|
ملوك الدعارة
إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 1941 - 2007 / 6 / 9 - 11:04
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
ملف أعده إدريس ولد القابلة و حسن عين الحياة بمساهمة يوسف العدناني
على سبيل التقديم
قد يبدو المشهد سوقا للنخاسة في العصور الوسطى، وهو يفتح أبوابه للأجانب قصد التسوق من الرقيق المغربي الأبيض، مشهد تهتز له نفوس ملايين المغاربة الذين لم يكن يخطر ببالهم أن بالمغرب، "البلد الإسلامي المحافظ"، مجموعة "قوادين" من عيار ثقيل، يسمسرون في لحوم نساء وفتيات، منهن من لم يتجاوزن عمر الورد، بأكثر من عشرة مدن مغربية، كمراكش، الصويرة، آسفي، المحمدية، خنيفرة، الرباط الدار البيضاء، أكادير، طنجة، تطوان وغيرها من المدن والأقاليم التي تطفح بنكهة اللحم البشري الذي يدخل في خانة الجنس اللطيف، فتيات تنفحن بالأنوثة، تتلقفهن أعين "القوادين" قصدا أو بغير قصد، لتبدأ مخططات استدراجهن من خلال وسائل إغرائية تنعدم فيها نسبة الفشل وإمكانية الاختيار؛ الفشل عند هؤلاء السماسرة لا يعرف طريقه إلى قاموسهم الخاص، ربما لأنه قد يعصف برؤوس كبيرة أشبه بالحانات التي تخفي في أطمارها التحتية وأقبيتها الخفية زجاجات الخمر المعتقة والمهربة، رؤوس يختفي خلفها آلاف الوسطاء الذين يقدمون أجساد المغربيات في شكل "كاتلوك" على طبق من ذهب لعشاق اللحوم المغربية التي تفوح منها روائح الغنج والدلال بفضاءات خاصة ومكيفة وفقا لرغبات الزبناء القادمين بالدرجة الأولى من دول الخليج، هذه الفضاءات قد لا يدركها الوصف وقد لا تلحق بها أعين السلطة، بل منها من أنشئت بمباركتها، كما هو الحال بالنسبة لبعض الفنادق والفيلات والشقق المفروشة والمرافق السياحية الكبرى المستفيدة من رعاية خاصة جدا بمراكش، بهذه المدينة الحمراء التي يُسَوِّقُ لها القائمون على الشأن السياحي بالمغرب، ويروج لها الوزراء والدبلوماسيون في مختلف المنتديات والتظاهرات الدولية على أنها قبلة فريدة للاستجمام والتهام المآثر العمرانية، اكتشفنا فيما يشبه الفتح المبين قلاع محضة برجالات الأمن الخاص تباع فيها مغربيات قادهن الحظ إلى ترويج بضاعتهن بالتقسيط، لأمراء وشخصيات خليجية تقطع آلاف الكيلومترات لمعانقة الدفء الأنثوي المغربي على مرآى ومسمع خدامهم المغاربة، وتحت حراستهم، اللاهثين وراء الربح السريع أو هواة الانقضاض على سرة المال المتبوعة بكلمات عربية فصيحة خليجية المنبت، "خذ ألف دينار"، ولعل أحداث كهاته تحيي الجرح المغربي الذي لم يكتب له الالتئام، بعد فضائح جنسية صنف على إثرها المغرب في المراتب الأولى على رأس الدول التي تزدهر فيها السياحة الجنسية بامتياز، سيما أن هناك أحداث خطيرة طفت إلى السطح في السنوات الأخيرة أبطالها أجانب وطأوا بلذة سادية شرف المغرب في مدن مغربية مختلفة، أبرزها فضيحة "السرفاتي"، البلجيكي الجنسية، الذي قادته الصدفة إلى العبث بأجساد عشرات الفتيات القاصرات والراشدات أمام عدسات كامراته بشقق مفروشة بأكادير، لتصبح مذكراته الموقعة بالصوت والصورة دروسا أولية للزوار الجدد الوافدين على عاصمة سوس أكادير. لم تقف الفضائح الجنسية التي لطخت سمعة المغرب والمغاربة في الخارج إلى هذا الحد، بل تلت قضية السرفاتي فضائح أخرى، عمقت جرح المغرب الغائر الذي لم تفلح "مراهم التجميل وصنوف الماكياج المخاتلة من تزويقه وتنميقه بغية حجبه، بل ساهمت هذه المساحيق التجميلية الحاجبة للحقيقة في كشف عورات بناتنا على عشرات المواقع الالكترونية البورنوغرافية، حتى أضحى المغرب الذي يسعى لتأسيس دولة الحق والقانون وخوض معركة الجهاد الأكبر، عاجزا أمام هذا المد الذي يندفع بحمولاته المالية لتلطيخ وتشويه ونخر الجسد المغربي والعبث به في وضعيات مختلفة، فبعد حادثة السرفاتي سيتعرض المغرب لصفعة قوية بتوقيع إسباني عبر روبورتاج تلفزيوني بثته القناة الإسبانية الثالثة (انتينا تريس) ليلة الخميس 19 يناير 2006، حيث كشف بالتدقيق مسالك السياحة الجنسية بالمغرب، إذ اعتمد معدو البرنامج (صحفيون) طيلة التحقيق على كاميرا خفية فضحت الوجه الآخر الذي تعيش عليه مدينة طنجة والدار البيضاء ومراكش، إذ خلال نصف ساعة، وهو عمر البرنامج المعنون بـ "ثمن قاصر"، والكاميرا ترصد دعارة أخرى تختلف كليا عن الدعارة الراقية التي اشتهرت بها المغربيات بالخليج، غير أن الوضع يختلف بالنسبة للتحقيق الإسباني، فمعدل أعمار الداعرات التي اقتفت آثارهن الكاميرا يتراوح بين 11 و18 سنة، وهن لسن سوى دمى متحركة بأيدي سماسرة الدعارة المحترفين في تكديس الأموال من عرق فتيات قاصرات يقطف باكورتهن كل متعطش لامتصاص عرق فتي يتصبب فوق أسرة مافيات الدعارة، إلا أن أغرب ما في التحقيق هو تلك الشهادات الحية التي تبرز في مجملها تواطؤ الشرطة مع هذه المافيات التي تتاجر في بكرات القاصرات وأردافهن، إذ يكفي حسب نفس التحقيق أن ينزل الأجنبي بكل ثقله فوق الأجساد الفتية بكل حرية دون أن يلتفت وراءه، على اعتبار أن نسب مائوية من الأموال المدفوعة تعرف طريقها نحو الشرطة لابتياع صمتها، حتى بات المغرب من خلال برنامج "ثمن قاصر"، يجني أكثر من 200 مليون أورو، وهو مبلغ عائدات دعارة القاصرين بكل من مراكش طنجة والدار البيضاء، في مثلث (الدعارة، المال والسلطة). وعلى الرغم من أن هذه الأحداث وأخرى، كشفت واقع المغرب الذي يراهن على السياحة كنشاط اقتصادي مهم، فإن السلطات ما فتئت تضيق الخناق على هذه الظاهرة التي تنحو منحى تكريس ثقافة السياحة الجنسية لدى الأجانب، لتقوم بين فينة وأخرى بحملات تمشيطية واسعة النطاق والتي قد أعادت شيئا ما التوازن لهذه المدن، خصوصا مراكش الحمراء، لكن إذا كانت السلطات قد وضعت أصابعها على أوكار الدعارة في قلب عاصمة السياحة بالمغرب، فإنها غفلت أو تجاهلت مربع البذخ والمجون بهذه المدينة الحمراء، إذ في كنفه تنتعش الدعارة الراقية مقابل مبالغ مالية خيالية تنهار أمامها كل القيم وتذوب بسببها مكارم الأخلاق وتُطَوَّع بسببها أيضا الأجساد الأنثوية الرخيمة على صدور أمراء وشخصيات خليجية تمول مشاريع سياحية ترتكز على الجنس، المخدرات، الخمر والسهرات، كنشاط رئيسي تقطف منه عند كل زيارة لها تأوهات فتيات مغربيات من مختلف الأعمار، بهذا المربع المتواجد في ممر النخيل بمراكش شيدت شقق مفروشة وفيلات مصممة وفق هوى الخليجيين، قد يبدو ذلك صادما أو قد لا تستسيغه العقول، لكن الواقع كان أكبر من صعقات الكهرباء العالية التوتر لما اقتحمنا ممر النخيل بمراكش، وولجنا إحدى فيلاته المشيدة تحت الأرض بمكيفات خاصة، أكثر ما يلفت انتباه الداخل إليها هو جملة من العوازل الطبية المنتشرة فوق موائد خاصة إضافة إلى أجود أنواع الخمور اللاهبة للمشاعر. إلا أن ما يثير الغرابة، ويطرح أكثر من سؤال هو أن مالك هذه الفيلات والشقق المفروشة المشيدة على مساحة 71 هكتارا، ابتدأ في مشواره الداعر هذا من حارس لعمارة بممر النخيل إلى ميلياردير يتداول اسمه الخليجيون في دولهم بل وينصح بعضهم البعض بزيارته في مراكش لالتهام الرقيق الأبيض، حتى أضحى هذا الرجل يتردد على أكثر من لسان في دول الخليج تحت اسم ملك "ممر النخيل"، إذن كيف بدأ هذا الرجل مشواره في درب الدعارة الراقية، ومن يقف خلفه؟ وكيف يستدرج الفتيات من مختلف المدن المغربية لتقديمها ملفوفة في مناديل حريرية لهواة اللحم المغربي،وما هي الخدمات التي يقدمها للخليجين؟ ومن هم منافسوه من ملوك الدعارة بمراكش والمدن الأخرى؟ أسئلة وأخرى سنحاول الإجابة عليها انطلاقا من زيارة ميدانية لهذه القلاع المحصنة المطوقة برجال الأمن الخاص والكامرات والكلاب المدربة، بعد تمويههم بأننا "قوادون للخليجين".
