أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - صلاح الأنصارى - من يحمى العمال














المزيد.....

من يحمى العمال


صلاح الأنصارى

الحوار المتمدن-العدد: 1936 - 2007 / 6 / 4 - 11:22
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


تكررت فى الاونة الاخيرةأضرابات العمال فى عدد من المصانع فى مصر وخاصة مصانع الغزل والنسيج ,وكان الانطباع الغالب والخاطىء-أن هذه الاضرابات مجرد حوادث متفرقة لا رابط بينها سواء من حيث توقيتها او طبيهة النشاط الصناعى -كما انها بدت متفرقة فى بواعثها وفى المطالب التى تحركت من أجل تحقيقها

ولكن تكررت هذه الاضرابت على مدى عشرين سنة مضت وتفاقمهافى هذه الايام لم يثبت أن كشف عن نمط واحد يجمعها وكان لابد أن يلفت نظر النقابين الرسميين ويثير فضولهم بأنهم لا يواجهون أحداث متفرقة لا رابط بينها وأنما يواجهون ظاهرة تستحق وقفة علمية وامينة لدراستها والتصرف بشأنها كما تقضى الاعراف النقابية .

بعيداًعن المسكنات (منحة هنا وهناك)أو زيادة الاجور المتغيرة واِعادة النظر فى الرعاية الصحية وغيرها من الخدمات وهى -من ناحية تانية-لم تنشأ نتيجة لمنزعات حول مطالب جديدة أو أضافية للعمال,وانما قامت فى الغالبية العظمى من الحالات من أجل حقوق متراكمة ومعترف بها ,ولكن طال أنتظار العمال لتنفيذها,كما طال التقصير الادارى والنقابى فى تسويتها .

ومن ناحية ثالثة -لوحظ أن أغلب حالات الاضراب كانت أما نتيجة لتحرك تلقائى من جانب القواعد العريضة للعمال ,أو بفعل قيادات عمالية طبيعية غير الرسمية خارج أطار القيادات النقابية الرسمية ,هذه القيادات الطبيعية وهم من درجت الجهات المسئولة وبعض الصحف وحتى التنظيم النقابى على تسمايتهم (بالراسبين فى الانتخابات)وكانو من قبل يسمونهم بالشيوعيين او القلة المارقة و أخر وصف للمساندين الحركة العمالية فى أحقايتهم لمطالبهم ,المحرضون وغير الشرعيين الى أخر تللك المسمايات والاتهامات التى تحاول صرف الانظار عن الازمة الحقيقية فى العلاقة بين التنظيم النقابى والعمال وكذا العمال والادارة وفقدان الثقة المعلن من العمال .

ومن ناحية رابعة- كان تحرك النقابات العامة والاتحاد العام لنقابات العمال اِزاءهذة الاضرابات تحركاً ذيلياًومتأخراً لحل الازمة والشىء الغريب حقاً, كانت المنازعات موضوع الاضرابات فى معظم الحالات يتم التعهد عليها من قبل وزارة القوى العاملة والاتحاد العام بالوصول الى قرارات وحلول جزئية يتم أبلغها للعمال وكأن التنظيم النقابى يلعب دور الوسيط فى مفاوضات الادارة والوزارة المعنية من جانب ومفاوضة العمال من جانب أخر ..

ولان الحلول جزئية فأن الاضرابات لا تنتهى بل تصل الى الاضراب عن الطعام وهو أمر جديد فى المنازعات العمالية, لان العمال طال انتظارهم لتحقيق مطالبهم شهوراً بل سنوات طويلة وأن جوهر النزاع لم يكن مستحيلاً أو مستعصيأعلى الحل ..

واِذا أضرب العمال وهو حقهم المشروع, فأن التفسير الجاهز:

العمال بيعطلوا الانتاج وبيخسروا الشركات..وتضر بالاقتصاد الوطنى ولكن فى الحقيقة لابد أن نعترف بأن أدارة الوحدة الانتاجية فقدت الكثير من سلطاتها وصلاحيتها المتصلة بأصدار القرارات فى شئون العاملين وأصبح أسلوب اِحالة سلطة أصدار القرار الى المستوى الاعلى ممثلاً فى الشركات القابضة أو فى الاغلب الاعم موافقة الوزير المختص ومن ناحية أخرى غلبت الشكلية الجوفاء على تمثيل العمال فى مجالس الادارات وبدا هذا النظام وكانه قد أفرغا من مضمونه الحقيقى ,كذا فقدت القواعد العمالية فى المصانع ,قناة من أهم قنوات التأثير فى صنع القرار الادارى , لان الادارة بدورها فقدت سلطة أصدار القرار وتفاقمت عزلة القيادات النقابية فى مستوى اللجان النقابية وتقوقعها فى المجال الخدمى والترفيهى لفقدها الشخصية الاعتبارية وأصبحت مجرد صندوق لجمع الاشتراكات واِحالة حصص النقابة العامة وأتحاد العمال منها والصرف على الانشطة من خلال موارد هزيلة وأمتيازات مهينةواِزاء هذه الاوضاع فى وضع أطراف علاقات العمل لم يعد هناك مفر من تراكم الحقوق وتفاقم المشاكل وغياب مفاوضة جماعية حقيقة لتعديل اللوائح والنظم التى أصابها الجمود والتى لم تعد تتلائم مع الارتفاع المستمر فى الاسعار فكانت الاضرابات الاخيرة بعضاً من أفرازاتها .

وفى مواجهة هذه الاوضاع نشأت قيادات عمالية بديلة غير رسمية-يصنفها البعض على أنها غير شرعية -هذه القيادات التى يسمونها غير شرعية .أثبتت قدرتاه على جمع الاف التوقيعات لسحب الثقة من اللجنة النقابية بشركة غزل المحلة على سبيل المثال والتى اثبتت قدرتها على التفاوض المباشر مع التنظيم النقابى الرسمى واثبتت قدرتها على تنظيم أضرابات تتجاوزالاسبوع والاسبوعين فى صمود رائع وفى ظل معايشة للعمال وأحساس صادق بهمومهم والتعبير عن مصالحهم.

أن عمال النسيج فى مصر فى حاجة ماسة الى مفاوضة جماعية وعقود عمل جماعية بين طرفي الانتاج وليس بلوائح سابقة التجهيز تفرض عليهم ..ان التغير الكيفى فى تحركات العمال من شأنه أن يرتقى باوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية عبر مفاوضة جماعية تحقق لهم ما يصبون اليه..



#صلاح_الأنصارى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قوات الاحتلال الإسرائيلي تغلق مقر اتحاد نقابات العمال في الق ...
- نقابة المعلمين تستنكر الاعتداءات على الكوادر التربوية
- إضراب شامل يشل الأراضي الفلسطينية المحتلة ومظاهرات تطالب بإن ...
- نقابة عمال الرعاية الصحية راضية بالاتفاق الجديد
- الضفة الغربية المحتلة: إضراب شامل يشل الأراضي الفلسطينية تضا ...
- وزارة المالية تعلن صرف رواتب الموظفين اليوم
- بيسنت: تسريح العمال على المستوى الفيدرالي سيساعد في ملء الوظ ...
- إضراب شامل يشل الأراضي الفلسطينية للمطالبة بإنهاء الحرب
- الاتحاد العام التونسي للشغل: ثالوث الاستقلالية والديمقراطية ...
- غموض يهيمن على مصير جداول 2025.. إجراءات إدارية أم تقشف مبطن ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - صلاح الأنصارى - من يحمى العمال