أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - أي -عفريت- سيَخْرج من قمقم -البارد-؟!














المزيد.....

أي -عفريت- سيَخْرج من قمقم -البارد-؟!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1937 - 2007 / 6 / 5 - 11:05
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


حتى الآن، لم أرَ في "المشهد"، وعلى الرغم ممَّا يُبْذَل من جهد لجَعْلِنا نرى فيه ما يريدون لنا أن نرى، إلا ما يُشدِّد المَيْل إلى إحياء الاعتقاد بـ "نظرية المؤامرة"، فَمَنْ يَضْرب صفحا عن هذه النظرية، مخافة أن يُنْظَر إليه على أنَّه غِرٌّ في السياسة، عاجِزٌ عن سَبْرها، لا يمكنه أن يَفْهَم هذا الصراع بالحديد والنار بين الجيش اللبناني وجماعة "فتح الإسلام" حَوْل مخيم نهر البارد، وفيه، إلا بما يَجْعَل "توقُّعاته" تَذْهب ضحيَّة لـ "التطوُّرات". وأحسبُ أنَّ المتوفِّرين على حياكة وتدبير "المؤامرات السياسية" هم الذين لهم مصلحة حقيقية في جَعْل الناس يكفرون بـ "نظرية المؤامرة"، فَمِنْ غير ذلك يَصْعُب عليهم ويَشُق النجاح في مؤامراتهم، فـ "المؤامرة" هي جزء من السياسة، وإنْ كانت لا تَعْدلها.

في الظاهِر، أي في ظاهِر ذاك الصراع، ليس ثمَّة ما يبعث على التطيُّر منه، ومن عواقبه، فالجيش اللبناني، الذي تواضع كل الخصوم (اللبنانيون، والفلسطينيون، والعرب، والإقليميون، والدوليون) المختصمون في كل أمرٍ، على دعمه ومؤازرته إنَّما يخوض صراعا (لَمْ يُرِدْه ولَمْ يسعَ إليه) ضد جماعة إرهابية صغيرة، ليست بفلسطينية إلا في النَّزْر من أعضائها، اعتدت عليه، ونالت من هيبته وكرامته، زَرَعَتها أيادٍ شيطانية في "المخيَّم"، فاختطفته كما تُخَتَطف طائرة بركَّابها، ولا بد للجيش، بالتالي، من القضاء عليها، وإنْ كان حرصه على سلامة "المُخْتَطَفين" يُعَقِّد مهمته.

في هذا الذي نراه من مشهد الصراع ليس من أمر يبعث على التطيُّر إلا "المعاناة الإنسانية".. معاناة المهجَّرين من أهل مخيم نهر البارد، ومعاناة من بقي من أهله فيه؛ وبعضٌ من هؤلاء يمنعه "قنَّاصة" من المغادرة، وكأنَّ نجاح المؤامرة يستلزم بقاء جزء كبير من "الركَّاب" في الطائرة المخطوفة!

هنا، وهنا فحسب، يكمن "طرف الخيط"، فالجيش إمَّا أن يضطَّر إلى اتِّخاذ "المجزرة" وسيلة لـ "الحسم العسكري"، فـ "ينتفض" اللاجئون الفلسطينيون (في لبنان) جميعا، مع ما يترتَّب على ذلك من نتائج وعواقب، وإمَّا أن يصبح في حالٍ قتالية وعسكرية وسياسية تُنْهيه بوصفه القوَّة التي عملت حتى الآن بما يجعلها عقبة في الطريق المودِّية، أي التي يجب أن تؤدِّي، إلى هدم أشياء كثيرة لا بدَّ من هدمها حتى يُبْتنى من "الأنقاض" الشرق الأوسط الجديد.

الجيش اللبناني، وعلى ما تدعونا "نظرية المؤامرة" إلى القول به، يجب أن تُسْتَنْزَف قواه، عسكريا وسياسيا ومعنويا، في معركة مخيم نهر البارد، وفي معارك مقبلة من نمط مشابه، وفي حرب تشبه "حرب الكل ضد الكل" في العراق، والتي في مناخها تزدهر أعمال "فرسان مالطا" و"بلاك ووتر".

لبنان "العاجِز أمنيا في جنوب نهر الليطاني" جاء بـ "التدويل" لأمنه الجنوبي (اليونيفل). ولبنان "العاجِز سياسيا ودستوريا" جاء بـ "التدويل القائم على الفصل السابع" لـ "المحكمة" التي ستُحاكِم قتلة الحريري. ولبنان "العاجِز أمنيا (عمَّا قريب) في شماله (وفي مناطق أخرى)" سيجيء بـ "التدويل" لِمَا بقي من أمنه، فـ "قوَّة دولية" ستأتي لدرء مخاطر هذا العجز، وستبدأ عملها بـ "مراقبة" حدوده، شمالا وشرقا، فالأسلحة، والإرهاب، والمخاطر الأمنية، تُهرَّب عبرها.

لقد مَنَع الجيش اللبناني "الاقتتال"، و"الفوضى الخلاقة" التي ينبغي لهذا الاقتتال أن يأتي بها، فـ "تقرَّر" الزج به في "حرب تغيير العقيدة"، وهل من خصم أفضل من هذا الخصم.. جماعة "فتح الإسلام"؟!

لبنان يجب إغراقه في "حرب الفوضى الخلاقة"، التي بدأت في مخيم نهر البارد، وفي نيويورك حيث تقرَّرت "محكمة الفصل السابع"، والتي ستَّتخِذ الخلاف المقبل على رئاسة الجمهورية وقودا جديدا لها. وهذا "التدويل" الزاحف يجب أن يثمر، في آخر المطاف، حلا لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، يتعادل فيه التوافق مع "رسالة الضمانات" مع الانتهاك لقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة الرقم 194.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هذا ما يقترحه بوش على طهران؟!
- هل هذا هو -الهدف الكامن-؟!
- -عين الرمانة- إذ انتقلت شمالا!
- -مبادَرة إسرائيلية- أم فخٌّ ل -المبادَرة العربية-؟!
- -ثقافة التميُّز-.. عندنا!
- أهو عام القضاء على القضية الفلسطينية؟!
- غزة.. ملثَّمون في حصان طروادة!
- -العودة-.. حقَّاً وحقائق!
- -صبيانية- ليفني في القاهرة!
- رأيٌ في رأي
- انتخابات أم تذكرة سفر إلى الماضي؟!
- -الحل- و-الاستقالة- خيارٌ ليس بالخيار!
- أوهام التفاؤل وحقائق التشاؤم!
- القانون الثالث لنيوتن.. من الميكانيكا إلى الدياليكتيك
- هذا القيد على حرِّيَّة الصحافة!
- -التناقض التركي- بين الديمقراطية والعلمانية!
- جيش العاطلين عن الزواج.. في الأردن!
- دمشق تُعْلِن -اكتمال التجربة الديمقراطية-!
- أوثانٌ ولكن من أفكار ورجال!
- هل من -فرصة حقيقية- للسلام؟!


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - أي -عفريت- سيَخْرج من قمقم -البارد-؟!