"راس الخيط"
هذه هي مدينة مراكش، المدينة الأثرية الغنية بثرات يجذب السياح إلى السفر عبر أطوار الزمن الغابر، لم يكن تواجدنا بهذه المدينة التي تناسلت في عمقها جملة من الفضائح الجنسية الشاذة من باب الاستمتاع بجمالها أو النهل من حضارتها الأسطورية، بل وجدنا أنفسنا وسط أهاليها وزوارها الأجانب بعد معلومات حساسة توصلنا بها من مصادر جد مطلعة، تكشف الجانب المستور لهذه المدينة تحت يافطة ما خفي كان أعظم. كانت البداية من ساحة جامع الفنا، أو النقطة الحساسة في قلب مراكش، زائروا الساحة يتدفقون، جماعات وفرادى، إلى رحمها، كل حسب مآربه، هناك من تجذبه "الحلقة" حيث الأفاعي والقردة المدربة وولاد حماد أو موسى أو مقلدوا مجموعة ناس الغيوان، وهناك من تقوده رائحة الشواء إلى التهام الوجبات السريعة من لحوم وأسماك، أو الاستدفاء بمشروبات الأعشاب والتلذذ بـ "سلو" الذي يحكى أنه يقوي الرغبة الجنسية، رواد مشروبات الأعشاب و"سلو" كثر، غالبا ما تقود مومس زبونها إلى هناك، كَفُسْحَة لجولة قصيرة في اتجاه أسِرَّة الغرف المأجورة،وهناك أيضا من تسوقه الرغبة الجامحة التي اختمرت داخله إلى اصطياد العاهرات والمثليين لقضاء ليلة بيضاء في أوكار الدعارة بهذه المدينة الحمراء، المال بهذه المدينة مفتاح سحري تحقق بواسطته كل الرغبات، توجهنا إلى إحدى الشوافات أو قارئات الكف المرابضات بالساحة تحت مظلاتهن الواقية من لسعات الشمس التي لا تنقضي في محاولة لتتبع "رأس الخيط"، فبعد أن منحناها 20 درهما أخذت تسيح بين الخطوط المتداخلة والمتشابكة على صفحة راحتينا، لكن ذلك كان مجرد غطاء سيكشف النقاب عن دورها الحقيقي بهذه الرقعة الأسطورية التي تمتزج فيها أصوات الأهازيج الفلكلورية، قالت قارئة الكف وهي تنظر في عيوننا بجرأة عالية، "إلى ما عجبكمش اللحم ديال جامع لفنا، كاين لحم آخر، فتي، (تضحك) باقي بميكتو.." كانت كلماتها تلك التي انفلتت من تحت نقابها بوابة لاقتحام عالم الدعارة الذي هو جزء يسير من تلك المعلومات التي توصلنا بها، لكننا نحن أيضا فاجأناها عندما طلبنا منها أن تدلنا على وسيط يمكنه تلبية طلباتنا، على اعتبار أننا نحن أيضا مجرد وسطاء عند أناس كبار لهم نظرتهم الخاصة عن بائعات الهوى، طلبت منا 100 درهم كخدمة لها على إرشادنا، لكننا طمأناها على أننا سندفع أكثر إن هي سارعت إلى توفير الوسيط "القواد"، أخذت كراسيها البلاستيكية وطوت مظلتها وأودعتهم عند رفيقتها التي تبعد عنها بحوالي عشرة أمتار، هي الأخرى تقرأ الكف، ولا نعلم إن كانت بدورها ستقوم بنفس العملية إن حج إليها آخرون لنفس الغرض، توجهت قارئة الكف نحو مخدع هاتفي، كانت تبعد عنا بحوالي خمسة أمتار، حتى وصلت إلى المخدع لتطول مدة المكالمة الهاتفية بينها وبين الوسيط المجهول، حوالي خمس دقائق ستخرج قارئة الكف مبشِّرة إيانا بأنه في غضون 15 دقيقة سيكون الوسيط حاضرا، وما علينا إلا الانتظار بالمقهى المقابل للساحة، وقالت أيضا "ربع ساعة غادي يدخل القهوة، راه سمر اللون، وداير طربوش مغربي أحمر"، كانت الساعة آنذاك حوالي الثالثة والنصف من زوال يوم السبت، انتظرنا بالمقهى زهاء عشرين دقيقة ليبدو صاحب القبعة الحمراء وهو يتفحص جموع الجالسين في فضائها الخارجي، ثم توجه نحونا مباشرة، تفاجأنا كثيرا، وتساءلنا كيف عرف أننا نحن من ننتظره وليس غيرنا، لكننا أخفينا تعجبنا ودعيناه للجلوس، من خلال هذه العملية، تبين لنا أن الرجل الذي هو في أواخر الثلاثينيات من عمره، ليس شخصا عاديا سيما أنه اكتشفنا وسط أكثر من 50 جالسا بالمقهى، وربما يكفي هذا لندرجه في خانة المحترفين لهذه اللعبة الدنيئة، "أش بيتو" قالها الوسيط بلهجة مراكشية محضة، وتعني باللغة العامية "آش بغيتو"، أخبرناه أننا مجرد وسطاء لدى بغض الخليجيين، وأنهم يبحثون عن أماكن راقية وآمنة، كما أنهم يبحثون عن أربع فتيات عمرهن أقل من عشرين سنة، "وما يكون غير خاطرك"، سألنا الوسيط عن مدة الأيام التي سيقضيها الخالجيون بمراكش، فأجبناه أنهم سيبيتون ليلتين فقط، عندها أخرج هاتفه النقال وخاطب مجهولا قائلا: "أهلا راس التيمومة.. هذا أنا، شوف ليا واش باقي عند (ولد ثور الدينا) شي بارطما خاوية لشي كليان كبار.." وبعد انتهائه من مكالمته تلك، خاطبناه بأن زبناءنا يريدون إقامة راقية، وليس "بارطما"، فهم يركزون على "فيلا" مفروشة ومجهزة بأرقى الأثاث، وأن تكون بعيدة عن ضجيج الحافلات والسيارات وكذا في منآى عن أعين رجال الأمن، أخرج الوسيط هاتفه مرة ثانية، وكلم أحدهم قائلا: "السلام عليكم.. هذا أنا.. شوف ليا الريفي، واش كاين شي فيلا في النخيل... تكون مقادة مزيان، حيث عندي شي كليان كبار.. (بدا أنه يجيب عن سؤال ما) إيه كبار بزاف"، بعد أن أنهى مكالمته أضاف قائلا: "لقد جئتم في وقت صعب للغاية،، اليوم يوم السبت، (يبدو أنه تدارك شيئا ما)، لم تخبراني هل هؤلاء الخليجيين سبق أن زاروا مراكش أم أنها المرة الأولى التي سيزورون فيها هذه المدينة؟ أجابه زميلي بأنهم لم يطأوا أرض المغرب إلا حوالي ثلاثة أيام، فبعد جولة بمدينة الرباط والدار البيضاء جاؤوا لزيارة مراكش، كما طلبنا منه أن يرينا "الفيلا" التي سيقضي بها الخليجيون ليلتيهم الباذخة، ليتوجه بنا عبر سيارة من نوع بوجو 206 (ميتاليزي) إلى ممر النخيل، بهذا الحي الذي تعلوه جدائل النخل المائلة، انتصبت عشرات "الفيلات" الجاهزة، وأخريات في طور التشييد، كان صاحب القبعة الحمراء أشبه بالمرشد السياحي، وهو يعرفنا بكل ما نصادفه في طريقنا، عرجنا نحو حي صفيحي محاط بالنخيل، يدعى (أبياض)، تواجده بهذه المنطقة السياحية الهادئة، يبرز مدى اتساع الهوة بين الطبقتين، كما صادفنا قافلة من أربعة جمال تدب على الرصيف المؤدي إلى باقي الأبواب المشيدة على السور المسيَّج حول فيلات ممر النخيل، وما هي إلى أربع دقائق حتى أوقفنا صاحب الطاقية الحمراء، عند إقامة سياحية شاسعة، تسمى إقامة بن الدرقاوي وقصر النخيل، ثم علق قائلا، كما هي عادته، بهذه الإقامة سيجن الخليجيون "غادي يلوحو حوايجهم"، بل "غادي يبلعو الطعم هنا"، ثم أشار لنا نحو الفيلات التي تبدو كالقصور من بعيد، قائلا: "إحدى هذه الفيلات ستكون من نصيب الخليجيين، لكن مبلغ الليلة الواحدة هنا يبتدئ من عشرين ألف درهم فما فوق، حسب نوعية الخدمات (يضحك) و"القطيطات"، ثم توجهنا نحو إحدى مداخل هذا الصرح السياحي البديع، لكن حسب تعبير صاحب القبعة الحمراء، فإننا لن نتمكن من الدخول، لأن رجال الأمن الخاص ينفذون تعليمات صارمة، تمنع دخول أي كان إلا بعد أخذهم الإذن من مشغليهم، إذ حسب السمسار الذي قادنا إلى هذه المواخير الباذخة، فإن صاحب هذه الإقامات وكذا قصر النخيل، هو صاحب شركة للأمن الخاص، لذا فكل العاملين في هذه الشركة يطبقون تعليماته بأدق تفاصيلها. من هنا كانت البداية، فقد أمسكنا شيئا ما بـ "راس الخيط" الذي قادنا إلى أهم المركبات السياحية التي تكترى بها فيلات للدعارة الخليجية الراقية بأثمان خيالية. عند عودتنا إلى ساحة جامع الفنا وجدناها قد اكتظت بالسياح والزوار المغاربة، طلبنا من صاحب القبعة الحمراء رقم هاتفه، لكنه رفض، غير أنه في المقابل أخذ رقم هاتفي على أساس الاتصال بي عند توفير "الريفي" تلك "الفيلا" التي سيقضي بها الخليجيون (المفترضون) ليلتين بين اللحوم البيضاء اللائي ستصرن رهن إشارة الزبناء.
مواخير ولد ثور الدنيا
كانت الساعة تشير إلى الرابعة وخمسين دقيقة بعد زوال يوم السبت، أفواج من السياح الأجانب تتدفق في اتجاه هذه الساحة الأسطورية، "نقاشات الحناء" ترتجلن بعض الكلمات الفرنسية لجذب السائحات قصد تعشيق أيديهن بـ "النقش المراكشي"، توجهنا نحو شاب يبيع السجائر بالتقسيط قرب نقاشات الحناء اللائي بدين في تلاحم غريب بإبرهن الطبية المليئة بالحناء، سألناه عن مكان تواجد إقامات "ولد ثور الدنيا"، هذا الاسم الذي ردده الوسيط صاحب القبعة الحمراء بعد لحظات وهو يكلم مجهولا، يفيد أنه أحد مكتري الشقق المفروشة للسواح الأجانب والمحليين. فأجابنا بائع الديطاي بلهجته المراكشية الجذابة،"راه بعيد.. خاصكم طاكسي أمولاي"، سألنا أكثر من أربعة أشخاص، كل يدلي بدلوه في حق هذا الرجل، بعضهم يقول إن ولد ثور الدنيا يمتلك شققا مفروشة يكفي أن تدفع له لتقضي رفقة مومس أروع اللحظات، بينما آخر يصرح أن الرجل ملاك كبير للعقارات سبق أن تواطأ مع خليجيين، غير أنه إنسل من فضيحة محتملة مثل الشعرة من العجين.. لقد تعددت الآراء حول هذا الرجل الذي تبين لنا أنه ذو شهرة كبيرة في الوسط المراكشي، وحدها الآراء الغزيرة حوله من ألهبت فضولنا للقائه. فكانت وجهتنا نحو الشارع المحاذي لصومعة مسجد الكتبية، حيث سيارات الأجرة المرابطة هناك، سائق الطاكسي لم يتردد هو الآخر في الحديث عن ولد ثور الدنيا "الله ياودي شكون هذا للي ما يعرفش هذا المخلوق"، كان هذا جوابه فور سؤالنا عن صاحب الشقق المفروشة الموضوعة رهن إشارة وسطاء دعارة الخليجيين، طيلة مسافة الطريق وسائق الطاكسي يسردنا لنا أحداث خطيرة تفيد في مجملها أن العديد من الملاهي الليلية بحي "كيليز" (الكونطوار، التياترو، جاد محل، مونتي كريستو)، تعتبر المشتل الخصب لإنتاج المومسات ومدمني المخدرات بمختلف أنواعها، من بينهن المحترفات والهاويات وأخريات قاب قوسين أو أدنى من الدعارة، وهن في أغلب الأحيان تلميذات الثانويات، لكنه لم ينكر أنه بدوره حمل عاهرات إلى شقق ولد ثور الدنيا، يقول سائق الطاكسي "أنا مجرد عامل، أقتات من هذه المهنة المتعبة، كنت من قبل (فوكيد) أرشد السياح (مارش نوار)، لكن بعد أن حصلت على رخصة الطاكسي، أظن أن الأمر سيختلف، فلا يمكنني أن اختار (الكليان) كل على حدة، كما لا أنفي أني أوصل العديد من الفتيات رفقة وسطاء إلى إقامة ولد ثور الدنيا وإقامات أخرى، مثل الرياضات وسط المدينة، وكذا بعض الفيلات بممر النخيل، أغلبهن فتيات معدل سنهن يتراوح بين 18 و30 سنة، إلا أنهن لا يصرحن بأنهن قاصدات تلك الشقق، ولكنهن يقصدنها دون إثارة الشبهات"، بعد خروجنا من حي "كليز"، أشار سائق الطاكسي إلى عمارتين معزولتين قائلا: "هافين تايعرقوا بناتنا مع للي سوا وللي مايسواش"، ثم أضاف "هاتان العمارتان من أوكار (ولد ثور الدنيا)". فور وصولنا إلى هناك توجه نحونا شاب يبدو أنه بدوي، سحنته وملابسه تدل على ذلك: "تريدون شقة للكراء، أو غرفة؟ كل شيء موجود"، كان هذا أول ما خاطبنا به البدوي، الذي يشتغل عند ولد ثور الدنيا، سألناه بدورنا عن مكان تواجد الشقق والغرف، ليشير هو الآخر إلى العمارتين المتواجدتين خلفه، بعد نزولنا من الطاكسي بادرناه بسؤال آخر، "لقد جئنا من مدينة الدار البيضاء بخصوص حجز بعض الشقق لسعوديين ينويان قضاء ليلة باذخة بهذه المدينة، وقد أرشدنا أحد الزبناء الذي تردد كثيرا على هذه الشقق، هل عندكم فتيات فاتنات يمكنهن إتلاف مشاعر السعوديين؟ انفلتت منه ابتسامة رقيقة وأردف قائلا: "فور وصولهم سنرسل من يجلب لهم فتيات طازجات، كل شيء موجود عندنا"، كانت كلمات سائق سيارة الأجرة صائبة حينما قال بأن شقق ولد ثور الدنيا، مكان ساخن تذوب فيه أجساد بناتنا فوق صدور الخليجيين، لكن كم يبلغ سعر الشقة الواحدة بهاتين العمارتين؟ لما استفسرنا البدوي عن الثمن قال لنا بأن التفاوض حول الأثمنة ليس من اختصاصه، بل هناك وكالتان عقاريتان أسفل العمارتين يمكن أن نفاوض صاحبهما عن الثمن، لكن من الأفضل أن نترك ذلك للسعوديين، لقد اعتقد أننا نحن الآخرون سماسرة، وهمنا الوحيد هو أن نعرف ثمن كراء الشقة لمضاعفته أمام السعوديين وبالتالي الحصول على نسبة من المال، لكنه طمأننا قائلا "حتى أنتوما بحلاوتكم". لقد اشتهرت إقامات ولد ثور الدنيا بالبذخ والفساد، كما أضحت هاتان العمارتان مواخير لكل متعطش للهو بالأجساد الفتية، وحسب مصدر أمني عليم فقد سبق أن تم اعتقال امرأة (قوادة) رفقة فتاة قاصر بمحطة القطار، اعترفت أنها جلبتها من مدينة الرباط لتقديمها لخليجيين بشقق ولد ثور الدنيا، بعد أن أخبرها أحد السماسرة الموالين لهذا الرجل، بضرورة إيجاد فتاة قاصر لأن زبناءه الخليجيين في حاجة للتلذذ بجسدها الطري؛ وحسب نفس المصدر، فقد جلبتها المرأة بطريقة فريدة كبحت أي محاولة من للفتاة من التملص من يدها، إذ أغرتها بأموال كثيرة ووعدتها بالمزيد، كما أخبرتها أن مدة بقائها بمراكش لن تتجاوز ليلة واحدة، إلا أن معلومة تسربت إلى مخفر الشرطة أوقفت المخطط الداعي إلى وأد شرف الفتاة فوق سرير وثير بماخور ولد ثور الدنيا، وحسب مصدر أمني آخر، فإن هذه العمارات سبق أن شهدت عمليات مداهمة من طرف رجال الشرطة، بعد توصلها بمعلومات تفيد بأن داخلها خليجيون يسبحون في عوالم المجون رفقة مغربيات اقتدن إليهم بواسطة (سماسرة)، وقد أسفرت هذه المداهمات في أوقات مختلفة عن ضبط ثلاث خليجيين متلبسين (عراة) رفقة عاهرات مغربيات، تفوح منهم رائحة الخمر، وسط دخان الحشيش الذي يعم فضاء الشقة بعمارات ولد ثور الدنيا، وفي هذا الصدد عبر مصدر بعين المكان أن بعض سكان العمارة المجاورة تقدموا في أحيان كثيرة بشكايات إلى مصالح الأمن بغية وقف ولد ثور الدنيا عن ممارسة أفعاله الآثمة، وكذا توفيره شققا لممارسي الدعارة، لكن دون جدوى، وتساءل نفس المصدر، هل هذا الرجل يتمتع بحصانة من جهات عليا؟ فانطلاقا من حجم الشكايات وكذا المداهمات العينية لهذه الشقق تبين أن الرجل محمي من جهات نافذة تنتعش بدورها من مداخيل الدعارة بهذه الشقق، يضيف نفس المصدر. بعد أن تعذر علينا اختراق صرح هاتين العمارتين، أوكلنا الأمر لرفيقنا المراكشي العارف بخبايا مواخير بيع اللحوم النسوية، وكذا لغة أصحابها، إذ تمكن من تمويه أحد العارضين لمزايا شقق الكراء بهاتين العمارتين، ربما نفس الشاب الذي التقيناه فور نزولنا من سيارة الأجرة، يقول المراكشي أدخلني إلى إحدى الشقق المفروشة هناك، كانت باذخة ومحفزة على امتطاء صهوة البنات، كل شيء متوفر بهذه الشقة: خمور، عوازل طبية، مجلات "البورنو"... حتى أن الأسِرَّة الوثيرة تهيج المشاعر، عندما سألت الشاب عن إمكانية جلب فتاة إلى هذه الشقة، أخبرني أنه لا مانع في ذلك، ثم قال أيضا إن صاحب الشقق يوفر لزبنائه شابا يخدمه مقابل 150 درهم، وظيفة هذا الشاب حسب مرافقنا هو أنه خادم، إذ أن تواجده أمام الشقة، يوفر للزبناء خدمات مختلفة كتسخيره في جلب الفتيات وكذا بعض أنواع الخمر التي قد لا تتوفر عليها ثلاجة الشقة، لا يحتاج الخادم إلى قطع أميال طويلة من أجل جلب زجاجات الخمر، يكفي أن ينزل الدرج ليجد محلا لبيع الخمر في ملكية ولد ثور الدنيا أسفل العمارتين، أما عن ثمن كراء الشقق المفروشة فيبتدئ الثمن حسب مرافقنا من 1000 درهم ليصل إلى 10000 درهم حسب نوعية الخدمات التي قد لا توفرها فنادق من صنف خمسة نجوم اعتبارا للرقابة الدائمة من طرف المعنيين بالأمر.
بورتريه ولد ثور الدنيا
تواجده بالمدينة الحمراء أتنى الكثير من المراكشيين والزوار الأجانب والمحليين عن التفكير في المكان الآمن لقضاء ليالي حمراء رفقة خليلاتهم، يقصده الشباب والعجزة، بل حتى بعض المسؤولين من العيار الثقيل، ابتدأ من لا شيء، ليصبح في ظرف قياسي مالك كل شيء، كثيرات هن الفتيات اللواتي تأوهن فوق أسِرَّة شققه المفروشة، زواره أيضا كثيرون لا ينقطعون، أغلبهم من دول الخليج وأوروبا وفرنسا على وجه الخصوص؛ بشققه تلك تمارس الدعارة على أعلى مستوياتها، وبمختلف أصنافها، بعضهم يقول بأن أقبيتها تتلاحم فيها أجساد المثليين، وترتسم فيها صورة فاضحة للشواذ الجنسيين بتوقيع مغربي، وبعضهم الآخر يرى أن شققه فضاءات آمنة لهتك عرض القاصرين والقاصرات من أبناء هذا الوطن على أرائك رفيعة، هؤلاء القاصرين الذين يتوسط تجارتهم "قوادون" محترفون، صغار السن يقتادونهم مقابل مبالغ مالية مهمة من طرف وسطاء آخرين لتكون وجهتهم شقق الرجل التي تحنط فيها أجساد المومسات والقاصرات بعد تناول الخليجيين جرعاتهم الدافئة والدسمة، فمن يكون هذا الرجل الذي داع صيته في المدينة الحمراء وبات أحد أكبر المنافسين لرجل آخر يدعى "ملك الدعارة" أو "ملك النخيل". إن المسمى (ي) يقوم بتصبين أقمصة فريق الكوكب المراكشي مقابل مبالغ مالية زهيدة، وستشاء الأقدار أن ترسم للرجل صورة أخرى مغايرة كليا لصورة الرجل، وهو يدعك بكلتا يديه أقمصة الفريق وسط فقاعات الصابون المتناسلة، إذ أنه في ظرف وجيز أصبح مالكا لمطعم وحانة تقرع داخلها الأقداح بشارع عبد الكريم الخطابي، اسم الحانة هو "واد الذهب"، وقد كانت تدر عليه الذهب، حتى تمددت بفضل مدخولها مشاريعه، إذ استطاع أن يشتري محلا لبيع الخمور "بيسري"، مما عرى حسب البعض حقيقة الرجل الذي جعل من جرعات الخمور وديان ستقوده تياراتها إلى بحر العقارات بمراكش، اشترى بادئ الأمر شقة راقية، ثم تلتها شقق أخرى حتى أصبح يملك أكثر من 30 شقة بشارعي عبد الكريم الخطابي ومحمد السادس، ابنه (ي) المعروف بـ (ولد ثور الدنيا) أصبح هو الآخر يمتلك شقة تلو أخرى، بل أصبح بحوزته وكالتين عقاريتين تعلوهما عمارتان، شقق ولد ثور الدنيا حسب الكثير من المراكشيين وكذا مصادر أمنية جد مضطلعة باتت مساحة حمراء تلتحم فيها الأجساد ويرفع داخلها الخليجيون والسواح الأجانب رايات النصر بعد فتوحاتهم الجنسية الشاذة، وقد قيل إن الرجل قُدِّم مرات عديدة للعدالة للقصاص منه، على اعتبار أنه أحد أكبر المساهمين في توسيع دائرة الدعارة بمراكش، وما إن يقف أمام سلطة العدالة، حتى يخرج منها مكللا بالبراءة، مما يجعل الكثيرين يتساءلون عن موقع الرجل داخل الهرم المراكشي، هناك من يقول بأنه محمي من جهات عليا تستفيد من تواجده في المدينة الحمراء، وهناك أيضا من ذهب بعيدا بقوله إن الرجل يوفر هو الآخر فضاءاته العفنة لشخصيات نافذة، بل إن هناك من أدرج الرجل ضمن الأشخاص المحميين من طرف أحد كبار مسؤولي الأمن بمراكش، إذ كيف يمكن تفسير ذلك، خصوصا أن جل الحملات التي تقوم بها مصالح الأمن الداعية إلى كنس المومسات والعاهرات من الشوارع والغرف المأجورة والرياضات والعلب الليلية، وتستثنى شقق ولد ثور الدنيا، الذي لا يزال فاتحا ذراعيه لكل المتعطشين لالتهام اللحوم المغربية البيضاء، إنه بالفعل ابن (ثور الدنيا).
