أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باتر محمد علي وردم - جولة بن لادن السياحية، وثقافة الكراهية!














المزيد.....


جولة بن لادن السياحية، وثقافة الكراهية!


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 589 - 2003 / 9 / 12 - 02:57
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كاتب أردني

قدمت لنا قناة الجزيرة هديتها المسمومة في ذكرى 11 أيلول المشؤومة على العالم الإسلامي، فبثت شريطا للإرهابيين أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وهما يتنزهان بشكل أقرب إلى الرومانسية في أحد المناطق الجبلية في مكان مجهول. المشهد الباهر للجبال والخضرة كاد أن يبعث على الهدوء والطمأنينة والسكينة، ولو شاهدهما شخص يجهل تاريخهما لاعتقد إنه بصدد إثنين من أولياء الله الصالحين لا شخصين نشرا الدمار والموت والكراهية في كل أنحاء العالم، وتسببا بقتل عشرات الآلاف من الأبرياء مسلمين وغير مسلمين، وبنيا جدارا من الكراهية والشك بين المسلمين و5 مليارات شخص آخرين على وجه الأرض.

لست في صدد التعليق على ما قاله بن لادن في الشريط، فقد سمعنا هذا الكلام الفارغ كثيرا وسئمنا منه، ولكن هذه فرصة أخرى للتذكير بما يمكن أن تصنعه ثقافة الكراهية والحقد التي نشرها بن لادن وتنظيم القاعدة في أرجاء العالم الإسلامي وعبرت عن نفسها بأسوأ صورة في تفجيرات 11 أيلول 2001 في نيويورك وتفجيرات تشرين الأول الماضي في بالي في إندونيسيا.

خلال سنتين من تفجيرات أيلول مر العالم الإسلامي بثلاث مراحل تشابه ما يمر به المريض الذي يتم تشخيص مرض السرطان لديه. فقد كانت المرحلة الأولى هي مرحلة الرفض والإنكار والتي تميزت بالتشكيك في الروايات الأميركية حول التفجيرات وتحويل أصابع الاتهام إلى جهات أخرى واستحضار نظريات المؤامرة والأساطير، والمرحلة الثانية كانت الصدمة والذعر التي عمت العالم الإسلامي من جراء معرفة الحقيقة وتميزت بتشديد القمع والرقابة والشك على كل الحركات الدينية بلا استثناء والنقل المستنسخ للأفكار والطروحات الأميركية حول مكافحة الإرهاب. 

ويبدو أننا قد دخلنا الآن المرحلة الثالثة المفيدة وهي محاولة التعامل الجدي مع المرض والتخلص منه والوصول إلى الشفاء إن أمكن، والإرهاب هو العارض الرئيسي للمرض ولكن السبب هو ثقافة الكراهية،  والتي لا يمكن علاجها إلا بنشر الثقافة المضادة لها وهي الحرية والعقل والتسامح والحوار.

ثقافة الكراهية تتجسد ببساطة في رفض الآخر المختلف والمطالبة بالقضاء عليه والتخلص منه، وهو الجوهر الرئيسي للخطاب الثقافي الذي تنشره تنظيمات إرهابية مثل القاعدة. أن هذا الخطاب العدواني لا يمكن أن تبرره السياسات الأميركية والغربية والإسرائيلية تجاه العرب والمسلمين بشكل مبسط.  خطاب مقاومة الاحتلال مبرر تماما، وأبرز من يستخدمه بشكل ايجابي في العالم العربي حزب الله، فخطابه الديني يشحذ القيم الجهادية ضد عدو واحد محدد وهو التشكيلات العسكرية للجيش الإسرائيلي المحتل، ولكنه يدعو بنفس الوقت لعدم الاعتداء على المدنيين ويدعو ويطبق بشكل ناجح نظريات الحوار والتسامح مع الفئات الأخرى غير المعتدية. 

