|
دفاعاً عن حقوق النساء وضد تصريحات وزير الداخلية الإيراني
مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 1937 - 2007 / 6 / 5 - 11:08
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
هل يكفي أن نقول كلمة ( كلا ) للذين يحاولون جعل المراة اقل شئناً من الرجل واعتبارها اقل مرتبة اجتماعية وإنسانية منه؟ اعتقد أن كلمة ( كلا ) هي شيء ايجابي ولكن تبقى ناقصة و متشرنقة لا تخرج عن شرنقتها إذا لم تطبق في الأفعال، إذا لم تكن كلمة ( كلا ) مع الفعل والسعي للدفاع عن حقوق النساء وبكل الوسائل المتاحة وليس فقط باللسان وهو اضعف الإيمان، والوقوف مع مشروعية مطالبتهن بالتساوي في الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مع الرجل عبارة عن واجب إنساني يقع على عاتق الجميع لكي نسدل الستارة والى الأبد على تلك المعاناة التي عانتها أكثرية النساء في بلداننا من فقدان حتى هويتها الإنسانية أمام الموروث ألذكوري المتخلف الذي سعى ويسعى لجعل المراة آلة " رابوت " يحركها كيف ما يريد ومثلما يشتهي. لم أفاجأ بتصريحات وزير الداخلية الإيراني مصطفى بور محمدي التي نقلتها إيلاف الالكترونية في 2 / 6 / 2007 بخصوص ترويج زواج المتعة كي يتمتع الشباب على حساب النساء وهو الذي خصهم بالذات دون الفتيات أو النساء حيث قال " هل من الممكن أن يتجاهل الإسلام شاباً عمره ( 15 ) عاماً وضع الله بداخله الشهوة" ولم يكتف بالتصريح الذي يعد قمة في الإساءة للمراة الإيرانية ولجميع النساء وعورة فاضحة في السياسة التي تتبع ضد النساء الإيرانيات بل واصل طلبه " يجب اتخاذ قرار لإشباع الرغبات الجنسية للشباب الذين ليس لديهم إمكانيات الزواج " لست أبغي مناقشة قانونية أو شرعية زواج المتعة أو أي زواج على شاكلته لأنني بالضد منه تماماً لما يحتويه من استفزاز لمشاعر الإنسان السوي والانتقاص من حقوق وكرامة المرأة ولا ندري بالذات عن مصير مئات الملايين من الدولارات القادمة من عائدات النفط الإيرانية وغيرها من الثروات الطبيعية وكيف يجري صرفها ولماذا لا تقوم الحكومة الإيرانية بدلاً من التسليح وعسكرة المجتمع والتدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار وفي مقدمتها العراق بتقديم الدعم المادي وإيجاد فرص عمل للقضاء على البطالة والفقر المدقع المنتشر بشكل واضح في أكثرية مناطق إيران وكذلك الدعارة المستترة وبالتالي مساعدة هؤلاء الشباب على التعلم وزيادة المعارف العلمية والثقافية ثم بعدهاعلى الزواج لما فيه فائدة على المجتمع الإيراني. وقد نسأل ومعنا ملايين النساء الإيرانيات وغير الإيرانيات ــ هل من الممكن أن يتجاهل وزير الداخلية مصطفى بور محمدي المسلم ورجال الدين من أمثاله فتيات عمرهن ما بين ( 13 ــ 15 ) سنة وضع الله فيهن الشهوة كما وضعها في الشبان الذين يريد أن يمتعهم على حساب حقوق النساء؟ وهل يوافق أن تقوم الفتيات الإيرانيات بهذه الأعمار بالمتعة بهدف إشباع الرغبة مثلما أشار إليها وحسبما يراها وزير الداخلية بدون أي إحراج أو مساءلة عائلية واجتماعية وقانونية؟ أم يريدها للذكور فقط لأنه ذكر مثلهم وله الحق في التمتع والزواج والمعاشرة وإشباع الرغبات عبر المتعة الذي يدعو لها لتصريف عملية الراحة الجنسية بشكل ديني كي لا يتهم بالدعارة ؟ إن هذا التحليل حول مشكلة الزواج وعدم قدرة الشباب والدعوة للتمتع بالنساء عبارة عن تحليل لايدل إلا على ثقافة رجعية ظلامية متوارثة ويراد منها أن تستمر إلى الأبد ولا يمكن أن يصدر من إنسان سوي وكأن هذه هي المشكلة الوحيدة " إذا كانت مشكلة " التي تواجه الشعوب الإيرانية وأن مشاكله المعروفة الكثيرة والباقية بدون حلول منذ قيام الثورة عام 1979 ولسنا هنا بصدد ذكرها ولكن في مقدمتها قضايا حقوق الإنسان وحقوق القوميات غير الفارسية، فكيف يمكن أن يفكر وزير مسؤول في حكومة تدعي أنها تعمل من اجل رفاهية الشعب