أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فواز فرحان - رؤيه عراقيه...للهزيمه الامريكيه















المزيد.....

رؤيه عراقيه...للهزيمه الامريكيه


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 1940 - 2007 / 6 / 8 - 12:14
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تاريخ العراق ملئ بالاحداث الدمويه التي جعلت شعبه جسدا صخريا يتلقى الضربات دون ان يأبه للألام التي يتعرض لها, فهي تشبه حالة السجين الذي يقع في ايدي سجانين قساة القلوب وعديمي الرحمه يتفننون في توجيه الضربات له اما هو فهو يصرخ في بادئ الامر بأعلى صوته الى ان تصبح حالة الجسد متقبلة للضربات دون ان تؤلم كما كان عليه الحال في البدايه .هذا التاريخ الملئ بالمصائب والغزوات والمحن شكل درسا في بعض الاحيان للشعب الذي اصبح يثق بأنه يتعرض لاكبرحمله في التاريخ لتمزيق مكوناته تحت اشراف مباشر من القوة العسكريه الاكبر عالميا(الولايات المتحده الامريكيه)فهي التي تقود حملة طمر هذا البلد تحت شعارات زائفه هي الحريه للعراق..ورغم ما تتعرض له الارض العراقيه من دمار متواصل في كل مكوناتها بدءا بالانسان وانتهاءا بالطبيعه فأن كل المؤشرات تدل على ان عقليه الاحتلال وذيوله لن تكسر من عزيمة الشعب في البقاء حرا بارادته وليس بأراده مفروضه عليه من الخارج..
الارهاب من جهة والاحزاب التي جاءت من ايران ولندن من اخرى وجيش جرار من المرتزقه في شركات الحمايه الخاصه وتشجيع الدول العربيه المجاوره للعراق والمواليه لواشنطن على بقاء الفتنه في العراق وخاصة الاردن والكثير من العوامل التي تجمعت بما فيها وسائل الاعلام التي تسمح لوجوه الارهاب بالظهور على شاشاتها ونقل رسائلهم وتلك الاخرى التي تصور الهزيمه الامريكيه بانها تحقيق للنصر والمصالح ...كلها تجمعت لخنق العراق وتصويره على انه بلد يضم ارهابيين ومتطرفين وانتحاريين الخ من التسميات التي جاءت للبلاد عبر الجزيره والعربيه ووسائل اعلام كثيره لا تتفحص المصطلحات التي تطرحها على الراي العام جيدا قبل اذاعتها..ولا يستحق اكثر من هذه الحكومه التي يتصدرها مجموعه من الجهله الذين لم يتعلموا سوى كلمة (يس)ففي السابق كان في العراق مستر يس واحد اما اليوم فنحن لا نستطيع احصائهم ليصبح بلدنا بوجودهم مرتعا للفساد بكل ابعاده, معظم الاحزاب السياسيه التي جاءت مع الاحتلال ضمت هذه العناصر التي تجيد الطاعه وتنفيذ الاوامر ولا يمكن لهذه العناصر ان تبقى الى الابد تعبث بمقدرات البلد وكرامة انسانه لانها ستزول فور زوال الاحتلال لانها تدرك جيدا انها لا تمتلك رصيدا شعبيا يؤهلها للبقاء في الساحة لا سيما وان قادتها يعتبرون جزءا من مشروع ابادة العراق عن الخريطه..