أما خطاب التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وأنصار الإسلام فهو لا يفرق بين مدني وعسكري، ولا بين عدو محتل وأخر يختلف عنا في الدين والعرق، بل يدعو إلى قتل الجميع، مدنيين وعسكريين ومسلمين وغير مسلمين ورفض التعاون والاختلاط مع الآخرين ورفض الديمقراطية وأي نظام آخر يختلف عن تأويلهم الخاص للإسلام. ولكنه في نفس الوقت يستخدم مناخ الحرية والديمقراطية في البلدان الغربية للتخطيط للعمليات الإرهابية كما فعل أعضاء القاعدة في ألمانيا أثناء ترتيب "غزوة مانهاتن" الشهيرة. وتملأ هذه التنظيمات الدنيا ضجيجا في حال اعتقال أحد أفرادها أو المتواطئين معها ويطالبون بالحرية والديمقراطية لهم ويرفضونها لغيرهم.

لن نتخلص من سرطان الإرهاب إلا بالتخلص من ثقافة الكراهية وأن ننشر ثقافة عربية إنسانية تكون طرفا في الحضارة والتفاعل مع الآخرين، وأن تكون ثقافة عقلانية تؤمن بقيمة الحرية والكرامة والعدالة للجميع، واشعر بتفاؤل بالرغم من كل هذه الظروف الصعبة بأن العالم الإسلامي في طريقه لتطوير هذه الثقافة أخيرا.



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم العربي...قوة طاردة للعقول!
- العرب والعراقيين بين ذهب صدام وسيفه
- النزعة الإنعزالية للمثقفين العراقيين
- أدوية الايدز ومخرجات العولمة: أرباح الشركات أهم من حياة المل ...
- تحليل تاريخي لفكرة -حاكمية الله
- جوهر العلمانية: شرعية النص الديني يجب أن تخضع للعقل الإنساني
- لم يحكم المسلمون بما أمر الله طوال التاريخ
- مانفستو العلمانية الإنسانية
- الولايات المتحدة تدمر مصداقية التيار الديمقراطي العربي!
- بين القدس وبغداد...تفجيرات بلا معنى!
- إحبسوا أنفاسكم...هذه ليلة السوبر ستار!
- 51 شركة و49 دولة يشكلون أكبر 100 اقتصاد في العالم
- اعتبار المياه سلعة تجارية انتهاك لحقوق الإنسان
- ابتزاز أميركي جديد للعالم الثالث: إما أغذية معدلة وراثيا وإم ...
- التجربة الناصرية والتجربة -الصدامية- نقيضان!
- المشكلة الأخلاقية في تعامل العرب مع مجلس الحكم العراقي
- أهمية احتضان الشعب العراقي عربيا
- توضيح عن مقالة -مطلوب اعتذار عراقي سريع للأردنيين
- مطلوب اعتذار عراقي سريع وواضح للأردنيين
- مساحة من الهواء النقي


المزيد.....




- ليس الإكثار فقط.. مخاطر صحية قد تنتج عن خفض استهلاك الملح بش ...
- التبرع بالدم يقدم فائدة غير متوقعة لصحتك وحياتك
- دراسة تكشف العلاقة بين مشاهدة التلفزيون وأمراض القلب
- مفاوضون أمريكيون في موسكو وترامب يأمل بموافقة بوتين على وقف ...
- مصادر دبلوماسية للجزيرة: مجلس الأمن يقر مشروع بيان يندد بالع ...
- شرخ في جدار الغرب.. الطلاق بين الولايات المتحدة وأوروبا
- جنود على الخطوط الأمامية في أوكرانيا يصفون محادثات السلام مع ...
- زاخاروفا: تصريحات بودولياك حول موقف روسيا في الاتفاق مع الول ...
- حريق بطائرة تابعة لأميركان إيرلاينز بمطار دنفر
- انقسام في مجموعة السبع حول البيان الختامي


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باتر محمد علي وردم - جولة بن لادن السياحية، وثقافة الكراهية!