|
عمليه انتحاريه لرجل مفخخ بالحب
رحاب الهندي
الحوار المتمدن-العدد: 1938 - 2007 / 6 / 6 - 12:36
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
كانت ضحكته ممزوجة بأسى وهو يعلن أمام مجموعة من اصدقائه قائلاً: أنا أجهز نفسي لعملية إنتحارية جديدة ،ومن وسط التعليقات والضحكات اقترب وتحدث معي قائلاً: اعرف ان كلامي لن يعجبك سيدتي لكن هذا واقعي الذي اعيشه وعليّ ان اعترف به على الأقل لك أنت، هل اتحدث.. واستمر من دون ان ينتظر إجابتي متابعاً: بطبيعتي نمرود لا يعجبني العجب في كل أمور حياتي بدءاً بنوعية طعامي وشكل ملابسي وحتى اختيار عطوري، كل هذا لم يمنع تفوقي في دراستي وعملي ورغم كل مميزاتي التي تجعل النساء يقتربن مني إلا انني ايضاً في هذه المسألة لم تكن تعجبني أي امرأة.. للمرأة في عقلي مواصفات خاصة لم أجدها بعد..
قد يهفو قلبي لإحداهن، لكن ما أن تبدأ بيننا العلاقة حتى أجد نفسي بعد فترة قد مللت وهربت الى أخرى.. لم أجد الراحة ولا الحب الذي أتخيله وأتمناه فتزوجت.. كان زواجي صدمة لكثير من المقربين إلي خاصة أن زوجتي امرأة عادية ليس فيها ما يتوافق مع ذوقي وحاجاتي.. كان زواجاً تقليدياً بحتاً.. وأنا الذي لم أخرج من دائرة العلاقات النسائية منذ وعيت معنى الجنس الآخر في حياتي.. أتراه كان عقاباً لي أم هو نصيب كما يقولون.. لكن وجود الزوجة والأطفال لم يمنع من استمرار علاقات مختلفة بين النساء.. كانت علاقتي تندرج تحت ما يسمى بالعاطفة احياناً وبالعلاقات الجسدية أحياناً أخرى.. لكن كما في سابق عهدي أشعر بالملل سريعاً وأنتقل الى إمرأة أخرى وعلاقة أخرى!.. هل تعتبريني سيدتي رجلاً فارغ العاطفة والأحاسيس لك الحق ان تصفيني بما شئت لكن الحقيقة غير ذلك أبداً.. أنا رجل كأغلب الرجال الذين يرون في النساء باقة ورود مختلفة لكل وردة جمالها ورائحتها وعنفوانها ولكل وردة معاملة خاصة بحسب رقتها وتحملها!.. لكني أكره المرأة الغبية والتي تحاول فرض عواطفها وأفكارها علي وأهرب منها فوراً!.. أعرف اني أعيش الحيرة والتوهان وان في داخلي إحساساً قوياً لحاجتي الى الحب الحقيقي الذي لم أعشه في حياتي.. لكنني في غفلة من حياتي وجدتها.. فتاة أكثر من رائعة أحسست بالضعف أمامها وبحاجتي الى أن أكون معها.. اخيراً عرفت معنى الحب والألم كانت مختلفة تماماً عن كل بنات جنسها.. كيف أصفها لك سيدتي، حبها ملك عليّ عقلي وقلبي وحياتي ونسيت عائلتي وعملي من أجلها.. منذ التعارف الأول أحست بي، جمعتني وإياها العاطفة والفكرة والتألق والإختلاف كنت أشعر إنها جزء مني وأتساءل بحسرة.. لم جئت متأخرة في حياتي بعد سيل من العلاقات الخائبة، كانت رقيقة، مرحة، ذكية، مثقفة، أنيقة، حالة سيطرت علي تماماً، هكذا شعرت وكنت سعيداً بحبي لها أخيراً أدركت معنى الحب وإنه موجود في دواخلنا كبركان خامد، ينتظر هزة أرضية لتشعله لكن يبدو ان حياتي سلسلة متواصلة من العلاقات المنتهية بإرادة مني بلا أسى ولا حزن.. اما حبيبتي فكان تركي لها إنهياراً لكل معاني شخصيتي، بدوت مهملاً حزيناً لن أترك حباً طالما بحثت عنه وحين وجدته إنبثقت في حياتي أنوار الهناء والرضى.. نعم حقك تسألين.. حين عرفت حبيبتي انني متزوج ولدي أطفال صعقتني بقرارها الرفض في أن تكون زوجة ثانية رغم الحب! وعاشت حيرة وعذابا شرحتهما لي بانها تريدني لها وحدها فقط.. كنت مستعداً لأن اطلق زوجتي من أجلها لكنها رفضت، هي ياسيدتي لا تحب أن تؤذي أحداً.. لكنها بلا