"ملك النخيل"
غريب الأطوار، وعنوان للدهشة بامتياز، من سلة المهملات في قعر المجتمع، حيث كان يكنس الأتربة الحمراء المنتشرة أمام فيلا امرأة أجنبية، إلى ملك شقق وفيلات يكنس داخلها الأجانب بكرات العذارى والحسنوات، تلك الشقق والفيلات المؤثثة وفقا لتصاميم تشبه إلى حد كبير تصاميم قصور ألف ليلة وليلة، ألف شهرزاد وشهرزاد حُنِّطت في صور ثابتة في كتيباته "الكتالوك" تقدم كالطعم أمام أسماك القرش ذات العقال الخليجي، يقتني اللحم الأبيض أينما كان، أسواقه المفضلة تفوق عشرة مدن مغربية، من تطوان، طنجة، القنيطرة، الرباط، المحمدية، الدار البيضاء، الخنيفرة، آسفي، الصويرة، مراكش، أكادير ومدن أخرى يقتفي وسطاؤه الفتيات بطرق مدروسة تطغى عليها لغة الإغراء، لاسيما أن الفقر لغة المعوزين، ومن مشتلهم يقطفون أزهارا تفوح منها رائحة الأنوثة لتقديمها بعد الترتيب والتشديب في مزهريات لأثرياء الخليج. اسمه بن الدرقاوي، قد يحيل الاسم أوتوماتيكيا إلى إحدى الزوايا الصوفية بالمغرب، إلا أنه لم يحمل من الزاوية الدرقاوية التي اشتهرت بالعلم والتدين غير الاسم فقط، مصدر أمني عليم يقول بأن الرجل ابتدأ حارسا لبوابة فيلا بحي النخيل، تعود في ملكيتها لامرأة كثيرة السفر، كان يستغل غيابها لكرائها، زبناؤه آنذاك زوار من مراكش، (سياح أجانب – خليجيون) ومن المحليين أيضا، داوم على هذه الحال ردحا من الزمن حتى كون رأسمالا جعله يكتري بعض الفيلات المجاورة من أصحابها بمبلغ مليوني سنتيم للشهر الواحد ليقوم بكرائها للمستثمرين الخليجيين بما يناهز ثلاثة ملايين سنتيم لليلة الواحدة، وهكذا أصبح الرجل يأخذ هيئة أخطبوط تمتد أرجله المطاطية إلى الفيلات المجاورة، اشترى فيلات كثيرة بحي النخيل، وأنشأ قصرا داخل أقبيته ودهاليزه تبرم الصفقات المشبوهة، همه الأوحد، المال؛ المال سلطة في قاموس الرجل، فقد أضحى من أكبر أثرياء مراكش، هذه المدينة التي ذكرها المؤلف المغربي الراحل عبد المجيد بن جلون في مجموعته القصصية واد الدماء، يبرز فيها من خلال إحدى شخصياته الاستغلالية كتابا عنوانه "كيف تغتني في مراكش"، قد يكون صاحب الفيلات قد قرأه حرفا حرفا، وسار على نهج الشخصية الاستغلالية التي شكلت ملامحها تصاريف واد الدماء. أنهار من دماء العذارى تسفك فوق الأرائك بفيلات حي النخيل التي يمتلكها الرجل، ومئات الصرخات والتأوهات المنفلتة بعد كل وطأة من توقيع خليجي قد تكون بأعضائهم التناسلية، أصابعهم وكذا عكازاتهم، يصير كل ذلك عناوين على يافطات قصر النخيل لصاحبها بن الدرقاوي؛ بعد غزواتهم الجنسية الناجحة فوق أرض مراكش، يتداول أثرياء الخليج الذين مروا من فيلاته الباذخة اسم الرجل في بلدانهم، بل ينصح بعضهم بعضا بتدشين هذه النقاط السوداء بعاصمة الزاهد يوسف ابن تاشفين، حتى لقب الخليجيون بن الدرقاوي بـ "ملك النخيل" في إشارة إلى الإمبراطورية الواسعة التي يمتلكها في حي النخيل. بعد أن أنشأ إقامته ذات المطعم الضخم والشقق الفارهة وسط عشرات الفيلات أخذت جحافل السياح تحج إليه لالتهام شمس مراكش وهوائها الجاف، لكن ذلك لا يمثل إلا قمة الجبل، بينما سفحه ذو القاعدة العريضة تختفي في ثغوره فلول الفساد والبغاء الراقي، له من الخدم والحشم ما يحيل إلى العهد البرولتياري، أنشأ شركة للأمن الخاص، لا تأتمر إلا بإمرته، وظائفها متعددة، ورجالها المرفوقين بكلاب مدربة متعددي الاختصاصات، غير أنها مجبولة بالدرجة الأولى على حماية الرجل وممتلكاته. بعضهم وصفه بالعرّاب، استعارة من الفيلم الهوليودي الذي شخص دوره الممثل "ألباتشينو"، إذ أن للرجل (بن الدرقاوي) نفوذا واسع النطاق (رجال الأمن من مستوى رفيع، برلمانيون، وزراء.. أمراء خليجيون...) جميعهم، حسب الذي وصفه بالعرّاب، يشكلون صمام أمان لحماية الرجل؛ مصدر أمني يقول إن الرجل بعد أن يتوصل بمعلومات، تفيد أن شخصية وازنة حجت إلى مراكش يسارع إلى ضيافتها وتوفير إحدى فلاته تحت تصرفها مجانا، يقينا منه أن ذلك سيجعل الشخصية الوازنة إلى جانبه... ربما تكون هذه إحدى الأساليب التي يعتمدها الرجل الأخطبوط لتوسيع نفوذه. قبل سنتين ستتوصل مصالح الأمن بمراكش حسب أكثر من مصدر بمعلومات تنم على أن فيلات بن الدرقاوي وشققه تتناطح فيها أجساد الخليجيين بالأيقونات المغربية الرخيمة، لتداهم قلاعه المحضة، وتضبط آنذاك 22 سعوديا متلبسين بتهمة الفساد، عندها فر "العراب" خارج حدود مراكش، وتوارى عن الأنظار قرابة 25 يوما، حتى تم توجيه استدعاء خاص له من طرف وكيل الملك عن طريق الشرطة القضائية (فرقة الأخلاق العامة)، لكن ما إن مثل بين يديه حتى أطلق سراحه، بينما تم ترحيل السعوديين إلى بلادهم عن طريق مطار محمد الخامس، وقد عبر أحد رجال الأمن أنه إثر اعتقال هؤلاء السعوديين بتلك الفيلات، أخرج أحدهم مبلغ 60.000 درهم لتقديمها كرشوة لرجل الأمن، غير أن الشرطي رفض المبلغ بعد أن توسعت مساحة الغيرة على وطنه لتقديمه إلى العدالة، وأضاف، أن اعتقالهم تم في شقق متفرقة بحي النخيل، يكتريها "العراب" للأجانب. يمتلك الرجل الذي ابتدأ حارسا لفيلا بحي النخيل، وكالات للأسفار والرحلات، وسيارات فارهة تقل الخليجيين من مدن المغرب ومطاراته إلى حيث أوكاره المتعفنة، كما توضع رهن إشارة الوسطاء و"القوادين" لجلب الفتيات واستقطابهم وكذا استقبالهم بمطار مراكش ومحطة القطار.. أو حتى من مدنهم البعيدة، كيف لا وهن رأسمال الرجل الوحيد، أو الورقات الرابحة التي يراهن عليها لحصد نصيب وافر من الأموال على طاولة الخليجيين، أليس بالفعل لقب "ملك النخيل" جديرا بـ "العرّاب" عن دراية استحقاق.
في رحاب قصر الدعارة
حوالي التاسعة إلا ربع من مساء يوم السبت، اتصل بنا الوسيط صاحب القبعة الحمراء، تأسف كثيرا عن كون جل الفيلات التي حججنا إليها بحي النخيل شاغرة، ولكي لا يكسفنا أمام الخليجيين (المفترضين) أخذ على عاتقه توفير رياض أسطوري لزبنائنا، به فتيات من مختلف الأعمار، هن رهن إشارة الخليجيين، وعن ثمن الليلة الواحدة هناك، أخبرنا أن المبلغ الأصلي هو 15.000 درهم، غير أنه إن تمت الصفقة فسيخبر بنفسه الخليجيين بثمن آخر (25.000 درهم) كي يأخذ كل منا نصيبه، لكننا طلبنا منه أن يعاود الاتصال صباح الغد على اعتبار أن الخليجيين سيتأخرون بمدينة الدار البيضاء، ولن يحلوا بالمدينة إلا بعد زوال يوم غد (الأحد). كنا آنذاك في فناء ساحة جامع الفنا، الأصوات المتداخلة والمتقاطعة ترسم صورة أسطورية عن هذه الرقعة الجغرافية الضيقة التي أرهقها العبور، حيث بحثنا عن قارئة الكف التي أمدتنا بـ "رأس الخيط" لكن لا اثر لها وسط جموع الزوار الذين يبدون كجحافل النمل وهم يخترقون ذهابا وإيابا فضاء الساحة، ربما إنها الآن تغط في نوع عميق بعد أن غنمت منّا 150 درهم على خدمتها لنا بتوفيرها للوسيط، أو أنها في زاوية أخرى تقرأ الطالع بوساطة أوراق (الكارطة). اتصلنا بمرافقنا الذي قام إلى جانبنا بعناء النبش والتنقيب داخل فضاءات ملوك الدعارة، لنجده أمامنا بعد خمسة دقائق من اتصالنا به، ولتكون وجهتنا حي النخيل، أحد أكبر التجمعات السكنية الراقية التي تنتفض في بعض إقاماتها وفيلاتها أجساد المغربيات المتعطشات إلى أموال وعطايا الخليجيين. كانت خطتنا في التغلغل داخل أقبية هذا الصرح المليء بالأبواب والذي يحرسه رجال الأمن الخاص، فعالة إلى حد كبير، إذ تنمق كل منا بأبهى الألبسة، كما تزين زميلي ببعض الخواتم والسلاسل الذهبية، ثم امتطينا سيارة فارهة تعود ملكيتها لمرافقنا، أول ما كان يشغل تفكيرنا هو أن نفلح في رسم صورة، كوننا "قواد للخليجيين". بعد اختراقنا الأماكن الضيقة والمظلمة بحي النخيل، صادفنا أكثر من مرة سيارات من طراز رفيع وهي تشق ممرات هذا الحي الذي تمتلئ فضاءاته بأصوات الأغاني ومقدمي السهرات عبر مكبرات الصوت، ثم التصفيقات التي تتردد بين فينة وأخرى؛ بعد وصولنا إلى فندق "كولف بلاس" الذي تتراص أمام بابه السيارات الرفيعة ذات الطلاء اللامع، أدركنا أننا ضللنا الطريق المؤدية إلى إقامة بن الدرقاوي، تلك التي أرشدنا إليها الوسيط صاحب القبعة الحمراء، غير أن أحد العجزة، وهو يؤثث مدخل فندق الرئيسي "كولف بلاص" حاملا مشعلا تقليديا متقدا دلنا على الطريق المؤدي إلى موطن العهر والفساد. وحدها واجهة القصر المضاءة من جلبتنا إليه، "إقامة بن الدرقاوي – قصر النخيل"، هذه العبارة المضاءة فوق الباب الرئيسي للإقامة يكفي أن ثمنها حسب مرافقنا أن يعيد تأهيل الحي الصفيحي (أبياض) الذي يبعد عن القصر ببضعة أمتار، رست سيارتنا أمام الباب المؤدي إلى الداخل مباشرة، كان أمامه رجل أمن يتأبط جهاز الاتصال "ترونس ميسيون" بينما قبالته رجل بدين يرتدي قميصا صيفيا يبدو منشغلا بهاتفه النقال، حسبناه للوهلة أولى خليجيا، سيما أن آثار البذخ بادية عليه، قبل أن يقتحم زميلي هذه البناية الرائعة والمضاءة بالأضواء الكاشفة، ترك كل وثائقه داخل السيارة، ثم بعد ذلك قرر الاقتحام، كانت أعين صاحب القميص الصيفي تترصدنا وشرارات الارتياب المنفلة من عينيه الواسعتين تغمرنا من كل الجوانب، بعد وصول زميلي إلى بوابة إقامة بن الدرقاوي، التقطت له صورة وهو يدشن هذا الصرح الباذخ بخطوات صحفية جريئة، لكن "الفلاش" كاد أن يهدم كل ما بنيناه من خطط تلك الليلة، توجه نحونا صاحب القميص الصيفي، وكلمنا بلهجة ريفية محضة، "لاش صورتي ألعايل.. ياك ما كين شي موشكيل"، أجابه مرافقنا بأن زميلي من هواة التقاط الصور أمام أبواب البنيات الرائعة بمراكش، ثم إن منظر الباب بقوسه الخشبي مغري لأخذ صورة بجانبه، ثم تبع زميلي الذي توغل داخل "قصر النخيل".
