أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالوهاب حميد رشيد - العراقيون يُجمّلون جدران التمييز العنصري














المزيد.....

العراقيون يُجمّلون جدران التمييز العنصري


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1938 - 2007 / 6 / 6 - 12:35
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


"نُريد أن يشعر الناس ببيئتهم/ حياتهم، أن يتذكروا تاريخهم، على أمل تذكير الناس بأن هناك أخباراً طيبة في هذا البلد، ليست كلها سيئة..."
"إذا تُريد أن تنعم بالسلام، إذا تُريد أن تنعم بالرفاهية من أجل الاتحاد السوفيتي وأوربا الشرقية، إذا تٌريد التحرر/ التحرير liberation، تعال إلى هنا إلى هذه البوابة... افتح هذه البوابة... دَمّر/ مَزّق هذا الحائط،" قالها الرئيس الأمريكي رونالد ريغان عام 1987، موجهاً كلمته إلى القائد السوفيتي ميخائيل غورباشوف.
حالياً، لسوء الصدف، تُتابع الولايات المتحدة الأمريكية خطوات التمييز العنصري لجنوب أفريقيا (سابقاً) وإسرائيل (حالياً) ببناء جدران عازلة في البلد الذي مزقته الحرب. يدعي الجيش الأمريكي أن هذه الحواجز يمكن أن تُقلل التوتر/ الصراع "الطائفي" وتحمي المواطنين العراقيين. لكن الأمريكان تجاهلوا حقيقة أن سياسات الفصل (العنصري) محكوم عليها بالفشل لأن هذه الجدران ستوسع، على نحو أكبر، الفجوة "الطائفية" بين الجماعات المذهبية "الإسلامية".
يمكن القول أن كافة السياسيين العراقيين الحكوميين انتقدوا قرار الولايات المتحدة بناء جدار ضاحية الأعظمية (ارتفاع 12 قدم)- ضاحية وحيدة شرق بغداد تضم مواطنين صُنّف انتماؤهم لـ (الأقلية)، في حين تظاهر الناس من كافة المذاهب ضد الحاجز.
يُعاني الكثير من العراقيين بسبب الجدار، بخاصة المواطنين المقيمين في الأعظمية، ممن سجنوا داخل ضاحيتهم. وَسَمتْ أم حيدر (54 عام)- ربة بيت تعيش داخل الطوق- الحاجز كونه فكرة شاذة "أنا مندهش لطريقة تفكير السياسيين. هل هذا معقول؟ حماية الأعظمية بعزلها عن الضواحي المجاورة؟" وأضافت: "بناء جدران كونكريتية بين الضواحي ليس حلاً لمعضلة الأمن المنهار وانتشار العنف. إذا استمر الأمر كذلك، فيسجد البغداديون أنفسهم فوق الجدران العالية طوال الليل!"
وحتى مع إدعاء الولايات المتحدة أن هذه الجدران العازلة ستكون مؤقتة، ينتاب الكثير من الناس القلق من احتمالات تحولها إلى ظاهرة دائمة. ويرى آخرون أن الجدران العازلة محاولة فاشلة لإعادة الوحدة والتآلف للبلاد، علاوة على الشك في نوايا الولايات المتحدة لتقسيم البلاد وإخضاعها، وستقود هذه الجدران إلى تآكل أية إيجابية لصالح الأمن- إن وجدت- يُفكر فيها أنصار هذه الجدران. "إنها توضح الاتجاه نحو تجزئة البلاد من خلال الفيدرالية، ولن تقف عند حد تجزئة العراق، بل تمتد إلى تجزئة بغداد أيضاً،" قالها علي إبراهيم (29 عام)، مُشيراً إلى أن حركة في البرلمان جارية حالياً باتجاه تجزئة العراق إلى ثلاثة أقاليم أو أكثر مستقلة ذاتياً.