اما القوى التي تمتلك رؤيه واضحة لاحداث ما بعد الانسحاب الامريكي فهي الوحيده القادره على القيام بواجباتها تجاه شعبها لاسيما الاحزاب والقوى الماركسيه التي تعارض الاحتلال والمنظمات المدنيه التي تؤيدها وتعمل في نفس اتجاهها, باستثناء الحزب الشيوعي المؤيد للاحتلال الذي يعمل في اطار الاجنده الامريكيه وتحقيقها في العراق,فالجميع يدركون ان الاحتلال لن يدوم طويلا طالما ان هناك مقاومه شعبيه له سواء كانت سلميه او عسكريه, وقوى الارهاب لا تعتبر هنا من المقاومه لانها جاءت بالاراده الامريكيه للعراق دون معرفة اعضاءها الذين يتصورون انهم يجاهدون في سبيل الله غافلين انهم يجاهدون في سبيل تحقيق ارادة الشيطان الاكبر في تمزيق الارض العراقيه وتهجير شعبها, ولو قدر للشعب استنهاض همته في هذه الحظه الحاسمه من التاريخ لقذف بهذه القوى الى لمزبلة التاريخ..
ولكن ربما سيكون المستقبل القريب حافلا بهذا الحدث حتى ولو تأخر بعض الوقت لقد الحقوا العار بهذا الشعب وجعلوه يهرب بالملايين بدؤا يحاولوا اخفاء الارقام الحقيقيه للهاربين من الحريه حتى قارب الاربعة ملايين بعد الحرب اما قبل الحرب في العهد الدكتاتوري فهذه الارقام اصبحت خارج الحسبان عند حكومه الاحتلال وربما يفوق العدد الثمانيه ملايين هارب من الحقبتين والحاله في تزايد بأطراد دون ان يتحرك احد لمعالجة الاسباب الحقيقيه لها او ربما يحدث ذلك بشكل منظم لافراغ العراق من شعبه وجعله سبعة او ثمانية ملايين كي يتمكنوا من السيطرة عليه,ورغم المحاولات التي تقوم بها الاحزاب الماركسيه لتوضيح ابعاد الخطر الذي يحيط بالشعب الا ان الة الاعلام الامريكيه ومن خلفها العربيه تلعب دورا كبيرا في تضليل شعبنا وابعاده عن الاقتراب من الحقائق قدر الامكان حتى الشرفاء من الصحفيين بمختلف جنسياتهم يتم تصفيتهم كي لا يحققوا اهدافهم من نقل الحقائق الى العامه والبسطاء وكشف الدور الحقيقي لحكومة الاحتلال في العراق..اكثر من مئتين وخمسين صحفيا قتلوا اغلبهم على يد قوات الاحتلال والشرطه العراقيه حتى صدام بأوج قوته لم يتمكن من قتل هذا العدد من الصحفيين فأي دوله يتحدثوا عن بناءها بديمقراطيه ووحدة وطنيه ؟؟
ان هناك عمليه تدمير وتهجير ممنهجة بحق الشعب العراقي وتلعب الحكومه الحاليه الدور الابرز فيها, وهذا ما اكتشفه الشعب مؤخرا وراحت فئات واسعه تعد العده للهرب والخروج من هذا الجحيم فالذي لا يقتل على يد الاحتلال تقتله سيارات الارهاب المفخخه او ميليشيات الموت التابعه للحكومه او عناصر شركات الحمايه او الارهابيين القادمين من خارج الحدود!!دوامه قذره وقع بها هذا الشعب الذي لم يعد يتحمل ما يحدث اكثر من ذلك ..لقد قامت الاحزاب الماركسيه بدورها على اكمل وجه في كشف حقائق اهداف الاحتلال وحكومته وراحت حتى وسائل الاعلام العربيه تردد نفس الحجج التي مررها الماركسيون في العراق لتعريف العالم ان ما يحدث ليس الا عمليه تدمير لتاريخ العراق الذي يمتد الاف السنين في اعماق التاريخ من الحضارات الانسانيه الى الاكتشافات الى كل ما هو مشرق وغذى المنطقه بكل هذه العلوم..جيش يقارب النصف مليون بكل تسمياته واحدث الاسلحه والطائرات والاقمار الصناعيه وحتى الجسر الجوي المفتوح بين اسرائيل ومطار بغداد لامداد القوات الامريكيه بكل ما تحتاج عجزت عن النيل من هذا الشعب او الحاق الهزيمه به,حتى مساعدات السعوديه والاردن لقوات الاحتلال لم تنفع!! كلها عجزت عن القضاء على نزعة التفوق عند العراقي..