من العلب الليلية إلى صدور الخليجيين
"الشرطة ليست على علم بكل النقاط التي تسوق فيها منتوجات الرقيق الأبيض، بل حتى بعض سائقي سيارات الأجرة الذين يقلون العاهرات إلى مواخير الأجساد، هم الآخرون لا يمكنهم أن يعلموا بكل الرياضات والإقامات وكذا الفيلات التي يشحد فيها الخليجيون سكاكينهم على مبرد الفتيات المغربيات". كان هذا تصريح رجل أمن وهو يتنهد لما آلت إليه مدينة مراكش، أو عاصمة الحوز التي مثلما يلتهم فيها السياح الأجانب المآثر العمرانية ومنتوجات الصناعة التقليدية، يلتهم آخرون منتوجات الرقيق الأبيض، التي تصنع في معامل خاصة بالمدينة، ولو أن الصفة هنا استعارية إلا أن الواقع شيء آخر؛ ففي بعض المطاعم المشهورة بوسط المدينة (حي كليز) تهيأ الفتيات وفق تكتيكات خاصة لتقديمهن على صفيح ساخن، كوجبة ساخنة ينبعث منها بخار أنثوي مهيج، في حضرة أثرياء ومستثمرين خليجيين، أو سواح أوروبيين هجروا الصقيع الأوروبي لمعانقة دفء السمراوات بالعلب الليلية الساخنة بمراكش. "جاد محل"، التياترو"، "الكونطوار"، "مونتي كريستو"، كلها فضاءات تتراقص في كنفها الأضواء وتترنح فيها الأجساد العارية لفتيات مغربيات يمتطين صهوة التحرر، بهذه الفضاءات (مطاعم – علب ليلية – حانات) يغترف عشاق اللحم الأبيض نكهات أنثوية محضة مقابل مبالغ مالية تتفاوت حسب نوعية العاهرات، أو اللواتي هن على مشارف البغاء، فحسب مصادر واسعة الإطلاع، فإن هاته العلب الليلية تعود في ملكيتها لأجانب، غايتهم أن ينقلوا الأجواء الأوروبية الساخنة إلى مراكش، فهم شكلوا بقصد أو عن غير قصد شبكة واسعة تؤدي خيوطها إلى أوكار الدعارة بالشقق الراقية، وأهمها على وجه الخصوص "فيلات" ملك النخيل. حوالي الساعة الحادية عشرة إلا ربع، أخذنا مرافقنا نحو "التياترو" أو العلبة الليلية التي لا تنام، هي الأخرى محروسة من طرف رجالات الأمن الخاص ببذل سوداء، تتدلى من سماعاتهم أسلاك ملتوية، منظرهم يثير الرعب، لكن تواجدهم يبعث الطمأنينة على زوار الملهى الليلي المحاذي لأحد أكبر "الكازينوهات" بمراكش، دخلنا "الكازينو"، كنا كمن ابتلعتهم بوابة الزمن لترميهم فجأة بإحدى النقاط الباذخة بـ "لاس فيكاس" أو بفضاء إيطالي "هاي كلاس"، طاولات مليئة بالمربعات والأشكال الهندسية تتوسطهم دوائر ملونة، وكل واحدة منها تكتض شيئا فشيئا بمقامرين وعشاق التحدي، فتيات يزرعن الحماس في المقامرين للرهان بمبلغ أكبر، وآخرون رفقة خليلاتهم يلتهمن نغمات أوروبية منبعثة من مغنية شبه عارية، ترقص فوق منصة دائرية رفقة الأروكيسترا، خرجنا من "الكازينو" وعرجنا على "التياترو"، كان لابد أن نلج أربعة أبواب لنجد أنفسنا أمام "كونطوار" تقتنى فيه التذاكر لولوج عوالم البذخ والعهر في أرقى مستوياته، فتيات كثيرات تنتظرن دورهن للدخول، وأخرى بدت ذائبة وهي ترتشف من فم خليلها قبلة عميقة وطويلة حدَّ السُكْرِ، غير مبالية بجموع الحاضرين، على باب المدخل يافطة صغيرة عليها بعض العبارات، لم أتمكن من تفحصها جيدا، لكن ما خرجت به وأنا أقرأ تلك اليافطة هو أن ثمن الزجاجة محصور في 1200 درهم، عالم آخر بفضاء "التياترو"، فتيات شبه عاريات يتمايلن على إيقاعات الموسيقى الصاخبة، وشباب غارق في أجواء حميمية تظهر ملامحهم وتختفي بفعل الأضواء الراقصة، فتاة عارية إلا من أحزمة رقيقة متدلية من كتفيها نحو صدرها النصف عاري، كانت تهتز تماشيا مع الموسيقى، حتى انفلت ثديها ذي الحلمة البنية الواسعة غير آبهة بذلك، توجه رجل مكتنز ذو بشرة حمراء يحمل في يسراه قدحا من الخمر وبين شفتيه تتمايل سيجارته، أعاد ثديها إلى مكانه الأصلي حيث سترتها الحمراء القصيرة، لتكافئه بقبلة على خذه، شاب مخمور لم يفلح في جذب فتاة بتنورة قصيرة تكشف عن جزء من أردافها ليسبها قائلا: "أنتي غير خانزة الق.. ما عيتيش من السواعدة.. ياك ماشي بريكول في حي النخيل"... التفتت إليه ووجهت له قذيفة ألجمت لسانه "شتي السواعدة حسن منك الحولي.. وأنت ماشي راجل، حيث ما عندكش ذاك الشي لي عندهم"، الموسيقى تجتذب الأسماع، غير أنها تذوب كل الحواجز بين عشاق الرقص والخمر، شابان بديا منفعلين، كل منهما يدخن لفافة حشيش، كانت أنظارهما مصوبة تجاه شاب بدين يشبه رجالات المافيا الإيطالية ببذلته الرسمية، كان يتوسط أربعة فتيات يتمتعن بجمال خلاّب، كانت ضحكاتهم الجماعية تغلب أحيانا على إيقاعات الموسيقى الصاخبة، خاطب الشاب صديقه وهو يومئ في اتجاه صاحب البذلة الرسمية "القواد ساير تايكيل في القوق للسواعدة"، ليجيبه زميله ضاحكا "حدهم ثور الدنيا، ولا عندهم شي زهر غادين يتبرعوا في النخيل"، توجه زميلي نحو أحدهم وسأله عن وقت انتهاء هذا الجو بـ "التياترو" فأجابه بأنه غالبا ما تنتهي الأجواء حوالي الساعة الرابعة صباحا، وقد تتجاوز ذلك، وعن وجهة الفتيات المخمورات صرح الشاب قائلا: "من (التياترو) تبدأ رحلة الفتيات إلى فضاءات أخرى ينتظرهم فيها أصحاب المال أو من يدفع أكثر، أغلب الفتيات هنا (يشير إليهن) عاهرات بالرغم من حداثة سنهن، يكفي أن تدفع أكثر من 1000 درهم لتصحبك أينما تريد"، تدخل زميله، من هنا (يقصد التياترو) تستقطب الفتيات لتكون وجهتهن الشقق المفروشة حيث (السواعدة)"، التفت يمينه ثم أخذ ينقب عن شيء ما، ثم أضاف "لقد رأيت للتو عاهرة سبق أن تم ضبطها رفقة خليجي بإحدى الفيلات بحي النخيل، وتم حبسها مدة شهر ليطلق سراحها، فهي الآن تملك سيارة فارهة حصلت عليها من عشيق خليجي، (استدرك) "واش الخوت صحافة" نعم.. قاطعنا زميله "مشرفين.. ولكن كان عليكما أن تدخلا إلى الملهى الليلي (لوكونطوار)، هناك يحج الخليجيون لاقتناء اللحوم البيضاء (على عينيك ابن عدي)، بحثنا معا عن تلك العاهرة التي تم اعتقالها في فيلا بحي النخيل، لكننا لم نتمكن من ذلك، اعتبارا للكم الهائل من الشباب والشابات الذين يترنحون تماشيا مع إيقاعات الموسيقى الصاخبة، قال أحدهم "ياكما سجلتونا".. أجبناه بالنفي ليتمم قائلا "هنا يحج (الوسطاء) و(القوادة)، فقد تجد فتاة وسيطة للخليجيين بهذا الفضاء الراقص، لها نسب مئوية عن كل فتاة فاتنة تقدمها للأجانب، ومن هنا تهيأ تلميذات الثانويات والطالبات لقضاء ليالي حمراء رفقة أثرياء الخليج، فقد سبق أن حكت لي إحدى الطالبات التي تسكن بابن جرير أن صديقتها (ع) قدمت بكارتها لخليجي بإقامة مفروشة بحي النخيل مقابل 5000 درهم، وقد توسطت لها في ذلك (قوادة) عمرها 26 سنة التقتها بجامعة القاضي عياض، وغسلت دماغها ببعض الكلمات المعسولة في ملهى "براديز"، لتقدمها هناك لوسيط آخر، أقلها بسيارة فاخرة إلى حي النخيل، لكن الغريب في قصة (ع) هو أن الخليجي فض بكارتها بأصبعه الصغير ثم بعثرها بعد ذلك". مصدر أمني رفيع المستوى صرح لنا أن هذه الفضاءات الليلية تعتبر نقطة الانطلاقة نحو الشقق المفروشة والرياضات ودور الضيافة وكذا فيلات حي النخيل، كما لمح لنا على أن أصحاب هذه الفضاءات (الملاهي الليلية) يشكلون إلى جانب (ملوك الدعارة) مافيات وشبكات تتاجر في عرق الفتيات وبكاراتهن مقابل نسب مئوية من الأموال المحصل عليها، وهذا وحده يطرح علامات استفهام، حول من وراء هذه الشبكات التي ترسم بالسواد محطة من محطات المغرب الحديث.