وتطوره ليكن متقدما في العلوم والمعارف الإنسانية حتى يبني وطنه ويساهم في بناء عالم خالي من الفقر والجوع والإمراض أن يطلب من الشباب ذوي الأعمار( 15 ) التوجه لحل مشاكلهم الجنسية عبر المتعة ولا يحثهم على تطوير مداركهم العقلية وزيادة تعليمهم وتسلحهم بالعلم والمعرفة ليكونوا قادة المجتمع في المستقبل، إلا يرى الوزير المحترم أن سن ( 15) لم يصل للرشد المتعارف عليه في جميع قوانين العالم ويعتبر حدثاً ولا يطبق عليه ما يطبق على البالغين سن الرشد من القوانين المرعية وان الخدمة الإلزامية في القوات المسلحة في كثير من البلدان تطبق فقط على الذين أعمارهم ( 18 ) فما فوق وهناك العشرات من القضايا والقرارات لا تطبق على الذين لم يبلغوا سن الرشد! فهل يري القضية الجنسية وكأنها مشكلة عويصة معقدة تواجه هؤلاء الشباب ولا يمكن حلها إلا عن طريق التمتع بالجنس؟ لماذا لم يفكر الوزير بحقوق النساء ورغبتهن في الحياة الكريمة، حياة العمل والبيت والعائلة وتساوي الحقوق المدنية وعدم الاضطهاد وممارسة العنف ضدهن! وبدلاً من هذا كله يدعوهن لتمتع الرجال والشباب بأعمار (15) عاماً ، هل توجد إساءة أكثر من هذه الإساءة لكرامة المرأة الإيرانية وجميع النساء. لقد آن الأوان للوقوف ضد التشريعات والقوانين الذكورية التي تحاول الإساءة للمرأة والحط من قيمتها مثل تلك الفتوى السخيفة حول رضاعة الكبير الذي اعتذر المفتى بعد ذلك عنها، يجب أن ينظر للمرأة ككائن إنساني لا يقل قدرة وإمكانية عن الرجل في مجالات عديدة لا بل تتفوق في كثير من الأحيان على الرجل نفسه، هل نذكر الوزير المحترم بعشرات الأسماء العلمية والسياسية والاجتماعية والثقافية للنساء الإيرانيات ونساء العالم؟ أم أن ذلك سيغيضه ويغيض من يتبعون الهوى في قضايا التمتع وأسماء أخرى لا تدل على العقل الحضاري الذي يسعى للعلم والتطور والبناء وتقدم الشعوب.
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حرب الإبادة الشاملة ضد الشعب العراقي
-
القضية الفلسطينية ما بين المماطلة والحلول التوفيقة والحل الع
...
-
إحدى وثلاثون عاماً في بغداد والرهان الخاسرما بين الجديد والق
...
-
بعض الملابسات حول إنعقاد المؤتمر التأسيسي للمجلس العراقي للث
...
-
قرار خاطئ أستغل فيه المكان والزمان
-
فاز نيكولا ساركوزي اليميني وماذا بعد؟
-
ماذا في مقال نسرين عز الدين في ايلاف عن نهاية الصراع الطبقي
...
-
أول أيار رمزاً وطنياً وأممياً للتضامن ضد الاستغلال وعدوانية
...
-
قرار وزارة الداخلية المجحف يعد تجاوزاً على حقوق المرأة العرا
...
-
الجريمة ضد العمال الأزيدين جريمة أخرى ضد الطبقة العاملة العر
...
-
لينين
-
الخطة الأمنية وتأمين الطرق الخارجية لحماية أرواح المواطنين
-
متى يدرك أهل العراق من كل الطوائف حجم الجريمة؟
-
علماء دين سعوديين!! يحرضون على قتل العراقيين
-
إدراك ماهية حقيقة التحالفات الدولية والقضية الكردية
-
الاغتراف من السقوط لكراس قديم نشره المرحوم بدر شاكر السياب
-
هل هي مصادفة؟.. أو إعادة سيناريوهات العداء للحزب والشيوعيين
...
-
هل يدرك حكام إيران خطورة مواقفهم على الشعوب الإيرانية؟
-
اللجنة التأسيسية لقيام المجلس العراقي للثقافة وسلبية الدعوات
-
حدود التصريحات والتغيير الوزاري الذي طال أمده
المزيد.....
-
بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية
...
-
استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا
...
-
الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
-
ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية
...
-
الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي
...
-
تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
-
فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول
...
-
اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|