ورغم كل محاولات الانقاذ التي يقوم بها الكونغرس من اجل ان تكون الهزيمه غير مدويه فأن الواقع يقول ان امريكا على ابواب هزيمة مشابهه لهزيمة جيش صدام في الكويت وحلفاؤها بدؤا يدركوا ذلك فبلير اقر بحالة جيشه التي لا ترتقي ان تكون حالة جيش من الجيوش الافريقيه المغرقه في الفقر في كل شئ ففضل ان لا تحدث هذه الهزيمه في عهده وتلحق العار بالانكليز ثانية ..فهذا الكونغرس بدأ يعد العده من خلال التصريحات التي يطلقها المرشحون للرئاسه الامريكيه بانهم سيسحبوا جيشهم بعد الانتخابات وبانهم ليسوا مع الحلول التي يذهب بها بوش وفريقه نحو الهاويه ويأخذان الامه الامريكيه معهم؟!!
بدؤا ينظروا للهزيمه المؤجله بكل وعي فهي اصبحت واقعا لا يمكن لكل وسائل الاعلام تغييره ويحاولون من الان تلافي تداعيات هذه الهزيمه التي ستطال الاقتصاد الامريكي في كل مفاصله واكثر من ذلك هو هروب معظم اركان الاداره الامريكيه من وسائل الاعلام بعكس ما كان يحدث سابقا والتواري عن الانظار لم ينقذهم من السنة صحفيين امريكان راحوا يضعوا تصوراتهم للهزيمه المرتقبه, لقد حققت الحرب اهدافها فعلا واعادت الولايات المتحده الى حجمها الحقيقي واظهرت جليا الاهداف التي قامت عليها الحرب والتي حاولت الحفاظ على مصالحها الاستراتيجيه من خطر البلدان المنافسه التي راحت تضحك ملئ فمها على الورطه التي دخلتها امريكا في العراق..
ورغم ما يتخلل الوضع من غموض وترقب للفتره القادمه بالنسبه للطرف الامريكي الا انها اوضحت لهم حجم المأزق الذي دخلوا فيه واليوم هم عاجزون بالمعنى الدقيق للكلمه من الخروج منه, ان مفتاح التغيير في العراق ينطلق من اسس قائمه على اعادة الوحده بين فئات شعبه من خلال ابعاد الافكار الدينيه والقوميه والطائفيه من قوانين الدوله وجعلها خارج اطار المؤسسات الحكوميه اذا ما اريد لهذا البلد ان يعيش بسلام وامان,ربما ستكون الحاجه الى استخدام القوة في بادئ الامر في ظل بقاء بعض النماذج الارهابيه والمؤيده للاحتلال والبعثيه التي تحاول اخماد اي مشروع وطني حقيقي من شأنه انقاذ العراق ضروره تتطلبها المرحله لكنها لن تدوم طويلا طالما ان تلك الفئات لا تمتلك رؤيه واضحه لاهدافها العبثيه التي لا تحمل الا الدمار للبلاد..



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانيه.. والاحزاب السياسيه
- المرأه...والصراع مع الذات
- منجزات اليسار العلماني في الولايات المتحده
- عولمة المجتمعات...وفوضى الاقتصاد الجديد
- صراع ثنائي الارهاب على الساحه العراقيه...
- مجتمع مدني علماني..ضمانه لعراق مستقر
- أحباب في العالم الاخر 1
- الاطفال ...وطرق التربيه الحديثه
- العلمانيه..والتحرر من الطائفيه
- الاسلام السياسي...وذراع الارهاب
- المرأه المعاصره.والاذاعه الالمانيه القسم العربي
- المرأه..والحريه..والمصير المجهول
- المرأه..والاداء الاجتماعي الضعيف
- كركوك..بين فكي القوميه والارهاب
- الايزيديه..والعوده الى العصر الحجري
- العمل النقابي..ودوره في مجتمعاتنا 2
- تساؤلات..الى امير الايزيديه
- المرأه..وقيود الظلام
- العلمانيه..والعقب الحديديه
- سيف الدوله العنصريه...


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فواز فرحان - رؤيه عراقيه...للهزيمه الامريكيه