استقطاب الفتيات لأوكار الدعارة في حضرة الخليجية
بعد أن طفت على سطح مراكش بعض الفضائح الجنسية التي تورط فيها خليجيون وسواح أوروبيون، بالرياضات والشقق الفارهة وكذا فيلات حي النخيل، والتقارير تجمع على أن الحلقة المهمة في الجمع بين العاهرات والسواح الأجانب هم الوسطاء، أو القوادة، بالمفهوم الشعبي المتداول، فانطلاقا مما عشناه خلال ليلتين بيضاويتين بالمدينة الحمراء (السبت – الأحد)، صادفنا أكثر من أربعة وسطاء يسمسرون في الرقيق الأبيض عند الخليجيين بقصور ملوك الدعارة الراقية بمدينة مراكش، وتبين من خلال حديثنا معهم أو تمويهنا لهم بأننا أيضا وسطاء، أنهم على استعداد لتوفير مختلف أنواع الفتيات (قاصرات – راشدات...) للسواح الأجانب (الخليجيون على وجه الخصوص). لكن كيف يستقطب هؤلاء القواد ضحاياهم للسمسرة بهم في سوق الدعارة؟ حسب أكثر من مصدر بمدينة مراكش الذين هم على اضطلاع واسع بعالم السماسرة بالمدينة، فإن هؤلاء (القوادة) يحصلون على نسب مهمة من الأموال، حوالي 10.000 درهم عند كل صفقة (جلب الفتيات)، كما أن الثمن يرتفع عندما يتعلق الأمر بجلب أنواع خاصة من اللحوم البيضاء حسب (السن – اللون – الطول – اللغة المواهب الأخرى)، ولعل هذه الأخيرة حسب نفس المصادر محصورة، في إتقان الفتيات لأنواع الرقص، وكذا طرق ممارسة الجنس. فعلى امتداد ربوع الوطن يسخر ملوك الدعارة بمراكش كافة الإمكانيات اللوجيستيكية للوسطاء قصد جلب الفتيات تحت الطلب، ومن خلال ما صرح به مصدر أمني عليم فإن أغلب الفتيات اللواتي تم ضبطهن في حالة تلبس رفقة خليجيين بشقق وفيلات حي النخيل، وبعض الإقامات الفاخرة، فإن أغلبهن تم استقطابهن من مدن القنيطرة، الرباط – المحمدية – الدار البيضاء – آسفي – الصويرة – وخنيفرة في الآونة الأخيرة، وكما صرحت إحداهن فإن لغة المال هي الدافع الأساسي لاستدراجهن إلى أوكار الدعارة، ويضيف نفس المصدر إن ملوك الدعارة، خصوصا "ملك النخيل"، يرسل سيارات خاصة لاستقبال الفتيات القادمات إلى رحاب فضاءاته بحي النخيل، إذ تستقبلهن هاته السيارات أمام مطار مراكش، أو أمام محطة القطار، بل منهن من تحملها السيارة من مدينتها خصيصا لتلبية طلب الزبناء الخليجيين، وغالبا ما تكون وجهتهن إلى الملاهي الليلية (جاد محل – الكونطوار – التياترو – موتيي كريستو) كخطوات أولى، لتكون بعد فيلات حي النخيل هي الأخيرة، فطيلة مسافة الطريق والوسطاء يحثونهن على ضرورة فعل المستحيل لجعل الزبون الخليجي يعاود زيارة قصر النخيل مرة ثانية، بل منهن حسب نفس المصدر من تمّ خداعها بوعود كاذبة كتوفير عقود عمل في الإمارات العربية المتحدة أو العربية السعودية لكنها لا تجني من تلك الوعود سوى "التكرفيص في ليلة كاملة". بعض الوسطاء يروضون ضحاياهم على شرب الخمور، وطريقة قرع الأقداح، وكذا تلقينهم بعض الكلمات لترديدها عند كل جرعة خمر في حضرة الخليجيين أو عند الانتهاء من ممارسة الجنس، كما يرغمونهن على تدخين السجائر وكذا صنع لفافات الحشيش وطريقة جذب أنفاس من دخان الشيشة بالنسبة للوافدات الجديدات على عالم الدعارة، كل ذلك مقابل مبالغ مالية قد تصل إلى 15.000 درهم حسب نوعية الزبون. إحدى العاهرات بفضاء التياترو، صرحت لنا بأن للوسطاء وسيطات ينتقين أجود الفتيات من أبواب الثانويات – الحمامات الشعبية – الشوارع.. بل حتى الفتيات اللواتي مارسن الجنس مع الخليجيين منهن من تلعب دور "القوادة" حينما تجلب صديقتها إلى عشاق حبات "الفياغرا" بفيلات حي النخيل.
نقاط سوداء في قصر الخلاعة "لملك النخيل"
بالرغم من المحاولات الجادة التي يقوم بها مسؤولو الأمن بالمدينة الحمراء لكنس العاهرات من الفنادق والعلب الليلية وشوارع مراكش وكذا قطع دبر الفساد من معاقل الدعارة، إلا أن هذه الجهود تذهب سدى، سيما أن هناك جهات نافذة تحمي أشخاصا يمتصون من عرق أرداف الداعرات وبائعات الهوى أموالا ضخمة باعتبارهن رأسمالا مربحا لإنعاش السياحة، وإذا كانت هذه الجهات تنشر أذرعتها الواقية لحجب أية محاولة لضبط أشخاص بعينهم عرفوا بالمتاجرة في الرقيق الأبيض داخل غرف وشقق وفيلات مأجورة كما هو الحال بفيلات "ملك النخيل" أو "شقق ولد ثور الدنيا"، فإن جهات نافذة في البلاد غير مرتاحة لما آلت إليه مدينة مراكش التي تزاحمت فيها منذ حوالي أربع سنوات فضائح جنسية شاذة، أدرجتها في خانة المدن التي تزدهر فيها السياحة الجنسية بامتياز كما يرى ذلك الأجانب. وفي هذا الصدد فإن جملة من الاعتقالات في صفوف محترفي الدعارة تمت في الآونة الأخيرة في نقط ثابتة بالمدينة الحمراء، أعادت إلى الواجهة حدث مداهمة شقق مفروشة بها خليجيون صحبة عاهرات مغربيات محترفات في توفير الدفء لهؤلاء؛ وحسب مصادرنا الخاصة فإن هذه الأحداث الجنسية الشاذة التي لم تفلح بعض الجهات الوازنة بمراكش من دفنها، في محاولة لعدم تداولها أو قبرها نهائيا، أعاد إلى أذهان المراكشيين حدث مداهمة فيلات بن الدرقاوي في حي النخيل، الذي أسفر عن اعتقال 22 سعوديا رفقة أكثر من عشرين فتاة مغربية بشقق وفيلات متفرقة بحي النخيل، وحسب نفس المصدر فإن الاعتقالات تمت آنذاك (قبل سنتين) بناء على معلومات توصلت بها مصالح الأمن من عين المكان (حي النخيل) لتداهم الشقق المشبوهة، وبالتالي ضبط هؤلاء السعوديين في حالة تلبس وهم يضاجعون بطرق جد شاذة مغربيات في عمر الزهور، أغلبهن من مدن خارج المدينة الحمراء، ويحكي أحد رجال الأمن الذي كان ضمن الفرقة التي أوكل إليها ضبط هؤلاء، أن سعوديا منحه 60.000 درهم ثمنا لصمته، أو ثنيه عن اعتقاله، لكنه رفض، ليكون مصير السعودي مثل زملائه المتلبسين داخل شقق بن الدرقاوي، الاعتقال الاحتياطي.. إثر هذه المداهمات يقول مصدرنا إن بن الدرقاوي أو "ملك النخيل"، كما يتداول الخليجيون، فر هاربا مدة 25 يوما ولم يعرف له آثر، لكنه سيمثل أمام وكيل الملك آنذاك عن طريق استدعاء، قدم له من طرف الشرطة القضائية (فرقة الأخلاق العامة)، لكن لم تمر إلا سويعات قليلة ليتم إطلاق سراحه، مما يفيد أن الرجل يمارس نشاطه تحت بمظلة، تقيه أية محاولة للزج به في غياهب السجون، ويضيف مصدرنا بأن هؤلاء المعتقلين (السعوديين) تم ترحيلهم وقتئذ إلى بلدهم للقصاص منهم هناك، لكن مصير المغربيات كان السجن مدة شهر على أبعد تقدير. مصادر أخرى بخصوص حادث دعارة الخليجيين بحي النخيل في رحاب مالكها، بن الدرقاوي قالت إن والي جهة مراكش آنذاك عقد اجتماعا بسببه، واستدعاه أيضا، ليوجه له إنذارا بخصوص فعلته تلك (تهييء الجو للسعوديين لممارسة الدعارة) كما أجبره على توقيع التزام على أن لا يعود لأفعاله الدنيئة مرة أخرى، أحد المراكشيين عبر بخصوص مرتع حي النخيل الخصب الذي يمارس فيه الجنس بكل الطرق الشاذة (لواط – سحاق) أن أحد الخليجيين المثليين استدعى شابا مراكشيا إلى فيلا اكتراها من "ملك النخيل"، وبعد ليلة متعبة وجد خلالها الشاب نفسه أمام آلة لحمية تستنزف طاقته، استغل الوضع وسرق مبلغا مهما من المال لصاحبه الخليجي، وفر هاربا خارج حدود حي النخيل، لكن الخليجي لزم الصمت على اعتبار أن محاولة تقديم شكاية في الموضوع قد تعصف برأسه أولا ثم برؤوس أخرى تنتظر قطافها جراء لعبها بالنار على المكشوف؛ ومن خلال مصدر أمني جد مضطلع أنه في بحر السنتين الفارطتين توصلت المصالح الأمنية بشكاية من مواطن مغربي (بيضاوي) اشترى فيلا بحي النخيل، ليقضي بها ما تيسر من الوقت رفقة عائلته، لكنه فوجئ في إحدى الليالي بصخب بفيلا مجاورة له، وتمكن من معرفة من بداخلها، فأعلم الشرطة بأن فيلا في حي النخيل يمتلكها بن الدرقاوي، يتجمع فيها خليجيون رفقة فتيات عاريات، فكان أن اتصلت الشرطة بالمعنيين بالأمر لأخذ إذن التدخل، لكنها أوكلت ذلك لفرقة أخرى، وفي الوقت الذي تستعد فيه للتوجه إلى عين المكان لضبط هؤلاء يقول نفس المصدر إن أحد هؤلاء (شرطي)، أخبر ملك النخيل أن الفيلا ستتعرض لمداهمة في غضون دقائق، ولما تم اقتحام الفيلا وجدوها فارغة من هؤلاء الخليجيين وكذا الفتيات اللواتي أخذن على عاتقهن إرضاء نزواتهم بهذا الفضاء الآمن الذي تحرصه رجالات الأمن الخاص التي يتحكم فيها "ملك النخيل"، وبالتالي إحباط مخطط ضبط إحدى الأدلة الدامغة التي كانت ستعصف برأس أكبر رجالات الدعارة في المدينة الحمراء.
