أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - يحيى الشيخ زامل - التجربة الصينية














المزيد.....

التجربة الصينية


يحيى الشيخ زامل

الحوار المتمدن-العدد: 1942 - 2007 / 6 / 10 - 10:30
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الصين من بلدان الشرق الأقصى ، ذو الطابع الأصيل العميق والذي ينظر إلى الوجود الخارجي ببصيرة تنفذ خلال الظواهر البادية للحس إلى حيث الجوهر الباطن ، فيدرك ذلك الجوهر بحدس مباشر يمزج ذاته في ذاته مزجاً تفنى معه فردية الفرد لتصبح قطرة من الخضم الكوني ، ومثل هذه النظرة المعتمدة على اللمسة الذاتية المباشرة التي لا تحتاج إلى تعليل وتحليل ومقدمات ونتائج ، أو إن شئت فقل إن إدراك حقيقة الوجود بما يشبه التذوق ، لأن هذه الأشياء كلها جوانب لوقفة واحدة ، هي وقفة من يدرك العالم بروحه لا بعقله .( الشرق الفنان / ص7) .
وفي تجربة ( صينية ) مثيرة وغريبة من رحم هذا الشرق العريق ، نشرتها وسائل الإعلام مؤخراً حول مقاطعة صينية أسست لمشروع إنساني لرعاية الوالدين والاهتمام بهم .
وعنوان الخبر يقول : ( مقاطعة صينية تشترط للترقية معاملة الوالدين بإحسان) .... فيما نصه يقول : (قالت وكالة أنباء الصين الجديدة(شينخوا) إن مقاطعة في وسط الصين تعتزم إجراء مراجعة متعمقة بشأن كيفية معاملة مسئوليها لآبائهم وأمهاتهم، وإعطاء أولوية في الترقية لهؤلاء الذين يحسنون معاملتهم. وأضاف التقرير إن محققين سيناقشون ما يصل إلى ( 500) من أفراد العائلات والأصدقاء والزملاء والجيران بشأن سلوك كل مسؤول من مسؤولي مقاطعة (تشانجيوان ) بما في ذلك القيم العائلية، أو أي عادات تتعلق بشرب الخمر أو لعب القمار.
وستأخذ النتائج في الاعتبار عند تحديد الترقيات، ونقلت (شينخوا ) عن ( ليوسين) الزعيم المحلي قوله: يجب على المسؤولين التحلي بالقيم الصينية من طاعة الوالدين والمسؤولية العائلية والتي تمثل أساس حياة مهنية ناجحة.......... .
ويأتي هذا المشروع الإصلاحي نتيجة لقلق الزعماء الصينيون بشأن كيفية إعالة السكان المسنين بشكل يتناسب مع أعمارهم وما بذلوه من جهد وتعب بتربية جيل من الشباب هم اليوم عماد الدولة وسندها من العقول و الأيدي العاملة .
وبشأن تداعي المعايير الأخلاقية مع اندفاع الأجيال الشابة للاستفادة من ازدهار الاقتصاد الوطني ومضيهم شوطاً بعيداً وراء أحلامهم ، فيما يتناسون بذروة هذا الاندفاع المجنون من كان السبب في مجيئهم إلى هذه الحياة .
ويأتي هذا الخبر في وقت تتفكك فيه الأسر في مختلف البلدان سواء كان في الشرق الأقصى أو المتوسط أو الغرب أمريكا وأوربا ، مع أن معظم هذه البلدان قد قطعت أشواطاً بعيدة في الرعاية الاجتماعية والصحية والتربوية ، إلا أنها تشهد تراجعاً ملحوظاً في البناء الأسري الذي بدأ نسيجه في التهدم والتهشم لأسباب معلومة ومختلفة .
