الأنهزامية المريرة التي ورثوها عبر السنين ، فيما يتناغم معها دعاة الطائفية الآن في العراق وهم يصفون المسلمين الشيعة بأوصاف طالما أطلقها الرئيس السابق ،وقد جاءوا اليوم ليؤكدوا أنهم مازالوا على طريقه ماضون .... والتاريخ يعيد نفسه.






#يحيى_الشيخ_زامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجربة الصينية
- باب أول ..... باب ثاني
- قصيدة : موطني
- السيميائية ....... و ثقافة ( الصك
- أسماءنا بالمجان .... ولكن بعضها غير جميل !!
- الشاعر علي قاسم مهدي ....... ودفء الوطن
- لوحات تشكيلية على أبواب المستنصرية
- أنا أقرأ أذن أنا موجود
- مفهوم الإعلام الحديث ... وصناعة الخبر
- أستحضار أبليس وخطوات الشيطان
- العراق بين محطات الأستبداد والمحطات الفضائية
- الرئيس بوش و (الحجّام )
- مخيم البارد ......هل أصبح ساخناً فجأة
- الطائفية ...وتراب الصف
- نصب التحرير ......أول نصب عراقي بأيد عراقية
- البداوة والحضارة والأرهاب عند الوردي
- الطائفية .......وتراب الصف


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - يحيى الشيخ زامل - الاستعمار الثقافي العربي بين القصدية والاعتباطية