شك سببت لي ولها أذى كبيراً.. لم أشعر بالعذاب طوال حياتي إلا حين قررت الفراق.. وبعد أسبوع واحد وحتى تسد الطريق علينا أعلنت خطوبتها كيف أشرح لك عذابي وجنوني وأنا أراها مع خطيبها والألم الذي حاصرني بقوة لدرجة أنيّ هربت من كل شيء وغادرت حتى بلادي.. وحين عدت ثانية كانت قد تزوجت.. عدت لزوجتي أعيش حياة اللامبالاة والعذاب.. لماذا ياسيدتي لا نرتاح أبداً لماذا كل شيء جميل يأتي متأخراً.. أدقق في خطوط يدي اكتشفها متعرجة مرسومة اقرب الى لوحة سيريالية حتى كفي تبدو غير أكف الناس.. ما معنى الحياة بلا حب حقيقي؟! قد تقولين انني استهلكت نفسي وعواطفي بالعلاقات المتعددة لكنني اعترف لك أني رغم كل هذه العلاقا ت لم اشعر بالفرح والإطمئنان كعلاقتي مع الحبيبة. لم تستطع اي امراة من كل النساء التي عشت معهن علاقات مختلفة أن يبادرن بالإنسحاب من حياتي بل كنت انا الذي انسحب من دون إعتذار او تبرير.. حبيبتي فقط هي من قررت ان تتركني بلا وداع لتكون بين أحضان رجل آخر باسم الزواج.. وهنا يبدو لي الزواج أشبه بالإنتحار البطيء.. لذا قررت ان أخوض تجربة الإنتحار انا أيضا.. امرأة تعرفت عليها مؤخراً.. وكان شرطها ان أتزوجها فوافقت بلا تفكير استعد الآن سيدتي لعملية إنتحارية مختلفة وجديدة. فأنا هنا لا أقتل سوى نفسي ويبدو أنه قدري ان أمارس شيئاً أنا ضده.. نعم انا ضد العمليات الإنتحارية التي تقتل كل شيء.. لكن ما أعيشه الآن أشبه بكثير بهذه العمليات الم يقل النواب كل منا يحمل في الداخل ضده.. قريباً سأفخخ نفسي باسم الزواج.. لكن إطمئني لن أوذي أحداً سوى نفسي بكل تأكيد
#رحاب_الهندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفراق الحتمي
-
لاتتزوجوا
-
اغفاءة جسد
-
رجل من ذهب
-
الحب حتما
-
الخروج من بوتقه الكبت
-
فوضى العبث بالجسد
-
خطيئه رجل
-
المراة القويه
-
رعب المجتمع والخوف من الحب
-
الخيال المجنون
-
جواري زمن الحريه
-
وراء كل رجل مجنون امرأة
-
استراحه منتصف العمر
-
مريض النساء
-
الحب الألكتروني الموجع
-
اغتيال الرجال حبا
-
من يحكم من في وسائد الليل
-
لقاء الشيطان
-
جسد في اروقة التجاره
المزيد.....
-
سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال
...
-
المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال
...
-
وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع
...
-
المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
-
#لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء
...
-
المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف
...
-
جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا
...
-
في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن
...
-
الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال
...
-
فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى
...
المزيد.....
-
الجندر والجنسانية - جوديث بتلر
/ حسين القطان
-
بول ريكور: الجنس والمقدّس
/ فتحي المسكيني
-
المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم
/ رشيد جرموني
-
الحب والزواج..
/ ايما جولدمان
-
جدلية الجنس - (الفصل الأوّل)
/ شولاميث فايرستون
-
حول الاجهاض
/ منصور حكمت
-
حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية
/ صفاء طميش
-
ملوك الدعارة
/ إدريس ولد القابلة
-
الجنس الحضاري
/ المنصور جعفر
المزيد.....
|