أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن أحمد عمر - حكاية رجل ميت














المزيد.....

حكاية رجل ميت


حسن أحمد عمر
(Hassan Ahmed Omar)


الحوار المتمدن-العدد: 1942 - 2007 / 6 / 10 - 05:26
المحور: الادب والفن
    


خرج الطبيب من حجرة الكشف حتى تتاح له الفرصة أن يتحدث بحرية مع أهل المريض , فلم تكن هذه هى المرة الأولى التى يوقع فيها الكشف على نفس المريض فهو يتردد عليه منذ ثلاثة أشهر , ولكن حالته تتدهور كلما مر عليه الوقت , لا ينسى هذا الطبيب ان ذلك الشاب المريض والذى لم يتخطى الخمسين من عمره كان إلى وقت قريب جدأ يتمتع بصحة ممتازة وحيوية عالية , ثم بدأ هذا الإنهيار يحصل له بعد تعرضه لحادث نزف فيه الكثير من الدماء فاحتاج لنقل دم فكانت الكارثة وهى الإصابة بفيروس سى الكبدى اللعين والذى فاجأه بأعراض فتاكة وسريعة أوشكت تقضى عليه , كان كل ذلك يتحرك فى ذهن الطبيب قبل أن يبدأ بكلامه مع أهل المريض الذين يقفون خائفين على مريضهم من حالته الخطيرة فسألوه بلهفة : خير يا دكتور ؟
الطبيب : كان الله فى عونه , إن حالته فى غاية الخطورة , ولكن لا نستطيع أن نجزم بشىء فالاعمار بيد الله تعالى , سنكتب له بعض المغذيات لتنعشه لأنه فى غيبوبة ولا يستطيع تناول الطعام , والأمر كله لله ,ولا بد من دخوله المستشفى الجامعى فورأ , فرفضوا جميعأ دخول مريضهم المستشفى الجامعى وقالوا يا دكتور طالما أن حالته بهذا السوء فسنذهب به لبيته لكى يموت بين أهله وأقاربه وأولاده وهذا أفضل من التعب والمشقة بلا فائدة فى المستشفيات الحكومية , فقال لهم الطيبب لابد أن يتابعه طبيب أو أكثر فى فترة علاجه فقالوا سنوفر له كل ما يحتاج , ثم طلب مراجعته بعد أسبوع واحد من تعاطى ذلك العلاج إذا أطال الله فى عمره وعمرنا .
كانت كل التحاليل والاشعة تؤكد أن المريض فى حالة خطيرة جدأ وأن الفيروس قد أهلك معظم الأنسجة الكبدية , فخرجوا به من عيادة الطبيب بعاصمة المحافظة ورجعوا لديارهم واليأس من شفاء المريض يملأ قلوبهم .
بعد ثلاثة ايام من تعاطى المغذيات وما بها من مقويات وعلاج أفاق المريض , وعادت له الحياة من جديد , وبمرور الوقت بدأ يتناول أطعمة خفيفة مثل الخبز البلدى والعسل الأسمر مع متابعة طبيب القرية له بدأ المريض يجلس دون مساعدة من أحد , فكان الناس يتهامسون قائلين سبحان الذى يحيى العظام وهى رميم لقد اشتروا له الكفن وبنوا له المقبرة وجهزوا أنفسهم على اساس أنه من الأموات فإذا به يأكل ويشرب ويهزم الفيروس , ويمشى على قدميه , والغريب أنه لم يعد لطبيب المدينة للمراجعة واكتفى بمراجعة طبيب القرية الذى حذره من تناول انواع معينة من الطعام مع المواظبة على الأكل الخفيف وأخذ علاج تقوية الخلايا الكبدية فكان المريض يلبى تعليمات الطبيب بدقة متناهية أدت إلى تحسن حالته وبدأ يخرج ويجلس أمام المنزل , ومع مرور الوقت بدأ يركب حماره ويذهب ليرى غيطه وبهائمه , وبعد ستة أشهر من العلاج والرعاية بدأ يستعيد نشاطه وبالطبع ليس مثل نشاطه القديم ولا حتى يبلغ معشاره ولكنه لم يمت وانتصر على الفيروس اللعين .
حدثت هذه القصة معى سنة 1990 وكان هذا الرجل يمر على راكبأ حماره ذاهبأ إلى غيطه فيلقى على السلام وهو فى غاية السعادة والنشوة , والغريب أنه استأجر رجلأ آخر زرع حقله وتفرغ هو لتجارة الغلال الزراعية وبدأ يكسب ويجنى من تجارته الكثير وأكمل تعليم أولاده وبنى لهم بيتأ جديدأ , وزوج كبيرهم وكان سعيدأ جدأ فى ليلة عرسه , وظل هكذا حتى تدهورت صحته فجأة سنة 2005 وبالطبع كان ضعيف الجسد وعنده إستسقاء فى بطنه وكان يتردد على طبيب المدينة كل عدة اشهر , ولكن الفيروس اللعين لم يفلته هذه المرة فقد وافته المنية فى شتاء عام 2006 , أى أنه عاش مصابأ بفيروس كبدى سى نشط ولكنه كان يحب الحياة ويتمسك بها ويحب أولاده فقاوم جسمه الفيروس ببسالة وهذه طبعأ مسألة طبية تعتمد على عناصر المقاومة فى جسم الإنسان .
مات الرجل عن عمر يناهز السادسة والستين , مات سعيدأ راضيأ حامدأ لله تعالى شاكرأ لأنعمه .



#حسن_أحمد_عمر (هاشتاغ)       Hassan_Ahmed_Omar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعلى الإنترنت السلام
- بل كان فرعون موسى مصرياً
- الولى والمريد - قصة قصيرة
- جنون
- جنون - قصة قصيرة
- عصا موسى وعصا فرعون
- لا ترحلوا عن مصر
- حكاية عمى بطاطا
- هذه بضاعتكم ردت إليكم -قصة حقيقية على لسان صديق
- صداقة التيك أوى
- حرية التدين بمفهوم فطرى
- عصاتى ومعزاتى
- عزيزى القارىء هل حاولت الكتابة ؟؟
- أنا والكفيل والزمن طويل
- إنكسار الروح
- أيها الطغاة أفيقوا قبل فوات الآوان
- لماذا نكتب ؟؟
- حلم قديم وواقع أليم
- ألحقيقة ليست حكرأ لإنسان
- ممنوع ضرب الأطفال


المزيد.....




- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن أحمد عمر - حكاية رجل ميت