محمود الزهيري
الحوار المتمدن-العدد: 1940 - 2007 / 6 / 8 - 07:28
المحور:
الادب والفن
إسألوا كل أم عن تاريخ الإبن
وتاريخ الولد
إسألوها يوم كان الظلم معتاداً
كل مرقد
يوم كان الحاكم الفرد
الصمد
ينهي النساء وينهي كل أم
أن تلد
ولداً شديد العزم فتياً
ذا صبر عظيم
وذا جلد
ليخيف إله الظلم
في الحكم
وفي
التسلط
علي كل البلد
فحاكمنا أراد أن يكون
إله
فكان له ما أراد
وأراد تملك الأنهار
لتجري تحت قدميه
المدنستين
وأراد ملك
الوطن
فكان له ما أراد
ولكن عجباً أن يكون إلهنا
له زوجة
وله
أكثر من ولد
كان حاكمنا في اللصوصية
وفي الجبروت
لم يكن ذا شبيه
في ذاك العسف
سجن
وتعذيب
وقتل لكل من قال
أريد
أن أكون ولداً
وأن أشيد للعدل صرحاً
وأن يكون
للعدل
ميداناً
ترمح خيول الحق فيه
ولا تبيض في جنباته أفراخ
الظلم
بيضات الندم
والحزن والفقر
والمرض
والألم
وتٌسوَدٌ وجوه القوم منا
مذلة اللؤم الظاهر
والخفي
من حكم ظلم
ومن قهر
ولاتندمل معه جروح
الندم
فالحاكم الجبار
مازال ينعي أهالي القوم
بكلمات من
عدم
قال الحاكم يوماً
أريد للعدل ميداناً
وأريد للحق بستاناً
فكان عدله أن باع الوطن
وكان الحق عنده
أن يبيعنا في سوق الرعايا
بلاثمن
وقال الحاكم يوماً
أريد لكم صحة
وعافية
وأريد أبداناً في القوة
قاهرة
فكانت الصحة لديه
سماً زعافاً
والعافية أصبحنا نطلبها
علاجات
وأدوية
والأبدان لم تعد بالصحة
عامرة
فكانت ترجو أن تكون علي البلايا
صابرة
فهذا الأب لم يقدر
علي تكاليف السكن
ولا أنبوب
الغاز
ولاثمن كيلو
بصل
وكان الصغار يشتهون
لحماً
أو دجاجاً
فكانت أقدام الدجاج للصغار
مطعماً
وحتي هذا الطعام
صار محرماً
بعد طاعون الدجاج
صارت الأقدام منها
مرعبة
والحاكم يأكل من فرنسا
فطوره
وغذاؤه
من لندن يأتي ساخناً
أما العشاء فمن ربيبته أميركا
يأتي برغم بعد المسافات
مسرعاً
فهذا لون من الطعام لانعرف له في أطعمتنا إسماً
سوي أسماء نسمعها في الصباح
أو نتسمع عنها في المساء
فهذا الكافيار
أو الجمبري
وسمك الثعابين
وشربة فواكه البحر
مشرباً
حاكمنا يحب ما لذ وطاب
مطعماً
وعن الخمور
ففي كل بلاد الخمر
يمتلك فيها
مصنعاً
وهذه الأم لم تعد صامدة
فكانت لها من آخاديد الحزن
مخدعاً
وافترشت للأوجاع سريراً
من ألم
فهذا الإبن مات بسبب
لعله لم يكن من الدور العالي هابطاً
ولم يلق الألم
فكان قبل موته أولاً
وفي طلب وظيفته رفض
فكان في إنهاء حياته
أخيراًَ
بل صار
أولاً
فكان أن مات شهيد الإنتحار
مع الإعتذار لأبيه الفقير
المجهد
فلم يكن في المجتمع
صاحب سلم
من رخام
ولم يكن له درجات سلم
من
خشب
فكان إبن الوطن غير لائق إجتماعياً
بين أبناء الوطن
فإذا كان حاكمنا
إلهاً
ويعذبنا بعذابات قاسية
ولم نخطئ يوماً في حق الوطن
وإذا كان مجتمعنا يحرم عليه لفظ الوطن
وإذا كان الحاكم الإله
يستحق إعداماً
فلاتنتظروا نطق حكم
وسارعوا بتنفيذ إعدام
لخونة الوطن
فالحكم الصادق ينطق بحرية
وطن
فمن يحرر إرادة وطن
ومن يأس دعوي بإصلاح
أو إدعاء بتغيير
فحبل المشنقة فيه حرية وطن
فاصنعوا أقوي حبل
وأعدوا منه مشنقة
ليموت في الظلم
حاكم
حتي لا تكون المأساة
وطن
فإذا لم يكن الحبل حل
فهل من حل لمأساة الوطن ؟!!
محمود الزهيري
[email protected]
#محمود_الزهيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