صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 1936 - 2007 / 6 / 4 - 07:04
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
نعود لتكملة ما قلناه بالحلقة السابقة فتسأل :
من أين وكيف حصل دكتور أسامة الغزالي حرب علي عدد من اللببراليين يكفي لتأسيس حزب ليبرالي ؟؟؟!!
ان خلاصة خلاصة العلمانيين واليبراليين المصرين هم الموجودن بالحزب الذي هو تحت التأسيس ولم يحصل بعد علي الموافقة – بعد أن رفض النظام البوليسي الحاكم منحهم موافقة علي اقامة حزب علماني ..
هؤلاء هم خلاصة العلمانيين والليبراليين بمصر .. – المرفوضين من النظام البوليسي الحاكم ! وبالطبع لن يخلو الأمر من وجود ليبراليين آخرين مستقلين .. لم ينضموا للحزب الذي هو لا يزال تحت التأسيس ويؤثرون الاستقلالية .. كما هو الحال بكل التيارات ، حيث يوجد : منتمون ومستقلون ..
ولكن خلاصة الليبراليين المستقلين الذين أحجموا عن الاشتراك مع أكبر تجمع ليبرالي ، من المستبعد جدا أن يقبلوا الانضمام الي حزب آخر اسمه الليبرالي المصري – يؤسسه الدكتور أسامه الغزالي ولو كان شريكه هو الدكتور يحي الجمل ..
فان كان هذا الحزب الذي أسسه الدكتور أسامة الغزالي – والمسمي الحزب الليبرالي المصري – قد تأسس بعيدا عن الخلاصة من الليبراليين والعلمانيين ، فتري( مع كامل احترامنا لكل من الدكتور أسامة الغزالي وللدكتور الفقيه القانوني الجليل / دكتور يحي الجمل ، ولأصغر واحد في قائمة المؤسسين .. ) .
:هل تأسس من كناسة الليبراليين ؟!! أم من الأشباه والمدعين لليبرالية ؟!!
هل يمكن تبرئة الأصابع الأمنية للنظام البوليسي الدكتاتوري الحاكم من لعبة قيام ذاك الحزب ..
ولماذا نستبعد أن الأصابع الأمنية تلك تستدرج قانوني وسياسي جليل كالدكتور الجمل لأجل مسخ تاريخه وتحطيمه مثلما مسخت وحطمت رموزا سياسية معارضة من قبل ، لكي لا يبقي علي الساحة السياسية سوي عصبة اللصوص الحاكمين والمتحالفين مع النظام البوليسي القائم ..؟ كيف نستبعد ذلك يا دكتور الجمل ..؟ وهم الذين دمروا رجل قانون كبير وسياسي كبير وعميد سابق لكلية الحقوق .. زميلك القنوني " دكتور نعمان جمعة " بعدما فجروا له الحزب من الداخل بالفتن التي دأبوا علي خلقها بداخل أحزاب معارضة النظام دون أن يتعظ حزب مما حدث لغيره ؟؟!! وهكا أنهوا الوجود والتاريخ السياسي بأكمله للدكتور نعمان جمعة نهائية مخجلة وبدراماتيكية بالغة..!
وهل أعد جهاز أمن النظام البوليسي خطة الانتقام من دكتور أسامة الغزالة حرب الذي تجرأ وتمرد علي حزب النظام الحاكم – الحزب الديموقراطي الذي هو مجرد نقابة للصوص ونادي لتجار المخدرات والمهربين وغاسلي الأموال غير النظيفة ، و " مائدة رحمن " ، للانتهازيين والوصوليين والأفاقين السياسيين من الأكاديميين ، كعلي الدين ، وجمال الدين ، وعودة ، والفقي ، وغيرهم ..
وكيف يا تري أعدوا العدة للدكتور الغزالي حرب ، لتأديبه وتحطيمه ، الذي خططوا لاقامته ومنحوه الموافقة بسرعة غير طبيعية ، وتركه هو وحزبه كأعجاز نخل خاوية كما هو حال حزب الغد ؟؟!!
وهل سينفذوا له نفذ خطتهم في تحطيم دكتور أيمن نور ؟ تلفيق تهمة تزوير توكيلات والزج به في السجن لتعلق به كافة أنواع الأمراض وينتهي أمره ؟! أم يدخرون له خطة أخري للانتقام منه والقضاء عليه ؟!
الاحتمال الأخير( الفرصة الأخيرة للنظام ..) :
هناك احتما في أن يكون النظا الفاسد القائم قد استيقظ من غفوته ، وانتبه الي أنه – ومصر كلها – علي كف عفريت .. بعد أن بلغت للحلقوم .. وساء الحال بمصر والمصريين الي حد لم يبق معه الا الانفجار ، ولم يعد للنظام من حماية بالداخل سوي البوليس والعسكر وهذان عندما تقوم القيامة علي النظم الفاسدة يتخلون عن النظام بشكل لم يكن يتصوره ! والتجارب كثيرة – شاه ايران وغيره - ، أما ان كان النظام يتخيل حماية له من الخارج .. فان أمريكا ودول الغرب تعرف جيدا النظم الآيلة للسقوط مهما كانوا حلفاء لها ، تتنكر لهم تماما وكان الشاه كأقرب مثال هو رجلهم في الشرق وصديقهم المقرب ..