لقد كانت الأسرة فيما مضى تضم جميع الأقارب من ناحية الذكور والإناث والأرقاء والمتبنين ، ولكنها بدأت في لملة هذا الأتساع شيئاً فشيئاً إلى أن اقتصرت الأسرة الحديثة على الأب والأم والأبناء غير المتزوجين وهو ما أصطلح عليه بـ (الأسرة النووية ) ، وكانت الأسرة تكفي نفسها بنفسها في مختلف أنشطة الحياة الاقتصادية والاجتماعية والدينية والتربوية والترفيهية ، وبدأت هذه الأنشطة تتقلص تدريجياً وينتقل بعضها إلى مؤسسات أخرى كالقبيلة أو الدولة وصار دور الأسرة الحديثة يتلخص في معظم المجتمعات بوظيفتين هما : 1ـ الوظيفة البيولوجية ( الجسمية ) ، 2ـ والوظيفة الثقافية ( التربوية ) ( علم الاجتماع التربوي / ص64 ) .
ولعل هذا المشروع الصيني يندرج تحت طاولة تحول النشاط الإنساني والتربوي من الأسرة بمفهومها الضيق ، إلى رعاية المؤسسة سواء كانت مؤسسات حكومية أو منظمات المجتمع المدني ، كما أن تبنيها بهذه الصورة يعطي انطباعا مفرحاً ومهماً ، للاهتمام الجدي الذي تبديه تلك المقاطعة الصينية ، والتي نتمنى أن تحذوا حذوها بلداننا العربية بصورة عامة ، ومحافظاتنا العراقية بصورة خاصة ، للتخلص من هذا الركام الهائل والعالق في ذاكرتنا التعبة على مر الأيام من الإهمال المتعمد أو غير المتعمد لرعاية الأسرة وانتشالها من واقعها المتردي المرير ،والذي ترك انطباعات وندوب كثيرة ومؤلمة في حياة الكثيرين من الناس رافقتهم حتى مماتهم .
وقد نستطيع في وقت ما ، بعد بعض الإصلاحات في البنية الأجتماعية من عدم مشاهدة المتسولين، خصوصاً منهم النساء وكبار السن ، وهم يفترشون أرصفة الشوارع، والأنفاق وإشارات المرور، علَهم يطالون شيئاً من حسنات الناس أو صدقاتهم .... مع أن هذا المشهد أصبح لا يحرك فينا ذرة من شعور أو إحساس، لأنه أصبح عادياً ومألوفاً جداً ، ونفتقدهم إن غابوا عن ناظرنا يوماً ، مع الاعتقاد شبه الأكيد بأن معظمهم يعمل لحساب متعهدين يجنون من ورائهم أرباحاً طائلة..... وهنا الضربة القاضية للقيم والأخلاق.
والسؤال هنا : لو طبق هذا القانون الصيني في مجتمعنا ودوائرنا الرسمية...... ترى هل سيبقى البعض في مراكزهم الوظيفية الحساسة والرفيعة ؟ ..... وكم هو عدد الذين سيبقون بدون ............. ترقية ؟ ....... وإلى اللقاء في تجربة أخرى من بلد أخر .






#يحيى_الشيخ_زامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باب أول ..... باب ثاني
- قصيدة : موطني
- السيميائية ....... و ثقافة ( الصك
- أسماءنا بالمجان .... ولكن بعضها غير جميل !!
- الشاعر علي قاسم مهدي ....... ودفء الوطن
- لوحات تشكيلية على أبواب المستنصرية
- أنا أقرأ أذن أنا موجود
- مفهوم الإعلام الحديث ... وصناعة الخبر
- أستحضار أبليس وخطوات الشيطان
- العراق بين محطات الأستبداد والمحطات الفضائية
- الرئيس بوش و (الحجّام )
- مخيم البارد ......هل أصبح ساخناً فجأة
- الطائفية ...وتراب الصف
- نصب التحرير ......أول نصب عراقي بأيد عراقية
- البداوة والحضارة والأرهاب عند الوردي
- الطائفية .......وتراب الصف


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - يحيى الشيخ زامل - التجربة الصينية