هناك أيادي خفية تحرك خيوط الدعارة الراقية بمراكش
تعرف مدينة مراكش موجة من الحملات الأمنية التي لم تتمكن إلى حدود اليوم من السيطرة على الشبكات المختصة في عالم السياحة الجنسية و استدراج القاصرات إلى عالم البغاء و الرذيلة ,رغم أن الضابطة القضائية تعمل ليل نهار لأجل تنفيد قرار يخص محاربة هده الظاهرة . وحسب المعلومات التي أدلى بها أحد المختصين فإن الفتيات اللواتي تمارسن الدعارة و الوافدات من مدن البيضاء,أكادير,آسفي ,الجديدة,الصويرة,بني ملال, سلا, الرباط وبعض المدن الأخرى يقدر عددهن أزيد من 30000 تختلف اختصاصاتهن حسب السن و الظروف و الشكل و تتعدد رغباتهن حسب الانتماء و الالتزامات و المتطلبات و تشكل هذه الفئة من ساكنة مراكش لبنة أساسية في نمو السياحة على جميع المستويات و في كل المجالات كما أنها تعتبر المادة الأساسية لكل الأعمال الغير مشروعة التي تشهدها بعض المرافق السياحية بالإقليم و خصوصا بعض الفنادق الراقية التي تستقبل سياح الخليج و بعض المقاهي التي تشكل أٍرضية خصبة للقاءات و تهييئ السهرات الخاصة ,إضافة إلى أن هذه الفئة هي المادة الأساسية لسماسرة الشقق المفروشة و أباطرة الدعارة و البغاء. وانطلاقا من ذلك ثم إجراء حوار خاص مع بعض فتيات الشقق و بعض هواة النوادي و أخريات لهن اختصاصات مختلفة و متعددة . و يعتبر هذا الحوار مرآة حقيقية للحياة اليومية بهذه المدينة التي لا تنام. كما أنه حوار يسلط الضوء على جوانب عديدة من مشاكل المجتمع المغربي و خصوصا العائلات الفقيرة التي تتخبط في مشاكل تؤدي إلى انحلال خلقي و إلى خروج الفتاة إلى عالم البغاء قصد تلبية حاجيات الأسرة من أكل و شرب و دراسة ولتحمل مصاريف مرض بعض أفراد الأسرة. تحكي لنا بشرى قائلة : " أنا لم أنهج طريق الفساد إلا بعد أن استنفدت جميع الطرق لأجل الحصول على عمل شريف ..... فأنا الوحيدة المسؤولة عن إخواني الأربعة و عن مصاريف مرض والدتي ، و قد كانت البداية يوم مغادرتي لمدينة آسفي سنة 2002 متوجهة نحو مراكش حيث تقيم ابنة خالتي التي دعتني لزيارتها على أساس البحث عن عمل , و بعد قضاء أسبوع في شقتها بالداوديات طلبت مني أن أرافقها لحضور سهرة في فندق (سفير السياحة) وقد كانت أول مرة أرى فيها مظاهر الحياة الأخرى، و بعد جلوسنا بالبار الداخلي التحق بنا رجلين من أصدقاء ابنة خالتي و من هناك كانت البداية التي جعلتني أكسب 2000 درهم في ليلة واحدة و بعدها كان أول لقاء من لقاءات الخليج الباهرة و ذلك بمقهى ( بول دو نيج) و بعدها انتقلت لأحد قصور ( النخيل) حيث المسبح المميز و غرف النوم الفاخرة و الخدمات الخيالية و بعد قضاء أول ليلة حصلت على مبلغ 32000 درهم كانت كافية لقلب موازين حياتي بصفة كلية. ومند 2002 و أنا أمارس البغاء بصفة احترافية لأنني أصبحت ملزمة بمصاريف من نوع خاص :فهناك اللباس الذي يكلفني أكثر من 10000 درهم شهريا و هناك مواد التجميل و الكوافير و المتطلبات العائلية التي هي الأخرى أصبحت مكلفة للغاية ,وقد مررت من تجارب و عشت أحداثا لا يمكن للإنسان العادي أن يتخيلها فمرة هاتفتني إحدى صديقاتي و طلبت مني أن أكون جاهزة للسهر مع بعض الضيوف الخليجيين، و فعلا التحقت بها لأجد نفسي داخل سيارة (مني بيس) و برفقتنا أكتر من 8 فتيات أخريات و لحظة وصولنا لأحد رياضات النخيل دخلنا برفقة بعض الحرس إلى قاعة الضيافة حيث وجدنا الشيخ، الذي رحب بنا جميعا و طلب منا الجلوس إلى جانبه و كأنه الرشيد في أيامه ، و طلب منا أحياء سهرة تاريخية على حد قوله، و فعلا كانت سهرة مميزة ومليئة بكل أشكال اللهو والفساد في أعلى قممه . فقد نزعنا جميعا كل ملابسنا و نزع هو الآخر ملابسه و طلب منا الرقص بكل أنواعه لدرجة أنه مارس علينا جميعا كل أشكال الجنس و يطلب من الواحدة منا ممارسته مع الأخرى، و تناولنا إلى جانبه وجبة العشاء و نحن عراة، و بعدها استمرت السهرة إلى حدود صباح الغد حيث انتهى من ممارساته المخجلة وأمر بإكرامنا و إعادتنا لموقع انطلاقنا الأول بعد أن سلم لكل واحدة منا مبلغ 20000درهم، و سلم للبعض منا مبالغ إضافية تشجيعا لهن على ما قدمن له من حركات و أشكال عالية من فن الجنس الاحترافي .
ليلى 22سنة تقول : (الله يكون فالعوان) بهده الكلمة و بنبرات محزنة سردت ليلى حكايتها التي كانت بدايتها يوم 12اكتوبر2004, يومها كانت في طريقها و كالعادة إلى مركز التكوين المهني ب(أزلي) و بدون أية سابق معرفة نادتني إحدى السيدات و طلبت مني أن أدلها على المدرسة العليا للأساتذة البعيدة بعض الشيء عن المركز و فعلا رافقتها لكنها طالبتني لحظة مفارقتها برقم هاتفي النقال و بعد مرور يومين كلمتني و طلبت مني زيارتها في إحدى الشقق الموجودة بحي ليفرناج، و فعلا قمت بالزيارة في اليوم التالي، يومئذ وجدت شابا من دولة الكويت يجلس بجانبها في الصالون , تعارفنا و تكلمنا كثيرا مما سهل الولوج في عالم الرديلة بحيث أنني أصبحت دائمة اللقاء معه و خصوصا و أنه كان يمدني بمبالغ مالية هامة، و بعدد مرور أسبوع على علاقتنا اقترح علي السفر معه إلى الديار الفرنسية الشيء الذي شجعني على الاستمرار معه، لكنه قام باغتصابي و فر إلى وجهة غير معروفة بعد أن سلم لي مبلغ 60000 درهم، ومن يومها بدأت المسيرة في عالم الدعارة و الفساد ، خصوصا مع زبناء النخيل الذين يدفعون الكثير مقابل كل ليلة ، و أذكر أنني قابلت العديد و مارست الفساد مع الكثيرين و عشت أحداثا خيالية ، فهناك في إقامات النخيل تنظم ليالي مليئة بكل أنواع و أشكال حياة الترف و المجون، التي تتحدد في دائرة الجنس و المتعة و المخدرات الصلبة ، و أريد أن أبين هنا أن جل زبناء النخيل تتحدد أهدافهم في المتعة الجنسية، أما زبناء الشقق المفوشة ب (ليفرناج) و إقامات النخيل فإنهم يفضلون تناول(الكوكايين) بعيدا عن عالم النوادي الليلية. أما بالنسبة للفتيات اللواتي يتبعن هذا السبيل، فان غالبيتهن قادمات من المدن المجاورة لمدينة مراكش و خصوصا اسفي ، الجديدة ،أكادير ،بني ملال و سلا.. وتكون غالبا المشاكل العائلية هي السبب أو التعرض للاغتصاب أو الطلاق، أما بالنسبة لإقاماتهن بمراكش فإنهن يكترين جماعة لكي يتم التعاون سواء بالنسبة للعيش أو بالنسبة للخروج ليلا للسهر و اصطياد الضحايا ، و كم هن عديدات من سرقن للخليجيين مبالغ تفوق ال300 مليون سنتيما . هذا من جهة، أما من جهة ثانية ، فان مدينة مراكش هي فعلا مدينة الليل لأنها فعلا المدينة التي لا تنام ، خصوصا داخل النوادي التي تقصدها كل الفتيات نظرا لكونها مركز اللقاءات و المواعيد الجنسية ، و بها توجد مراكز القوادة و عناصر الشبكات المتخصصة في البغاء بامتياز، و على العموم فكل واحدة منا لا يمكن أن تتجاوز مدة الطلب عليها أكثر من 10 أشهر، لأن فتيات المدارس أصبح لهن شأن في هذا المجال، خصوصا و أنهن يلبين للزبون طلباته الشاذة و يقمن بآخر مستجدات الحركات و الصور الجنسية التي تبث سواء على فضائيات المجون أو على شبكة الأنترنيت.
نعيمة 24 سنة : قد أكون بعض الشيء فضولية و قد أتعرض للعتاب و ربما للمحاسبة إذا قلت أن الحملة الأمنية التي تعرفها مدينة مراكش من حين لآخر لا تعتمد على مسطرة قانونية نزيهة, فمثلا حصلت حالات عديدة مماثلة لما سأدلي به، بحيث أن الضابطة القضائية أوقفت على طول أيام الحملة فتيات ترافقن أو تجالسن غرباء أو تمارسن الفساد مع بعض الأجانب و للأسف إنه بعد نقلهن مع الطرف الآخر إلى المركز الإقليمي أو الدائرة الأمنية الأولى( بكليز) يتم إطلاق سراح الأجنبي بينما تعرض الفتاة على أنظار النيابة العامة و بعدها على الجلسة ليصدر في حقها حكم بشهرين موقوفين التنفيذ من أجل ممارسة الفساد أو الدعارة . و هنا أتساءل هل هناك فساد أو بغاء بدون اكتمال الشروط أي وجود امرأة و رجل أو بمعنى آخر وجود الزاني و الزانية، ومن غير المعقول محاسبة و معاقبة المرأة و إخلاء سبيل الرجل و هذا يتنافى كليا مع نظرية المساواة، أم لأنه سائح يجلب العملة الصعبة و بالتالي ما هو مباح له محرم على غيره في دولة تدعي أنها دولة الحق و القانون. وحتى هذه الحملات الأمنية فهي الأخرى تميزها الزبونية و المحسوبية و المصالح و استغلال النفوذ و الشطط في السلطة و في استعمالها، لأنها لا تشمل الفيلات الفخمة و القصور الشامخة بحي النخيل الراقي، كما أنها لا تشمل شقق (ليفرناج) و (عين يطي) و (المنزه ) وغيرها ، بل تقتصر على فتيات ضعيفات إما في الطريق العام أو على جنبات الشوارع أو داخل المقاهي . و كان من الأفضل و من الأحق و من الأولى مداهمة النوادي الممتلئة بكل أنواع الجرائم الأخلاقية و الممارسات الجنسية التي لا تخطر حتى على بال الشيطان و كل صور البغاء و الفساد، و اعتقال عناصر الشبكات المرابطة بها و التي تبيع و تشتري في أجساد الفتيات و شرف الطالبات القاصرات عند بعد . وأتساءل كذلك ، كيف تعرض فتاة على القضاء و يصدر في حقها حكم قضائي دون متابعة الطرف الآخر لأنه خليجي صاحب بترودولارات له حصانة لا تقوى شرطتنا حتى مطالبته باسمه أو هويته خوفا من عدم رجوعه في المرة القادمة؟ أما بالنسبة لما تعرفه مدينة مراكش فأظن أن الأمر جد خطير نظرا لكون فتيات المدارس و الجامعات أصبح لهن موقع مميز في الساحة لأنهن لا يطالبن بالكثير و يتميزن بالاحترافية و صغر السن و ثقافة جنسية عالية و من لا يصدق ذلك فما عليه سوى زيارة مقهى (سكرة) أو (مقاهي ليفرناج العديدة الموجودة وسط الفنادق الممتازة و الشقق الراقية الممتازة.
بشرى 25 سنة : نحن لسنا وحدنا السبب في هذه الظاهرة، فالخليجيون أصبحوا يفضلون صبايا 16 سنة و المثقفات جنسيا ، كما أن الأجانب الأوروبيون يطالبون باللواتي يتقن اللغات الحية و يتقن أيضا فن الجنس العصري ,أما بالنسبة لقصتي مع الفساد و الدعارة فقد ابتدأت مند طلاقي، بحيث أنني واجهت مشاكل في حياتي رغم أنني أتقن الخياطة، و قد شجعتني على ذلك إحدى صديقاتي التي رافقتها أول مرة لحضور سهرة بإحدى شقق(ليفرناج) هناك حصلت على أول مبلغ مالي قلب حياتي كجميع المبتدءات , وأظن أن مبلغ 3000 درهم لأجل ليلة واحدة هو أفضل من مشاكل الزوج و قهر الزواج و جوع الحياة الزوجية و مشاكلها التي لا تنتهي، فقد كنت أحصل كل ليلة على مبالغ مالية جعلتني أفتح حسابا بنكيا، و بعد ذلك تمكنت من بناء منزل لعائلتي و تعليم أخواتي و إرسال أخي الوحيد لايطاليا ,المهم إنني ضحيت بنفسي و بجسدي لكي أنقد عائلتي من مخالب الفقر المدقع و الحرمان المستدام. أما بخصوص مراكش فإني أظن أن الأمر هو أكبر من فساد أو دعارة، هناك أيادي خفية هي التي تحرك عجلة الدعارة الراقية بهذه المدينة، خصوصا حماية سماسرة البغاء و سماسرة الشقق المفروشة و الفيلات المرابطة تحت النخيل و التستر عليهم و تسهيل مأموريتهم، كما أن النوادي الليلية هي الأخرى تلقى دعما أكيدا لاستدامة مسيرة الفساد الأخلاقي و مظاهر المجون و الجنس بصفة عامة بهده المدينة .