رغم رفض وإدانة جدار الأعظمية، قرر عدد من الفنانين العراقيين تجميل ما قورن من قبل الصحافة العراقية بـ "جدار الفصل العنصري" الإسرائيلي لإغلاق المناطق الفلسطينية. وهنا يقود باقر الشيخ مجموعة من الفنانين العراقيين وعددهم 40 فناناً لطلاء الجدران الممتدة على مسافة نصف ميل برسوم زيتية نابضة بالحياة لمناظر طبيعية من داخل البلاد ولحظات عز وفخر في التاريخ العراقي. "منذ أربع سنوات وحتى الآن لم نفعل شيئاً... وبهذه الطريقة، على الأقل ، نعمل شيئاً. لا نستطيع إزالة هذه الجدران في أي وقت قريب. ربما من الأفضل تجميلها،" قالها الشيخ لـ USA Today.
وأضاف: "نُريد أن يشعر الناس ببيئتهم/ حياتهم. أن يتذكروا تاريخهم. ونأمل أن تُذكّر هذه الرسوم بعض الناس بأن هناك أخباراً طيبة في هذه البلاد، ليست الأخبار كلها سيئة."
يُحاول الشيخ أن يعيد الحياة للعراقيين بتجميل جدران الفصل (العنصرية). بدأت الفكرة لديه عندما سمع عن مجموعة دولية- غير ربحية- تبحث عن فنانين لطلاء الحائط بلون واحد. لكن الفنان المتحمس رأى تحويل الحاجز إلى قطعة فنية. وافقت المنظمة على فكرة الشيخ وخصصت عشرة آلاف دولار لإنجاز العمل من خلال فريق من الفنانين. سمّى الشيخ مجموعتهم بـ "جدار"- الترجمة العربية لكلمة wall.
من المؤكد أن العراقيين بحاجة إلى العون والتشجيع وتعزيز معنوياتهم وبعض البهجة في حياتهم المظلمة في ظل الاحتلال. ويأمل الشيخ أن يحول الجدران، التي تقوم على زعم حماية المدنيين من هجمات المتمردين، إلى شيء جميل أو أقل سواداً وعتمة.
تُشير خطته الطموحة وحماسه، محل الإعجاب، بشأن الجدران إلى أن العراقيين، بعامة، يتوقون إلى العراق الموحد الآمن.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 800 ألف مسيحي تمتعوا بالحماية في ظلّ النظام العراقي السابق.. ...
- القائد السابق للجيش البريطاني.. لا يمكن كسب الحرب في العراق
- المذبحة السرية في العراق.. الهجمات الجوية للقوات المحتلة قتل ...
- جراحات حرب العراق.. تغوص عميقاً في نفوس الأطفال
- ما صادق عليه الكونغرس حقيقة: تحقيق الهدف الأول للاحتلال- خصخ ...
- بغداد.. مدينة مُهشّمة1
- هل أن الحرب في أفغانستان والعراق بداية نهاية الإمبراطورية ال ...
- لعنة النفط وتمزق العراق
- قانون نفط العراق المُقترح.. في مرحلة انتقال!
- الأفيون: الصادرات القاتلة للعراق الجديد!
- العراق- عندما لا يوجد مسئول عرضة للمحاسبة!
- السفارة الأمريكية في بغداد: مدينة داخل مدينة
- موسوعة الرعب: دولة الإرهاب والولايات المتحدة
- القوات الأمريكية تُحوّل سامراء إلى.. مدينة موتى
- اقتل كل شخص: جندي أمريكي يفضح سياسة القوات المحتلة في العراق
- العراق: المزيد من القوات الأمريكية.. المزيد من ضحايا فرق الم ...
- مشاهد لأحداث جارية في محيط الإمبراطورية
- التأييد القوي للتعذيب في العراق بين الجنود الأمريكان.. نتيجة ...
- العراق: استمرار تصاعد انتشار المخدرات بين الأطفال
- دجلة الخير.. تتحول إلى مقبرة لجثث الضحايا


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالوهاب حميد رشيد - العراقيون يُجمّلون جدران التمييز العنصري