أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - هي كانت كذا وكذا قبل 30 عاماً














المزيد.....

هي كانت كذا وكذا قبل 30 عاماً


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 1939 - 2007 / 6 / 7 - 08:26
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


إن كانت المرأة التي لم تبتلَ بسوء السمعة هي محط أنظار الكثيرين، يحللون شخصيتها، يفسرون سلوكها بالطريقة التي تروق لهم، حتى لو وصل الأمر إلى قذف المحصنات وحد الرأي الظالم وتشويه السمعة، فكيف بالمرأة التي ابتليت حقاً بسوء السمعة!!.


ثمة سمعة سيئة مثل دخان بفعل نار، لكنها سمعة لا تُبقي على الوطأة ذاتها إن تعلقت بالرجل أو بالمرأة في مجتمعاتنا الشرقية. كأن " الذكر " وسوء السمعة خطان متوازيان لا يلتقيان، بينما هي تتقاطع مع خط "الأنثى"، وهذا يُضاف إلى الظلم المُنْصب عليها. ليس في الأمر ضرب ٌمن مبالغة،فالفتاة التي تتعرض للاغتصاب، مثلاً, وشاء القدر أن تظل على قيد الحياة من دون أن يطالها حكم الإعدام الجائر، تظل هي الحدث الذي يتردد على ألْسنة الكثيرين، من دون أي اعتبار لكونها الضحية، والجاني كأنه في حل مما فعل. لعل حادثة الأغتصاب تظل مالئة أفواه كثيرة، وقد تغادر الضحية المكان فيما القصة لا تبرحه.

الأنثى الضحية، إذنْ، هكذا حالها. ما بالكم بامرأة وُشمت بسوء السمعة حقا ً ووفقا ًلأفعال ارتكبتها برغبتها منذ مدة طويلة وارتدت عنها وعادت إلى نفسها السوية وفطرتها السليمة!! قد يبدو من المستحيلات أن يغفر لها مجتمعها، فيما خالقها غفار للذنوب. سوء السمعة هذه تمس, آونة كثيرة، أخريات من عائلتها، فقد تؤخذ فتاة بوزْر شقيقتها، وكذا الأبنة والوالدة وغيرهن.

كثيرا ما حدث أن تُلاحَق َ طالبة مدرسة أو جامعة، وتحاصَر موظفة بسمعة فعل لم ترتكبه، إنما هو من فعل الشقيقة أو ابنة العم...... ولطالما حدث أن تركت تلك الطالبة مقعد دراستها بلا إياب, أو برحت الموظفة مكان عملها بلا رجعة، لما في ذلك من رحمة لها على أن تبقى محط الهمز واللمز ممن يحيط بها ويختلط معها. قد يصل الأمر حتى إلى عدم تعريفها باسمها، إنما بالقول هي شقيقة من فعلت كذا، أو ابنة عم من قامت بكذا!!.

من الصفات التي تتحلى بها المجتمعات الشرقية عموماً، عدم نسيان الأخطاء، وتحديدا هنا أخطاء النساء، علما ً أن الخطأ ليس مطلقا ً وهو رهن بثقافة كل مجتمع وفقا ً لمنظومة الصواب والخطأ التي يعتنفها بما في ذلك حسن السلوك وسوؤه. وليس المقصود هنا ما كان بيّناً من حلال أو حرام. إن حكم المجتمع على أحد أفراده، غالباً ما يكون مرجعه الثقافة السائدة وليس الشريعة السماوية. بناء على ذلك، يمكن للمرء أن يتخيل السنوات التي ستعمّرها قصة ٌ, بطلتها " أنثى " شرقية، حدثت، مثلا ً، قبل ثلاثين عاماً.

أحياناً يطغى اسم "الأنثى الحدث" على بلدها،فيُعَرّف به، ويُقال بلد الأنثى التي فعلت كذا وكذا حتى لو غادرتها. الأمر عينه قد ينطبق على عائلتها أو قبيلتها فتصبح عائلة أو قبيلة الأنثى الفلانية. حتى من بعد ارتدادها عما فعلت، وإعلان "توبتها" على الملأ، فإن ذلك لن يشفع لها و يضع حدا لألسنة الناس التي ستلاحق حتى بناتها وحفيداتها،ويقول البعض هي حفيدة "الأنثى" الفلانية.. جدتها كانت كذا وكذا قبل ثلاثين عاماً. هنا لا يصح القول "فرخ البط عوام".



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو خطبت فتاة شاباً !!
- لاجئة فلسطينية... وما العيب !!
- رصاصتان لكل فلسطيني
- نانسي و تدمير منزل


المزيد.....




- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - هي كانت كذا وكذا قبل 30 عاماً