قصص قصيرة جدا

رشيد كرمه

الحوار المتمدن-العدد: 1937 - 2007 / 6 / 5 - 06:39
المحور: الادب والفن
    

- 1-
مصطلحات غريبة !!!
إستجمع ذاكرتـه و كل مايملك من قوة تركيز, مستعرضاً ماقرأه على مدى سني عمره التي جاوزت الستين عاما ً, فلم يجد بداً من الإقرار ان الكلمة لابد وان تكون ناقصة وإلا مامعنى ( ديمقراطية ) الى جانب ( العـــورة ) .
- 2-
الغريزة الملـغـاة !!!
كان قد أنهى للتو, قراءة آياتٍ بيناتٍ وعددا من الأحاديث النبوية وجملاً وعظاتٍ لأئمة وولاة صالحين , تحض على الزواج, وسكينة الروح , وبدأت تسري الحرارة في جسمه وبانت حركة أعضاء جسده تشتد وهو جالس القرفصاء أمام أبيه المعمم الذي أمره على حين غرة بالوقوف خلفه ليؤمه فــي صلاة الصبح .
- 3 -
فـنـجـــــــــــــــــان !!!
تمنت ان تكون هــي فنجان قهوة , وتمنى هو كذلك , كان ذلك في جلسة ( خطار )عائلية في غرفة البيت الوحيدة والضيقة أمام شاشة التلفاز وبرنامج الشيخة ام علــي التي رأت ومن بعد آلاف الأميال إستحالة موافقة أهل العروس على العريس , إذ في الفنجانين طرقاً وعرة والعذال مترصدون والأبواب موصدة , وهذه هي مشيئة الله , في حين راحـت الهلاهل التي أطلقتها الأمهات لـ( وردة )و ( بدر ) كبشارة إعلان لحفل الخطبة والزواج الذي تم في غضون إسبوع.
-4 -
عباس ابو الإضرب !!!
كان يمتلك موهبة فريدة للإستدلال على زمان ومكان اي وليمة تقام في اللواء وكان يومئ لأقرانه بان لايفوتوا فرصة ( الجريخة ) الفلانية , وكنا قد أطلقنا عليه لقب ابو الجرايخ ثم رقي الى ابو الأضرب ,وذلك لتميزه في ضرب اللقمة بسرعة قياسية وبأحجام تفوق سعة فمه وكان يرفض رفضا قاطعا هذه الألقاب , بل لطالما لجأ الى القوة والحجارة لكل من تسول نفسه بمناداته بهذه الألقاب , ولكن بعد مرور45 عاما رن جرس الهاتف .. ألو سلام عليكم شلونك رشيد كَرمة ... بعدك عايش؟؟ ليش متخابرني ؟؟ أنه عباس أبو الإضرب .
- 5 -
شيوعـــــــي
في كل عام ترسل عليه الشرطة المحلية , لتأخذ منه تعهدا بعدم المساس بالحكومة والسياسة غير انه لا يفي بذلك , حيث كان شاعراً ورادودا ًحسينيا ً , منتميا الى الناس الى العامة , مما يترتب عليه إيقافه في سراي اللواء , حتى خروجه بكفالة ....,في الستينات من القرن الماضي تفتقت عقلية مدير الشرطة وارسلت على ابيه وقالت له : ان ابنك يرفض البراءة من الفكر الشيوعي أجابهم : لو فعل ذلك لكنت انا مـن اتبرء منه , لاأحد من عائلتي يتبرء من علي بن أبي طالب ...
رشيد كَرمــــــة 31 أيار 2007 السويد

#رشيد_كرمه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات