أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - إدريس ولد القابلة - مذكرات الاعتقال السياسي - الحلقة الثانية - من الخميسات إلى القنيطرة














المزيد.....

مذكرات الاعتقال السياسي - الحلقة الثانية - من الخميسات إلى القنيطرة


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 588 - 2003 / 9 / 11 - 03:22
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


نقش على جدران الزنازين


اعتقلت على يد الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بمساعدة أشخاص تابعين للأمن بمدينة الخميسات والقنيطرة. في أحد الأيام الخريفية بالخميسات استدعاني مدير ثانوية موسى بن نصير ، حيث كنت أدرس الرياضيات ، لحضور اجتماع للمجلس التأديبي. بعد توديع المدير، وبمجرد وصولي إلى مخرج الثانوية، كان رجلان واقفين أمام الباب، يرتديان جلابيب صوفية وكانا منتصبين أمام الباب في وضعية تدعو إلى الاستغراب. عندما اقتربت منهما أتاني واحد عن اليمين والآخر عن الشمال إلى حد ملامستي. قال أحدهما ستأتي معنا خمس دقائق ثم تذهب حال سبيلك. وإذا بسيارة سوداء تستقر بجوارنا ويفتح بابها الخلفي، وكان بها شخصان، السائق وآخر مستقر بالمقعد الخلفي...دفعني الاثنان نحو الباب الخلفي المفتوح واستقر أحدها بجانبي والثاني المقعد الأمامي وانطلقت السيارة بسرعة البرق..خيم السكون على النظرات وكانت الأنفاس تسمع بوضوح غريب غير معتاد رغم ضجيج محرك السيارة..وقطع هذا السكون صوت أحد رجال الحال الغلاظ، وكانوا كلهم أقوياء البينة أجسامهم ضخمة أكثر من اللازم.

هل أنت فلان.
أنتم عارفون أنني هو أنا فلماذا السؤال؟
نطق السائق: راسو سخون هذا...دابا نشوفو واش غادي يبرد ولا لا ؟
قالها وهم بلكمي لكمة مباشرة إلى الوجه اصابت جبهتي فتألم، فهم الجالس على يمني بدوره للكمي فأوقفه المستقر على يساري قائلا:
" باركا..سوف تثيرون الانتباه، إنه معروف في الثانوية وفي المدينة.

" أين تأخذونني قلتها وأنا هادئ بمكاني دون حركة...ساد صمت ثم نطقت الكتلة اللحمية الضخمة التي كانت تنازعني جزءا من المقعد الخلفي.

لا علم لنا....قالوا لنا جيبوه فين ما كان وصافي...هذا كل ما في الأمر.


وما أن ولجت السيارة باب الكوميسارية حتى تحولت الكتلة اللحمية الضخمة إلى كائن آخر غير ذلك الذي كلمني بلطف منذ قليل، فشرع في السب والشتم والإهانة.

 تم اختطافي إذا واقتيادي إلى مخفر الشرطة بالخميسات وأودعت بمكتب دون أن يكلمني أحد رغم وجود رجال الحال بكثرة غير معتادة، وكلما سألت أحدهم كان الجواب واحدا:" عندهم ستعرف كل شيء..، وكان نفس الشخص هو الذي يجيبني في كل مرة، إنه أكبرهم سنا، أما الآخرون فلم ينبس أحدهم ببنت شفة ولو مرة واحدة.

 حضر أحد رجال الأمن بلباس مدنس، أصدر أوامره لأحد الحاضرين فأخذوني مرة ثانية إلى السيارة تحت جنح الظلام..ركبت بالمقعد الخلفي محاطا بشخصين غير اللذين تكلفا باستقبالي أمم باب الثانوية..تحركت السيارة فتبعتها أخرى..بعد لحظة قصيرة أيقنت أنهم يتوجهون إلى مقر إقامتي بالخميسات لا محالة للتفتيش.

 أين هي غرفتك ؟....أشرت إليها صامتا.

 افتحها سنقوم بتفتيشها..وقلت لهم: هل لديكم أمر رسمي بذلك..قبل أن أنهي كلامي صفعني أحدهم...أراد إعادة الكرة فرفعت يدي المكبلتين لصده فانقض علي ثلاثة من الحاضرين..اتجهوا مباشرة إلى الركن الذي توجد فيه الكتب والأوراق واستمروا في تقليبها والعبث بها أكثر من ساعة...أخدوا بعض الكتب والأوراق المرقونة والمخطوطات من ضمنها أعداد من نشرة ّ إلى الأمام " ونشرة " الشعلة " وهو منبر خاص بالنقابة الوطنية للتلاميذ آنذاك وبعض أعداد نشرة " الوحدة " وهي نشرة داخلية لمنظمة " إلى الأمام" تعنى بالتنسيق مع فصائل الحركة الماركسية اللينينية المغربية..وفي كل مرة كان يعثر أحدهم على وثيقة مهمة كان يسألني:" هذا أشنو "؟ لكنني أدركت عقم المناقشة والرد وفضلت الصمت، وكلما استمر صمتي زاد غيظ رجال الحال وكثرت توعداهم....وعلمت هول ما ينتظرني وحاولت جاهدا لأستعد نفسيا باستحضار تعليمات كتيب " كيف تواجه القمع البوليسي ؟" الذي كان أعده الرفيق عبد الرحمان نودا والذي كان مثالا رائعا في الصمود بدرب مولاي الشريف.

 



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقش على جدران الزنازين مذكرات الاعتقال السياسي - الحلقة الأو ...
- - مجرد إطلالة على فكر الدكتور -المهدي المنجرة
- وقفات على أرض الواقع المغربي
- الفقر وما أدراك ما الفقر ببلادي !
- رأي في الحركات الإسلامية بالمغرب
- المواطنة و الديموقراطية
- المحاكمة العادلة المعايير المتعارف عليها دوليا
- الـصحـافـة وتـطـورهـا - لـمـحـة خـاطـفـة
- أمية الأمس ليست هي أمية اليوم
- وقفات على أرض الواقع المغربي
- إشكالية الماء في العالم
- العروبة و الإسلام
- تاريخ الإرهاب ضد الصحافة المغربية
- الثورة المعلوماتية و الاتصالية : تعميق الهوة بين التقدم و ال ...
- الجنس....المال ....العاطفة أساليب الموساد في تجنيد عملائها
- المقاطعة ….والمصالح الإسرائيلية ببلادنا
- منظومة الرواتب والأجور إلى متى هذا الحيف ؟
- العلاقات الإنسانية
- الإصـلاح الاقـتـصـادي ومـدلـولـه
- أضرار النشاط الريوعي على البلاد و الاقتصاد و العباد


المزيد.....




- إسرائيل تقصر الاعتقال الإداري على الفلسطينيين دون المستوطنين ...
- بين فرح وصدمة.. شاهد ما قاله فلسطينيون وإسرائيليون عن مذكرات ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بحرب الإبادة في غزة ولبن ...
- 2024 يشهد أكبر خسارة في تاريخ الإغاثة الإنسانية: 281 قتيلا و ...
- خبراء: الجنائية الدولية لديها مذكرة اعتقال سرية لشخصيات إسرا ...
- القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في ...
- شاهد.. حصيلة قتلى موظفي الإغاثة بعام 2024 وأغلبهم بغزة
- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...


المزيد.....

- ١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران / جعفر الشمري
- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - إدريس ولد القابلة - مذكرات الاعتقال السياسي - الحلقة الثانية - من الخميسات إلى القنيطرة