استنتاج:
إن مجمل الفتيات اللواتي تحدثنا معهن أكدن على أن الحالة الراهنة بمدينة مراكش، بخصوص استشراء الدعارة الراقية تعود أسبابها الأساسية لإقبال بنات الثانويات وطالبات الجامعات والمعاهد العليا على ممارسة الجنس على الطريقة التي تروج له المواقع الإباحية واحتراف الدعارة "العصرية"، فهن من يتقن اللغات الحية، وهن من يتمتعن بثقافة جنسية، وهن من يتخلصن بسهولة في تحكم العائلة فيهن لأنهن يقطن بالحي الجامعي أو بالداخليات. وأضحى جل ممارسات الدعارة الراقية حاليا بالمدينة الحمراء على قدر من الثقافة، أما بالنسبة للعاهرات المحترفات، في عرف العموم، فإن أغلبيتهن الساحقة لا يثقن اللغات الحية مما يحول دون التواصل والتفاهم مع الزبناء الأجانب، كما أضحين غير مرغوب فيهن لأنهن لا يتقن "فن البورنو" وممارسة الجنس بطريقة "عقلانية" مثيرة. أما بخصوص مواقع الفساد والدعارة الراقية بمراكش، فإن أغلب الفتيات المتحدث معهن أجمعن على أن الانطلاقة غالبا ما تكون من مقاهي "ليفرناج" ومقهى "سكرة" وتنتهي بـ "تاج محل" و"النخيل" ونوادي "أطلس اسني" و"الباتشا" وغيرها من الفضاءات المحروسة والمحمية. إن ممتهنات الدعارة الراقية فئات وشرائح مختلفة، هناك فئة أضحت لا تعمل إلا مع الخليجيين وأخرى مع المغاربة الأثرياء والمسؤولين الكبار وأخرى تفضل الأوروبيين، وذلك حسب البراعة الجنسية لكل فئة ومدى قدرتها على استيعاب الثقافة الجنسية من المنظور الإباحي. وهناك جملة من المشاكل تصادفها فتيات الليل بمراكش، وغالبا ما يكون موضوعها متعلق بالاختلاف في الثمن أو بالمكان أو بنوع الرغبة الشيطانية المطلوب إشباعها. ومجمل هؤلاء الفتيات قدمن من آسفي والصويرة وبني ملال والجديدة والدار البيضاء، ويقطن في شقق مشتركة.
محترفوا الدعارة في قفص الاتهام
لازالت بعض الملاهي الليلية، التي اشتهرت بكونها محطات أولى لتعبئة الفتيات لممارسة الجنس مع الأجانب، تفتح أذرعها للوافدات المغررات بهن لممارسة الدعارة، فقد سبق أن تفجرت فضيحة بإحدى هذه الملاهي الليلية بحي (كيليز) بعد أن عثرت مصالح الأمن على ملصق إشهاري يدعو تلميذات الثانويات للاستفادة من خدماته كل يوم الثلاثاء بعد منتصف الليل، والغرض حسب مصدرنا هو دعوة فتيات صغيرات السن لجلب سياح يهتمون بالسياحة الجنسية بهذا الملهى الليلي، ويذكر الرأي العام المراكشي كيف وصلت شرارة هذه الفضيحة إلى مسؤولين كبار بوزارة التربية الوطنية الذين كونوا آنذاك لجنة واسعة تضم قطاعات مهتمة من أجل فتح تحقيق حول من وراء توزيع المنشورات على أبواب الثانويات والإعداديات بمدينة مراكش؛ في نفس السنة تابعت النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بمراكش 14 متهما، بينهم مغربي يحمل الجنسية الفرنسية، في إطار قضية تكوين شبكة إنتاج أفلام الخلاعة والشذوذ الجنسي، بشقة مفروشة في ملك سيدة، وتبين آنذاك أن المنتج للأشرطة الجنسية مواطن فرنسي يدعى (اتش.س.فيرني) غادر التراب الوطني قبل كشف تفاصيل الملف من طرف "مصلحة التقنيين والاستعلامات العامة" ومهندسي معلوميات بالإدارة العامة للأمن الوطني، وتمكنت آنذاك مصالح الأمن من إغلاق إحدى الرياضات التي ثبت أنه جرى بفنائها تصوير مشاهد خليعة، إضافة إلى شقق مفروشة وسط المدينة ورياض آخر في قرية "أوريكا" بضواحي مراكش، كما ألقت المصالح الأمنية في مدينة مراكش سنة 2005 القبض على سائح سعودي كان مقيما بإحدى الشقق المفروشة بإحدى الإقامات السياحية، كان يستغلها لتصوير مشاهد خليعة تجمعه بفتيات يتعاطين الدعارة؛ وحسب مصدرنا فإن المتهم المسمى عبد الرحمن (ش) المولود 1972 والذي لقبته الصحافة المغربية آنذاك بـ "سعودي بورنو"، كان قد حل سائحا لأول مرة بمراكش، وقد ساعدته حمولاته المالية على ولوج العلب الليلية التابعة للفنادق السياحية الموجودة في المنطقة التي كان يقيم فيها، وقد كان يقوم باستدراج الفتيات والمومسات إلى شقته مقابل مبالغ مالية جد مغرية لممارسة الجنس معهن، إلا أنه كان يتلذذ حسب مصدر آخر بتشغيل كاميرا رقمية تصوره وهو يمارس الجنس مع المومسات بطرق جد شاذة، إلى أن تمكنت إحدى بائعات الهوى من سرقة الكاميرا، وابتزازه في أكثر من مناسبة، مما دفعه إلى تقديم شكوى لدى مصالح الأمن (الشرطة القضائية) التي حركت مذكرة بحث في القضية، وقد تمكنت آنذاك مصالح الأمن حسب نفس المصدر من إلقاء القبض على المومس المتهمة بالسرقة لتسلم الكاميرا إلى الشرطة، لكن المثير في قضية "سعودي بورنو" الذي كان يشتغل وقتئذ بإحدى مختبرات وزارة الصحة في الرياض، هو ما تم الكشف عنه أثناء تفحص الشريط الموجود بالكاميرا المسروقة، ليفاجأ رجال الأمن بمشاهدة لقطات خليعة للسعودي رفقة فتيات أخريات، وحسب محضر التحقيقات فإن القضية اشتعلت عندما تمت مواجهته بالصور الخليعة التي تضمنتها الأشرطة الرقمية المحجوزة، والتي تبرزه في لقطات خليعة مع فتاتين مغربيتين بإحدى الشقق السياحية المفروشة في وضعيات أشبه بما تبثه بعض المواقع الإلكترونية الإباحية، وبالرغم من إنكاره أن الفتيات ليست مغربيات، مدعيا أن الأشرطة تم تصويرها في مدنية دبي مع عاهرات روسيات، إلا أن اللهجة التي كانت تتكلم بها الفتيات وكذا قهقهاتهن، وهن مندمجات في الرقص على إيقاعات موسيقى شرقية أظهرت أن الفتيات مغربيات، امتهن الدعارة مع زبناء من أثرياء الخليج، وتبين كذلك أن الشريط صور بنفس الشقة التي كان يقيم فيها بمراكش، كما امتدت التحقيقات آنذاك إلى التوصل بأن "سعودي بورنو" قام بذات الأفعال بكل من الدار البيضاء التي أقام بها 10 أيام رفقة صديق سعودي يدعى (أمير)، حيث كان يقيمان سويا بشقة هناك، وكانا يترددان كثيرا على حانات ومراقص ليلية بـ "عين الذئاب"، الواقعة على ساحل المحيط الأطلسي بمدينة الدار البيضاء، وحسب مصدرنا فإن السعودي كان يتردد على مراقص ليلية بحي كليز بمدينة مراكش، حيث تعرف على عاهرتين (سعاد "شقراء" وندى" فتاة طويلة") معروفتان بامتهانهما للدعارة مع أثرياء ومستثمرين خليجيين. وقد كان السعودي يلجأ عند كل ممارسة للجنس إلى تشغيل كاميرا رقمية من نوع (سوني ديجيتال) مقابل مبالغ مالية، وصلت إلى 80 و90 دولار عن كل لقطة، إلى أن تعرف السعودي على مومس تدعى (عفاف) عن طريق أحد أصدقائه السعوديين الذي سبق له أن زار مراكش في وقت سابق وربط معها علاقة جنسية، أوقعته في قفص الاتهام، ليكون مصدره السجن بعد أن رحَّلته المصالح الأمنية إلى بلده الأم.
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مات بنزكري.. فكلنا -إدريس بنزكري- الإنسان
-
مغرب حق وقانون ومؤسسات حقيقية أم مجرد وهم؟
-
-اختطاف- ومحاصرة إدريس البصري
-
الحكم الذاتي وخطر الانزلاق
-
غضب الملك يجب أن يندرج ضمن ثقافة المحاسبة والمساءلة والعقاب
-
مسؤولون فجروا غضب الملك محمد السادس
-
لا يمكن الحديث عن غضب الملك ما دامت الحكومة ملتزمة بالخطة غي
...
-
لا تكذبوا على الملك .. الواقع مر ومزري
-
- المغرب إلى أين ؟ - زاوية مبادرات الملك-
-
حاكمة وزراء الحسن الثاني
-
الخط الأحمر بالنسبة للبوليساريو هو تقرير المصير
-
الأسرار الصادمة لسيديات قضاة الخلاعة
-
جماعة العدل والإحسان تستعد لإستراتيجية مرحلية جديدة
-
تجاوزات الحرس الخاص ̷
...
-
حكومتنا وثقافة النفي والتبرير
-
-طز- ياديمقراطية و-طز- يا حقوق الإنسان و-طز- يا حرية الاحتجا
...
-
هل يطيح الانتحاريون برأس فؤاد عالي الهمة الحلقة الأولى
-
هل يطيح الانتحاريون برأس فؤاد عالي الهمة الحلقة الثالثة
-
على عالي الهمة أن يستعد للمستقبل.. فإن التاريخ يعيد نفسه
-
قانون الإرهاب السيئ الصيت مهندسه ومدبره فؤاد عالي الهمة
المزيد.....
-
المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
-
#لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء
...
-
المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف
...
-
جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا
...
-
في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن
...
-
الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال
...
-
فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى
...
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %
...
-
نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
-
روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت
...
المزيد.....
-
الجندر والجنسانية - جوديث بتلر
/ حسين القطان
-
بول ريكور: الجنس والمقدّس
/ فتحي المسكيني
-
المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم
/ رشيد جرموني
-
الحب والزواج..
/ ايما جولدمان
-
جدلية الجنس - (الفصل الأوّل)
/ شولاميث فايرستون
-
حول الاجهاض
/ منصور حكمت
-
حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية
/ صفاء طميش
-
ملوك الدعارة
/ إدريس ولد القابلة
-
الجنس الحضاري
/ المنصور جعفر
المزيد.....
|