لعل النظام البوليسي في مصر قد أفاق وأدرك أن الاخوان المسلمين الذين ترك لهم الحبل علي الغارب من سنوات بعيدة قد صار لهم أنصار ومؤيدين ومتعاطفين ليس وحسب بنقابات الأطباء والمهندسين والصيادلة وبالتعليم .. وانما بالشرطة والأمن و.. و (الجيش : ذاك الذي لا تبدو فيه ثمة نبضة حياة أو حياء .. )
ومن الممكن جدا أن تنقلب الأمور بين عشية وضحاها .. وحينها ستؤول مقاليد الحكم للاخوان الذين سوف يعلقون رموز النظام بالمشانق وسينتقموا منهم شر انتقام .. سيعلقوا الشاذلي في مشنقة ليس من رقبته وانما من كرشه ..! .ز، وسيطبقوا حد الحرابة – بالسيف – ذبحا في كل من حسني وأولاده ، والعادلي وسرور، وكل أعوان مبارك فالقائمة تطول والاخوان دمويون كالخميني وسيشربوا من دماء النظام ورجاله وأمنه شربا بالآلاف – كما فعل الخميني ..
يلتسين هو الحل .. يلتسين هو الحل ( لمأزق النظام ) ... :
ولعل النظام حسني مبارك وعصابته قد اتعظوا مما حدث لصدام ..
واستفادوا من التجربة الناجحة والعاقلة ل يلتسين : الرئيس الروسي السابق ، الذي بعد أن تعقدت الأمور في يديه وساءت أحوال البلاد .. لم يكابر أو يتكبر ، وانما سلم السلطة الي " بوتين " –الذي هو الرئيس الحالي - ، وأخذ عهدا بعدم الملاحقة القانونية وعدم فتح ملفات تجاوزاته لضمان عدم محاكمته ..
وبالفعل تم له ما أراد وسلم السلطة بهدؤ وبأدب وبقي ببلده ، فلم يحاكم ولم تقطع رقبته علي ما ارتكبه ، وعاش ومات في بلده ودفن في بلده .. وجنب بلده مزيدا من الشقاء علي يديه لو استمر بالحكم .. ..
فلو فعلها حسني مبارك وعصابته كما فعل يلتسين ، وسلموا السلطة بهدؤ لحزب ليبرالي – ليبرالي ولو بالنوايا - دكتور أسامة الغزالي ، ودكتور يحي الجمل .. بضمان عدم الملاحقة القانونية وعدم فتح ملفات النظام ..
لاتقوا شر سقوطهم وسقوط مصر في يد الاخوان وشر مذابح سيعدها الاخوان لهم لو آلت السلطة للاخوان ، ويقوا مصر كلها شر دمار وخراب تام يمكن أن يحدث علي أيادي الاخوان باعادتها للقرن الخامس عشر الميلادي..
لو خطا النظام الحاكم في مصر تلك لخطوة فانه بانه بالتأكيد قد اختار طريق السلامه لأفراده ولمصر ، فأسامة الغزالي حرب هو عضو سايق بالحزب ، وسوف يحافظ علي العهد والوعد بعدم الملاحقة القانونية ، وتعطي الفرصة له وللدكتور يحيي الجمل – رجل القانون والسياسة – لاقامة مجتمع مدني علماني يظلل جميع المصريين بظلال الوطن في عدالة ومساوة لتكون مصر للجميع ويكون الدين لله – في قلوب المؤمنين به وفي معابدهم فقط
وعمل دستور عصري جديد ، وتنقية القوانين مما هو مخالف للحريات والقوانين الدولية لحقوق الانسان ..
علي ألا ينسي الدكتور الجمل – أستاذ القانون الدستوري – أنه هو القائل ذات مرة في حديث صحفي : ان الدولة ليست لها دين لأنها مجموعة مؤسسات ، وأن النص في دستور علي دين معين هو الدين الرسمي للدولة ، انما هذا نفاق شعبي ..
يجب ألا ينسي الدكتور الجمل هذا القول .. لمجرد اقترابه من السلطة علي رأس حزب حديث الولادة .. يجعله يقول في المؤتمر : نحن نؤمن بالله .. .. (!!!)
ونحن يا دكتور لا نعلم شيئا عن صدق أو عدم صدق ايمانك بالله .. الله وحده يعلمه .. فخل ايمانك في قلبك ، لا نطلبه منك ولا نريده وانما نريد عملا ينهض بمصر ..
لا نريد ايمانك لا أنت ولا غيرك خليه لله ومع الله ومع نفسك وفي قلبك ..
نحن نريد من يفتح فرص عمل حقيقية منتجة لملايين الشباب العاطلين في مصر ..
نحن نريد من يؤمن سكنا لائقا وصحيا لكل عائلة وشاب في مصر ..
نحن نريد من يهييء ويكفل لكل عانس من 9 ملايين عانس من أبناء وبنات مصر .. حق الحياة كما القطط وكما العصافير وكما كل الآدميين وكما كل الكائنات التي خلقها الله ..
نحن نريد من يؤمن لشعب مصر حياة خالية من التلوث ليتوقف وباء الأمراض الخطيرة الذي أصاب ملايين المصريين – من فشل كلوي والتهاب كبدي وبائي وسرطان ..-
نحن نريد أن يأمن المواطن علي كرامته في بلده فلا تنتهك كرامة المصري في قسم شرطة ، ولا علي يد أعرابي جلف يعبث في مصر ويستعين بحياة وكرامة شعبها بنقوده التي يرتشي بها المسئولين ..
هذا ما تريده مصر وشعبها يا دكتور يحيي الجمل ..
أما ايمانك فخليه لك – بينك وبين ربك – لا شأن لنا به ، ربنا يبارك لك فيه ويزيده ويضاعفه أضعافا مضاعفة ..
مصر تريد عملا ينقذ شعبها ويهييء حياة كريمة لشبابها .
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