رواء الجصاني
الحوار المتمدن-العدد: 1937 - 2007 / 6 / 5 - 06:42
المحور:
الادب والفن
تميّزت سبعينات القرن الماضي، وهي سبعينات الجواهري في آن، بأحداث جمة ذات صلة مباشرة بالشاعر والوطن... فقبيل ابتداء ذلك العقد "التاريخي" بفترة وجيزة، كانت العودة إلى البلاد بعد سبعة أعوام من الغربة... وبعيد انتهاء العقد ذاته، وبأسابيع قليلة، عاد الجواهري إلى الاغتراب مرة تالية وأخيرة...
ومثلما تفاءل كثير من أبناء البلاد وشخصياتها وقياداتها في السبعينات الماضية، ومطلعها خصوصاً، تفاءل الجواهري بأن يشهد العراق استقراراً ونهوضاً، فيريح فيه الركاب "من أين ومن عثر" بعد "جيلين" من الأخطار والمهالك والتضحيات... ولكن ذلك التفاؤل سرعان ما خبت جذوته، فأخذ الشاعر ينبه من بوادر انهيار البلاد وسيادة الظلام والحروب والعنف، واستمر محذراً دون أن ينجح في أن يسمع حياً...
وفي رحاب الشعر شهدت سبعينات القرن العشرين ولادة أزيد من خمسين قصيدة ومقطوعة نظمها الشاعر الكبير في السياسة والفكر والحياة، ولعل من أهمها (في ذكرى عبد الناصر 1971) و(يومان على فارنا 1973) و(تحية ونفثة غاضبة 1974) و(وسجا البحر 1977) و(فتى الفتيان 1977).
وفي أعوام السبعينات ذاتها، ترأس الجواهري مجدداً اتحاد الأدباء في العراق، وإن بشكل رمزي هذه المرة، مقارنة برئاسته الأولى عام 1959... كما مثل البلاد في أكثر من فعالية ثقافية عربية وعالمية ومنها مؤتمر الأدباء والكتاب العرب الثامن (دمشق 1971) والمؤتمر التاسع (تونس 1973)، فضلاً عن بعض فعاليات مجلس السلم العالمي الذي كان الجواهري ضمن مؤسسيه في أربعينات القرن العشرين... وقد أثارت هذه الوقائع، والمكانة المرموقة للشاعر العظيم، غيظ "شعراء" و"أدباء" عرب وعراقيين، فحاولوا "هز دوحه"، فلم يقصرْ الجواهري ولم يطلْ "الناقدون" و"النهاشون"... وقد حصدوا ثمن تجاوزاتهم "خلوداً" لا يحسدون عليه في قصائد خالدة!
وعلى الصعيد الشخصي، يمكن أن نذكر أن شاعر الوطن قد امتلك – لأول مرة في حياته - وهو في سبعينات العمر، داراً بناها بالاقتراض،... كما شهدت تلكم السنون، ولأول مرة أيضاً، صدور المجموعة شبه الكاملة لديوانه، بسبعة أجزاء تعدت (2650) صفحة من القطع الكبير، وبإشراف نخبة مـن رجـالات الأدب واللغة: د. مهدي المخزومي، ود. علي جواد الطاهر، ود. ابراهيم السامرائي، والاستاذ رشيد بكتاش...
... وأخيراً، وقبيل الانتهاء من هذا الايجاز، أدعي أن عقد السبعينات الماضي، وكما كان مليئاً حقاً بالأحداث والمتغيرات، فقد حفل أيضاً بعطاءات ثرية للجواهري: قصائد ومواقف فكرية وانسانية متنوعة المقاصد والأهداف.
#رواء_الجصاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