أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - زهير كاظم عبود - الشهيد الأب رغيد عزيز كني وداعا














المزيد.....

الشهيد الأب رغيد عزيز كني وداعا


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1937 - 2007 / 6 / 5 - 11:04
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يقول السيد المسيح (( احبوا اعداءكم ، أحسنوا الى مبغضيكم ، باركوا لاعنيكم ، وصلوا من اجل الذين يسيئون اليكم ، من ضربك على خدك فأعرض له الآخر ايضا ، ومن أخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك أيضاً )) .
فأذا كان العدو بشرا يمكن التعامل معه ، ولكن كيف السبيل ايها السيد الجليل مع حيوانات تلبس وجوه البشر ؟ ولم تزل تغلف قلوبها الغلظة ، وتحجرت مشاعرها كحجر الصوان ، فباتت معدومة الأحساس والضمير .
ما العمل يارسول السلام والمحبة ونيران الشر تغمر هذه الأرواح الهائمة التي تنهش الأحياء وتأكل لحم الموتى وتفخخ الأجساد الميتة .
هذا خادم كنيستك في حي النور بالموصل ، يوزع وقته بين الصلاة وبين الدعاء بان يتجنب الناس شر الاشرار ، وان يكتسي الفقراء ثيابهم ويقيهم جوعهم ، وان تعبر الغيوم القاتمة من سواد العراق ، وأن يقي الموصل الحبيبة كل تلك المشاعر الوحشية التي تنتشر بين احياءها .
هذا خادم كنيستك ألاب رغيد عزيز كني الذي لم يزل في ريعان شبابه ، وقد وظف عمره لخدمة بيت الله ، ونذر كل ما تبقى له من الأيام لخدمة الإنسان ، هذا رغيد ياسيدنا المسيح الذي لم تغريه أوربا ولاسكون الكنائس وجمالها فيها ، ولا غلبته الشهادة العالية والرفيعة التي حصل عليها في الهندسة من جامعة الموصل ، ولاحتى الشهادة في اللاهوت التي حصل عليها في روما ، فقرر إن يعود الى أرضه واهله ، ليستقر في الموصل التي ينبع منها الطيب والعبق فوق ربيعها ، ويتميز اهلها بخلقهم الرفيع وأنسجامهم الديني والأجتماعي المتميز ، عاد رغيد الى الموصل فيستقر في حي النور حيث كنيستكم ، فيعرفه الناس بدماثة خلقه ورفعة تربيته والتزامه الصادق ومحبته للناس ، عاد رغيد ينثر فيها تعاليمكم ليقول للناس مقولتك الخالدة :
(( ولاتدينو فتدانوا ، لاتقضوا على احد فيقضى عليكم ، أغفروا يغفر لكم )) .
سيحب رغيد مبغضيه وسيحب رغيد قاتليه ، ولكنهم ودون سبب سلطوا رشاشتهم المجرمة ، وضغطوا على الزناد دون عقل وهم يصرخون ، اعتقادا منهم أن كلماتك ستموت ، ولن يستطيع من بعده أحد إن يحفظ تلك الكلمات الخالدة التي تجلجل في الضمائر ، وحتى تموت المحبة والمغفرة ، وكل من سألك فأعطه ومن أخذ الذي لك فلا تطالبه ، كانوا يريدون قتل كلمات المحبة فقصدوا رغيد لأنه يمثل المحبة ، ورحل رغيد مضرجا بدمه يحمل روحه اليكم يحلق في سماوات الله ، لكنه لم يزل يبشر بالكلمات الخالدة ويدعو للمحبة ، ويلتمس العذر للقتلة والمجرمين ، فقد اتعبهم القتل وأرهقهم الخوف وهم يبحثون عن الضحايا ، ثم كلفهم عملهم عرقا وأنشدادا حين فخخوا المنطقة حتى لايتم سحب جثة الأب رغيد ورفاقه ، وبئس ما فعلوا فقد بقيت كلماته تلاحقهم ، لكنه لم يكن يعرف أنهم ارتدوا وجوه البشر وجلودهم بقلوب متوحشة وفتاكة ولم تعهد الالفة وحياة البشر .
بصمت رحل الأب رغيد ، ولم يكن القتلة مجهولين كما تقول الأخبار ، فقد راقبوه وكمنوا له وقرروا بسابق تصميم وبأرادة شريرة ممتلئة بشبق الحيوان الجائع الهائج ، فأقدموا بسلاحهم وسياراتهم الى حي النور يراقبوا بيت الله ، وحيث خرج الجمع من رجال الدين بسيارتهم المتواضعة ، اقدم الجناة على قتل الاب رغيد عزيز كني راعي كنيسة الروح القدس في حي النور بالموصل وثلاثة من شمامسة كنيسته هم بسمان يوسف داود اليوسف وغسان عصام بيداويذ ووحيد حنا ايشوع اثناء خروجهم من الكنيسة في مدينة الموصل ، ولكنهم اكملوا صلواتهم مما زاد القتلة حنقا .
وداعا ايها الشهيد الحي وروحك تحلق فوقنا ، تزف لنا تعاليم الحواريون ، والحقائق التي لم تزل قائمة بيننا ، وبقيت وفيا لكلمة الله وللروح القدس ولبيت الله الذي اتخذته ملاذا وموطنا تسكنه روحك التي لم تزل تأوى اليه .
الأب رغيد عزيز وداعا .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محكمة المقابر
- علاجنا خارج العراق
- قضية المرأة والزواج
- هل تقر تركيا بفاعلية مواثيق الأمم المتحدة ؟
- فتح الأسلام الى أين ؟؟
- محنة الأديان في العراق
- الأيزيدية تزف مجموعة من الشهداء
- يريدون أن يفقئوا عيون العراق
- كيف نرمم خراب الأنسان العراقي ؟
- ماذا قدم التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية ؟
- مالك المطلبي وتواضع العلماء
- هل كان ابو سفيان ايزيديا ؟
- دور المؤسسات المدنية في المرحلة الراهنة - لجنة دعم الديمقراط ...
- ملاحظات على مشروع قانون المصالحة والمساءلة
- رسالة الى السيد وزير الداخلية العراقي
- جريمة حلبجة من منظور قانوني
- رسالة الى القاضي عارف الشاهين - رئيس المحكمة الجنائية العراق ...
- في ذكراك السنوية .. علي كريم سعيد لم نزل نفتقدك
- معاناة المثقف العراقي خارج الوطن
- القضاء الأردني يصدر قراره العادل ضد الأرهاب


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - زهير كاظم عبود - الشهيد الأب رغيد عزيز كني وداعا