أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - السيد أحمد فؤاد و السيد سيمون















المزيد.....

السيد أحمد فؤاد و السيد سيمون


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 1939 - 2007 / 6 / 7 - 11:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أصبحت عملية التوريث – الجارية على قدم وساق منذ بضع سنوات – هي الشغل الشاغل لنا كمصريين، و ذلك لما لها من دلالة معنوية سيئة و مهينة، و هي توريث البلد من أب إلى ابنه بما يشبه توريث العزب و الأطيان، و ما تحتويه، فضلا عن زرع هذا التوريث إحساس باليأس في إنصلاح الأمور ذاتياً، و ذلك مرجعه إلى الشعور بأن المأساة التي نعيش فيها منذ ربع قرن سوف تستمر لثلاثين، أو أربعين، عاماً إضافية، لأننا نعرف طبيعة مبارك الأبن التي لا تختلف كثيراً في جوهرها عن طبيعة الأب، بما يقضي على أمل الأجيال المعاصرة في الحياة الكريمة، بكل مشتملاتها و معانيها، من حرية و عدالة و رفاهية. صاحب ذلك الشعور بالإحباط إرتفاع للأصوات التي تطالب بعودة الملكية المصرية، و التي أصبحت أكثر جراءة و علواً مما كانت عليه من قبل، على مبدأ توريث بتوريث، فليكن لبيت محمد علي الكبير و ليس لبيت مبارك الصغير.
و أصبح اليوم اسم أخر ملوك مصر الرسميين، السيد أحمد فؤاد، يتردد في المقالات المختلفة، سواء المطبوعة منها أو الإلكترونية.
و لكن هل هذا هو الحل الحقيقي الذي نبحث عنه و تستحقه مصر، أن نرجع القهقرى، فنعطي شخصاً ما، حق أكثر من الأخرين، لمجرد أنه سليل عائلة ما؟؟؟
إننا إذا كنا نرفض كسنة حق أسرة معينة في الخلافة، رغم قربها من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فهل سنقبل مبدأ حق أسرة محمد علي في أن ترث البلد؟؟؟
ما أراه في تلك الدعوة، إنما هو إستسهال للنضال، و بحث عن قائد، نسلمه قيادنا و نحمله المسئولية نيابة عنا، لنستريح من عناء حملها، و لنذهب لنغط في النوم ثانية، لنحلم بذلك الغد الوضاء الذي لن يأتي.
ان شعب، و مفكرين، و سياسيين، يفكرون بهذه الطريقة الإستسهالية، فيبحثون عن حل للمأساة التي تعيشها مصر بهذه الطريقة، لا يستحقون الحرية و الرفاهية، لأنهما لا يأتيان إلا بالتضحيات، و بالصبر على المكاره.
إن ما تحتاجه مصر اليوم هو إرادة شعبية حديدية صلبة لا تلين، لا تقبل الحلول الوسط أو الصفقات، حيث إنها ذات مطالب واضحة تتمثل في حل جذري، هو الحرية و العدالة و الرفاهية للجميع، و مستعدة للنزال السلمي حتى تتحقق مطالبها، من خلال قيادة جماعية شجاعة تمثل كافة ألوان الطيف السياسي، و الإقتصادي - الإجتماعي، و الثقافي، و الديني، و العرقي، المصري.
و لقد سبق أن كانت لنا مثل تلك القيادة في ثورتي 1805 و 1919 الشعبيتين، إذا ذلك ليس غريباً على الشعب المصري، و كما فعلناها مرتين، فإننا قادرين على أن نفعلها ثالثة.
إذا ماذا عن السيد أحمد فؤاد؟؟؟
السيد أحمد فؤاد يجب التعامل معه على أنه مواطن مصري كامل الحقوق، كأي مواطن مصري، و بدون زيادة أو نقصان، له بالتالي حق العودة لمصر، فمصر ليست إيطاليا التي حرمت في دستور 1947 الذكور من أسرتها المالكة السابقة من حق العيش في إيطاليا، لهذا له الحق أن يغلق مسكنه في باريس، ليأتي لأي بقعة في مصر ليعيش فيها، مع أسرته، في أي وقت يشاء، و له الحق في ممارسة أي نشاط قانوني، فله أن يزاول أي عمل مسموح به لأي مواطن مصري، و أن ينغمس في العمل السياسي، كأي مواطن مصري أيضاً، من داخل مصر أو من خارجها.
و لكن ليس له أن يطالب بملكية أي شيء سبق مصادرته بعد تقوض الملكية، إلا أن يثبت أنه كان ملك لأسرته بحر مالها، لأننا جيمعاً نعلم أن محمد علي، رأس بيتهم، جاء إلى مصر و هو مفلس تماماً، و أنه اعتبر أرض مصر ملك له و للحكام من ذريته، فمنح الأراضي الواسعة لأفراد أسرته، و لمحاسيبه، و كذلك فعل من أتى بعده حتى عصر الخائن توفيق.
على السيد أحمد فؤاد أن يعيش في الواقع، كما فعل ملك بلغاريا السابق سيمون الثاني. السيد سيمون لم يعش في وهم عودة الملكية البلغارية، و لم يحلم بأن يأتيه الشعب البلغاري حبواً ليطلب منه أن يرتدي التاج، و الحلة الملكية، و يجلس على عرش آباءه الخاوي، ممسكاً بصولجان الملك ليسوسهم، كما يعيش في تلك الأحلام الكثير من ورثة العروش الساقطة، أو كان كل همه كيف يستحوذ على ثروة طائلة، مثل ملك اليونان السابق، و الذي كان كل جهده – في السنوات الماضية - منصباً في أن يستعيد ممتلكات أسرته، و التي صادرتها الجمهورية اليونانية. الملك البلغاري السابق، السيد سيمون، كان واقعياً، لهذا اختلف عن كل أقرانه من أعمدة البيوت الملكية الهاوية، فقد عُرف بنشاطه السياسي المعارض أبان الحكم الشيوعي و الإحتلال السوفيتي لبلاده، و عندما أتيحت له الفرصة في أن يعود لبلده بعد تقوض الشيوعية السوفيتية عاد، مفضلاً أن يعيش في بلد فقير متهالك، على حياة المنفى المريحة في أسبانيا و أعماله الحرة هناك، و التي كانت تدر عليه دخلاً وافراً، فكون حزباً، و وعد الشعب بأن يصلح الإقتصاد، و أن يلمس الشعب البلغاري ذلك، في برنامج زمني محدد، و خاض على هذا الأساس الإنتخابات، كأي سياسي بلغاري، و بالفعل تقدم حزبه على الأحزاب الأخرى في إنتخابات عام 2001، ليتبؤ بذلك مقعد رئاسة الوزراء، بدلاً من الحلم بعرش لن يأتي، ثم خاض إنتخابات 2005 التي حل فيها حزبه في المركز الثاني، ليخسر منصب رئاسة الوزراء، و ليدخل حزبه في تحالف ثلاثي، مع خصومه السياسيين السابقين من الأشتراكيين و حلفائه السابقين البلغار الأتراك، متقبلاً الهزيمة، التي عبرت عن رأي الشعب، رغم أن جهوده في السنوات الأربع التي ترأس فيها الوزارة، كان لها أكبر الفضل في تأهيل بلغاريا لعضوية الإتحاد الأوروبي، تلك العضوية التي تشترط الكثير من الشروط الصارمة في معظم جزيئات الدولة.
إنني أعترف بالدور الكبير للمغفور له محمد علي، الذي يستحق لقب الكبير، و الذي منحه له الشعب المصري، نظير ما قام به من أجل مصر، و لكن علينا أن نتذكر أن محمد علي جاء بإرادة شعبية محضة، من خلال ثورة مصرية حرة خالصة، و أنه مثل بقية المشاركين في الثورة، كان عرضة للخطر، كالإعدام أو السجن أو النفي، لو فشلت الثورة، أي أنه لم يجلس بعيداً في مأمن تاركاً الشعب المصري يهتف و يقاتل من أجله، كما علينا أن نضع في اعتبارنا، أن ما ينسحب على محمد علي لا ينسحب على ذريته، فمثلما لا تُوَرث الأخطاء، فإن المزايا و الحسنات لا تورث، و نعلم أن الكثير من حكام أسرة محمد علي كانوا فاسدين، فمن أين كانت لهم كل تلك الأراضي أبان عزهم؟ مثلما تسبب طيش و حماقة الخديو اسماعيل و ضعف ابنه توفيق في الإحتلال البريطاني، و كان الملك أحمد فؤاد الأول طاغية، فهو صاحب دستور 1930، و لنتذكر في هذا الصدد أغاني سيد درويش و بيرم التونسي المنددة بذلك الطغيان، كما أن الفترة بين 1923 و 1952، و التي تعد بشهادة حق فترة ذهبية إذا قورنت بالأوضاع الحالية، بنيت بسواعد المصريين النابعين من الطبقة الوسطى و البسيطة، و ليس بإرادة ملكية عليا كما كان الحال أبان عهد محمد علي الكبير، لهذا لن أهتف بعودة السيد أحمد فؤاد الثاني لعرش أسرته، و على سيادته أن أراد أن يكون له دور في الحياة السياسية المصرية، أن ينزل من عليائه، و أن يهتف ضد نظام الفساد و القمع الحالي، من مصر أو من المنفى بالخارج، كأي مواطن مصري وطني، داخل مصر و خارجها، و له الحق في أن يشكل حركته السياسية المعارضة التي تتبنى وجهة نظره، مثل أي جبهة أو حزب أو جماعة في مصر، و لا يهم التسجيل الرسمي، لأنه لا يعني شيء ذي بال.
هذه فرصته ليبرهن على واقعيته، و أنه يعتبر نفسه مواطن مصري عادي، و ليس فوق الأخرين، و ربما منحه الشعب ثقته لفتره محددة المدة، ليصبح رئيساً للوزراء، أو رئيساً للدولة، في الجمهورية المصرية الثانية، القادمة لا محالة، بمشيئة الله ثم الشعب المصري، و لو كره آل مبارك و محاسيبهم، أما عودة الملكية بأي صورة فلا.




#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضجة رضاع الكبير فرصة لإحياء الإسلام
- مواطنون لا غزاة
- معالم النهاية تتضح
- الإنتظار لن يأتي بخير
- للأجنة الحق في أن تحيا أيضاً
- إتحاد المتوسط، حلم يكمن أن نبدأ فيه
- مؤتمر شرم شيخ المنصر، و الضحك على الذقون
- العدالة ليست فقط للأكثر عدداً أو الأعز نفراً
- عودة الوعي الباكستاني، هل بداية لإنحسار الوهابية؟
- الخلافة السعودية
- حتى لا يكون هناك زيورخ 2007، إنسوا إنكم أقليات
- شم النسيم و عيد المائدة، من وجهة نظر إسلامية
- مع حماية الملكية الخاصة بشرط
- مفهوم الإستقلال بين الماضي و الحاضر
- وداعاً سيادة المستشار المحافظ
- الإقطاعيون الجدد
- إنه إسفين بين الشعب و جيشه
- العنصرية الخليجية الإعلامية ضد المصريين
- عدالة طالبان المبصرة
- دعوا الجيش في ثكناته، و اخرجوا الشعب من لامبالاته


المزيد.....




- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - السيد أحمد فؤاد و السيد سيمون